الرئيسية » آخر الأخبار الطبية
الإيدز

لندن - المغرب اليوم

من المحتمل أن يكون الفيروس المسبب لجائحة "كوفيد-19" قد نشأ في الخفافيش البرية التي تعيش في الكهوف حول مدينة ووهان الصينية، وربما تم نقله إلى نوع حيواني ثانٍ قبل إصابة البشر، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. وقد نتج كثير من الأوبئة الأكثر تدميرًا في العقود الأخيرة، بما في ذلك الإيبولا وإنفلونزا الطيور وفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، عن فيروسات الحيوانات التي امتدت للبشر.

ورغم الخطر الدائم المتمثل في ظهور فيروس جديد، وإثارة جائحة عالمية، لا يوجد نظام عالمي لفحص الفيروسات في الحيوانات البرية التي قد تقفز في نهاية المطاف إلى البشر.

وبحثت مجموعة متنوعة من خبراء الأمراض المعدية، وعلماء البيئة، وعلماء الأحياء البرية، في كيفية التوصل لحل لهذه المشكلة، وخلصوا في مقال نُشر في 9 يوليو (تموز) الماضي في مجلة "ساينس" إلى ضرورة إنشاء نظام عالمي لامركزي لمراقبة الحياة البرية، لتحديد الفيروسات في الحيوانات البرية التي لديها القدرة على إصابة الناس قبل بدء جائحة أخرى. وفي تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة واشنطن الأميركية، بالتزامن مع نشر المقال، تقول جينيفر فيليبس، المدير المشارك لقسم الأمراض المعدية في كلية الطب بالجامعة المشاركة في كتابته: "من المستحيل معرفة عدد مرات انتشار فيروسات الحيوانات للبشر، لكن الفيروسات التاجية وحدها تسببت في تفشي المرض 3 مرات خلال العشرين عامًا الماضية (سارس، وميرس، وكوفيد-19)".

وحتى قبل عقد من الزمان، كان من الصعب إجراء مراقبة عالمية في واجهة الحياة البرية بين الإنسان وحيوانات الحياة البرية. ولكن نظرًا للتقدم التكنولوجي، أصبح الأمر ممكنًا الآن، وبأسعار معقولة، وبات أكثر وضوحًا من أي وقت مضى، كما ذهبت فيليبس.

- لكل حيوان فيروساته

لكل حيوان مجموعته الخاصة من الفيروسات، مع بعض التداخل بين الأنواع، وغالبًا ما تعيش الأنواع الحيوانية وفيروساتها معًا لفترة طويلة، لدرجة أنها تكيفت بعضها مع بعض، ولا تسبب الفيروسات سوى أعراض أو مرض خفيف إلى متوسط فقط. لكن عندما يتم الجمع بين أنواع الحيوانات المختلفة التي لا تحتوي على كثير من الاتصال عادة، يكون للفيروسات فرصة القفز من نوع إلى آخر، ولا تمتلك معظم الفيروسات الأدوات الجينية لإصابة أنواع أخرى، لكن الفيروسات التي تحتوي على مثل هذه الأدوات يمكن أن تكون قاتلة للأنواع المصابة حديثًا من دون حصانة طبيعية.

ويجعل النشاط البشري مثل هذه الأحداث غير المباشرة أكثر وأكثر احتمالًا، فمع استمرار نمو سكان العالم، ارتفع الطلب على الموارد الطبيعية، ويدفع ذلك الناس إلى المناطق البرية لإفساح المجال للمنازل والشركات الجديدة، وللوصول إلى الموارد لتغذية اقتصاداتهم وأنماط حياتهم. ويتم صيد الحيوانات البرية وبيعها للاستهلاك، أو كحيوانات أليفة غريبة في أسواق الحياة البرية، حيث تختلط الأنواع المتنوعة معًا، في ظروف مزدحمة غير صحية، ويتم شحن أجزاء الحيوانات البرية في جميع أنحاء العالم لاستخدامها في تصنيع الحلي، أو بصفتها مكونات للأدوية التقليدية أو البديلة. ومع ذلك، لا يوجد نظام دولي معد للكشف عن الفيروسات المسببة للأمراض المرتبطة بحركة الحياة البرية أو منتجات الحياة البرية.

يقول جدعون إركينسويك، مدير منظمة "المشروعات الميدانية الدولية"، وهي منظمة غير ربحية مكرسة لدراسة النظم البيئية الاستوائية وحفظها، المشارك في كتابة المقال: "في الفترة التي سبقت نشره، تحدثت مع الأصدقاء والزملاء حول العالم الذين يقومون بأبحاث الحياة البرية في مدغشقر وإندونيسيا وبيرو والإكوادور، وسألتهم أين تأخذون عيناتكم للفحص؟"، ويضيف: "في كل موقف تقريبًا، كان الجواب أنه لا يوجد مكان. فمحليًا، لا يوجد أحد لديه وقت وموارد مخصصة للقيام بهذا العمل، للعثور على فيروسات جديدة مسببة للأمراض، علينا العثور على متعاونين أجانب مستعدين، ثم إخراج عينات من البلد، وهو أمر صعب مكلف".

- استخراج الجينوم الفيروسي

وتتفق فيليبس مع إركينسويك على ضرورة إنشاء شبكة مراقبة عالمية لفحص الحيوانات البرية ومنتجاتها في النقاط الساخنة، مثل أسواق الحياة البرية. وتتلخص الفكرة في أن تقوم فرق محلية من الباحثين والفنيين باستخراج الجينوم الفيروسي من عينات الحيوانات وتسلسلها بسرعة في الموقع، وتحميل التسلسلات إلى قاعدة بيانات مركزية.

