الرئيسية » آخر أخبار المرأة
سوريات في مصر

دمشق - جورج الشامي

مازالت قضية الزواج من سوريات في مصر أحد أكثر القضايا جدلاً في الشارعين السوري والمصري، وضمن هذا الإطار قام أحد المواقع الإلكترونية التابعة للمعارضة السورية بأخذ عينة استقصائية، أفضت إلى نتيجة مفادها أن أسهم الزيجات من السوريات في مصر ما تزال مرتفعة، كما كانت دوماً. وأوضح الاستقصاء أنَّ "شباب نخبة المجتمع المصري كانوا يُفاخرون بالزواج من سُوريّات، لكن الظروف الراهنة أحاطت تلك الأسهم بمنغصات كثيرة، منها شعور المصريين بأنهم في موقعٍ أفضل من معظم السوريين، واستغلال الظروف الصعبة للكثير من العائلات السورية، لإقناعها بتزويج بناتهن بمهورٍ محدودة، لكنها دون شك لا تهبط إلى الحد الشائع بصورة مغلوطة بين المصريين، (500 جنيه مصري)، وهو حدّ اتضح بأنه وهمي، إذ أنه على ما يبدو كان نتيجة التعميم، بناء على حالات محدودة للغاية، لم يبرز مثالاً واحداً عليها رغم كثرة البحث".
وتضمن التقرير المنشور شهادات عدة، منها ما نقله المصري عمرو، الذي يعمل في مجال السياحة، وأكّد "خالتاي متزوجتان من سوريين، وكذلك شقيقي، وهم سعداء للغاية"، مشيرًا إلى حلمه بالزواج من سوريّة".
وتابع "بصراحة لم أكن أظن أنني قادرٌ يوماً على تحقيق هذا الحلم، ولكن بعد لجوء عشرات آلاف السوريين إلى مصر، وتردي الأوضاع المعيشية لبعضهم، أصبح الزواج من السوريات أمرٌ متاحٌ، بتكاليف مقبولة وممكنة بالنسبة لشخص مثلي".
ويوضح الحاج إبراهيم، وهو مصريّ يدير دُكانة في حي شعبي "الطلبات التي كان من الممكن للعائلات السورية أن تطلبها من رجلٍ مصريّ، يتقدم لخطبة ابنتهم، حينما كانوا مستقرين في بلدهم، تفوق قدرات معظم الشباب المصري، الذي يعزف عن الزواج بمصريات بسبب كثرة الطلبات".
ويستطرد الحاج، الذي تعمل زوجته كواسطة بين عائلات سوريات وبين شباب مصريّ باحثٍ عن الزواج من سوريات "اليوم اختلف الوضع، والسوريون المقيمون في مصر، في جزء كبيرٍ منهم، يتساهل في طلباته، وإن كان ذلك أمراً لا يمكن تعميمه، لكنه تكرر مراراً".
ويشيع بين شرائح واسعة من المجتمع المصري بأن السوريين يُزوجون بناتهم بتكاليف بخسة للغاية، حتى أن الكثير من المصريين يخبرونك إنهم سمعوا بأنك تستطيع الزواج من فتاة سوريّة بـ 500 جنيه مصري فقط، (70 دولارًا)، لكننا لم نقابل أيَّة حالة واقعية حصلت بالفعل، تُثبت ذلك.
ونفى الحج إبراهيم بدوره صحة هذه المقولة، مؤكّدًا أن "السوريون يزوجون بتكاليف مقبولة، مقارنةً بما كانوا يشترطونه لبناتهم في سورية، لكن قصة الـ 500 جنيه هذه إشاعة، أو حالات محدودة، تم تعميمها بصورة خاطئة، كعادة المجتمع المصري، الذي يميل إلى التعميم بسرعة، ودون تدبّر".
وأكّدت سهام، وهي سوريّة مُقيمة في الغردقة المصرية، وتعمل في روضة للأطفال، أنَّ "المصريات مستاءات للغاية، فالكثير من أزواجهن يهددوهن بأنهم قادرون على الزواج عليهن من فتاة سوريّة بـ 500 جنيه مصري فقط، وهن يلُمنَنا على ذلك، لكنني لم أرَ أية عائلة سورية، أو شاب مصري، أكد حالات زواج بهكذا مهورٍ بخسةٍ، كل من يقول لك من المصريين ذلك، تسأله، هل رأيت بعينك حالات مشابهة، فيؤكد أنه سمع فقط، لكن لم يرَ".
ما سبق واقعٌ رصدناه بالفعل، فالسمعة التي تشاع على السوريات لا يوجد حالات تؤكدها، فبعد الكثير من البحث والاتصالات والأسئلة، لم نقع على حالة واحدة لزيجة بمهور بخسة كالتي تُذكر، لكن ذلك لا يُلغي حقيقة أن العائلات السورية تخلت عن الكثير من المطالب المُعتادة التي تُقدم للعريس في سورية، مُراعاةً للأوضاع المعيشية الجديدة، التي فرضت على شريحة واسعة من السوريين ضرورات التكيّف معها.
وأقرّت نجلاء، سوريّةٌ تعمل هي الأخرى في روضة للأطفال، بأنه عُرض عليها الزواج مراراً من مصريين، ولها شقيقة خُطبت بالفعل، وتساهلوا بالطلبات، مقارنةً بما كان شائعاً في سورية قبل لجوئهم، موضحة أنَّ "العريس المصري فرض علينا عاداتهم، والتي تُفيد بأن على الفتاة أن تُشارك بتجهيز المنزل مع العريس، وبالتالي لا يُدفع لها مهرٌ إلا إذا كانت مستعدة للمشاركة في شراء أثاث المنزل، لاسيما أغراض المطبخ، التي عادةً ما تشكّل الكهربائيات الثقل المالي الرئيسي فيها، وهي عادة لم تكن معروفة في المجتمع السوري، وكانت السوريات يدخلن منازل أزواجهن بمُهورهن كاملة، دون أن يصرفن منها مَليماً، إلا في سياق شراء مستلزمات العروس من ملابس".
وضعية أخرى أثّرت على السقف السائد لتكاليف الزواج من سوريات في مصر، تلك المُتعلقة بالأرامل أو المطلقات، لاسيما إن كنّ يصطحبن معهن أولادهن، مما يدفعهن للتساهل في قضايا المهر، والذهب، والعفش، والبيت، وسواه.
لكن في المقابل، تحظى السوريات في مصر بميزتين، لم تكونا سائدتين في المجتمع السوري، الأولى أن المصريّ يتقبّل الزواج من مُطلّقة ولديها أولاد، حتى لو كان عازبًا، شريطة ألا يدفع لها مهراً، والثانية أن المصريّ، في معظم الحالات، يتقبّل الزواج من سيدة تُقاربه في العمر، أو حتى تكبره ببضعة أعوام.
ويصر نجيب، أب لفتاتين سوريتين، وهو قادرٌ على تغطية تكاليف معيشة عائلته بشكلٍ مقبولٍ، على أن "قبول الزواج من مصريين في ظروفنا الراهنة، خطأ كارثي، لأن الزواج غير متكافئ، ويقوم على نظرة فوقية، نسبياً، من جانب المصريين"، ويشير إلى "هم ينظرون إلينا كلاجئين، ومشردين، وظروفنا المعيشية سيئة، لذلك يرونها فرصة يجب اقتناصها، وذلك في رأيي ابتزاز واستغلال، والزيجات المبنية على هكذا رؤية لا تتمتع بالمقومات السليمة".
ربما نجيب يملك رفاهية رفض تزويج ابنتيه إلا لسوريين، أو لمصريين بشروطٍ مُكلفة، كي يقدّروا قيمتهن، كما قال لنا، لكن سوريين كُثر لا يتمتعون بتلك الرفاهية، التي يحظى بها نجيب، ومنهم أبو خالد، الذي أخبرنا أن ظروفه المعيشية مُتعبة جداً، والعمل في مصر لا طموح فيه، والنجاح في هذه الظروف السياسية والأمنية المُضطربة التي تعصف بالبلد نادرٌ للغاية، لذا يعتقد أن التأفف والتعالي على شبان مصريين محترمين، لكنهم بظروف معيشية متوسطة، ستنعكس لاحقاً على بناته، اللواتي سيدخلن سنّ العنوسة، في ظروف لا يجد فيها الشباب السوريّ والمصريّ على حدّ سواء، الظروف التي تتيح لهم القدرة على تلبية متطلبات الزواج المبالغ بها أحياناً.
ويبقى أن لكلٍ ظروفه ورأيه، لكن تجربتنا الاستقصائية في هذا المجال أفضت بنا إلى نتيجة مفادها أن "أسهم الزيجات من السوريات في مصر ما تزال مرتفعة، كما كانت دوماً".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

