الرئيسية » تحقيقات وأخبار بيئية
الموسم الفلاحي المغربي

الرباط -المغرب اليوم

مع بشائر تحقيق محاصيل استثنائية برسم الموسم الفلاحي المغربي الحالي، يظهر القطاع الفلاحي المغربي  مرة أخرى قدرته على التكيف والصمود ويفرض نفسه باعتباره قيمة ثابتة للاقتصاد المغربي.وكانت للتساقطات المطرية المهمة المسجلة في بداية الموسم الفلاحي 2021-2020، والتي أنعشت آمال الفلاحين الذين عانوا بشدة من توالي فترات جفاف مؤلمة، آثار إيجابية مهمة على مختلف السلاسل الفلاحية.وإلى غاية متم 29 أبريل الماضي، سجلت تساقطات مطرية تقدر ب 291 ملم إلى بارتفاع بنسبة 32 في المائة مقارنة بالموسم السابق، مما انعكس إيجابا على الإنتاج المتوقع للحبوب الثلاثة الرئيسية (القمح اللين والقمح الصلب والشعير)، الذي يتوقع أن يصل برسم الموسم الفلاحي الجاري إلى 98 مليون قنطار، بزيادة قدرها 206 في المائة مقارنة بالموسم الفلاحي 2020-2019 ، و 54.8 في المائة مقارنة بمتوسط خمس سنوات.وخلال الموسم الفلاحي الماضي، لم يكن إنتاج الحبوب في الموعد بسبب قلة التساقطات المطرية التي تراجعت بنسبة 31 في المائة مقارنة بمتوسط ثلاثين سنة (348 ملم)، متأثرة بشدة بسوء التوزيع الزمني للتساقطات المطرية.

وأوضحت الوزارة الوصية، مؤخرا ،أن التساقطات المطرية اتسمت خلال الموسم الحالي بالاستمرارية الزمنية والتوزيع المجالي الجيد، والتزامن مع المراحل الرئيسية لنمو الحبوب (البزوغ، النمو والصعود)، وكذا بدرجات حرارة أقل نسبيا من المستويات التي تم تسجيلها سنة 2020.

ويتميز هذا الموسم الفلاحي أيضا بكون المردودية المتوقعة فيه أعلى بنسبة 10 في المائة من متوسط إنتاج أفضل خمسة مواسم للحبوب (20,1 قنطار /هكتار) منذ سنة 2008، بفضل مساحة حبوب مزروعة بلغت 4,35 مليون هكتار، توجد بحالة نباتية من جيدة إلى جيدة جدا بنسبة 75 في المائة.الأمر ذاته ينطبق على المحاصيل الأخرى التي ينتظر أن تسجل أداء واعدا، حيث بدأت عملية حصاد الشمندر السكري، كما أن الحوامض وأشجار الزيتون التي توجد في مرحلة الازهار تبشر بآفاق واعدة مع ارتباط ذلك بتطور الظروف المناخية، وخاصة درجات الحرارة خلال شهري ماي ويونيو.

القطيع الوطني : وضعية مطمئنة

على بعد أقل من ثلاثة أشهر من حلول عبد الأضحى، انتعش قطاع تربية المواشي وأصبح في وضعية جيدة حيث تحسن وضع أعلاف القطيع بشكل ملحوظ بفضل توفر العلف بالمراعي والحالة الجيدة للحبوب الخريفية.وتحرص وزارة الفلاحة، في هذا الصدد، على النهوض بالوضع الصحي للقطيع الوطني "المرضي" على صعيد جميع جهات المملكة، بفضل المراقبة الصحية المستمرة لحالة القطيع وحملات التلقيح المختلفة ضد الأمراض الحيوانية المعدية وتلك ذات الأثر الاقتصادي.

وبالرغم من تعاقب موسمين فلاحيين عرفا نقصا في التساقطات المطرية، فقد تم الحفاظ على عدد رؤوس القطيع، المكون من حوالي 21,6 مليون رأس من الأغنام و 6 ملايين رأس من الماعز و 3,3 مليون رأس من الأبقار و 192 ألف رأس من الإبل، وذلك بفضل الدعم الذي تلقاه قطاع تربية الماشية في إطار برامج حماية الماشية التي أطلقتها الوزارة.

الماء: ارتفاع نسب ملء السدود

أثرت عودة التساقطات المطرية بشكل إيجابي على حقينات السدود الرئيسية بالمملكة التي بلغت إلى غاية 3 مارس 2021، أزيد من 8,26 مليار متر مكعب، بمعدل ملء يقدر بـ 51,3 في المائة، مقابل 8ر49 في المائة خلال نفس الفترة من سنة 2020.وقد سجل سد الوحدة أهم حقينة بـ 2,619 مليار متر مكعب، وبمعدل ملء يقدر بـ 74,4 في المائة، متبوعا بسد إدريس الأول الذي احتل المرتبة الثانية بحقينة تبلغ 893 مليون متر مكعب، بمعدل ملء يقدر 79,1 في المائة، مقابل 85,3 في المائة خلال نفس الفترة من السنة الماضية (963,3 مليون متر مكعب).

