الرئيسية » آخر الأخبار الطبية
صورة تعبيرية

لندن - ماريا طبرني

منذ ظهور جهاز التلفزيون في الخمسينات من القرن الماضي حتى الآن، طُرحت مئات الدراسات الطبية التي تناولت الآثار المختلفة لمشاهدته على الأطفال سواء بالإيجاب أو بالسلب على المستوى العضوي والنفسي والاجتماعي.

وناقشت أحدث دراسة هذه الآثار وأشارت إلى احتمالية أن تؤدي مشاهدة الشاشات المختلفة لساعات طويلة في مرحلة الطفولة والمراهقة إلى حدوث خلل في التمثيل الغذائي لاحقاً في البلوغ، يمتد إلى مرحلة منتصف العمر.

خلل التمثيل الغذائي
الدراسة التي قام بها علماء من جامعة أوتاغو University of Otago بنيوزيلندا، وجامعة جنوب كاليفورنيا University of Southern California بالولايات المتحدة، ونُشرت في النسخة الإلكترونية من مجلة طب الأطفال «journal Pediatrics» في نهاية شهر يوليو (تموز) من العام الجاري، ذكرت أنه حتى لو قرر الأطفال الذين لا يقومون بنشاط بدني كبير في طفولتهم تغيير هذا الأمر لاحقاً وهم في العشرينات من العمر على سبيل المثال، وأصبحوا أكثر نشاطاً بالفعل، فلا تزال تبقى لديهم عوامل خطورة متزايدة للإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي Metabolic syndrome في عمر 45 عاماً على وجه التقريب.

ومتلازمة التمثيل الغذائي هي مجموعة من الأعراض المتعلقة بشكل مباشر بنوعية الغذاء والحركة البدنية مثل مستويات الغلوكوز في الدم والكوليسترول والأملاح المختلفة والمعادن. ويمكن أن يؤدي الخلل في النسب الطبيعية لجميع هذه العناصر إلى عواقب صحية وخيمة مثل الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني والسكتات الدماغية وجلطات القلب وتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم.

وكلما حدث هذا الخلل في عمر مبكر زادت خطورة الإصابة بهذه الأمراض. وتبعاً للدراسة كانت المشاهدة التلفزيونية المتكررة خلال الفئة العمرية من 5 إلى 15 عاماً هي الأكثر أهمية في حدوث المتلازمة.

مشاهدة الشاشات
أوضحت الدراسة أن المثير للقلق هو أن هذه النتائج كانت مرتبطة فقط بشاشة التلفزيون للأجيال السابقة. وبالتأكيد فإن التطور التكنولوجي ضاعف من حجم مشاهدة الشاشات ولم تعد مقتصرة على مجرد التلفزيون بل امتدت إلى الكومبيوترات اللوحية والهواتف المحمولة وأجهزة الكومبيوتر المكتبية حتى في المدارس. وعلى المدى الطويل يمكن تخيّل مدى خطورة ذلك على الصحة العامة لأطفال هذا الجيل.

تابعت هذه الدراسة الطولية 879 شخصاً من الذين وُلدوا في الفترة الزمنية من عام 1972 حتى عام 1973 في نيوزيلندا، وكانت نسبة الذكور نحو 52 في المائة من الذين شملتهم العينة وسُجلت أوقات مشاهدة التلفزيون خلال أيام الأسبوع في الأعمار 5 و7 و9 و11 و13 و15 و32. وارتبطت المشاهدات المكثفة في أثناء مرحلة الطفولة بانخفاض اللياقة بشكل عام، وكان لها تأثير على الجهاز التنفسي والجهاز الدوري وصحة القلب وزاد مؤشر كتلة الجسم (BMI) بشكل كبير في عمر 45 عاماً.

وجرى تعريف الإصابة بالمتلازمة من خلال تقييم الزيادة في 3 جوانب على الأقل هي: نسبة الغلوكوز في هيموغلوبين كريات الدم الحمراء hba1c، ومحيط الخصر، وأيضاً نسبة الدهون الثلاثية في الدم والدهون الضارة (منخفضة الكثافة) وضغط الدم.

قام الباحثون بسؤال الآباء عن الوقت الذي يقضيه الأطفال في المشاهدة في الفئات العمرية تحت 13 عاماً ثم قاموا بسؤال الأطفال أنفسهم بعد هذا العمر عن متوسط ساعات المشاهدة كل يوم وكل أسبوع بما فيها العطلات. وكان في المتوسط أكثر من ساعتين يومياً. وتم تثبيت بقية العوامل التي يمكن أن تؤثر في النتيجة، مثل المستوى الاجتماعي ودخل الأسرة. وتم قياس الطول والوزن في كل مراحل الدراسة المختلفة، وتم أيضاً احتساب الوقت الذي يقضيه كل مشترك في ممارسة النشاط البدني.