أنجلينا جولي تجدد تضامنها مع غزة وتشارك تقريراً صادماً…
المحكمة العليا في بريطانيا تؤيد اعتماد التعريف البيولوجي للمرأة…
الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما يكشف عن تحديات واجهها…
5 نساء يطالبن بتعويضات من ورثة محمد الفايد في…
النساء طويلات القامة يعانين من قلة عدد الرجال وصعوبة…

اخر الاخبار

محمد المهدي بنسعيد يؤكد أن حزب الأصالة والمعاصرة آلية…
نزار بركة يستقبل كفاءات مغربية شابة انخرطت في حزب…
ماكرون يستضيف رئيس مجلس النواب المغربي ورؤساء البرلمانات المشاركين…
المغرب يؤكد في الجمعية البرلمانية للفرنكوفونية التزامه بالتعاون جنوب…

فن وموسيقى

سميرة سعيد تبدأ تحضيرات ألبوم جديد مع هاني يعقوب…
لطيفة رأفت تعود بقوة في صيف 2025 بجولة فنية…
أحمد السقا يكشف عن مشاريعه الفنية المُقبلة ويتحدث لأول…
أحمد السقا يؤكد أنه بلا منافس في السينما ويكشف…

أخبار النجوم

أسماء أبو اليزيد تكشف كواليس أعمالها الجديدة وطموحاتها الفنية
هاني رمزي يكشف سبب غيابه لفترة طويلة عن المشاركات…
آمال ماهر تسّتعد لطرح ألبوم رومانسي حزين في صيف…
لطيفة تكشف تفاصيل ألبوم "قلبي ارتاح" بتقنية دولبي أتموس

رياضة

مبابي يصنع التاريخ مع ريال مدريد ويسجل في سبع…
ريال مدريد يغادر ميتلايف ويترك مبابي وحده للخضوع لفحص…
المغربي أشرف حكيمي يُحطّم رقماً قياسياً ويتألق مجدداً مع…
رونالدو يختفي عن جنازة جوتا وسط تساؤلات وتكهنات

صحة وتغذية

تحول جذري في علاج إصابات العمود الفقري بعد موافقة…
لعلاج الصداع النصفي المؤلم إليك حيلة زجاجة الماء البسيطة
جوز البرازيل كنز غذائي يعزّز صحتك من الداخل إلى…
فيتامين «د 3» مطوَّر يخفف أعراض التوحّد

الأخبار الأكثر قراءة

الأميرة للا مريم تترأس مراسم الاحتفال بالذكرى الثلاثين لإحداث…
وزيرة التضامن المغربية تؤكد ضرورة توحيد الجهود لمواجهة تحديات…