الرئيسية » أخر الأخبار العربية و العالمية
من آثار القصف الإسرائيلي على غزة

بيروت ـ ميشال صوايا

في مطعم الفلافل الصغير الذي يملكه في جنوب لبنان، يحضّر حسين مرتضى الساندويتشات للزبائن القلائل، في حين تحلق مسيّرة استطلاع إسرائيلية فوق بلدة كفركلا الحدودية شبه المقفرة.

يقول حسين مرتضى البالغ 60 عاماً، الذي غزا الشيب شعره ولحيته وهو يغلي الزيت قبل أن يُسقط فيه حبّات الفلافل داخل مطعمه الصغير، «قبل أيام سقطت القذيفة على بُعد نحو 200 متر من هنا، طالت شظية واجهة المحلّ وهنا في الحائط، وأنا اختبأت خلف الثلاجة».

يُسمع دوي القصف بوضوح في البلدة الواقعة في منطقة محاطة بحقول الزيتون. غالبية الشوارع مقفرة، وبعض الأحياء المواجهة للجليل أشبه بمدينة أشباح بعدما نزح سكانها عنها.

لكن حسين مرتضى مصمم على البقاء في بلدته والاستمرار بفتح مطعمه أمام السيارات القليلة التي تمر بالمكان، وبينها سيارات الإسعاف.

ويؤكد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «ها نحن هنا تحت القصف، نعمل ولن نغلق. كل جائع نطعمه، مَن يملك النقود ومَن لا يملكها. هذا أيضاً جهاد في سبيل الله».

وتشهد المنطقة الحدودية في جنوب لبنان تصعيداً عسكرياً متفاقماً بين إسرائيل و«حزب الله» منذ شنّت حركة «حماس» الفلسطينية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) هجوماً مباغتاً غير مسبوق داخل إسرائيل التي تردّ بقصف مدمّر وعملية برية في قطاع غزة.

وينفّذ «حزب الله» الذي ليس له أي وجود عسكري مرئي في المنطقة الحدودية اللبنانية، بشكل رئيسي عمليات يومية ضد أهداف عسكرية إسرائيلية قرب الحدود، واضعاً ذلك في إطار دعم قطاع غزة و«إسناداً لمقاومته».

وتردّ إسرائيل بقصف مناطق حدودية، مستهدفة ما تصفها بـ«تحرّكات مقاتلي (حزب الله)» ومنشآت تابعة له قرب الحدود. وازدادت حدة القصف في الآونة الأخيرة، وأسفرت عن دمار كبير في بعض أحياء القرى الجنوبية الحدودية.

وأسفر التصعيد في جنوب لبنان عن مقتل 140 شخصاً على الأقل في لبنان بينهم نحو مائة مقاتل من «حزب الله»، و17 مدنياً على الأقل بينهم 3 صحافيين.

وقُتل 11 شخصاً من الجانب الإسرائيلي بينهم 6 عسكريين.

وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، فإن أكثر من 64 ألف شخص نزحوا في لبنان، غالبيتهم في الجنوب.

وفي تقرير نُشر (الثلاثاء)، قال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن النزاع أدى الى «خسائر مادية كبرى» طالت خصوصاً المساكن والمتاجر والبنى التحتية والخدمات في القرى الحدودية.

وأضاف التقرير أن «النشاط الاقتصادي والأعمال المحلية إما تعطلت، أو اضطرت لإغلاق أبوابها، أو الانتقال إلى مكان آخر».

في محطة الوقود التي يملكها عند مدخل بلدة الطيبة الحدودية في جنوب لبنان، التي طالها القصف الإسرائيلي وقُتل مختارها بقذيفة في 11 ديسمبر (كانون الأول)، ينتظر علي منصور أيضاً الزبائن القلائل الذين يتحدّون القصف اليومي ويخرجون من منازلهم.

لكنه رغم ذلك يؤكد: «ما دام القصف بعيداً، نحن نعمل لنحصّل رزقنا».

يقول هذا الرجل الخمسيني، أمام محطة الوقود التي تشكّل مصدر رزقه الوحيد، «غادر عدد قليل من السكان القرية، لكننا ما زلنا هنا، لأن الأمور كما يقولون تحت السيطرة».

ويضيف خلال وقوفه في مقابل بلدة مسكاف عام الإسرائيلية على الجانب الآخر من الحدود، فيما يُسمع صوت طائرة مسيّرة تحلّق في الأجواء بوضوح: «نحن مواجهون لمسكاف عام. لو كنا خائفين لما بقينا هنا. لكن ما يقلقنا هو عندما يبدأ الإسرائيلي بالقنابل الفوسفورية».

