الرئيسية » أخر الأخبار العربية و العالمية
الجيش الروسي

لندن - المغرب اليوم

3 عقود مضت بالتمام والكمال على الحدث الأبرز الذي غير وجه العالم، وهو انهيار أحد قواه العظمى، الاتحاد السوفيتي، وتحديدا في يوم 25 ديسمبر 1991، حين استقال وقتها ميخائيل غورباتشوف، آخر الزعماء السوفييت من منصب رئيس الاتحاد السوفييتي.

وفي يوم 26 ديسمبر اعترف مجلس السوفييت الأعلى، وهو بمثابة البرلمان السوفيتي، رسميا باستقلال 15 دولة جديدة، ليتفكك بذلك الاتحاد السوفيتي الذي طبع القرن العشرين بطابع حربه الباردة ومواجهاته الساخنة مع المعسكر الغربي على مدى النصف الثاني منه، بعد الحرب العالمية الثانية وهزيمة دول المحور، والتي أفرزت نظام القطبية الثنائية.

وهكذا تم في مثل هذا اليوم قبل 30 عاما، إنزال العلم السوفيتي الأحمر بنجمته وشعار المطرقة والمنجل الشهير، والذي كان يرمز لواحدة من كبريات دول العالم وأكثرها تأثيرا وسطوة.وكان غورباتشوف الذي أسدل الستار النهائي على المشهد السوفيتي، قد وصل إلى السلطة في العام 1985 كأصغر رئيس سنا، وبدأ في اعتماد سلسلة من الإصلاحات، بهدف كسر دوامات الجمود والركود وتراكم الأزمات، التي كانت تعصف بالاتحاد المتثاقل تحت وطأة أيديولوجية متشددة، باتت عاجزة عن مواكبة العصر، كما يرى المراقبون في سياق تحليلهم للظاهرة السوفيتية.

الإصلاحات التي أطلقها آنذاك عرفت باسم البيريسترويكا، أي إعادة البناء، والغلاسنوست، أي الانفتاح وحرية الرأي، وقادت في المحصلة لتفكك الاتحاد الذي يرى كثيرون، أن سقوطه كان تحصيل حاصل وأن سياسات غورباتشوف ربما عجلت فقط في رحيل الاتحاد، فيما أعتبر المناصرون للنظام الشيوعي في الاتحاد السوفيتي وحول العالم، أن سياسات غورباتشوف هي من تسببت بانهيار ذلك الاتحاد.وللحديث عن هذه الذكرى وما خلفته من تحولات في النظام الدولي وتوازنات القوى فيه، يقول الكاتب والمفكر اللبناني البارز، حازم صاغية، في لقاء مع "سكاي نيوز عربية": "من حيث المبدأ، سقوط الاتحاد السوفييتي، هو حدث عمليا تم تأجيله عقود مديدة، كون الامبراطورية الروسية كان يفترض سقوطها مع سقوط الامبراطوريات عموما، كما حال الامبراطورية العثمانية والامبراطورية الهبسبورغية، لكن الحزب البلشفي الشيوعي أعاد عمليا إنتاج الامبراطورية القيصرية في روسيا بقالب شيوعي، واستولى على السلطة في ظل نقد عنيف من قبل الماركسيين الأوروبيين، الذين كانوا يرون أن شروط بناء الاشتراكية غير متوافرة في روسيا نظرا لضعف الطبقة العامة البروليتارية وضعف الصناعة، وكان هناك نوع من السيطرة القسرية على التاريخ، أخذت شكلها الأقصى والأقسى في العهد الستاليني، الذي حول هذا القسر لسلوك وحشي عديم الإنسانية".

