الرئيسية » عالم الإعلام
محرر وكالة فرانس برس سامي كيتز

دمشق - جورج الشامي

رداً على مقال نشرته وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس" تحت عنوان "سكان قرية مسيحية في ريف القصير مرتاحون لتقدم القوات السورية" تساءلت المعارضة السورية ووسائل إعلامها عن الهدف وراء نشر هذا المقال، وبخاصة أن القرية التي يتحدث عنها لا يقطنها أي مسيحي، وطرحت مواقع معارضة سؤالاً.. هل زار محرر "فرانس برس" سامي كيتز قرية الغسانية فعلاً قبل إعداد تقريره عنها، أم أن الوكالة الفرنسية العريقة غارت من "مهنية" إعلام النظام لكي تقدمه على أنه حامٍ للأقليات    وكتب موقع "زمان الوصل" المعارض: يُذكرنا تقرير الفرنسية ببعض النكات المرة التي حصلت فعلاً على أيدي مخابرات النظام السوري حين اتُّهم أكثر من شخص مسيحي بأنه من الإخوان المسلمين، أو سلفي، كما تسترجع الذاكرة لوحة كاريكاتورية لناجي العلي يظهر فيها مسيحي ماروني يعترف بأنه من الإخوان المسلمين تحت التعذيب. إذ يقدم محرر الفرنسية القرية التي يقطنها مواطنون مرشديون قدموا من الجولان المحتل على أن غالبية سكانها مسيحيون وما المرشديون سوى أقلية    يذكر أن قرية الغسانية التي لا يتجاوز عدد سكانها 8 آلاف نسمة من الطائفة المرشدية إلى جوارها قرية الحيدرية أيضاً من الطائفة نفسها. حافظ أهالي القرية على حيادهم تجاه الثورة والنظام تقريباً، حتى يوم ارتكاب شبيحة النظام مجزرة الحولة، حين هاجم الجيش الحر في ردة فعل مباشرة ثكنة عسكرية على أطراف قرية الشومرية شمال الغسانية التي أعلن عناصر من الشبيحة فيها انحيازهم للنظام عندما نصبوا كميناً لمجموعة من الحر، وقتلوا عدداً منهم وأسروا آخرين ومنهم ضباط منشقون سلمّوهم إلى الشبيحة ليُجْهِزوا عليهم، وهم من أبناء قرى المنطقة نفسها    وحينها وَقَعَ مندوب النظام في الأمم المتحدة بشار الجعفري في خطأ يظهر جهله وجهل من أعد له التقرير بجغرافيا بلد يفترض أنه يمثله، فَقَدَّم ملخصاً عن مجزرة الحولة على أنها حصلت على أيدي "الإرهابيين" في ثلاث بلدات هي الحولة وتلدو والشومرية، ومرت سقطة الجعفري دون أي إيضاحات، فلم يصحح أحد له أن تلدو بلدة ضمن منطقة الحولة نفسها، والحولة ليست بلدة وإنما منطقة تضم أربع بلدات، أما الشومرية المجاورة للغسانية فهي بعيدة عن الحولة مسافة تربو عن 30 كم، ليظهر كذب النظام في أوضح صوره، ويمر تقريره المشين على مسامع أناس ما عرفوا من جغرافيا البلدات السورية إلا حدوداً رسمتها دماء ضحايا مجازر قوات الأسد    وبالرجوع إلى كمين شبيحة في الغسانية، فقد جاء رد الحر سريعاً بفرض حصار على القرية، ما اضطر أهلها للاعتماد على القوارب والإبحار في بحيرة قطينة لقضاء حاجيات السكان، وتصدير محاصيلهم إلى الضفة الأخرى من البحيرة في قرية دبين، إضافة إلى بضائع أخرى لا يعلم ماهيتها إلا من يصدرها و يأتي بها ويستلمها!    وجاء تقرير "الفرنسية" بعنوان "سكان قرية مسيحية في ريف القصير مرتاحون لتقدم القوات السورية" بقلم سامي كيتز، الغسانية 12 أيار/مايو2013 (ا ف ب)    حيث يقول "كيتز" يُبدي سكان قرية مسيحية قرب بحيرة قطينة في ريف القصير وسط سورية ارتياحهم لتقدم القوات الحكومية، إذ بات في إمكانهم للمرة الأولى منذ ثمانية أشهر، استخدام الطريق المؤدية إليها، بدلاً من القوارب التي استخدموها لتفادي الطوق المفروض من مقاتلي المعارضة   وتقع الغسانية على بعد 13 كلم شمال غرب القصير، معقل المقاتلين المعارضين الذي تحاول قوات الأسد استعادته، وتربط بينهما طريق وسط حقول القمح تنبت فيها زهور الخشخاش    ويقيم في القرية قرابة ثمانية آلاف مسيحي، إضافة إلى أقلية من المرشديين، الطائفة الصغيرة التي ظهرت في سورية مطلع القرن العشرين. وتقع القصير والغسانية في محافظة حمص وسط سورية، والتي تضم