الرئيسية » مقابلات
الدكتور محمد برادة سوني

الدار البيضاء ـ الزهرة غانم

يعيش الشباب على إيقاع "الموضة"، التي تتخذ في بعض الأحيان مجالات تؤثر على الصحة وبسبب الثورة المعلوماتية والتواصل بين الشعوب، نجد الشباب يتفننون في تغيير إطلالاتهم بواسطة الوشم، تارة على الوجه أو الدراع، وتارة أخرى في مناطق داخلية في الجسم.

وحذّر أخصائي الجراحات التجميلية في الدار البيضاء، الدكتور محمد برادة سوني، من الأضرار الصحية للوشم.
وأضاف برادة لـ"المغرب اليوم"، أن الوشم هو نوع من التغيير في لون منطقة معينة في الجسم. وقد تكون المنطقة المغطاة كبيرة (أحيانا توضع الأوشام على الجسم بأكمله)، أو صغيرة. وذلك حسب رغبة المستوشم أو المستوشمة، لافتًا إلى أنه يتم وضع الوشم بتعمُّد إحدث نوع من الثّقوب في الطبقة السطحية للجلد، على مستوى البشرة، حتى يسيل الدم، ثم توضع مادة ملوِّنة لصبغ المنطقة المراد وشمها. وتُحدَث الثقوب حسب الشكل والزخارف المتفق عليها.
وأشار إلى أن ظاهرة الوشم مرتبطة بمعاناة هذه الفئة من الشباب من اختلالات نفسية وسلوكية، ترتبط بالدرجة الأولى بفقدانهم للثقة في أنفسهم وفي علاقاتهم مع الآخرين. وهنا يبرز دور الأهل بقوة، حيث يجب على الوالدين استعادة دورهما التوجيهي خصوصًا  خلال مرحلة البلوغ والمراهقة، بدلا من الانشغال عن أبنائهم وبناتهم بالغرق في المسؤوليات المهنية والعلاقات الاجتماعية البعيدة عن الوحدة الخطيرة التي يعيشها أبناؤهم.
وتابع برادة حديثه "عندما يزورني شاب أو شابة لإزالة الوشم، أو لمتابعة الحالة بعد ظهور التهابات ما، فإن حديثه عن الوشم يكون مرتبطا بموقف معين يتعرض له أو ظرف حياتي أو عاطفي يعيشه. فقد يوضع الوشم للتعبير عن الارتباط بين شاب وشابة، حيث يضع قطرات من دمه على جرحها وتضع قطرات من دمها على جرحه، ثم يطمر الاثنان الجروح بمادة من اللون ذاته ويكون الوشم الذي يختاره الاثنان هنا له علاقة بعالم الحب".
واسترسل حديثه بالقول "في بعض الحالات يوجد وشم يدل على العنف القريب من عالم الإجرام بمنطقة بارزة من جسم الشاب أو الشابة مثل الذراع أو العنق. وأحيانا أخرى يزورني شاب أو شابة لإزالة وشم له إيحاءات دينية يكون قد وضعها في فترة معينة للتباهي أو التقليد الأعمى. والمهم هو أن معظم أنواع الوشم توضع في حالات نفسية أو اجتماعية غير سوية".
وأبرز أن البشرية تعرفت على الوشم قد عرف منذ آلاف السنين واستخدمته الشعوب القديمة لعدة أغراض في الماضي، فقد ارتبط الوشم بالديانات الوثنية التي انتشرت شرقاً وغرباً كحامل لرموزها الدينية وأشكال آلهتها، كما استخدم كتعويذة ضد الموت وضد العين الشريرة وللحماية من السحر، كما عرفته العقائد البدائية كقربان لفداء النفس أمام الآلهة، واستخدمه العرب كوسيلة للزينة وللتجميل ورمز للتميز في الانتماء إلى القبيلة، وأستخدمه المصريون القدماء كعلاج ظناً منهم أنه يمنع الحسد.
وبيّن برادة أن هناك جملة من الأضرار الصحية جراء الوشم، تصل إلى حد الإصابة بسرطان الجلد أو تلوث الدم، وذلك بسبب استعمال مواد كيماوية قد تكون بعضها من النوع الخطير، خصوصًا مع انتشار استعمال مواد تجميلية ملونة غير معروفة المصادر. كما أن الشباب الذين يضعون الوشم قد يتعرضون لعدد من أنواع العدوى، عندما يكون المحل الذي تم وضع الوشم فيه غير مرخص أو يستعمل مزاول الوشم مواد وأدوات غير معقمة، أو يستعمل الإبر لعدة أشخاص، بسبب عدم مراقبته من طرف الجهات الحكومية. 
ولفت إلى أن هناك حالات انتقلت فيها عدوى فيروسات الكبد الوبائية (ب، س، د) أو داء الإيدز، إضافة لأنواع كثيرة من التسممات التي قد تنتقل من الجلد إلى الأعضاء الحية للجسم، وقد تصل إلى حد حدوث الوفاة لعدم احترام القواعد الطبية المعروفة عالميا في هذا المجال. 
وقال إنه لا توجد خطورة إذا تمت إزالة الوشم بطريقة سليمة وبواسطة أخصائيين وباستعمال "الليزر"، فلا يوجد أي خطر في إزالة الوشم واستعادة اللون الطبيعي للبشرة.
وتحدث عن أن الكثيرين من حاملي الوشم على أجسادهم عندما يرغبون في إزالته يذهبون إلى معالجين غير مرخص لهم باستعمال "الليزر"، فَيوهم المعالج زبونه بأنه يستعمل "الليزر" في حين أنه يستعمل آلة تشبه الليزر وتدعى حوالي Lampe. أما آلة "الليزر" الحقيقية التي نستعملها كأطباء تجميل لإزالة الوشم والندوب من الجلد فيبلغ سعرها حوالي مليون درهم وأكثر. ونستعملها بكل أمان ودون مضاعفات كأطباء متخصصين في الجراحة التجميلية.
واختتم حديثه بالقول "الليزر يزيل الوشم بتفتيته من داخل الجلد مستهدفا النقط الملونة بدقة ولايترك أية مضاعفات. والنصائح التي نعطيها للشخص هي عدم الاستحمام بالماء الساخن لمدة ثلاثة أيام، واستعمال واقٍ ضد أشعة الشمس. أما البشرة فتعود وكأنها لم تكن موشومة في يوم من الأيام".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