وأوضح الباحثون أن نتائج الدراسة لا تعني أن مشاهدة التلفزيون بكثافة تؤدي بالضرورة إلى الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي. ولكن من المؤكد أن المشاهدة تقلل من فرص النشاط البدني، وفي الأغلب يتناول الأطفال مقبّلات غير صحية في أثناء المشاهدة إلى جانب المشروبات السكرية والوجبات الغنية بالدهون، ويكون ذلك نتيجة مباشرة لتأثر الأطفال بإعلانات الوجبات الجاهزة. وفضلاً عن تأثير ذلك على تغيير نموذج النوم فإنه يؤدي إلى تغيير نسب الغلوكوز والدهون في الجسم. وتبعاً لبعض الدراسات يمكن أن تزيد المشاهدة من احتماليات تدخين التبغ أيضاً أمام جهاز التلفزيون.

هذا السلوك لم يكن مقتصراً على جنس واحد فقط ولكن الذكور كانوا أكثر مشاهدة من الإناث بشكل عام، وأيضاً زادت احتمالية إصابتهم بالمتلازمة أكثر من النساء. وارتبطت مشاهدة الشاشات في الأطفال من عمر السادسة حتى الثانية عشرة بارتفاع مقاومة الإنسولين التي تؤدي على المدى الطويل للإصابة بمرض السكري من الدرجة الثانية بغضّ النظر عن ممارسة الرياضة، ما يعني أنه كلما زادت ساعات الجلوس أمام التلفزيون في الطفولة زادت الخطورة، وأصبح من الصعب تعويض أثرها السيئ بعد ذلك حتى لو قلَّت أوقات المشاهدة في البلوغ.

نصحت الدراسة الآباء بضرورة تنظيم أوقات معينة لمشاهدة التلفزيون والشاشات بشكل عام ويفضَّل ألا تزيد على ساعة أو ساعتين يومياً على أكثر تقدير على أن تكون في منتصف اليوم قبل النوم بفترة كافية حتى يستطيع الأطفال النوم بهدوء.

وفي حالة تناول أي مأكولات في أثناء المشاهدة يجب أن تكون مقبّلات صحية تحتوي على الخضراوات الطازجة والفاكهة، ويمكن تناول القليل من المكسرات لأنها تحتوي على سعرات عالية مع الالتزام بممارسة النشاط البدني سواء في النادي أو المدرسة، ومجرد التنزه خارج المنزل يمكن أن يكون كافياً.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

أفضل وجبات خفيفة "لتحسين التمثيل الغذائي" وتعزيز فقدان الوزن عند انقطاع الطمث

تدخين السجائر الإلكترونية يعطل الجينات الخاصة بعملية التمثيل الغذائي في خلايا الرئة

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

هل المكملات الغذائية ضرورية لصحتنا أم مجرد إنفاق بلا…
وزارة الصحة المغربية تتصدى لفوضى بيع الأدوية في المصحات…
دراسة تكشف علاقة بين ادوية انقاص الوزن وتشويش فحوص…
استمرار نقص أدوية فرط الحركة في المغرب يهدد الأطفال…
سرطان الثدي وعنق الرحم يهيمنان على إصابات النساء في…

اخر الاخبار

ماكرون يعيد تعيين لوكورنو رئيسا للوزراء
قوات أميركية تصل إسرائيل لمتابعة وقف الحرب
الملك محمد السادس يدعو البرلمان للجدية وتسريع وتيرة التنمية
تركيا تعلن استعداد قواتها للمشاركة في حفظ السلام بغزة

فن وموسيقى

بلقيس فتحي تعلن مشاركتها في موسم الرياض 2025
شيرين عبدالوهاب تعود الى جمهورها بعد سنوات من الالم…
غادة عادل تكشف تفاصيل تجربتها السينمائية الجديدة وتؤكد أنه…
منه شلبي تتالق بالاحمر في العرض الخاص لهيبتا وتكشف…

أخبار النجوم

تكريم منى واصف في مهرجان البحرين السينمائي تقديرا لمسيرتها…
أنجلينا جولي تعلن رغبتها في مغادرة أمريكا بسبب شعورها…
فيلم الست يثير الجدل ومنى زكي تواجه الانتقادات وتعلق
فيفي عبده تحتفل بوقف الحرب علي قطاع غزة

رياضة

لامين يامال يهدد بالرحيل عن برشلونة بسبب انتقادات فليك
السيسي يهنئ المنتخب المصري بالتأهل لكأس العالم 2026
صلاح يواجه موسما صعبا مع ليفربول والارقام لا ترحمه
بيريز يوضح الفرق بين انضمام رونالدو ومبابي لريال مدريد

صحة وتغذية

دراسة تكشف وجها جديدا وخطيرا لسرطان الدماغ يهاجم العظام…
وزير الصحة المغربي ونظيره النيجري يتباحثان تعزيز التعاون في…
الصحة العالمية تحذر من فيروس RSV وتؤكد وجود طرق…
تأخير معادلة الشهادات الأجنبية يفاقم نقص الأطباء بالمغرب

الأخبار الأكثر قراءة

5 أطعمة طبيعية تقوي الكولاجين وتحمي البشرة من التجاعيد
ألمانيا تطرح رسميًا علاج الزهايمر ليكانيماب في أسواقها الطبية
منظمة الصحة العالمية تحذر من ارتفاع معدلات الوفيات بالكوليرا…
أطباء مغاربة يوصون باستخدام الذكاء الاصطناعي للكشف عن الأعراض…
أطعمة طبيعية فعالة تساعد في تخفيف الصداع دون الحاجة…