الرئيسية » تحقيقات وأخبار بيئية
إعصاري إيرما

واشنطن ـ رولا عيسى

بينما بدأت الولايات المتحدة الأميركية في تقبلّ والتعامل مع كارثة الطقس الرئيسية الثانية في غضون شهر، فإنّ السؤال المهم هو ما إذا كان الدمار الناجم عن الأعاصير هارفي وإيرما سيقنع دونالد ترامب وإدارته بحقيقة تغير المناخ.

وقد تفلت عقارات مار-أيه-لاغو الفاخرة في فلوريدا من غضب إيرما، ولكن مع وفاة الكثير من الأميركيين، والأضرار التي تُقدر بمليارات الدولارات، التي لحقت بالمنازل والشركات، فإنّ تكاليف إنكار تغير المناخ بدأت تتراكم عند باب على عتبة البيت الأبيض.

وقبل أيام قليلة من تشكيل هارفي في المحيط الأطلسي الشهر الماضي، وقع ترامب أمرًا تنفيذيًا يقضي بإلغاء سياسة قدمها سلفه باراك أوباما لمساعدة المجتمعات والشركات الأميركية على أن تصبح أكثر مرونة ضد مخاطر الفيضانات التي تتزايد بسبب تغير المناخ، ولكن الهجوم الوحشي على البر الرئيسي الأميركي من قبل هارفي وإرما يجب أن يجبر الرئيس على الاعتراف بعواقب الغطرسة في رفض البحث والتحليل الذي قام به العلماء.

فالشوارع المغمورة في هيوستن والمنازل التي دمرتها الرياح في جنوب فلوريدا تحمل بصمة لا لبس فيها من أنّ الطقس القاسي الذي يزداد سوءا بسبب انبعاثات الغازات الدفيئة التي صنعها الإنسان، والإعصار هو مجموعة ضخمة، من تناوب العواصف الرعدية التي تتشكل فوق سطح البحر والتي تكون درجة حرارتها لا تقل عن 26.5.  درجة وذلك يشبه محرك عملاق، حيث ينقل الحرارة من سطح البحر حتى الغلاف الجوي ويولد رياحًا قوية وأمطار غزيرة في هذه العملية.

ويمتد موسم الأعاصير الأطلسية رسمًيا من 1 يونيو/ حزيران حتى 30 نوفمبر/ تشرين الثاني، وعادة ما ينتج 12 عاصفة استوائية، منها ست عواصف قوية، مع سرعة رياح مستمرة تزيد عن 73 ميلًا في الساعة. وكانت هناك 11 عاصفة حتى الآن هذا العام، بما في ذلك ستة أعاصير، وفي أوائل آب/أغسطس، رفعت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي توقعاتها للموسم إلى "فوق المعدل الطبيعي"، مما يُشير إلى أن العدد النهائي قد يصل إلى 19 عاصفة،  تسعة منها أعاصير.

ولكن هذا الموسم كان ملحوظًا من ناحية واحدة لأن اثنين من الأعاصير الرئيسية، كانت مع رياح مستدامة بلغت سرعتها أكثر من 110 أميال في الساعة ضربوا البر الرئيسي للولايات المتحدة، بعد فترة 12 عامًا، وسجل إعصار إيرما أيضًا رقمًا كأقوى إعصار حدث في المحيط الأطلسي المفتوح، مع سرعة الرياح التي لا تقل عن 185 ميلًا في الساعة على أطول فترة.

ولا يمكن إلقاء اللوم على تغير المناخ في عدد الأعاصير في أي موسم ولا حدوث أي عاصفة ولكن هناك ثلاث طرق تجعل العواقب أسوأ.

أولًا، على الرغم من أن شدة الإعصار تعتمد على عوامل كثيرة، فإنّ مياه البحر الأكثر دفئًا تميل إلى تعزيز عواصف أقوى، ومتوسط ​​درجات حرارة سطح البحر آخذ في الارتفاع، وبعض أجزاء من شمال المحيط الأطلسي وخليج المكسيك هي أكثر دفئًا من المتوسط ​​في الوقت الراهن، وهو السبب الرئيسي في أنّ كل من هارفي وإيرما أصبحت قوية جدًا بسرعة.

ثانيًا، يمكن أن يحمل الجو الأكثر دفئًا المزيد من بخار الماء، مما قد يؤدي إلى هطول أمطار غزيرة، وهذا صحيح ليس فقط بالنسبة للأعاصير وإنما أيضًا للعواصف الأضعف في جميع أنحاء العالم، حتى العواصف الاستوائية المعتدلة نسبيًا يمكن أن تسبب أضرارًا كبيرة من خلال إسقاط كميات هائلة من الأمطار فوق منطقة واحدة.