فيديو لنقل مومياوات بمترو مصر يثير جدلاً كبيرًا
خبير طبي يؤكد أن التدفئة مهمة جدًا للأطفال الخدج
وزيرة الصحة الفلسطينية تؤكد أن الموت مصير المرضى بمشافي…
طبيب يحذر من أخطاء في التغذية تحفّز السرطان
باحث مصري يتوقع الوصول لعلاج للشيخوخة خلال 10 سنوات

اخر الاخبار

مظاهرات أمام منزل رئيس إسرائيل رفضاً لبراءة نتنياهو
ترامب يتواصل مع مادورو رغم التوتر وضربات الكاريبي
واشنطن تشنّ ضربات دقيقة على مخازن أسلحة داعش في…
مدير أمن السويداء يؤكد أننا نحاول وقف التصعيد قدر…

فن وموسيقى

تكريم حسين فهمي بمهرجان مراكش الدولي عن مسيرته الفنية…
نجاة الصغيرة تعود للأضواء بزيارة دار الأوبرا ومدينة الفنون…
تايلور سويفت تتحول إلى قوة اقتصادية عالمية تتجاوز تأثيرها…
تكريم الفنانة المغربية لطيفة أحرار في إفتتاح مهرجان أيام…

أخبار النجوم

خسائر فادحة تطال كنوز بيرين سات وكنان دوغلو بعد…
بعد نجاحه في ورد وشوكولاتة أبرز أعمال محمد فراج…
سعد لمجرد يعود للقضاء في قضية اغتصاب جديدة
عمرو عبد الجليل يعلن موعد اعتزاله التمثيل ويكشف الأسباب

رياضة

ميسي يصنع الفارق بتمريرة ساحرة رغم عدم تسجيله أهداف…
حكيمي يخضع لبرنامج تعاف مكثف استعدادا لدعم أسود الأطلس
أوباميانغ أكبر هدافي دورى أبطال أوروبا 2025
رمضان صبحي يواجه الإيقاف أربع سنوات مع استمرار حبسه…

صحة وتغذية

دراسة جديدة توضح علاقة الشعر الأحمر ببطء التئام الجروح
مجموعة من الحلول لمشاكل تواجهها البشرة عادةً في الصباح
أفضل الأوقات لتناول الزبادي لدعم صحة الأمعاء بشكل طبيعي
"10 أطعمة يفضل تناولها يومياً إذا كنت تريد العيش…

الأخبار الأكثر قراءة

نجاحات الصحة الإنجابية في المغرب تصطدم بالواقع الميداني
تحذيرات من مخاطر علبة واحدة يوميًا من المشروبات الغازية…
الفحص الدوري لوظائف الكلى وتحليل البول سنويًا يقي من…