وتتهم السلطات اللبنانية ومنظمات حقوقية دولية القوات الإسرائيلية باستخدام القنابل الفوسفورية خلال قصفها المناطق الحدودية اللبنانية.

لكن منصور يصرّ: «نحن باقون في أرضنا. من المؤكد أن عدد السكان الآن أقلّ، لكن مَن يملك رزقاً سيواظب عليه».

في بلدة العديسة المجاورة، بقي المطعم الصغير الذي يعمل فيه أحمد ترّاب (23 سنة) مفتوحاً لتقديم وجبات الهمبرغر للسكان حتى الأسبوع الماضي.

ويروي قائلاً: «منذ بداية الحرب حتى الآن، لم نغادر» لكن الأسبوع الماضي «ومثل كل يوم فتحنا المطعم، وقد حضر حسين الشاب الذي يعاونني في العمل، وسمعنا ضربة قوية جداً».

ويوضح: «نزلتْ أول قذيفة قبالة المطعم، واثنتان وراء المطعم، وأُصيب حسين بشظية في رجله».

وما كان من أحمد ترّاب إلا أن قرر مغادرة قريته التي باتت شبه مقفرة الآن.

من جهته بقي عباس علي بعلبكي في بلدته، لكنه اضطر لإغلاق المطبعة الصغيرة التي يملكها.

في ساحة العديسة الرئيسية قبالة الحسينية، يقول وهو يتابع على هاتفه النقال أخبار القصف الذي يطال القرى الحدودية، «لو امتدت الحرب عشرة أشهر أو سنة لا أغادر».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

حزب الله يُدخل صواريخ حارقة إلى معركة جنوب لبنان

قصف إسرائيلي على جنوب لبنان هو الأعنف والأبعد منذ اندلاع الاشتباكات و"حزب الله" يرد

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

إيران توقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومفتشوها…
روسيا تعترف رسمياً بحكومة طالبان خطوة مثيرة للجدل تفتح…
منظمة العفو الدولية تتهم مؤسسة تعمل في غزة بالمشاركة…
تقرير يكشف أن إسرائيل استغلت الذخائر المتبقية من معارك…
إيران توجه تهم التجسس والتآمر لفرنسيين محتجزين لديها وعائلة…

اخر الاخبار

محمد المهدي بنسعيد يؤكد أن حزب الأصالة والمعاصرة آلية…
نزار بركة يستقبل كفاءات مغربية شابة انخرطت في حزب…
ماكرون يستضيف رئيس مجلس النواب المغربي ورؤساء البرلمانات المشاركين…
المغرب يؤكد في الجمعية البرلمانية للفرنكوفونية التزامه بالتعاون جنوب…

فن وموسيقى

سميرة سعيد تبدأ تحضيرات ألبوم جديد مع هاني يعقوب…
لطيفة رأفت تعود بقوة في صيف 2025 بجولة فنية…
أحمد السقا يكشف عن مشاريعه الفنية المُقبلة ويتحدث لأول…
أحمد السقا يؤكد أنه بلا منافس في السينما ويكشف…

أخبار النجوم

سعد لمجرد وبوسي يقدمان الأغنية الدعائية لفيلم الشاطر
حنان مطاوع تعود إلى خشبة المسرح بعد غياب 10…
خالد سليم يطل مع زوجته لأول مرة عبر "صاحبة…
أسماء أبو اليزيد تكشف كواليس أعمالها الجديدة وطموحاتها الفنية

رياضة

مبابي يصنع التاريخ مع ريال مدريد ويسجل في سبع…
ريال مدريد يغادر ميتلايف ويترك مبابي وحده للخضوع لفحص…
المغربي أشرف حكيمي يُحطّم رقماً قياسياً ويتألق مجدداً مع…
رونالدو يختفي عن جنازة جوتا وسط تساؤلات وتكهنات

صحة وتغذية

تحول جذري في علاج إصابات العمود الفقري بعد موافقة…
لعلاج الصداع النصفي المؤلم إليك حيلة زجاجة الماء البسيطة
جوز البرازيل كنز غذائي يعزّز صحتك من الداخل إلى…
فيتامين «د 3» مطوَّر يخفف أعراض التوحّد

الأخبار الأكثر قراءة

"مصر وقطر تؤكدان استمرار الوساطة استناداً إلى مقترح أميركي…
إستمرار العمليات الإسرائيلية في الضفة الغربية وسط خلاف دبلوماسي…
وزير الخارجية السعودي يزور سوريا رسميًا برفقة وفد اقتصادي…
فوضى وجوع في غزة بعد دخول محدود للمساعدات وسط…
درع القبة الذهبية من ترامب تقنية صاروخية جديدة للتصدي…