الرئيسية » مقابلات
ارتفاع أعداد المصابين بالغضروف

غزة - حنان شبات

كشف أخصائي المخ والأعصاب الدكتور إيهاب أبو الخير، عن ارتفاع أعداد الإصابة بأمراض الغضروف العنقي "القطني" خلال الأعوام الأخيرة، لافتًا إلى أنَّ نسب الإنزلاقات الغضروفية وغيرها من المشاكل الصحية كانت قليلة جدًا بل وكان حدوثها نادرًا بسبب النمط الحياتي الحديث غير الصحي.

وأوضح أبو الخير في حديث إلى "المغرب اليوم" أن المرض الذي يطلق عليه بالعامية "الديسك" هو عبارة عن مجموعة من الغضاريف التي تكون جزء من العمود الفقري يكون موجود كي يعطي للعمود الفقري مرونته، وأن هذه الغضاريف تحتوي على مادة "غلاتينية" تحمي العمود الفقري وتمتص الصدمات، وحينما تنقص المادة المحيطة بالفقرة تتجه المادة "الغلاتينية" إلى الخارج لتضغط على الأعصاف الطرفية الخاصة بالعمود الفقري أو ما يسمى بالنخاع الشوكي"، مؤكدًا أن هذا ما يسبب الألم.

وأضاف أبو الخير: "إذا كان الثقل على الجهة اليمنى يكون الألم في القدم اليمنى وإذا كان الألم في الجهة اليسرى يكون الألم في القدم اليسرى أو ما يسمى بعرق النساء وأسبابه كثيرة ومتنوعة"، مشيرًا إلى أن أهم أسباب الإنزلاق العضروفي هي الجلسات غير الصحيحة أو كثرة الجلسات خاصة جلسة الكراسي، إضافةً إلى حمل الأشياء الثقيلة دون حذر والتي تتسب في الإنحنائات الخاطئة للظهر.

وأردف قائلًا: "هنا في غزة ينحني الشخص لرفع أشياء ثقيلة ما يسبب ضغطًا على الفقرات في أسفل الظهر، وبسبب طبيعة الوضع الاقتصادي الصعب في غزة نجد أن العامل يعمل يوماً ولا يعمل 10 أيام، بالتالي يصبح هناك ضعف في العضلات التي يعتمد عليها أثناء عمله، وحينما يعود للعمل بعد فترة ويستخدم العضلات ذاتها التي أصابها الضعف يصبح هناك ضغط على الغضروف".

وأشار أبو الخير إلى أن أعراض الغضروف العنقي تتمثل في آلامٍ في الرقبة تمتد حتى الأطراف العليا مصحوبةً بخدلان، أما الغضروف القطني فهو الموصول بالظهر وعلاماته تظهر بآلام شديدة في الظهر وتمتد للأطراف السفلى مع خدلان وعدم مقدرة على الوقوف لفترة طويلة أو المشي لمسافات طويلة، كما ويشعر المريض بتقلصات حادة في عضلات المؤخرة أو القدمين عند المشي، وقد يزداد الألم كما يضيف أبو الخير عند العطس أو السعال أو الضحك أو التمدد، كما وقد تضعف القدرة على التحكم في المثانة (التبول).

التشخيص والعلاج

ويذكر أبو الخير أن تشخيص الانزلاق الغضروفي يتم بعدة طرق منها صور الأشعة أو التصوير بموجات الرنين المغناطيسي "MRI "، بالإضافة لتصوير الأشعة المقطعية "CT"، مضيفًا " لو أجرينا فحوصات لمائة شخص من غزة وقمنا بعمل "MRI " سنجد عندهم غضاريف، لكن ليس جميعها يسبب ألم".

ويوضح أبو الخير أن الطريقة الأولى للعلاج تتمثل في إعطاء أدوية استرودية كـ"الكوتيزون" وغير الاسترودية المضادة للالتهابات ومضادات تيبس العضلات وذلك لفترةٍ من الزمن حتى تخف الأعراض ويحدد ذلك الطبيب المعالج، ويذهب أبو الخير إلى أن المصاب قد يحتاج للعلاج الجراحي إن لم يتم التحسن مع تلك الأدوية، حيث يقول "العلاج الجراحي يعتبر الحل النهائي للتحكم في الألم بعد عدم إعطاء العلاج الدوائي الهدف المرجو منه".

ويشرح عن التدخل الجراحي بالقول: "يتم شفط فتات الغضروف المنزلق أو من خلال استئصالها، حيث أصبح من السهل أن يجرى الطبيب الجرّاح العملية باستخدام بنج موضعي، ولا تستغرق الجراحة إلا ساعة أو أقل، وقد يقضي المريض بعض الساعات أو الأيام في المستشفى ثم يبدأ بالمشي بعد مضي 6 ساعات من انتهاء العملية الجراحية".