وبالنظر إلى دورها الهام في مجال السقي، تشكل السدود بنيات تحتية رئيسية في خدمة القطاع الفلاحي بمختلف جهات المملكة من شأنها إعطاء دفعة قوية للقطاع إثر تحسن المخزونات المتوفرة من المياه التي تشهد استنزافا متزايدا.

وتطمح الحكومة من خلال البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027، إلى بلوغ سعة تخزين إجمالية للسدود تقارب 3ر27 مليار متر مكعب. وسيتم إطلاق الأوراش المتعلقة بإنجاز 5 سدود كبرى جديدة سنة 2021 بغلاف مالي إجمالي يناهز 8ر4 مليار درهم، تصل سعة تخزينها إلى 525 مليون متر مكعب.

بمراهنته على تحقيق قيمة مضافة فلاحية يتوقع أن تصل إلى 130 مليار درهم برسم سنة 2021، أي بارتفاع بنسبة 2ر18 في المائة، فإن القطاع سيضطلع من دون أنى شك بالدور المنوط به من حيث إنعاش الاقتصاد الوطني وامتصاص الصدمة الاقتصادية التي خلفتها الأزمة الصحية المرتبطة بجائحة كوفيد -19.

ومع اعتماد الاستراتيجية الفلاحية الجديدة التي أطلق عليها اسم "الجيل الأخضر 2030-2020 "، التي تضع الفلاح في قلب انشغالاتها، فإن الفلاحة المغربية مؤهلة أكثر من أي وقت مضى لمواصلة انطلاقتها الجيدة التي بدأت مع مخطط المغرب الأخضر، ورفع تحديات جديدة في عالم مليء بالمتغيرات.

قد يهمك ايضا:

مستثمرون شباب من جنوب المملكة يشيدون بدور وزارة أخنوش

أخنوش ينهي دور "مندوبية الغابات" ويُحدث مؤسسة عمومية جديدة

 
View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

قمة الماء تسلط الضوء على أزمة المياه في إفريقيا…
الحكومة المغربية تُقرر إلغاء تعليق الرسوم الجمركية والضريبة على…
احصاء 32 مليون رأس يثير الجدل بسبب غياب مرجع…
السدود المغربية تفقد ملايين الامتار المكعبة بسبب الحرارة والطلب…
العاصفة الاستوائية فرناند تتكون قرب سواحل برمودا

اخر الاخبار

الجيش الإسرائيلي يضع خطة تحسبا لتجدد الحرب مع حماس
صحة غزة تعلن استلام رفات 45 فلسطينيا من إسرائيل
حماس تعلن تسليم جثتين من الرهائن الليلة
اتفاق مؤقت بين باكستان وأفغانستان لوقف إطلاق النار لمدة…

فن وموسيقى

الفنانة يسرا تفتح قلبها وتكشف أسرار حياتها وموقفها من…
جنات تطرح أغنية الوعود من فيلم أوسكار عودة الماموث…
كريم فهمي يحسم الجدل ويؤكد مشاركته في "وننسى اللي…
بلقيس فتحي تعلن مشاركتها في موسم الرياض 2025

أخبار النجوم

آمال ماهر تكشف أسرار حياتها الخاصة وتعلن عن مفاجأة…
حنان مطاوع ضمن قائمة أفضل عشرة أ قدّمن أدواراً…
محاكمة فضل شاكر تدخل مرحلة الحسم بعد تسليم ملفه…
أول تعليق من كاتي بيري بعد ظهورها الجريء مع…

رياضة

صافرة المغرب تغيب عن قائمة حكام كأس العرب قطر…
رونالدو يُصبح الهدّاف التاريخي لتصفيات كأس العالم بعد هدفيه…
وليد الركراكي يُعرب عن فخره بأداء أسود الأطلس وتحقيق…
محمد صلاح ضمن قائمة أفضل 50 لاعبًا في العقد…

صحة وتغذية

برنامج الأغذية العالمي يحذر من ضياع إنجازات عقود في…
فوائد حمية الكيتو لتعزيز صحة الدماغ والوقاية من الخرف
لماذا يعيد العلماء النظر في تأثير كوفيد 19 على…
جهاز استشعار جديد بطعم الزعتر يكشف الإصابة بالإنفلونزا قبل…

الأخبار الأكثر قراءة

المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تحذر من دور حرائق الغابات…
ربع سكان العالم محرومون من مياه الشرب حسب تقرير…
وزير الفلاحة المغربي يبرز فعالية المبادرات الملكية الرامية للحفاظ…
قمة الماء تسلط الضوء على أزمة المياه في إفريقيا…
الحكومة المغربية تُقرر إلغاء تعليق الرسوم الجمركية والضريبة على…