الرئيسية » تحقيقات وأخبار بيئية
قبيلة أفريقية تصنع دمى للتوائم الموتى

واشنطن - رولا عيسى

 تمتلك دولة "بنين" الفقيرة الواقعة على الساحل الغربي لأفريقيا، نسبة عالية جدًا من معدل ولادة التوائم، غير أن الكثير منهم يموتون في صغرهم نتيجة أمراض الطفولة و"الملاريا".

والتقط المصور الفرنسي إريك افورج، مجموعة من الصور المذهلة تظهر كيف تتعامل العائلات في قبيلة "فون" مع أحزانهم من خلال صناعة دمى للأطفال التي فارقت الحياة مع حمل هذه الدمى أينما ذهبوا كما لو كان الأبناء على قيد الحياة.

وأوضح افورج، أن هذه الدمى تجلب الحظ إذا ما تم الاعتناء بها بينما تصاب العائلة باللعنات الشريرة في حال إهمالها عناية الدمى التي تحمل أرواح الأطفال الموتى، ومن ثم فكل يوم يتم تغذية هذه الدمى ووضعها على فراش نظيف، وذلك تجنبًا لإغضاب هذه الدمى التي يذهب الكثير منها إلى المدرسة، وعندما يبتعد الآباء عنهم يتم إدراجهم في دور حضانة تدار بواسطة شيوخ القرية.

وأضاف أنه لا تتم صناعة الدمى لكل الأطفال بعد موتهم، ومع ذلك فإن هذه العادة تنطبق على هؤلاء التوائم في القبيلة التي تتمتع بمعدل مرتفع جدًا في مواليد التوائم بحيث يوجد توأمان عن كل 20 طفلًا، وهي من أعلى المعدلات في العالم.

واصطحبت إحدى الأمهات التي تسكن قرية "بوبا" وتدعى هونيوغا، المصور افورج خلال يوم ليرى كيف تتم معاملة الدمى الخاصة بها، حيث يوجد لدى السيدة البالغة من العمر (40 عامًا) تسعة أطفال وهي متزوجة من طبيب تختص مهام عمله في الحفاظ على جثث المجرمين قبل استخدام الجماجم الخاصة بهم في الطقوس المعمول بها، ومن بين أبناء هذه السيدة هناك توأمان فارقا الحياة قبل بضعة أشهر عن عمر يناهز (عامين)، وهم زينسو "صبي" وزينهو "فتاة"، كما أنها عانت أيضًا من حالات الإجهاض.

وتحدثت هونيوغا عن أطفالها بصيغة المضارع على الرغم من وفاتهما، حيث نظفت في الصباح وجهيهما إضافة إلى التخلص من الأرواح الشريرة عبر فركهم في البحيرة بواسطة "إسفنجة وصابون" وهو الأمر الذي اعتادت عليه أسبوعيًا، وبعد الانتهاء تقذف الإسفنج إلى أبعد مدى في البحيرة حيث أن جلبها مرة أخرى إلى المنزل سيجلب معها الأرواح الشريرة.

واختفت ملامح الوجه لبعض هذه التماثيل مع التنظيف الكثيف، كما تعرض الخشب للتآكل بفعل الغسيل المستمر، الأمر الذي يجعلها جذابة جدًا بحسب ما أفاد المصور الفرنسي لهواة جمع العملات الغربية.

وأضاف المصور أنه عندما يحين موعد الغداء تضع هونيوغا التوأمين على اثنين من المقاعد الحديدة الصغيرة الموجودة حول الطاولة التي تجلس عليها العائلة، وفي حال تم تقديم الكثير من السكر للدمى فإن ذلك يزيد من فرص الحصول على حياة أفضل لأن التوائم لديها قوى خارقة للطبيعة وقدرة عالية في التأثير على مصير العائلة.

وتابع أنه بعد الانتهاء من تقديم وجبة الغداء للتوأمين تزور هونيوغا معبدًا صغيرًا بصحبة هذه الدمى، مشيرة إلى أنه في حال إهمال العناية بالدمى فسوف تختفي من البيت وهو ما ينبئ بحدوث مأساة كبيرة عن قريب، بينما إذا تم تقديم كل أوجه الرعاية لهم فإن هذه الدمى تكون بمثابة حماية لهذه السيدة ممن يحاولون مضايقتها أو إيقاع الأذى بها.

وبيّن أنه مع حلول الليل يتم وضع التماثيل كالأطفال على الفراش الذي يتكون من حصيرة وبطانية بيضاء نقية، على الرغم من الحالة السيئة التي تبدو عليها غرفة هونيوغا والفراش القذر، وفي حال انشغال الأم يرعى الأب هذه الدمى، بحيث يصطحبهم معه إلى "كوتونو" عاصمة "بنين" عبر وضعهم في الحزام المربوط حول وسطه.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تحذر من دور حرائق الغابات…
ربع سكان العالم محرومون من مياه الشرب حسب تقرير…
وزير الفلاحة المغربي يبرز فعالية المبادرات الملكية الرامية للحفاظ…
قمة الماء تسلط الضوء على أزمة المياه في إفريقيا…
الحكومة المغربية تُقرر إلغاء تعليق الرسوم الجمركية والضريبة على…

اخر الاخبار

أوروبا وأوكرانيا تضعان خطة سلام من 12 بندا لإنهاء…
حماس تسلم جثتي أسيرين إسرائيليين للصليب الأحمر اليوم
مخاوف من حماس تدفع دولا لرفض إرسال قوات إلى…
مسيرات تستهدف مطار الخرطوم قبل إعادة افتتاحه

فن وموسيقى

أزمة جديدة تضرب الفنان محمد فؤاد بعد تسريب أغنية…
منة شلبي تكشف كواليس تكريمها في مهرجان الجونة و…
منة شلبي تحصد جائزة الإنجاز الإبداعي في مهرجان الجونة
مهرجان الجونة يكرّم يسرا بمعرض فني ضخم يوثّق نصف…

أخبار النجوم

تسريب أغنية حليم يشعل أزمة بين محمد فؤاد وشركته
حنان مطاوع تكشف تفاصيل مشاركة فيلمها هابي بيرث داي…
شيرين رضا تتناول دور التكنولوجيا في صناعة السينما وتبدي…
نهال عنبر توضح أسباب غيابها عن الساحة الفنية

رياضة

إنتقادات حادة لمحمد صلاح بعد هزيمة ليفربول أمام مانشستر…
لقجع وسط الجماهير لدعم المغرب أمام الأرجنتين في نهائي…
صلاح بين ميسي ورونالدو في قائمة أعظم لاعبي كرة…
أول تعليق من الكاف بعد فوز بيراميدز بكأس السوبر…

صحة وتغذية

6 مشروبات صحية ثبت علميا أنها تخفض مستويات السكر…
الاكتشاف المبكر لمرض الزهايمر وأهمية التعرف على العلامات الأولية
العلاقات الاجتماعية الدافئة تحسن صحة كبار السن وتبطئ الشيخوخة
4 تحاليل ضرورية لحماية صحتك وحياتك بعد سن الأربعين

الأخبار الأكثر قراءة

المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تحذر من دور حرائق الغابات…
ربع سكان العالم محرومون من مياه الشرب حسب تقرير…
وزير الفلاحة المغربي يبرز فعالية المبادرات الملكية الرامية للحفاظ…
قمة الماء تسلط الضوء على أزمة المياه في إفريقيا…
الحكومة المغربية تُقرر إلغاء تعليق الرسوم الجمركية والضريبة على…