الرئيسية » آخر الأخبار الطبية
فيروس كورونا

الرباط - المغرب اليوم

قبل أيام، تمكن فريق من الباحثين المغاربة، في سابقة دولية، من تحليل أزيد من 3000 جينوم لفيروس "كورونا" المستجد على المستوى العالمي، في وقت تسارع فيه كبريات المختبرات الدولية السباق لإيجاد لقاح فعال يخلص العالم من أزمة "كوفيد 19".

ويهدف الباحثون المغاربة إلى تحليل وحل شفرة الفيروس المتواجد بالمغرب لتحديد خاصياته الجينومية. كما أتاح هذا البحث العلمي تحديد التوزيع الجغرافي لجينومات الفيروس في أكثر من 58 دولة، في انتظار تطوير إستراتيجيات علمية ببصمة مغربية لمواجهة انتشار الفيروس وتحسين إمكانيات العلاج والتداوي، بحسب الخبراء أنفسهم.

وراء فريق من الباحثين والخبراء، برز اسم البروفيسور عز الدين الإبراهيمي، مدير مختبر البيوتكنولوجيا الطبية بكلية الطب والصيدلة بالرباط وبروفيسور سابق بجامعة ستوني بروك Stony Brook بنيويورك ورئيس الفريق المشرف على البحث المتعلق بفيروس "كورونا" بالمغرب.

وينتمي فريق الباحثين إلى ائتلاف متكون من مختبر البيوتكنولوجيا الطبية بكلية الطب والصيدلة بالرباط وكلية العلوم التابعة لجامعة محمد الخامس وقطب المستعجلات الطبية والجراحية بالمستشفى العسكري محمد الخامس وجامعة محمد السادس لعلوم الصحة.

وفي السياق ذاته، أجرت مصاد حوارا مع البروفيسور عز الدين الإبراهيمي للحديث عن طبيعة المشروع غير المسبوق في المغرب وعلاقته بإمكانية تطوير لقاح مغربي لمواجهة أخطر أزمة صحية يشهدها العالم.

بداية حدثنا عن مختبر البيوتكنولوجيا الطبية بالرباط، الذي يحتضن هذا المشروع؟

هذا المختبر يهتم كثيرا باستعمال التقنيات الجديدة في مجال ما يسمى بـ"الطب المشخصن"؛ أي هناك مجموعة من التقنيات تعتمد إما على تقنيات الحمض النووي أو استعمال الخلايا في تطوير وتشخيصات معنية. ونحن نهدف أولاً إلى التمكن من هذه التقنيات واستعمالها في البحث العلمي، في إطار تطوير تشخيصات دقيقة للمريض المغربي تمكنه في الأخير من استعمال الأدوية الجديدة المتواجدة بالعالم.

ماذا عن المشروع الوطني "جينوما"، الذي تمكن من تحليل وفك شفرة "كوفيد 19"؟

بداية، الفريق الذي يعكف على المشروع العلمي يضم طاقات مختلفة من بروفيسورات في الطب والصيدلة والبحث العلمي.. فريق شاب كما شاهدتم في المختبر يمتاز بكفاءات في مجال الكشف المخبري، وكل هذا مكننا من إنجاز مشروع علمي يعتمد على الذكاء الاصطناعي.

ويُمكن القول إن تحليل الجينومات نقوم به اليوم بسهولة بالنظر إلى تراكم معرفي لسنوات متعددة أوصلنا إلى تحليل جينومات البكتيريا والفيروسات، ثم إلى المشروع الوطني الكبير المتعلق بالجينومات الذي سيمكننا من التعرف على خاصية جينوم الإنسان المغربي. ثم ثانيا، يمكن لنا بالمحاكاة الطبية أن نقترح مجموعة من المركبات لاستعمالها ضد أمراض معنية، بالإضافة إلى استثمار الصحة الرقمية والمعلوميات في التشخيص عن بُعد وتحليل الصور.

طيب، متى بدأ العمل بالضبط في مشروع جينوم "كوفيد 19"؟

تجب الإشارة إلى أن الفكرة راودتنا منذ سنين، وليست وليدة اللحظة. ولتبسيط المعلومة حتى يفهم الجميع، المشروع انطلق من فكرة لماذا يوافق الدواء بعض الأشخاص عكس آخرين؟ وهذا السؤال تطرحه فئات عريضة من المجتمع، خصوصا أننا مغاربة ولدينا نفس الجينوم، لنكتشف أن هناك مفهوما علميا يؤطر هذا الاختلاف يسمى بـ (Pharmaco-genomic)، علم الصيدلة الجيني، والذي يشير إلى قابلية كل شخص للتداوي أو للتعاطي مع المرض والعلاج الذي يتناوله. إذن، نحن حددنا جينوم المغاربة المرجعي بتركيبة دوائية واضحة تمكنهم من مقاومة أمراض معنية وأدوية محددة.

