الرئيسية » في الأخبار أيضا
رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش

الرباط - المغرب اليوم

كما كان دائما شاهداً على الانعطافات الثقافية والفنية الهامّة للمملكة، احتضن المسرح الوطني محمد الخامس بالعاصمة الرباط احتفالات "إيض ينّاير"، التي نُعتت ب"التاريخية" لكون الدولة المغربية، من خلال وزارة الشباب والثقافة والتواصل، تحتفل لأول مرّة رسميّا برأس السّنة الأمازيغية (2974)، تكريساً للقرار الملكي الذي أعلن هذه المناسبة عطلةً رسمية مؤدى عنها.
"لحظة فارقة ومفصليّة" لم تُنه بالضرورة انتظارات الحركة الأمازيغيّة المغربيّة، لكنها "أدخلت المغرب في عداد الدول المرجعيّة في تدبير ملف 'تمازيغت'، خصوصاً أن الخلفية المطلبية ما زالت قويّة لدى فعاليات 'إيمازيغن' في الوقت الحالي". كما أن الحدث كان فرصة لعرض تعابير الثقافة الأمازيغيّة، وبالتالي الهوية المغربية، في غناها وتنوعها، أمام رئيس الحكومة عزيز أخنوش ووزراء حاليين وسابقين وزعماء أحزاب.
ويبدو أن الجهات المنظّمة كانت حريصةً، من الجانب التواصلي والشكلي، على استدماج توصيات الفاعلين بخصوص "الحضور البصري للأمازيغيّة"، حيث كان حرف تيفيناغ في الأعلى واضحاً كنوع من "التمييز الإيجابي للغة تعرّضت للإقصاء في الفضاء العام"، حسب بعض الفاعلين الأمازيغيين الذين حضروا الحفل، كما تمّ توفير منشّطَيْن للحفل، واحد ناطق بالأمازيغية وأخرى باللغة العربية، لضمان نفاذ الرسالة إلى كلّ من حضر.

محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، قال إن "الاحتفال بهذا العيد الوطني يأتي وفقا للعناية الملكية والتعليمات التي خص بها الملك المسألة الأمازيغية"، مشيرا إلى أن "هذه الاحتفالات تهم جميع جهات المملكة وليست منحصرة فقط في الرباط، والهدف منها هو التعريف بالثقافة الأمازيغية الوطنية، وتثمين دورها المهم كجزء حيوي من الهوية المغربية التي نسميها "تمغربيت"، فالأمازيغية هي في حياتنا، فالكل أمازيغ في المغرب".
وأبرز المسؤول الحكومي، في تصريحه ، أن "هذا الاعتراف الوطني جاء ليكرس الجهود التي قام بها جميع المواطنات والمواطنين، والوزارة منخرطة في هذه المجهودات الثقافية"، لافتا إلى أن "الجهة الحكومية تراهن على النهوض بوضعية الأمازيغية وحمايتها بجميع لهجاتها". وأضاف "نريد أيضا الاهتمام بالفنان الأمازيغي لكون الثقافة الفنية الأمازيغيّة تهم في العمق الفن الشعبي، ولهذا نواصل الدفاع عن حقوق الفنانين والتعريف بهم على الصعيد الوطني، وهذه الاحتفالية ليست سوى توطئة وبداية للقاءات أخرى".

