الرئيسية » آخر الأخبار الطبية
دراسة تكشف وجود علاقة بين مضادات التعرق وسرطان الثدي

لندن - ماريا طبراني

فرض ارتفاع نسبة الإصابة بسرطان الثدي لدى السيدات، ضرورة البحث وراء السبب الأساسي، نظرًا لانتشار العديد من الأسباب المتمثلة في السمنة، أو الأكثار من شرب الكحول، فضلًا عن استخدام مضادات التعرق التي تعتمد على الألومنيوم، لمنع العرق.

وانتشرت في الأونة الأخيرة، فكرة أن أملاح الألومنيوم المستخدمة في مضادات التعرق يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، إذا تم استخدامها لفترات طويلة من الزمن، ونتيجة لذلك، وعلى الرغم من أن المصنعين قالوا إن المنتجات آمنة تمامًا، ارتفع طلب المستهلكين على مضادات التعرق الخالية من الألومنيوم. وكان الرأي السائد هو رفض الربط بين الألومنيوم والسرطان.

وأوضحت جمعية أبحاث السرطان في بريطانيا على موقعها على شبكة الانترنت، أن الشائعات بشأن مزيلات الروائح ومضادات التعرق، يمكنها أن تسبب سرطان الثدي، كانت مجرد خدعة على البريد الإلكتروني، وليس هناك أدلة مقنعة". واعتبرت المؤسسة الطبية أن الدراسات المتعددة التي وجدت اتصال بين الاثنين هي ببساطة صغيرة جدا، ومعيبة، وغامضة.

ووجدت دراسة جديدة مثيرة للاهتمام، والتي نشرت الأسبوع الماضي في المجلة الدولية الشهيرة للسرطان من قبّل باحثين في جامعة جنيف، أن التعرض طويل المدى لكلوريد الألومنيوم، وهو مركب يستخدم على نطاق واسع في منتجات تحت الإبط، يمكن أن يؤدي إلى تطوير الأورام العدوانية، وهي الأورام التي لديها القدرة على الانتشار في أجزاء مختلفة من الجسم.

ويعتقد أن هذه المركبات تعمل على خلايا الجسم بنفس الطريقة التي يعمل بها هرمون الاستروجين، وهو الهرمون الذي يغذي أورام الثدي. واستنتج الباحث الرئيسي، البروفسور اندريه باسكال سابينو، طبيب الأورام، أنه ينبغي علينا تجنب كل المنتجات تحت الإبط التي تحتوي على أملاح الألومنيوم".

وكشفت البارونة ديليث مورغان، الرئيس التنفيذي لشركة لسرطان الثدي الخيرية، أن المرأة لا ينبغي أن تتوقف عن استخدام هذه المنتجات، لافتة إلى وجود خلل كبير في الدراسة التي بحثت في كيفية تأثير أملاح الألومنيوم على أنسجة الثدي لدى الفئران، وليس البشر. ونفى بول فرعون، أستاذ علم الأوبئة السرطانية في جامعة كامبردج، النتائج قائلًا "هذه النتائج تقول لنا شيئًا عن إمكانية كلوريد الألومنيوم بالتسبب في سرطان الثدي عند استخدامه بشكل طبيعي".

ووصف موقع معهد أبحاث السرطان في بريطانيا العناوين الرئيسية عن الدراسة بـ "الذعر"، وقال كارل الكسندر، ضابط المعلومات الصحية في المؤسسة الخيرية، "لا يوجد دليل قاطع على أن الألومنيوم في مزيلات الروائح يمكن أن يزيد من خطورة تعرض الناس للسرطان".

وأجريت هذه الدراسة فقط على آثار الألومنيوم في الفئران، ولكن وجدت أكبر دراسة أن جميع الأدلة لا صلة لها بالبشر. وأضاف الموقع "إذا كنت قلقة بشأن خطر الإصابة بسرطان الثدي، عليك التركيز على الأشياء التي لدينا أدلة قوية عليها، مثل الحفاظ على وزن صحي، وممارسة نشاط جسماني منتظم والحد من تناول الكحول".

وبيّن كريس إكسلي، أستاذ في الكيمياء في جامعة كيل، أن الدراسة لا تثبت أن الألومنيوم يمكن أن يسبب تغيرات سرطانية على المستوى الخلوي والتحريض على الأورام التي يمكن أن تنتشر خارج الثدي، وأن الدراسة هي واحدة من القطع الأكثر صرامة التي استعرضها العلم في هذا المجال".

وأضاف "كما أنه من الهراء رفضها لأن الفئران كانت موضع الدراسة، وتم اكتشاف الآلاف من الاكتشافات الطبية التي أثرت على صحة الإنسان على مدى العقود عن طريق إجرائها أولًا على الحيوانات. ففي عام 1921، الطبيب الكندي فريدريك بانتينغ الطالب في كلية تشارلز للطب كان أول من اكتشف الأنسولين في البنكرياس عن طريق الكلاب، ولم يعترض أحد على الاكتشاف لأنه استخدم مواد غير بشرية، وهذه الدراسة ليست سوى واحدة من عدد متزايد من الأبحاث العلمية الخطيرة التي تقدم النتائج التي توصلوا إليها بربط الألومنيوم بسرطان الثدي خلال الأشهر القليلة المقبلة".