هل لكم أن توضحوا أكثر علاقة المشروع بإمكانية اكتشاف لقاح لفيروس "كوفيد 19"؟

في الحقيقة، هذا الوباء عالمي؛ ما يعني أن الحلول ستكون عالمية بطبيعة الحال.. ونحن كان لدينا خياران؛ إما أن نقف مكتوفي الأيدي ونتفرج أو نشتغل، لكننا قررنا في المختبر استغلال جميع الأدوات المتوفرة لدينا لمواجهة الفيروس، الأمر الذي مكننا من تحليل شفرة "كوفيد 19".. وحاليا، نجحنا في تحديد التوزيع الجغرافي لجينومات الفيروس وتطوره في أكثر من 58 دولة.

اليوم لدينا مشروع وطني تدعمه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الصحة، للتعرف على طبيعة الفيروس في المغرب. ويمكن لهذا الأمر أن يفتح آفاقاً جديدة للعلاج من الوباء إن شاء الله.

هل يُمكن لهذا المشروع أن يقودنا إلى لقاح مغربي لـ "كوفيد 19"؟

حتى نكون واضحين ورفعاً لأي ليس، صنع اللقاح وتطويره يختلفان. نحن نعتبر أن المغرب في الوضعية الراهنة لا يمكنه أن يستغني على خطة عمل وبروتوكولات واضحة لتطوير أدوية أولا، ثم ثانيا تطوير لقاحات؛ لكن المرحلة الأولى في هذه العملية تتطلب تحليل شفرة الجينوم، وهو العمل الذي نقوم به اليوم في المغرب ونتمنى تقديم النتائج قريباً.

وأشير هنا إلى أنه لا يمكننا أن نعتمد على دول أخرى لتطوير لقاح لسبب بسيط؛ لأن أي دولة في حالة تطويرها للقاح ستستعمله أولا لساكنتها وهذا طبيعي، وما تبقى يمكن النظر فيه لبيعه أو تصديره.

إذن، نحن نرى أنه على المديين القصير والمتوسط وفي حالة حدوث وباء ببلادنا، فهل سننتظر دولا أخرى لتطوير أدوية ولقاحات لنا، وهذا ما دفعنا إلى خوض التجربة تطوير أدوية ولقاح مغربي إبان أزمة "كوفيد 19" أو في أزمات أخرى، ونعتبر التحدي أولوية نشتغل عليه. هناك خطة وطنية وفرقاء بالمغرب وشركة كبيرة واعدة عبرت عن رغبتها لمساعدتنا في المشروع ومختبرنا قادر على تحليل الجينوم، والمهم أن الدولة تدعمنا ولديها رغبة لتطوير هذه اللقاحات.

هل حظي مشروع "جينوم" بدعم مادي كافٍ من قبل الحكومة؟

بالفعل، هناك أولا دعم معنوي من قبل الجميع والمغاربة تعرفوا اليوم في زمن الوباء على أهمية البحث العلمي، وأنا أشكر كل من تفاعل بشكل إيجابي لتشجيعنا. بالنسبة للحكومة، طبعاً المختبر تابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الصحة، وهما يقدمان لنا الدعم والمساندة على أعلى مستوى، والغلاف المالي ليس مهماً اليوم، المهم أن ننطلق بخطط عمل واضحة في هذا الميدان.

تعتقد أن أزمة "كورونا" ستعيد الاعتبار إلى البحث العلمي بالمغرب؟

أنا متفائل بطبيعتي، والجميع يجمع اليوم بأن البحث العلمي أولوية وليس ترفا. لقد أظهرت الأزمة الحالية أن البحث العلمي هو مسألة حياة أو موت. إذن، أعتقد أن جمع الفرقاء والشركاء يتفهمون هذا الأمر، ومغرب الغد لزاما سيضع إستراتيجية واضحة لدعم البحث العلمي.

الحكومة تتجه إلى تخفيف الحجر الصحي حسب خاصية كل جهة، كيف يمكن إنجاح العملية؟

بداية، لا أحد كان يتكلم عن الرفع الكامل لإجراءات الحجر الصحي، بل نتحدث عن رفع الحجر الصحي الجزئي، وهذا يتطلب الحفاظ على المنظومة الصحية والطاقة الاستيعابية للإنعاش كما أعلن رئيس الحكومة، ثم التدرج في رفع الحجر عبر السماح برفع القيود في جهات متجانسة وإذا كانت عكس ذلك تخفف القيود بالإقليم، وإذا كان الأخير غير متجانس كذلك نرفع القيود حسب وضعية كل مدينة بالمنطقة.