مزيجاً متنوعاً من السُّنَّة والعلويين والمسيحيين وغيرهم   ويقول مختار القرية غسان حمدان لوكالة فرانس برس "فرض المسلحون الموجودون في القرى المجاورة، طوقا على قريتنا لمدة ثمانية أشهر، ومنعونا من استخدام الطريق. لم يتبق لنا سوى البحيرة"    وعلى بعد كيلومترين من الغسانية، تقع قرية الشومرية التي استحالت خراباً جراء المعارك التي مكنت القوات الحكومية من إخراج مقاتلي المعارضة والسماح بفتح الطريق الواصل بالغسانية. وتشهد المنازل المدمرة والجدران التي كساها الكلس على حدة المعارك    ويقول رئيس بلدية الغسانية أحمد العالي "كان يتوجب علينا عبور البحيرة ليلا لإحضار المازوت والبنزين والطحين والمواد الغذائية الأخرى. كان الأمر محنة لأن المسلحين كانوا يطلقون النار في حال لمحوا قارباً"    وعرضت مجموعة مقاتلة تطلق على نفسها اسم "كتائب أهل الاثر"، شريطاً مصوراً على موقع "يوتيوب" في 15 أيلول/سبتمبر 2012، يظهر عدداً من عناصرها يطلقون النار على ما قالوا إنها "زوارق شبيحة" تحاول عبور البحيرة. وتستخدم عبارة "شبيحة" للإشارة إلى عناصر الميليشيات الموالية للأسد    وتقع البحيرة على مسافة 12 كلم من مدينة حمص، ثالث أكبر المدن السورية والتي يعدها الناشطون المعارضون "عاصمة الثورة". وتتغذى البحيرة من مياه نهر العاصي، وتبلغ مساحتها نحو 61 كيلومتراً مربعاً    ويقول حسن بشير المحمود، وهو مالك أحد الزوارق "بسبب الحصار الذي فرضه المقاتلون، تحديت الهواء والأمواج والعواصف لنقل ما كانت قريتي في حاجة إليه"    ويضيف هذا الشاب الذي كان ينتقل إلى دبين على الضفة المجاورة لابتياع الحاجيات "في يوم من الأيام، غرق ثلاثة شبان يحملون الخبز بسبب الطقس الرديء"    واستنجدت هذه القرية التي تعتمد على زراعة البطاطا والملفوف، بصياديها لتوفير ما تحتاج إليه أثناء الحصار. ويشير حسن إلى أن هؤلاء اعتمدوا "في الشهر الأول على قواربهم الخشبية القديمة، قبل أن يبتاعوا قوارب صغيرة مزودة بمحركات لتسهيل الانتقال"    ولا يبدو أن المعارك في المنطقة قد اقتربت من نهايتها، إذ ما زال المقاتلون المعارضون يسيطرون على أربع قرى لجهة الشمال الغربي من مدينة القصير    ويقول حمدان "على الجيش (الحكومي) السيطرة على هذه القرى ليفك الطوق في شكل كامل، وما زال يتوجب عليه طرد أربعة آلاف مسلح من المنطقة"    ويؤكد حمدان أن القوات الحكومية هي التي قامت "بتحرير" المنطقة. ويتابع "حزب الله موجود إلى جهة الغرب قرب الحدود اللبنانية، وليس هنا"، وذلك رداً على سؤال عن دور الحزب اللبناني الشيعي في القتال إلى جانب القوات السورية في القصير    وحققت هذه القوات في الشهر الماضي تقدماً في منطقة القصير التي تعد صلة وصل أساسية بين دمشق والمناطق الساحلية عبر محافظة حمص. وأقر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بأن عناصر من حزبه يقاتلون في القصير "للدفاع" عن قرى حدودية سورية يقطنها لبنانيون    وعلى مدخل الغسانية، يحتسي جورج الثلاثيني قدحاً من الشاي، وهي يتكئ على وسادات موضوعة على الأرض. عاد هذا العامل في البناء، من مدينة طرابلس في شمال لبنان إلى قريته للمرة الأولى منذ أشهر. ويقول "عندما أبلغتني ابنتي قبل يومين أن الطريق باتت مفتوحة، تركت كل شيء وعدت إلى هنا"   هذا التقرير وغيره من التقارير التي ينشرها الإعلام الغربي ويركز عبرها على  المسيحيين السوريين فقط ويظهرهم كموالين للنظام تصريحاً أو تلميحاً، تثير التساؤل عن المآرب وراء هذا الطرح الذي يعزز الطائفية، ويحول الأزمة السورية إلى صراع طائفي بين السنة من جهة وباقي الطوائف من جهة أخرى، في حين أن الواقع يؤكد أن الأزمة السورية هي صراع من أجل الحرية والكرامة بعيداً عن الطائفة أو العرق أو الأثنية.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

