الرئيسية » عالم الإعلام
"كش ملك" أول مِجَلة إلكترونيّة ساخرة في الوطن العربي تصدر في سوريّة

دمشق - جورج الشامي

لعبت الصحافة الساخرة دوراً مهماً في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصاديّة والثقافية لشعوب الأرض المختلفة، وفي سورية بدأت الصحافة الساخرة بالظهور بداية القرن الماضي، أواخر فترة الحكم العثماني، واستمرت مع الانتداب الفرنسي، وكانت أحد أهم وسائل التعبير في تلك العصور، وحققت انتشاراً واسعاً، وتعرض كوادرها للاعتقال والتنكيل، بسبب كتابتهم المُعادية للاحتلال والانتداب، وبعد الاستقلال استمرت بعض هذه الصحف في الصدور، ولكن مع استلام الأسد الأب الحكم في سبعينيات القرن الماضي، أغلقت الصحف والمجلات كافة، بما فيها الساخرة، واستمر الأمر بعد حكم الأسد الابن الذي تابع في عملية التضييق على الإعلام بشكل عام، والساخر منه بشكل خاص، ورغم صدور جريدة "الدومري" بداية القرن الجاري للفنان العالمي علي فرزات، ولكن النظام السوري لم يترك لها مجال الاستمرار فأغلقها في بعد فترة قصيرة، كما حدث مع عدد من المجلات والصحف الأخرى التي أعطيت ترخيص للصدور في بداية حكم الأسد الابن، وسرعان ما أغلقت من قبل الفروع الأمنية والمخابراتية.
وباءت محاولات عديدة لمثقفين سوريين لإنشاء صحف ساخرة في الداخل في الفشل، ووحدها مجلة "كش ملك" الإلكترونيّة السياسيّة الاجتماعية الناقدة الساخرة وجدت طريقها للقارئ، ومنذ انطلاقها قبل ما يقارب الثمانية أشهر، وتصدر المجلة بشكل دوري في الـ25 من كل شهر، عبر موقعها الإلكتروني وصفحتها الخاصة على الـ"فيسبوك"، وباستمراريتها أعادت الصحافة الساخرة المفتقدة في سوريّة ومعظم الدول العربية إلى الواجهة من جديد.
ويعرف أصحاب المشروع صحيفتهم ذات الـ16 صفحة، بأنها مجلة إلكترونيّة سياسيّة، اجتماعيّة، نَقَّادة، ساخرة، تطمح لأن تكون هزلية، واستعيرت تسمية "كش ملك" من عالم لعبة الشطرنج، حيث "تتقدم قوات الوزير والقلعة والأحصنة والفيلة والبيادق لمحاصرة الملك، ويهددونه بالموت، والصحافة في المحصلة لعبة سلمية. بدليل أنّ الملك فيها لا يموت عندما نكشُّه بالضرورة، وبإمكان اللاعب أنّ يحركه من مكانه، ويخبئه في مكان آمن، وتبقى اللعبة مستمرة بهذا المعنى"، وبما أنّ المجلة تطمح لأن تكون لسانَ حال الشعب السوري، فإن عبارة "كش ملك"، تتضمن تهديداً لمن يقف في وجه إرادة الشعب "أن إحذر غضبَ الشعب، غضبَنا".
وتشتغل المجلة، حسب القائمين عليها، "على الموضوعات المُلحة التي لازمت الإنسان السوري منذ آواخر الخمسينيات، حينما حلَّت الديكتاتوريّة محل الدولة المدنيّة البرلمانيّة، وألغيت المؤسسات الديمقراطيّة التي يمكن أنّ يحكم الشعب نفسه بنفسه من خلالها، لصالح "عبادة الفرد"، والشعارات الغوغائية، وسلطة العسكر، والمخابرات، والحزب الواحد، القائد، ثم جاء الجنرال حافظ الأسد بمشروعه الاستبدادي الطائفي الكبير، الذي أدى، كما ترون، إلى تدمير الدولة السوريّة، ووضعها في مهب الحرب الأهليّة".
كما تريد المجلة أنّ "تستخدم سلاح التهكم والسخرية والأنكلة والتقريق في سبيل الدفاع عن قضايا المواطن السياسيّة والاجتماعيّة والإنسانيّة، وأنّ تكون رافعة قويّة للتقدم، وبناء سوريّة المدنية التعددية التي تنعم بالحريّة، والتداول السلمي للسلطة.
وفي أقسامها، يوجد "عناوين أفواه المجانين، إذا أنت جاهز نار، إعلانات كش مَلَكية، تحيات إلى كش ملك، سجلات القادة التاريخيين، سوريا بأبنائها، سيرة البيادق، شوية حيطان وسقف، شي ضَرَب قَتَل، صحافة ساخرة، عام، فتشوا عن مغزاها، قنابل صوتية، مختصون بكش الملوك، مدونات الحمير والحشاشة، مع التيار ضد التيار، هات يدك والحقني".
ودائماً ما يقدم كُتاب المجلة في هذه الأقسام مواضيع مثيرة للشارع السوري عموماً، مستخدمين السخرية والهزل عنواناً لكتابتهم.
وما يميز المجلة، هو إفساح المجال لجميع السوريين للتعبير عن آرائهم وتطلعاتهم بطريقة ناقدة ساخرة، عبر صفحة مُخصصة لمُشاركة القراء، والمجموعة الموجودة على الـ"فيسبوك"، وتحظى بمتابعة كبيرة من قبل الناشطين السوريين، خصوصًا المعارضين منهم ويزيد عدد المنتمين إليها عن 11 ألف، فضلاً عن الصفحة الرسميّة للمجلة التي تنشر فقط مواد المجلة الإلكترونيّة التي تنشر أساسًا في الموقع الخاص بها.
ويدير المجلة الأدبي والكاتب السوري المعروف خطيب بدلة، وفي طاقهما كل من المدير الفني محمود نحلاوي، سكرتير التحرير صبا جميل، المخرج وافي بيرم، الفنانون المشاركون هاني عباس وموفق قات، رسوم الوجوه بنت الهبيط، رسوم الوجوه إنانا عبدللي.
أما كُتاب المجلة، فمعظم أسمائهم هزلية وساخرة، وفي تعريف المجلة لكتابها تقول "معلومة صحيحة وثابتة يشارك في تحرير "مجلة كش ملك" كتابٌ كبار، وكتابٌ شباب مفاجئون، أقل واحد فيهم، يتفوق في الأهمية على رئيس التحرير".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