 

ويلفت أبو الخير إلى أن نسبة نجاح العملية الجراحية تعتبر عالية في هذه الأيام بسبب التقنيات الطبية الحديثة بالإضافة لمهارة الأطباء، حيث أصبح من النادر حدوث شلل للأطراف السفلية في حالة وقوع بعض المشاكل التقنية أثناء استئصال الغضروف المنزلق، ونوه إلى أن الفئة التي تزيد أعمارها عن سن الخميس هي من تعاني من الغضروف العنقي، مرجعًا ذلك إلى ضعف المرونة لمن هم في هذا العمر، فالعمر يتسبب بضعف الفقرات العنقية أو الفئات العظمية عند الإنسان.

واستطرد: "إن الأعوام الثلاثة الأخيرة شهدت إصابة من هم في سن 15 و 16 و 17 عامًا، وذلك بسبب الجلوس والوضعيات غير الصحيحة، خاصة مع قدوم عهد الحواسيب الحديثة، والتي يقضي عليها الكثيرون فتراتٍ تصل إلى 6 أو 8 ساعات وأحيانًا تصل لأكثر من 10 ساعات، وهذا ما أعتبره مرض العصر".

وتابع: "تبدأ هذه الأشياء بشد عضلي شديد ولا يذهب المريض في هذه الحالة إلى مراجعة الطبيب من البداية، ويتحول من شد عضلي حاد إلى شد عضلي مزمن وهو ما يتسبب بضغط على الفقرات أو الغضروف، بالتالي يخرج إلى الخارج ضاغطاً على الأعصاب، وهو ما يعاني منه سائقو السيارات ومن يجلسون بشكل غير صحيح".

النصائح

ونصح أبو الخير كل إنسان يكتشف إصابته بالغضروف ألا يشعر بالخوف، فهو يؤكد أن ليس جميعها يحتاج إلى جراحة ويقول أيضاً "انصح الجميع بأن يهتم بالرياضة لأنها مهمة جدًا وخصوصًا رياضة السباحة التي تعفي ممارستها مرة او اثنتين شهرياً من المعاناة من هذه الأمراض".

وشدد على ضرورة إتباع الوضعيات الصحيحة خاصةً عند الجلوس أمام الحاسوب، الذي يجب أن يكون صحيحًا بدرجة 90%، وعدم الجلوس لفترات، أو حني الرقبة للأمام وعدم التركيز في شاشة الحاسوب لمدة أكثر من نصف ساعة أيضًا.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

فيديو لنقل مومياوات بمترو مصر يثير جدلاً كبيرًا
خبير طبي يؤكد أن التدفئة مهمة جدًا للأطفال الخدج
وزيرة الصحة الفلسطينية تؤكد أن الموت مصير المرضى بمشافي…
طبيب يحذر من أخطاء في التغذية تحفّز السرطان
باحث مصري يتوقع الوصول لعلاج للشيخوخة خلال 10 سنوات

اخر الاخبار

مظاهرات أمام منزل رئيس إسرائيل رفضاً لبراءة نتنياهو
ترامب يتواصل مع مادورو رغم التوتر وضربات الكاريبي
واشنطن تشنّ ضربات دقيقة على مخازن أسلحة داعش في…
مدير أمن السويداء يؤكد أننا نحاول وقف التصعيد قدر…

فن وموسيقى

تكريم حسين فهمي بمهرجان مراكش الدولي عن مسيرته الفنية…
نجاة الصغيرة تعود للأضواء بزيارة دار الأوبرا ومدينة الفنون…
تايلور سويفت تتحول إلى قوة اقتصادية عالمية تتجاوز تأثيرها…
تكريم الفنانة المغربية لطيفة أحرار في إفتتاح مهرجان أيام…

أخبار النجوم

خسائر فادحة تطال كنوز بيرين سات وكنان دوغلو بعد…
بعد نجاحه في ورد وشوكولاتة أبرز أعمال محمد فراج…
سعد لمجرد يعود للقضاء في قضية اغتصاب جديدة
عمرو عبد الجليل يعلن موعد اعتزاله التمثيل ويكشف الأسباب

رياضة

ميسي يصنع الفارق بتمريرة ساحرة رغم عدم تسجيله أهداف…
حكيمي يخضع لبرنامج تعاف مكثف استعدادا لدعم أسود الأطلس
أوباميانغ أكبر هدافي دورى أبطال أوروبا 2025
رمضان صبحي يواجه الإيقاف أربع سنوات مع استمرار حبسه…

صحة وتغذية

دراسة جديدة توضح علاقة الشعر الأحمر ببطء التئام الجروح
مجموعة من الحلول لمشاكل تواجهها البشرة عادةً في الصباح
أفضل الأوقات لتناول الزبادي لدعم صحة الأمعاء بشكل طبيعي
"10 أطعمة يفضل تناولها يومياً إذا كنت تريد العيش…

الأخبار الأكثر قراءة

نجاحات الصحة الإنجابية في المغرب تصطدم بالواقع الميداني
تحذيرات من مخاطر علبة واحدة يوميًا من المشروبات الغازية…
الفحص الدوري لوظائف الكلى وتحليل البول سنويًا يقي من…