الرئيسية » تحقيقات وأخبار

الرباط - المغرب اليوم

قصد الإسهام في تنمية البحث العلمي بالمملكة، وإعداد الخلَف الشاب من الباحثين، شهد مقر أكاديمية المملكة المغربية، الجمعة، لقاء قدم فيه مشروع “دكاترة الأكاديمية”، الذي يستفيد منه الطلبة الباحثون في أسلاك الدكتوراه بمختلف الجامعات المغربية.

ويأتي هذا البرنامج، الذي سطرته الأكاديمية، في ضوء الإقبال الذي شهدته تجربة إشراك الطلبة في أنشطتها العلمية، منذ أربع سنوات، ويرمي إلى “استكمال تكوين الطلبة المسجَّلين في سلك الدكتوراه بالجامعات الوطنية”.

ومن أبرز محاور هذا المشروع إحداث “دورية علمية رفيعة”، تختص بنشر مقالاتٍ علمية للطلبة الباحثين في سلك الدكتوراه في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية والآداب، تشرف عليها لجنة علمية محكّمة.

ويأتي لقاء أكاديمية المملكة مع الطلبة الدكاترة المستفيدين من مشروع “دكاترة الأكاديمية”، بعد تنسيق مع إدريس أوعويشة، الوزير المنتدب المكلف بالتعليم العالي، ومراسلتِه رؤساءَ الجامعات المغربية “للعمل على تأطير هذه العملية، وإيلائها العناية اللازمة”. كما يأتي بعد تنسيق مع رؤساء الجامعات المغربية، عُقِد إثره اجتماع مع مسؤولي مراكز الدراسات في سلك الدكتوراه بالجامعات المغربية بمقر الأكاديمية.

ويقول محمد الساوري، المشرف على مشروع الأكاديمية الخاص بطلبة الدكتوراه في الجامعات المغربية، إن “دكاترة الأكاديمية” مشروع مندرج “في اختصاصات وتوجهات أكاديمية المملكة المغربية، من إسهام في تنمية البحث العلمي وتطوير له وارتقاء به، لاسيما في مجالات الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية”، إسهاما في “إعداد أجيال صاعدة من الباحثين الشباب”.

ويضيف الساوري “لتحقيق هذه الأهداف وضعت الأكاديمية مشروعا متكاملا للطلبة المسجلين في الجامعات، وضع على أنظار الوزير الوصي على التعليم العالي، وراسل الجامعات المغربية وحثها على الانخراط فيه”.

ويستحضر العميد السابق لجامعة ابن طفيل بالقنيطرة عددا من النقاط التي يتضمنها هذا المشروع، من قبيل: إشراك الطلبة الباحثين في سلك الدكتوراه في الأنشطة العلمية التي تنظمها أكاديمية المملكة المغربية، من خلال دعوتهم، حسب التخصصات، إلى حضور دوراتها السنوية، وندواتها، ومحاضراتها، وأيامها الدراسية، ومختلف أنشطتها الفنية، موضحا أن أهمية هذه الدعوات تكمن في تمكين الطلبة “من الاحتكاك بعلماء مرموقين، في جميع التخصصات، والاطلاع على مستجدات البحث العلمي، والمستجدات العلمية على المستوى الدولي”.

كما يذكر الأكاديمي أن من بين محاور المشروع تزويد الطلبة الباحثين بالمراجع التي تصدرها الأكاديمية، ومن بينها البحوث المتصلة بأبحاث الطلبة الباحثين، مع إمكانية إحداث شبكة بين الطلبة، حسب التخصصات العلمية، لتبادل المعارف، وتنظيم حلقات دراسية موضوعاتية تؤطرها كفاءات وطنية ودولية.