وقامت الفرق الأمازيغية بالصعود إلى المنصّة واحدة تلو الأخرى، فيما كانت ألوان الفرح تملأ القاعة بالصراخ، وهو ما علق عليه محيي الدين حجاج، منسق "جبهة العمل الأمازيغي"، قائلا إن "المغاربة يحتفلون لأول مرة رسميّا بالسنة الأمازيغية، وهذا ما يبرزه بوضوح هذا الحفل الآن"، مشيراً إلى أن "هذه السنة تعد فارقة في مسار تطور القضية الأمازيغية، الذي بدأ مع خطاب أجدير التاريخي سنة 2001، والذي لحقته مجموعة من القرارات الملكية التي كانت تصبّ في صالح الأمازيغية". وتابع قائلا: "بلادنا ماضية بسرعة كبرى بالمقارنة مع بلدان أخرى ما زالت الأمازيغية متعثرة فيها".
وأضاف حجاج، الذي حضر الاحتفال، ، أن "هذا يزيد الفاعلين في حقل الأمازيغية قوة ورغبة وثقة في أن بلادنا حسمت ملف الأمازيغية بجعله ملفا لكل المغاربة، وهذا ما كان واضحا في خطاب الملك أيضا"، مبرزا أن "الأمازيغية مكون رئيسي في الهوية المغربية، والاحتفال بها بهذا الشكل، حكومة وشعبا، قوّى الشعور بالانتماء لأن الأمازيغية ملك لكل المغاربة، ونحن نركز في خطابنا كفاعلين أمازيغ على أن "تمازيغت" للناطقين بها وحتى لغير الناطقين".
من جانبه، قال محمد أوزين، القيادي بحزب الحركة الشعبية، إن "احتفالات اليوم تأتي في خضم سنة 2974، مما يعني أننا على مشارف الألفية الثالثة في التقويم الأمازيغي، والاحتفاء بهذا اليوم، كما ذكرنا دائما، ليس في الزهو، بل في الترسيم الفعلي، وهذا ما أكده القرار الملكي التاريخي"، مشيرا إلى أن "الحكومة احتفلت، ولكنها ستُسأل بخصوص الميزانية التي تم رصدها لصندوق تحديث الإدارة والانتقال الرقمي وتفعيل الأمازيغية لمعرفة أين ومتى وكيف صرفت الاعتمادات الحكومية في سبيل تأهيل الأمازيغية".
وعرف الحفل حضور ألوان غنائية تحاكي التنوع اللغوي والهوياتي حسب النطاق الجغرافي، حيث حضر اللون الريفي والسوسي والأطلسي. كما أضفى الحضور بالألبسة الأمازيغية رونقاً خاصاً على فعالية الاحتفال، وهو ما بدا في وضع الفتيات الوشم الأمازيغي، بشكل يؤكد أن هذا الوشم رغم اندثاره تدريجيا، ما زال الاهتمام به كشكل جمالي حاضرا بقوة، وهو ما كشفت عنه احتفالات السنة الأمازيغية الجديدة.

قد يهمك أيضــــــــــــــا

رئيس الحكومة المغربية يستقبل رئيسة الجمعية الوطنية لأذريبجان

 

الحكومة المغربية تُصادق على إحصاء السكان

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

مطالب مغربية بالصرامة في مواجهة مشروع "إسرائيل الكبرى"
وزارة الخارجية الأميركية تؤكد أن وضع حقوق الإنسان بالمغرب…
المغرب يخلد الذكرى 46 لاسترجاع وادي الذهب ملحمة بطولية…
وزير النقل المغربي يلمح إلى تخفيف العقوبات على السائقين…
تعاون أمني مغربي إسباني يطيح بسفينة محملة ب3 أطنان…

اخر الاخبار

بن غفير يقتحم زنزانة البرغوثي ويتوعده في ظهور نادر…
وزارة الدفاع السورية تصاعد هجمات فلول النظام السابق في…
دولة الإمارات تدين التصريحات الصادرة عن بنيامين نتنياهو بشأن…
الاتحاد الأوروبي يدعو إسرائيل إلى التراجع عن مواصلة مشروع…

فن وموسيقى

لطيفة تكشف رغبتها في تقديم أغنية مهرجانات وتتحدث عن…
نبيل شعيل يعود الى الحفلات في مصر بعد غياب…
أصالة تعلن موعد زيارتها الأولى إلى سوريا بعد غياب…
رحيل الفنان لطفي لبيب عقب مسيرة فنية حافلة بالعطاء…

أخبار النجوم

شيرين تتخذ خطوة قانونية ضد روتانا وتحتجز أموال الشركة
نقابة المهن التمثيلية تُحيل بدرية طلبة للتحقيق
سعد لمجرد يعود إلى المهرجانات المغربية بعد غياب 10…
عمرو سعد يخوض أولى تجاربه على المنصات بمسلسل جديد

رياضة

يويفا يوجه رسالة إنسانية قبل نهائي السوبر الأوروبي توقفوا…
لبنان يكتسح اليابان ويتأهل إلى ربع نهائي كأس آسيا…
انتقادات تطال محمد صلاح بعد خسارة ليفربول وغياب أرنولد…
3 منتخبات عربية تودع كأس آسيا في جدة مع…

صحة وتغذية

6 طرق بسيطة للحفاظ على صحة المفاصل ومرونتها
مؤشرات مبكرة لمشاكل الإنجاب عند الرجال
تقرير طبي يؤكد أن النوم الزائد قد يسبب آلام…
الذكاء الاصطناعي قادر على اكتشاف سرطان الحنجرة عبر تحليل…

الأخبار الأكثر قراءة

بوتين يحذر من أن سياسات الغرب الحالية ستفاقم النتائج…
حزب الله يؤكد أن التهديدات الإسرائيلية لن تدفعه للتخلي…
إسرائيل تعترض صاروخاً باليستياً أطلقه الحوثيون
إيلون ماسك يعلن تأسيس "حزب أميركا"
القوات المسلحة المغربية تُطلق برنامجاً لتحديث أسطول النقل الجوي…