وهكذا تم تأخير سقوط الاتحاد السوفييتي إلى أن انفجر من الداخل وسقط في ظل قيادة غورباتشوف، كما يرى صاغية، متابعا: "وكان من الممكن أن يفتح هذا السقوط الباب لقفزة كبرى إلى الأمام على صعيد تعزيز الديمقراطية والحريات حول العالم، وهذا ما ظهرت ارهاصاته، وحصل بالفعل في بلدان أوروبا الوسطى والشرقية، حيث تغيرت سياسيا واجتماعيا".لكن هناك عنصرين كابحين أساسيين، كما يشرح الكاتب اللبناني: "لعبا دورا مهما في هذا الإطار، أولهما هو التفاوت بين مختلف الدول لجهة خصوصياتها وسياقات تطورها السياسي والمجتمعي، حيث أن هناك دولا كانت ظروفها الموضوعية غير مواتية، ولا تسمح لها بدخول مغامرة الانتقال الديمقراطي، ودخلت تاليا في احترابات ونزاعات إثنية ودينية وطائفية دموية، كما حصل في يوغوسلافيا والمناطق الروسية الآسيوية، كما حدث مثلا بين أرمينيا وآذربيجان".

وثانيهما، يضيف: "الأخطاء الجسيمة التي ارتكبتها واشنطن، حيث لم يتم استقبال ذاك التحول الروسي الهائل على وقع سقوط الاتحاد السوفيتي كما يجب، ما انعكس تخويفا للروس وتعزيزا لانطباع سلبي لديهم مفاده كما ولو أن هناك نوعا ما من الثأرية الغربية حيال روسيا، أكثر من الحماس لما شهدته من تحولات نحو الديمقراطية، وهذا ما عززه صعود النيو ليبرالية في الغرب منذ أوائل الثمانينات بقيادة ريغان وتاتشر، والتي بدت مهجوسة بالانتقام من فكرة العدالة الاجتماعية أكثر من السعي لنشر الديمقراطية".

وعن شكل التوازنات الدولية بعد 3 عقود على انتهاء نظام القطبية الثنائية، يقول صاغية: "ثمة حاليا محاولة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتن لاستعادة قوة ونفوذ الاتحاد السوفيتي القديم لكن دون شيوعيته، عبر اللعب على وتر القومية الدينية الشعبوية، وهذا في المحصلة لن يفلح في تأخير تحول لا يمكن منعه للأبد، وهو تحول روسيا لدولة مؤسساتية طبيعية في نهاية المطاف، وهنا فإن السياسات الغربية غير الملائمة وغير المناسبة تساعده في ذلك، تارة عبر التصعيد غير المبرر مع روسيا وتارة عبر التنازل غير المبرر لها".

ويختم صاغية: "على المدى البعيد يبقى انهيار الاتحاد السوفيتي حدثا ايجابيا كبيرا ومكسبا عظيما، لكن ربما كان يمكن توظيفه واستثماره بطريقة أفضل، لولا العناصر السلبية المثبطة التي أشرنا لها أعلاه"

من ناحيته، يقول إحسان الشمري مدير مركز التفكير السياسي، في حوار مع سكاي نيوز عربية :"كان لسقوط الاتحاد السوفيتي تداعيات كبيرة جدا على مستوى توازن القوى الدولية أو على صعيد اعادة ترسيم خطوط النفوذ والايديولوجيات السياسية،

حيث سقطت معه بداهة الأيديولوجيا الشيوعية ونظمها السياسية بعد فشلها المبرم، والتي سرعان ما تهاوت كأحجار الدومينو، والأمر الثاني هو اندثار نظام القطبية الثنائية العالمية، وتحول العالم نحو القطبية الأحادية ممثلة في الولايات المتحدة الأميركية، وهو الأمر الذي ما زال ساريا".  

ورغم مرور 3 عقود على رحيل الاتحاد السوفيتي، لكن الطبيعة التنافسية الاستراتيجية والتوترات بين روسيا وريثة ذلك الاتحاد والدول الغربية وعلى رأسها أميركا، تبقى طاغية كما يرى الخبراء والمحللون، وأن ما نشهده من شد وجذب خطر بين الطرفين، على وقع الأزمة في أوكرانيا هو خير مثال .