ويعود الساوري إلى انطلاقة هذا المشروع منذ أربع سنوات، حيث “تم الاتصال فعلا بكثير من الطلبة الباحثين في مختلف الجامعات المغربية”، وهو رصيد تراكم، والآن، يوجد عزم على “استثماره، وتطوير هذا العمل”. لذلك تم الاتصال بالوزير الوصي على قطاع التعليم العالي، واتُّفِقَ على نقط، من بينها: إحداث نقط اتصال في كل مركز للدكتوراه بالجامعات الوطنية، وإشراك الأساتذة، فلا تطوير للمشروع دون إشراك الأساتذة المشرفين على الأطروحات في كل مراحل هذا المشروع، وإحداث مجلة تختص بنشر مقالات علمية للطلبة الدكاترة، استجابة للمتطلبات المتعلقة بمناقشة أطروحاتهم، بإشراف لجنة علمية على كل عدد منها.

من جهته، يقول مصطفى الزباخ، مقرر أكاديمية المملكة المغربية، إن لهذا المشروع بعدين “وطني وإنساني”، ويستمد مشروعيته من مرجعيات، أولاها الهيكلة الجديدة المنظمة للأكاديمية التي تولي أهمية كبرى للفئات الخاصة، وتحديدا الشباب والمرأة والطفولة، وكذا الاهتمام الذي توليه الأكاديمية بالشباب؛ باعتباره قاطرة لكل تقدم في الحاضر، وحامي كل تنمية وتطور في المستقبل.

كما يؤكد البشير تامر، مساعد أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، على مقصد المشروع المتمثل في “النهوض بالعلوم الاجتماعية والإنسانية”، و”النهوض بالبحث”، عن طريق تمكين الطلبة الباحثين من المشاركة في الأنشطة العلمية للأكاديمية، ونشر أبحاثهم بعد تحكيمها، مع الاعتماد عليهم، بوصفهم حلقة أساسية في المشروع، ليكونوا حلقة وصل مع طلبة الدكتوراه.

ويتحدث إدريس الكراوي، خبير متعاون مع أكاديمية المملكة في مشروع “دكاترة الأكاديمية”، عمّا تعرفه البلاد من “أزمة حقيقية في إنتاج وإعادة إنتاج النخب المجتمعية”. ويضيف أن “هذا المشروع يحاول أن يجيب عن هذا التحدي الكبير، خاصة في العلوم الإنسانية والاجتماعية، بالنسبة للأكاديمية”.

وتوجه الكراوي إلى الطلبة الباحثين الحاضرين قائلا: “يذهب حاليا إلى التقاعد أساتذة من أجود الأساتذة في الجامعة المغربية، وأنتم مستقبل البحث العلمي لبلادنا، والنخبة العلمية لمغرب الغد”، عاقدا عليهم الأمل بأن يكونوا “في مستوى عال يليق بطموحات بلدنا”.

وعن المجلة المخصصة للأبحاث العلمية للطلبة الباحثين بسلك الدكتوراه، يقول الكراوي: “المجلة إجابة عن أحد الانشغالات الكبرى للدكاترة الباحثين ببلادنا، وملء لفراغ كبير وجسيم يؤرق الطلبة الباحثين المسجلين في سلك الدكتوراه في الجامعات المغربية، وهو الصعوبة الحقيقية، أو الاستحالة الموضوعية، لنشر البحوث في مجلات محكّمة أو مجلات ذات لجنة علمية.”

ويتابع المتحدث قائلا: “المجلة محاولة للإجابة عن هذا الفراغ، بإيجاد إطار لنشر البحوث العلمية الرصينة، في مجالات العلوم الاجتماعية”. وبالتالي، يشكل هذا الاجتماع “حلقة مهمة في البدء في أجرأة هذا المشروع العلمي البحثي الهام، الذي يسهر عليه هذا الفريق بتوجيه من عبد الجليل لحجمري، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية”.

ويوضح الكراوي أن النشر في هذه المجلة محكوم بـ”ضوابط النشر المحكّم” في العلوم الاجتماعية والإنسانية، وهو ما ستشرف عليه لجنة علمية، ولجنة تحرير تغطي 20 في المائة من الإسهامات المنشورة حتى “ينشر الطلبة مع علماء على المستويين الوطني والدولي”.