وتجب الإشارة إلى أنه في حالة تراجع مؤشرات الوباء لما هو سلبي فيمكن التراجع عن رفع الحجر الصحي التدريجي وتشديد الإجراءات، علماً أن تخفيف القيود لا يمكن أن ننجح فيه بدون تدابير فردية احترازية؛ من قبيل ارتداء الكمامات وغسل اليدين واستعمال المطهرات ومواد التنظيف والتباعد الجسدي.

ما تعليقكم على تمديد الحجر الصحي لثلاثة أسابيع؟

بطبيعة الحال، كلفة الحجر الصحي غالية، والجميع كان سواسية أمام الفيروس وتختلف الإكراهات العائلية والشخصية؛ لكن الكل أظهر أدواراً بطولية وتمكنا في غضون شهرين من ضمان استقرار على مستوى أرقام الإصابات.

اليوم، بعد التمديد، نحن مطالبون بتضحية أخرى لتفادي الخسائر البشرية، وإن شاء الله المغرب بعد الفيروس سيكون بتصور واضح لتحقيق التقدم المنشود.

قد يهمك ايضا:

البؤر الوبائية تنخر جهة الدار البيضاء-السطات واستبعاد رفع الحجر الصحي بها قريبًا

اكتشاف 25 إصابة جديدة بفيروس"كورونا" في 6 جهات مغربية

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

ثلاث خطوات أساسية في نمط الحياة تساعد على تقليل…
وزارة الصحة المغربية ترد على بووانو وتكشف حقيقة "صفقات…
دراسة عالمية تكشف تضاعف إصابات الأطفال بارتفاع ضغط الدم…
موجة البرد والإنفلونزا وكيفية تمييز المغاربة بين العدوى الخفيفة…
الأسماك الدهنية مصدر مثالي لأوميغا 3 لصحة القلب ووظائف…

اخر الاخبار

إلغاء زيارة قائد الجيش اللبناني لواشنطن بعد بيان ينتقد…
الحكومة المغربية تناقش مشروع قانون لتنظيم مهنة العدول ومرسومين…
يونس السكوري يعلن قرب حسم النظام الأساسي لمفتشي الشغل…
راشيد الطالبي العلمي يترأس الوفد المغربي المشارك المؤتمر 47…

فن وموسيقى

عمر خيرت موسيقي استثنائي صنعت تجربته مساراً مختلفاً وحضوراً…
نانسي عجرم تكشف أسرار نجاحها والصعوبات التي واجهتها في…
يسرا تتسلّم وسام الشرف الفرنسي تقديراً لمسيرتها الفنية الطويلة
كريم محمود عبد العزيز يعلن انفصاله رسميا مؤكدا الطلاق…

أخبار النجوم

تكتم حول مرضه تامر حسني يخضع لجراحة دقيقة في…
توم كروز يحصل على جائزة أوسكار فخرية عن مجمل…
محمد رمضان يكشف مفاجأة عن علاقة والده الراحل بكلمات…
ريهام عبدالغفور تشوّق جمهورها لفيلمها الجديد "خريطة رأس السنة"…

رياضة

كريم بنزيما يكشف عن مستقبله مع الإتحاد السعودي ويؤكد…
هاري كين يؤكد جاهزية إنجلترا للمنافسة على لقب كأس…
محمد صلاح يكشف أصعب فترات بداياته الأوروبية وفكرة العودة…
كريستيانو رونالدو يعرب عن سعادته بتأهل منتخب بلاده إلى…

صحة وتغذية

تقنية جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لدعم الأطباء في…
كيف يرفع التدخين ضغط الدم ويزيد من خطر أمراض…
الوقت الذي تستغرقه لتنام قد يكشف عن مشكلات صحية…
طريقة بسيطة تساعد في التغلب على الحزن والاكتئاب

الأخبار الأكثر قراءة

هل المكملات الغذائية ضرورية لصحتنا أم مجرد إنفاق بلا…
وزارة الصحة المغربية تتصدى لفوضى بيع الأدوية في المصحات…
دراسة تكشف علاقة بين ادوية انقاص الوزن وتشويش فحوص…
استمرار نقص أدوية فرط الحركة في المغرب يهدد الأطفال…
سرطان الثدي وعنق الرحم يهيمنان على إصابات النساء في…