الرئيسية » تحقيقات وأخبار
قصف اسرائيلي في جنوب لبنان

بيروت - المغرب اليوم

"أنا هنا بالمدرسة ولكن لأنام فيها لا لأتعلم فيها".. بعيون زائغة وصوت مضطرب قالت هذه الكلمات الطالبة نور علي حمزة ذات الأربعة عشر عامًا حينما سألناها عن المدرسة والعام الدراسي.
نور طالبة في الصف التاسع نزحت عدة مرات من قريتها في قضاء صيدا جنوبي لبنان بحثا عن مكان آمن من الغارات الإسرائيلية، واستقر بها الحال أخيرًا داخل مركز للنازحين في إحدى مدارس العاصمة بيروت.. هي في المدرسة لكنها ليست في الصف الدراسي تتعلم مع رفيقاتها، المدرسة أصبحت بيتها ومكان معيشتها.
نور نزحت أول مرة قبل عام مع تصاعد وتيرة الصراع بين حزب الله وإسرائيل، تاركة بيتها وألعابها وصديقاتها اللاتي تقول إنها اشتاقت لهن كثيرا.

مع استكمال الحديث مع نور، تحول الاضطراب في عينيها إلى تحدٍ، فأكدت لـ"بي بي سي" أنها ستفعل أي شيء لاستكمال دراستها، وقالت إنها في السابق كانت تذهب للمدرسة تحت القصف ولم يوقفها ذلك عن مسيرتها التعليمية. لكنها أيضا عبرت عن بعض الصعاب إذا حاولت التعلم عن بعد، والتي تكمن في عدم وجود إنترنت منتظم أو غياب الأغراض المدرسية، وكذلك الزحام الشديد في مركز الإيواء.

ليس بعيدًا عن نور، ذهبنا إلى مدرسة أخرى في بيرت تحولت أيضًا لمركز لإيواء النازحين، ووجدنا العديد من الأطفال الذين حرموا من العام الدراسي.
تحدثنا إلى حسن التلميذ في الصف السادس، والذي لم يكد يتمالك حديثه ولم نعرف هل هذا من أثر الصدمة لتركه منزله وأصدقائه ومنطقة أمانه أم ماذا، ولكنه عبر بكلمات قليلة عن اشتياقه لأصدقائه الذين كان يلعب معهم في قريته في النبطية ويلهو معهم بالدراجات.
عندما لم نستطع إكمال الحديث مع حسن، تدخلت والدته جوليانا وحكت لنا أنهم جاءوا من النبطية في الجنوب هربا من القصف، وأنهم جميعا يعانون من حالة نفسية صعبة بسبب الحرب.
تحدثت جوليانا أيضًا عن الصعوبات التي تواجهها في إعادة حسن للعام الدراسي، فهو ليس لديه كمبيوتر لوحي ولا إنترنت، ومع الزحام الشديد لا يوجد مكان يجلس فيه ليتعلم عن بعد.
يوجد في لبنان أكثر من 700 ألف تلميذ مُسجل بالصفوفِ الدراسية المختلفة، لم يتمكنوا من بدء العام الدراسي بسبب خروج كثير من المدراس عن الخدمة؛ إما لأنها دمرت أو لأنها موجودة في مناطق مستهدفة بغارات الإسرائيلية أو لأنها تحولت لمراكز إيواء.

أخذنا كلام الأطفال المحرومين من العام الدراسي وانطلقنا به إلى وزارة التربية والتعليم العالي. قابلنا وزير التربية والتعليم في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي ونقلنا له مشكلات التلاميذ وأهاليهم، فأوضح لنا أن الوزارة لديها خطةً لبدء العام الدراسي في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني المقبل.
قال الوزير إن خطة الوزارة تعتمد على ثلاثة أركان: أولًا تحويل المباني التعليمية التي ليس بها نازحون إلى مراكز تعليمية، والركن الثاني أن يتم عمل دوام خاص بعد الدوام الصباحي في المدارس الخاصة لاستيعاب التلاميذ النازحين. أما الركن الثالث فيتمثل في إنشاء مراكز بديلة يأتي إليها المعلمون ويمكن أن يقوموا بالتعليم عن بعد فيها.
وأوضح الحلبي أن الوزارة لديها الآن إمكانية لتزويد المعلمين بأجهزة الحاسوب المتنقل (اللاب توب) وكذلك تزوية المراكز البديلة بأجهزة الكمبيوتر اللوحي (التابلت) التي تمكن التلميذ من متابعة درسه.
نقلنا للوزير أيضًا الحالة النفسية الصعبة التي يعانيها الأطفال والأهالي على حد سواء، فأخبرنا أن خطة الوزارة تشمل تقديم الدعم النفسي للأطفال والأهالي وكذلك المعلمون، عن طريق مجموعة من الأخصائيين النفسيين.
وناشد الحلبي الدول المانحة والمنظمات الدولية تقديم الدعم للوزارة لتنفيذ خطتها لإنقاذ العام الدراسي، موضحًا أن الوزارة تحتاج قرابة 25 مليون دولار لتنفيذ الخطة بما فيها التجهيزات والمصاريف التشغيلية.