ثالثًا، وبصرف النظر عن الرياح القوية والأمطار الغزيرة، فإنّ الأعاصير تسبب أضرارًا من خلال العواصف حيث تدفع رياحها مياه البحر قبلها، ويمكن للعواصف أن تغمر مناطق ساحلية منخفضة وتجتاح كل شيء في طريقها، وقد ارتفعت مستويات البحر تدريجيًا على الصعيد العالمي، مما يجعل العواصف أكبر وأكثر فتكًا.

ولا يزال العلماء غير متأكدين من الطرق الأخرى التي قد يؤثر بها تغير المناخ على الأعاصير، والسبب الرئيسي الذي تسبب فيه هارفي في حدوث مثل هذه الفيضانات الشديدة في جميع أنحاء هيوستن، هو أنه توقف على المدينة وأغرقها بالمطر لعدة أيام دون أن يتحرك، ولا نعرف ما إذا كان تغير المناخ لعب دورًا في خلق الظروف الجوية التي حدثت، ولا يمكننا بعد أن نتنبأ بما إذا كان تغير المناخ سيؤثر على عدد الأعاصير التي تحدث كل عام، وقد أشارت بعض الدراسات أنه في حين أن الأرقام سوف تنخفض، إلا أنها سوف تزيد قوة.

ومما لا شك فيه أيضًا كيف تؤثر التقلبات المناخية الطبيعية على الأعاصير، وقد ازدادت الأرقام بشكل ملحوظ في شمال الأطلسي منذ التسعينات، ولكن يبدو أن هذا يرجع، جزئيًا على الأقل، إلى تغييرات واسعة النطاق في تداول المحيطات على مدى أعوام أو عقود عديدة.

ومع ذلك، فمن الواضح أن حياة وسبل معيشة الملايين من الأميركيين سوف تكون في خطر إذا استمر ترامب وإدارته في إنكار وجود تغير المناخ وأثره على التهديد الذي تشكله الأعاصير.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

انتظار أمطار أكتوبر في المغرب يضع الموسم الفلاحي بين…
السيسي يؤكد أن المياه قضية وجودية تمس حياة 100…
معرض الفرس في دورته السادسة عشرة يكرس مكانة الخيول…
طاقة هائلة من أعماق البحار تفوق التوقعات 100 مرة
المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تحذر من دور حرائق الغابات…

اخر الاخبار

واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة
تركيا تُعلن استعداد حماس لتسليم حكم غزة إلى لجنة…
بوادر هدنة في السودان وتوقعات بلقاء قريب بين البرهان…
نتنياهو يؤكد أن إسرائيل غيرت الشرق الأوسط وجيشها

فن وموسيقى

آمال ماهر تكشف أسرار غيابها وترد على شائعات زواجها…
أحمد مالك أول مصري يفوز بجائزة أفضل ممثل في…
وثيقة زواج مزعومة لمنة شلبي تثير الجدل ومصدر مقرب…
محمد رمضان يطرح الإعلان الترويجي الأول لفيلم "أسد" من…

أخبار النجوم

ياسمين عبد العزيز وشيرين رضا معاً للمرة الأولى في…
النجمان تامر حسني وأحمد سعد للمرة الأولى في حفلاً…
شريهان تكشف تفاصيل مشاركتها في إفتتاح المتحف المصري
كريم عبد العزيز ومنى زكي يحييان احتفالية المتحف المصري…

رياضة

لامين يامال يقترب من تحطيم رقم قياسي لمبابي مع…
آرني سلوت يشيد بمحمد صلاح بعد تألقه في فوز…
كريستيانو رونالدو يُعبر عن سعادته بقيادة فريق النصر لتحقيق…
ميسي يتصدر قائمة أعلى اللاعبين أجراً في الدوري الأميركي

صحة وتغذية

يونيسف تؤكد حاجة أكثر من مليون طفل في غزة…
أدوية شائعة قد تسبب نقصاً في الفيتامينات والمعادن وتؤثر…
دراسة كندية تكشف أن النساء أكثر عرضة لمضاعفات أمراض…
إصابات جديدة بجدري القرود بمزيد من الدول ووفيات في…

الأخبار الأكثر قراءة

المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تحذر من دور حرائق الغابات…
ربع سكان العالم محرومون من مياه الشرب حسب تقرير…
وزير الفلاحة المغربي يبرز فعالية المبادرات الملكية الرامية للحفاظ…
قمة الماء تسلط الضوء على أزمة المياه في إفريقيا…
الحكومة المغربية تُقرر إلغاء تعليق الرسوم الجمركية والضريبة على…