تصاعد الصراع بين إيران وإسرائيل يلفت انتباه الصحف العالمية…
أفضل طريقة لإنهاء التصعيد في لوس أنجلوس
في ثاني أيام العيد الأمم المتحدة تنتقد منع دخول…
استشهاد 4 صحفيين وإصابة آخر بجروح خطيرة في قصف…
دبي تطلق قمة الإعلام العربي 2025 بمشاركة أكثر من…

اخر الاخبار

بوريطة يُحذر من نشر خريطة المملكة المغربية مبتورة ويصفه…
الملك محمد السادس ينعى بوهاري ويشيد بمسيرته ومساهماته في…
وزير الخارجية المغربي يُطالب بتحويل الشراكة مع أوروبا إلى…
فوزي لقجع يؤكد إستعداد الحكومة المغربيةلإعادة النظر في معايير…

فن وموسيقى

سميرة سعيد تبدأ تحضيرات ألبوم جديد مع هاني يعقوب…
لطيفة رأفت تعود بقوة في صيف 2025 بجولة فنية…
أحمد السقا يكشف عن مشاريعه الفنية المُقبلة ويتحدث لأول…
أحمد السقا يؤكد أنه بلا منافس في السينما ويكشف…

أخبار النجوم

نقاد السينما يحيون الذكرى 40 لـ سميحة أيوب ويمنحونها…
باسم ياخور يعتذر للسوريين "لم أكن جزءاً من النظام"
فنان مصري يعاني من أعراض غريبة ويكشف تفاصيل مرضه…
سعد لمجرد وبوسي يقدمان الأغنية الدعائية لفيلم الشاطر

رياضة

موقعة نارية في النهائي العالمي بين تشيلسي وباريس سان…
مبابي يصنع التاريخ مع ريال مدريد ويسجل في سبع…
ريال مدريد يغادر ميتلايف ويترك مبابي وحده للخضوع لفحص…
المغربي أشرف حكيمي يُحطّم رقماً قياسياً ويتألق مجدداً مع…

صحة وتغذية

تحول جذري في علاج إصابات العمود الفقري بعد موافقة…
لعلاج الصداع النصفي المؤلم إليك حيلة زجاجة الماء البسيطة
جوز البرازيل كنز غذائي يعزّز صحتك من الداخل إلى…
فيتامين «د 3» مطوَّر يخفف أعراض التوحّد

الأخبار الأكثر قراءة

دبي تطلق قمة الإعلام العربي 2025 بمشاركة أكثر من…
استشهاد الصحفي حسن أصليح أيقونة الإعلام في غزة وخسارته…
البيت الأبيض في مواجهة إعلامية بعد استبعاد وكالات الأنباء…