بعد تأجيل الدراسة بسبب الحرب، انطلقت بعض المبادرات لتعليم الطلاب إما بشكل بسيط أو عن بعد.
ميرنا شاتيلا معلمة شابة تبلغ من العمر 22 عامًا، حديثة التخرج وكان من المفترض أن تباشر عملها كمعلمة مع بداية العام الدراسي، لكن ذلك توقف كما توقفت أمور كثيرة في لبنان بسبب الحرب.
أطلقت ميرنا مبادرة فردية لتعليم التلاميذ عن بعد (أونلاين) بشكل مجاني، فاستطاعت تجميع عدد من الأطفال الذين حرموا من العام الدراسي.
تعمل المعلمة الشابة مع التلاميذ في الصف الابتدائي والمتوسط، فتأخذ المنهج من المدرسة وتحاول تبسيطه قدر الإمكان من خلال إدخال أدوات مختلفة والتفاعل بينها وبين الطلاب، كما تطلب منهم أداء بعض الحركات أثناء التعليم عن بعد.
وقالت لنا إن الأطفال دون المرحلة الابتدائية ليسوا جاهزين للتعلم أونلاين لأنهم بحاجة إلى الحركة ولمس الأشياء بأيديهم وأن يروا المعلم أو المعلمة وجها لوجه. أما الصفوف الأكبر فيتأقلمون تدريجيًا مع الفكرة، لكن لا بد أن تكون طريقة التعليم جذابة لهم.

لم تقتصر المبادرات في لبنان على المقيمين فقط، وإنما كان هناك مبادرات من بين النازحين أنفسهم لمساعدة غيرهم من النازحين.
نفيسة تُرك معلمة نزحت من بيتها في ضاحية بيروت الجنوبية إلى منطقة الحمرا في العاصمة بيروت بسبب الحرب، وتطوعت لمساعدة النازحين وكذلك لتعليم أبنائهم. فهي تعمل على تقديم الدعم النفسي لهم وتوفير احتياجاتهم.
تقدم نفيسة بعض الأنشطة التعليمية والنفسية للأطفال خاصة بعد حرمانهم من العام الدراسي، حتى لا ينسوا ما تعلموه في السابق وكي يكونوا جاهزين لاستقبال العام الدراسي حال بدئه بأي وقت.

قد يهمك أيضــــــــــــــا

تأجيل بدء العام الدراسي بالمدارس الرسمية في لبنان أسبوعين لعدم توافر المحروقات

 

وزير التعليم المصري يرد على "شائعات" تأجيل انطلاق العام الدراسي الجديد

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

تأخر الدعم المدرسي يفاقم معاناة تمدرس الأطفال ذوي الإعاقة…
الحكومة تصادق على قانون التعليم العالي وتقر زيادة تعويضات…
أطفال غزة يُحرمون من التعليم للعام الثالث على التوالي…
ارتفاع اسعار الكتب المستوردة يرهق اسر التعليم الخاص في…
إستئناف الدراسة في السودان سبتمبر المقبل يثير مخاوف على…

اخر الاخبار

مطالب برلمانية لوزير الصحة المغربي بكشف إعانات الاستثمار ولائحة…
مطالب بالإفراج الفوري عن معتقلي احتجاجات جيل زد وفتح…
المديرية العامة للأمن الوطني تعلن فتح تحقيق عاجل في…
مادورو يتهم جماعة محلية بالتخطيط لتفجير السفارة الأميركية

فن وموسيقى

منه شلبي تتالق بالاحمر في العرض الخاص لهيبتا وتكشف…
ليلى علوي تتلقى دعم مهرجان الاسكندريه بعد انتشار مزاعم…
فضل شاكر يسلم نفسه لاستخبارات الجيش اللبناني عقب 13…
الفنان اللبناني فضل شاكر يسلّم نفسه تمهيداً لمحاكمة علنية

أخبار النجوم

تايلور سويفت تثير الجدل باغنيه مصير اوفيليا وتكرم مارلين…
رانيا يوسف تخطف الانظار في عرض هيبتا بصحبه زوجها…
فيها إيه يعني ماجد الكدواني يكشف كواليس أحدث أفلامه
جنات تكشف قصة حبها الأولى لكاظم الساهر وندمها على…

رياضة

اعتداء على نايف أكرد في مطار مرسيليا واللاعب يصفه…
ريال مدريد يفكر في اعادة الظهير المغربي اشرف حكيمي
حكيمي علاقتي بريال مدريد مليئه بالحنين والالم
وليد الركراكي يكشف لائحة منتخب المغرب لمواجهتي البحرين والكونغو

صحة وتغذية

الصحة العالمية تحذر من ارتفاع تدخين السجائر الإلكترونية بين…
وزير الصحة المغربي يؤكد أن 70% من شركات الحراسة…
وزير الصحة المغربي يعترف بعجز الموارد البشرية ويكشف خطة…
تساؤلات حول دور الكاكاو في خفض احتمالية الإصابة بأمراض…

الأخبار الأكثر قراءة

ارتفاع اسعار الكتب المستوردة يرهق اسر التعليم الخاص في…
إستئناف الدراسة في السودان سبتمبر المقبل يثير مخاوف على…
النقابات تلتقي وزارة التعليم لمناقشة أوضاع المعلمين
باحثو التعليم العالي في المغرب ينددون بعدم الإنصاف ويطالبون…