هذا وقد ضم الاتحاد السوفيتي 15 دولة، وهي روسيا وأوكرانيا وجورجيا وأذربيجان وأوزباكستان وتركمانستان وفيرغيزستان وطاجيكستان ولاتفيا وليتوانيا وأستونيا ومولدوفا وروسيا البيضاء وأرمينيا.

وكانت روسيا أكبر هذه الدول، والقائدة المؤسسة لهذا الاتحاد المترامي الأطراف، الذي توسع إلى أن امتدت مساحته على مدى نحو 22 مليون ونصف المليون كيلومتر مربع، أي نحو 15 بالمئة من مساحة كوكب الأرض

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

فلاديمير بوتن يعلن فتح صفحة جديدة مع القارة الأفريقية ويدعو إلى تكثيف التعاون

 

أقمار "غلوناس" للملاحة الفضائية تعود للخدمة مِن جديد

 

 

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

ستارمر يعلن استعداده للمساهمة في إعادة إعمار غزة بنحو…
ضيف غير متوقع يلفت الأنظار في قمة شرم الشيخ…
إيران ترد على اقتراح ترامب بشأن التطبيع مع إسرائيل
البيت الأبيض يعلق على الفائز بجائزة نوبل للسلام
اتفاق وقف النار يسلّط الضوء على حجم الدمار والخسائر…

اخر الاخبار

الجيش الإسرائيلي يضع خطة تحسبا لتجدد الحرب مع حماس
صحة غزة تعلن استلام رفات 45 فلسطينيا من إسرائيل
حماس تعلن تسليم جثتين من الرهائن الليلة
اتفاق مؤقت بين باكستان وأفغانستان لوقف إطلاق النار لمدة…

فن وموسيقى

الفنانة يسرا تفتح قلبها وتكشف أسرار حياتها وموقفها من…
جنات تطرح أغنية الوعود من فيلم أوسكار عودة الماموث…
كريم فهمي يحسم الجدل ويؤكد مشاركته في "وننسى اللي…
بلقيس فتحي تعلن مشاركتها في موسم الرياض 2025

أخبار النجوم

آمال ماهر تكشف أسرار حياتها الخاصة وتعلن عن مفاجأة…
حنان مطاوع ضمن قائمة أفضل عشرة أ قدّمن أدواراً…
محاكمة فضل شاكر تدخل مرحلة الحسم بعد تسليم ملفه…
أول تعليق من كاتي بيري بعد ظهورها الجريء مع…

رياضة

صافرة المغرب تغيب عن قائمة حكام كأس العرب قطر…
رونالدو يُصبح الهدّاف التاريخي لتصفيات كأس العالم بعد هدفيه…
وليد الركراكي يُعرب عن فخره بأداء أسود الأطلس وتحقيق…
محمد صلاح ضمن قائمة أفضل 50 لاعبًا في العقد…

صحة وتغذية

فوائد حمية الكيتو لتعزيز صحة الدماغ والوقاية من الخرف
لماذا يعيد العلماء النظر في تأثير كوفيد 19 على…
جهاز استشعار جديد بطعم الزعتر يكشف الإصابة بالإنفلونزا قبل…
بيل غيتس يشارك في مبادرة لإتاحة أدوية إنقاص الوزن…

الأخبار الأكثر قراءة

السعودية تعبر عن إدانتها الشديدة لتصريحات نتنياهو المتكررة حول…
بوريطة يمثل المغرب في اجتماع وزراء الخارجية العرب بمصر
الحكومة المغربية تقرر رفع التعويضات الممنوحة لضحايا حوادث السير
الملك محمد السادس يعين مديرا جديدا لأمن نظم المعلومات…
الكشف عن خطة أمريكية بإشراف ترامب لمغادرة سكان غزة…