ويؤكد الخبير ذاته أن عملية اقتراح المقالات وجمعها انطلقت مع هذا النشاط، للسّعي لإنجاز العدد الافتتاحي للمجلة العلمية، قبل أن يسجل أن الاجتماع القادم سيكون مع الأساتذة المؤطّرين لأطروحات الطلبة.

ويجمل الكراوي قائلا إن مقصد الدورية العلمية، التي تعدّ في إطار مشروع “دكاترة الأكاديمية”، هو “الجودة وتشجيع النبوغ المغربي في العلوم الإنسانية، والمساعدة على إبرازه”. وبالتالي “لن ينشر إلا المتميز من البحوث، المنضبط للضوابط العلمية”.

قد يهمك ايضاً :

وزارة التربية المغربية تعلن عن إطلاق برنامج لدعم البحث العلمي في العلوم الإنسانية

اتفاق وزاري مع "أورونج" و"هواوي" لضمان الاستمراية البيداغوجية في المغرب

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

جامعة هارفارد ترفض مطالب ترامب وتواجه تجميد التمويل الفيدرالي
جامعات غزة تدفع ثمن الحرب ومعاناة الطلاب مستمرة مع…
وزارة التعليم الأميركية تسرح نصف موظفيها عقب تعهد ترمب…
اعتقال طالب فلسطيني بجامعة كولومبيا بسبب مشاركته في احتجاجات…
قرار وزارة الخارجية الأميركية بتجميد المنح الدراسية يترك آلاف…

اخر الاخبار

ارتفاع حصيلة ضحايا حريق مركز تسوق الكوت إلى 61…
الناتو يسرع نقل باتريوت لاوكرانيا وترامب يعلن صفقة اسلحة…
روسيا تعلن إسقاط اكثر من مئة طائرة مسيرة واوكرانيا…
ضحايا بالعشرات في حريق مركز تجاري بالكوت وإعلان الحداد…

فن وموسيقى

باسم ياخور يعتذر للسوريين ويؤكد أنه لم يكن جزءاً…
المغربية جنات تعود بألبوم جديد يحمل عنوان ألوم على…
سعد لمجرد يقدّم حفلاً أسطورياً في المغرب بعد غياب…
سميرة سعيد تبدأ تحضيرات ألبوم جديد مع هاني يعقوب…

أخبار النجوم

عودة شائعة وفاة كاظم الساهر وابنه يوضح الحقيقة
مها الصغير تروج لحقائبها مجدداً وتعلن عودة صفحة علامتها
عمرو دياب يستعد للقاء الجمهور اللبناني في حفل مرتقب…
لطيفة تعبر عن سعادتها بنجاح ألبوم قلبي إرتاح وتكشف…

رياضة

باريس سان جيرمان يضم المغربي محمد أمين الإدريسي في…
فيفا يختار لاعب الهلال ضمن أبرز 5 "واعدين" في…
الثنائي المغربي أشرف حكيمي وياسين بونو ضمن التشكيل المثالي…
موقعة نارية في النهائي العالمي بين تشيلسي وباريس سان…

صحة وتغذية

مناطق منسية تقلل فاعلية الواقي الشمسي رغم اهميته الكبيره…
تناول ثمرتين من الكيوي يومياً يعزز صحة الأمعاء ويكافح…
تحول جذري في علاج إصابات العمود الفقري بعد موافقة…
لعلاج الصداع النصفي المؤلم إليك حيلة زجاجة الماء البسيطة

الأخبار الأكثر قراءة

الجيش الإسرائيلي يعتقل فريق "بي بي سي" الصحفي على…
أخنوش يؤكد أن جهة كلميم واد نون ستكون الأولى…
طلبة دوليون يندمون على التقديم لجامعات أميركية بعد تعليق…
استفتاء البكالوريا في مصر يدعم توجه الحكومة لتعديل نظام…
قاضية أميركية توقف قرار ترامب بمنع تسجيل الطلبة الأجانب…