الرئيسية » تحقيقات وأخبار بيئية
منازل تعيش على العطش في زاكورة المغرب

الرباط ـ سعيد بونوار

ينبغي عليك أن تشرب وتطبخ وتغتسل وتستحم وتنظف الملابس والبيت لأكثر من أسبوعين بخمسة لترات من الماء الصالح للشرب، في مواجهة درجة حرارة تتجاوز خمسًا وأربعين درجة في أحسن الأحوال، واقع مر يعيش عليه أبناء زاوية سيدي صالح في مدينة زاكورة المغربية، التي أضحت وجهة سياحية مفضلة لعشاق الصحاري، أسر وعائلات لا أحاديث لها غير الماء النادر وسبل الحفاظ عليه، إذ بات لزامًا على سكان تتجاوز أعدادهم الـ 2500 مواطن أن يصطفوا في طوابير طويلة لحصولهم على حصتهم من الماء من أنبوب شاحنة بصهريج تخلف موعدها مرارًا، وتمر مرة كل أسبوعين.
وتظهر على بعد كيلومترات من مركز القرية، التي كانت معبر القوافل العربية المتجهة إلى تمبكتو للتجارة، شقوق على مساحات واسعة من الأراضي التي كانت ترفل تحت ظلال النخيل الوارفة، وتعيش على مياه الواحات قبل أن تمتد إليها رمال التصحر، وتتكالب الأمراض على سعف النخيل، ويضطر أبناؤها إلى الهجرة الداخلية والخارجية بحثًا عن آفاق عيش جديدة، دواوير تعيش اليوم وضعًا إنسانيًا مزريًا قوامه "الماء ولا شيء غير الماء".
ومع الفقر والمعاناة التي يعيشها سكان القرية، والتي تنطبق على معظم دواوير المنطقة وتكاد تكون صورة مكررة في المغرب يُجبر السكان الفقراء على أداء درهمين ونصف (أقل من ربع دولار) مقابل الحصول على الحصة المذكورة من الماء.
ويرى عدد من سكان الدوار أنهم يضطرون إلى استكمال حياتهم اليومية في البحث عن الماء المالح الذي يستعملونه للطهي والاغتسال والشرب إذا استلزمت الضرورة، ولا غرابة أن تُصدم وأنت تشكو العطش من رفض لتسليمك جرعة ماء، لأن تضييعه معناه الموت في أجواء صحراوية حارقة، فالماء عندهم أشبه بثروة لا تقدر بثمن، وتحتاج إلى حسن استعمال.
وقال مصدر مسؤول من المكتب الوطني للصالح للشرب لـ"المغرب اليوم": "إن الحكومة تدرك أن عددًا من القرى والدواوير تعيش أزمة ماء، وأنها شرعت في اتخاذ تدابير عاجلة ومنها بناء مراكز "تحلية"، إذ ستشهد زاوية سيدي صالح افتتاح مركز التحلية الذي سيمكن سكان المنطقة من الماء لكن بضرورة اقتصاده.
وفي عز الظهيرة، ترمق نساء وفتيات يحملن قنينات ماء متوجهات إلى بئر بماء مالح ينتظرن دورهن لملء القنينات والعودة عند الغروب إلى البيت، وتقول إحداهن إن شغل المرأة في هذه الربوع مقتصر على جلب الماء واليقظة والحذر لعدم هدره وضياعه.
ويُطالَب السكان بعدم الاستحمام أو غسل الوجه صباحًا أو الانتعاش بـ"دش بارد"، فقطرة ماء واحدة تعني الحياة.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الحكومة المغربية تُقرر إلغاء تعليق الرسوم الجمركية والضريبة على…
احصاء 32 مليون رأس يثير الجدل بسبب غياب مرجع…
السدود المغربية تفقد ملايين الامتار المكعبة بسبب الحرارة والطلب…
العاصفة الاستوائية فرناند تتكون قرب سواحل برمودا
مئات القتلى في باكستان جراء فيضانات مفاجئة واستمرار هطول…

اخر الاخبار

ماكرون يعيد تعيين لوكورنو رئيسا للوزراء
قوات أميركية تصل إسرائيل لمتابعة وقف الحرب
الملك محمد السادس يدعو البرلمان للجدية وتسريع وتيرة التنمية
تركيا تعلن استعداد قواتها للمشاركة في حفظ السلام بغزة

فن وموسيقى

بلقيس فتحي تعلن مشاركتها في موسم الرياض 2025
شيرين عبدالوهاب تعود الى جمهورها بعد سنوات من الالم…
غادة عادل تكشف تفاصيل تجربتها السينمائية الجديدة وتؤكد أنه…
منه شلبي تتالق بالاحمر في العرض الخاص لهيبتا وتكشف…

أخبار النجوم

تكريم منى واصف في مهرجان البحرين السينمائي تقديرا لمسيرتها…
أنجلينا جولي تعلن رغبتها في مغادرة أمريكا بسبب شعورها…
فيلم الست يثير الجدل ومنى زكي تواجه الانتقادات وتعلق
فيفي عبده تحتفل بوقف الحرب علي قطاع غزة

رياضة

لامين يامال يهدد بالرحيل عن برشلونة بسبب انتقادات فليك
السيسي يهنئ المنتخب المصري بالتأهل لكأس العالم 2026
صلاح يواجه موسما صعبا مع ليفربول والارقام لا ترحمه
بيريز يوضح الفرق بين انضمام رونالدو ومبابي لريال مدريد

صحة وتغذية

دراسة تكشف وجها جديدا وخطيرا لسرطان الدماغ يهاجم العظام…
وزير الصحة المغربي ونظيره النيجري يتباحثان تعزيز التعاون في…
الصحة العالمية تحذر من فيروس RSV وتؤكد وجود طرق…
تأخير معادلة الشهادات الأجنبية يفاقم نقص الأطباء بالمغرب

الأخبار الأكثر قراءة

وزير الفلاحة المغربي يبرز فعالية المبادرات الملكية الرامية للحفاظ…
قمة الماء تسلط الضوء على أزمة المياه في إفريقيا…
الحكومة المغربية تُقرر إلغاء تعليق الرسوم الجمركية والضريبة على…
احصاء 32 مليون رأس يثير الجدل بسبب غياب مرجع…
السدود المغربية تفقد ملايين الامتار المكعبة بسبب الحرارة والطلب…