وقد انخفضت في السنوات الأخيرة تكلفة وحجم المعدات العلمية اللازمة للقيام بذلك، مما يجعل هذا الفحص ميسور التكلفة، حتى في الأماكن محدودة الموارد، حيث توجد معظم هذه النقاط الساخنة. يقول إركينسويك: "يمكن إحضار هذه الأدوات، وبعض المستلزمات الأخرى، إلى الغابات المطيرة، وتحليل عينة من التسلسلات المرتبطة بالفيروسات المسببة للأمراض في الموقع في غضون ساعات، وبالتالي إذا صادفت شيئًا مثل الفيروس الذي يسبب (كوفيد-19)، فبدلًا من تخزين العينة ونقلها، والمخاطرة بمزيد من التعرض، وتدهور العينة، وإضافة أشهر أو سنوات من التأخير، هناك أشخاص لديهم الخبرة والمهارات اللازمة القيام بهذا النوع من العمل بأمان في كل مكان في العالم".

ويضيف: "بمجرد تحميل التسلسلات الفيروسية، يمكن للباحثين حول العالم المساعدة في تحليلها للتعرف على فيروسات الحيوانات التي قد تشكل تهديدًا للناس".

ومن خلال مقارنة بيانات التسلسل الجينومي، يمكن للباحثين تحديد العائلة التي ينتمي إليها فيروس غير معروف، ومدى ارتباطها بأي فيروسات تسبب المرض، ويمكنهم أيضًا تحديد ما إذا كان الفيروس يحمل جينات مرتبطة بالقدرة على التسبب في المرض لدى البشر.

- إنذار مبكر

ويثني الدكتور محمد سمير، أستاذ الأمراض المشتركة بجامعة الزقازيق المصرية، على المقترح، كونه يساعد على الإنذار المبكر، بدلًا من انتظار الحريق المدمر، كالذي يحدث في العالم الآن بسبب جائحة (كوفيد-19)، ويقول "الجائحة التي نعيشها الآن تكشف إلى أي مدى أضحت سرعة التحرك مطلوبة، فالعالم أصبح قرية صغيرة جدًا، لدرجة أن ما حدث في الصين يعرض العالم كله حاليًا للخطر".

ويدعو سمير إلى تضامن منظمة الصحة العالمية مع المنظمة العالمية لصحة الحيوان في هذا المشروع، مضيفًا أن الجائحة أظهرت إلى أي مدى توجد علاقة بين صحة الحيوان والإنسان.

قد يهمك ايضا

باحثون بريطانيون يكشفون عن شفاء مصاب بـ"الإيدز" للمرة الثانية فقط في التاريخ

أطباء تايلاند يستخدمون "مزيج" عقاقير الإيدز والإنفلونزا لعلاج فيروس "كورونا"

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

ارتفاع مقلق في حالات الكوليرا بوسط دارفور وأطباء بلا…
دراسة تكشف أن التدخين يزيد خطر الإصابة بالنوع الثاني…
رضا واسع عن التأمين الصحي في المغرب والمستشفيات تظل…
فتح تحقيق في الولايات المتحدة حول صلة محتملة بين…
الإفراط في فيتامين D قد يؤدي إلى مضاعفات صحية…

اخر الاخبار

وزير الصناعة المغربي يُجري،مباحثات مع وزير دفاع جمهورية الهند…
الملك محمد السادس يُشيد بالروابط التاريخية مع جمهورية مالي
المملكة المغربية والهند يوقعان مذكرة تفاهم للتعاون في المجالات…
وزير الداخلية المغربي يكشف خطة شاملة لتطوير النقل العمومي…

فن وموسيقى

مي عمر تحصد المركز الثامن عالميًا في قائمة أجمل…
أمينة خليل تتألق في حفل "الموريكس دور" وتفوز بجائزة…
مي عمر تدخل التاريخ كأول مصرية ضمن قائمة "أجمل…
نيكول سابا تكشف أسرار دورها في مسلسل "وتقابل حبيب"وتوضح…

أخبار النجوم

مي عمر تعود الى السينما مع النجم أحمد العوضي
نيللي كريم تعلن قرارها حول خوضها دراما رمضان المقبل
محمد رمضان يرد على الانتقادات بصور جديدة مع لارا…
القبض على الفنانة بوسي في مطار القاهرة بسبب أحكام…

رياضة

عثمان ديمبلي يتوّج بجائزة الكرة الذهبية في مفاجأة كبرى…
الإعلان عن الفائز بالكرة الذهبية 2025 الليلة وسط ترقب…
اسحاق ناظر يتوج بذهبية سباق 1500 متر
النصر السعودي يضع براهيم دياز في دائرة اهتمامه لتعزيز…

صحة وتغذية

إكليل الجبل عشبة منزلية ذات فوائد مذهلة لصحة الجسم…
دواء جديد يغير حياة النساء بعد انقطاع الطمث
تقليل استهلاك الكافيين قد يجعلك ترى أحلاماً أكثر وضوحاً
وزير الصحة المغربي يتفقد الوضع الصحي بمكناس ويطلع على…

الأخبار الأكثر قراءة

العلماء يكتشفون نقاط مراقبة جديدة في الجهاز المناعي
الوكالة المغربية ترد على تقارير نقص الأدوية وتكشف خطتها…
تفشي عدوى بكتيرية في فرنسا يُحتمل ارتباطها بنوع من…
أخطاء شائعة في تحضير الشاي قد تحوله إلى "سم…
تصاعد وفيات الكوليرا في دارفور إلى 235 حالة ومنسقية…