تصاعد الصراع بين إيران وإسرائيل يلفت انتباه الصحف العالمية…
أفضل طريقة لإنهاء التصعيد في لوس أنجلوس
في ثاني أيام العيد الأمم المتحدة تنتقد منع دخول…
استشهاد 4 صحفيين وإصابة آخر بجروح خطيرة في قصف…
دبي تطلق قمة الإعلام العربي 2025 بمشاركة أكثر من…

اخر الاخبار

سرايا القدس تعلن استهداف تجمعات وآليات لجيش الاحتلال شرق…
اجتماعات رفيعة المستوى للجنة التقنية ولجنة التسيير الخاصة بمشروع…
الحكومة المغربية تمنح فوزي لقجع رئاسة “مؤسسة مغرب 2030”…
السكوري يدعو إلى إصلاح مدونة الشغل بما يتلاءم مع…

فن وموسيقى

لطيفة رأفت تعود بقوة في صيف 2025 بجولة فنية…
أحمد السقا يكشف عن مشاريعه الفنية المُقبلة ويتحدث لأول…
أحمد السقا يؤكد أنه بلا منافس في السينما ويكشف…
ماجدة الرومي تُعبر عن مشاعر محبة وامتنان عميقة تجاه…

أخبار النجوم

نانسي عجرم تكشف موعد طرح ألبومها الجديد Nancy 11
تارا عماد تكشف كيف تأثرت بخبرة والدتها في مسلسلها…
محمد منير يتعاون لأول مرة مع تامر حسني في…
أحمد سعد يُشوق جمهوره لألبومه الجديد بتعليق طريف وتفاعل…

رياضة

مبابي يصنع التاريخ مع ريال مدريد ويسجل في سبع…
ريال مدريد يغادر ميتلايف ويترك مبابي وحده للخضوع لفحص…
المغربي أشرف حكيمي يُحطّم رقماً قياسياً ويتألق مجدداً مع…
رونالدو يختفي عن جنازة جوتا وسط تساؤلات وتكهنات

صحة وتغذية

جوز البرازيل كنز غذائي يعزّز صحتك من الداخل إلى…
فيتامين «د 3» مطوَّر يخفف أعراض التوحّد
أمل جديد لعلاج الجروح دون تندّب
بارقة أمل للنساء علاج واعد لأكثر أنواع سرطان الثدي…

الأخبار الأكثر قراءة

دبي تطلق قمة الإعلام العربي 2025 بمشاركة أكثر من…
استشهاد الصحفي حسن أصليح أيقونة الإعلام في غزة وخسارته…
البيت الأبيض في مواجهة إعلامية بعد استبعاد وكالات الأنباء…
إسرائيل تروج لحماية الأقليات في سوريا وسط انتقادات لسياساتها…