وتابع أستاذ إكسلي "سيكون من المثير للاهتمام أن نرى النتائج، ولكن مهما كانت، سيكون أصعب بكثير رفضها على أساس أنها تنظر فقط في عدد قليل من النساء".

وهناك أسباب أخرى للاعتقاد بأن الألومنيوم، والذي ظهر لأول مرة في مضادات التعرق في القرن الـ 19، تكون متورطة في سرطان الثدي. وأظهرت الدراسات أن مستويات الألومنيوم أعلى في المنطقة الخارجية العليا للثدي "المعروفة باسم الربع العلوي الخارجي" مقارنة مع المناطق الداخلية، أي في الربع العلوي الخارجي، حيث كان هناك ارتفاع في عدد حالات أورام الثدي.

وفي حين أن العديد من الخبراء يرفضون هذه على أنها مجرد انعكاس لحقيقة أن هناك المزيد من نسيج الثدي في الربع العلوي الخارجي، لذلك توقعوا أن أكثر الأورام هناك، النسبة المئوية للأورام في هذه المنطقة ارتفع من 30 في المائة من جميع الأورام في العشرينات والثلاثينات "قبل الاستخدام الواسع النطاق لمواد التجميل تحت الإبط" إلى حوالي 57 في المائة اليوم.

وتعتقد فيليبا داربري، أستاذ علم الأورام في جامعة ريدينغ، التي كانت أول عالمة في العالم تشير للعلاقة بين مركبات الألومنيوم وسرطان الثدي في ورقة نشرت في عام 2001. أن مخاطر الإصابة بالسرطان من استخدام مضادات التعرق هي أكثر تعقيدًا من مجرد إلقاء اللوم على الألومنيوم. وأضافت "نعم، يبدو أن الألومنيوم يلعب دورًا، ولكن أعتقد أن غيره من المواد الكيميائية في منتجات تحت الإبط، بما في ذلك البارابين، والتي تستخدم كمواد حافظة للحفاظ على المنتج طازجًا والتي تحاكي هرمون الأستروجين الأنثوي، ربما يغذي نمو الأورام".

وأكدت أن الدراسة التي أجرتها جامعة جنيف صالحة، "إنها ليست مثالية، ولكنها لا تستخدم العلم الجيد، وما تجده من الصعب فهمه، هو سبب رفض الجمعيات الخيرية السرطان وصناع القرار للدراسة بدلا من أن يأخذوا موقفًا محايدًا".

واختارت أستاذة داربري، 64 عامًا، أن تكون خالية من الألومنيوم، حيث أنها لم تستخدم أي منتجات لتحت الإبط منذ عام 1995 عندما بدأت لأول مرة في التحقيق في المواد الكيميائية التي توجد في مضادات التعرق ومزيلات العرق في مدرسة الجامعة للعلوم البيولوجية. وأضافت "وحتى ذلك الحين، مثل الجميع كنت استخدم مضادات التعرق ومزيلات الروائح مرتين كل يوم. ولكن عندما نظرت إلى البيانات، أصبحت أكثر اهتمامًا، فإني عانيت من "تأثير الانتعاش" الذي استمر لمدة بضعة أشهر".

وواصلت "كنت لزجة جدا ووجدت بقع مؤلمة تحت ذراعي بسبب التعرق. حتى سألت زوجي، الذي لا يستخدم مزيل العرق، إذا كان ينبغي تقديم هذه التضحية الكبيرة بناء فقط على حدسي، قال لي أنه من المهم الاستمرار في تلك المهمة".

وبعد ثلاثة أشهر، قالت إن التعرق توقف وأنها منذ ذلك الحين على ما يرام، وتغستل مرتين في اليوم بالصابون والماء. وأضافت "لا أحد في عائلتي، بما في ذلك زوجي، مارك، يستخدم الآن هذه المنتجات، ولكننا جميعا رائحتنا لطيفة".

وتعليقًا على الاتجاه نحو المنتجات الخالية من الألومنيوم، قال متحدث باسم جمعية مستحضرات التجميل أن صناعة أدوات الزينة والعطور تتفاعل مع طلب المستهلكين، حيث أن هناك مجموعة واسعة من منتجات التجميل المتاحة لتتناسب مع أنماط الحياة والاحتياجات للجميع.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

نقص فيتامين D يؤثر على العظام والمناعة والمزاج لدى…
دراسة تكشف أن اللياقة البدنية العالية تساعد الجسم على…
متى يمكن للطفل استخدام جهاز ذكي خبير أميركي يوضح
العلم يكشف الرابط الخفي بين الكوليسترول والذاكرة
دراسة حديثة تكشف تأثيرات غير متوقعة لأدوية الاكتئاب

اخر الاخبار

الملك محمد السادس يشكر الدعم الدولي لسيادة المغرب على…
مجلس الأمن يدعم الحكم الذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية
حزب الله يدعو الحكومة اللبنانية إلى خطة عاجلة لدعم…
الخارجية الروسية تعلن توسيع قائمة الحظر ضد بروكسل وعدد…

فن وموسيقى

أحمد مالك أول مصري يفوز بجائزة أفضل ممثل في…
وثيقة زواج مزعومة لمنة شلبي تثير الجدل ومصدر مقرب…
محمد رمضان يطرح الإعلان الترويجي الأول لفيلم "أسد" من…
أزمة جديدة تضرب الفنان محمد فؤاد بعد تسريب أغنية…

أخبار النجوم

بحضور النجوم إليسا تحتفل بعيد ميلادها
ياسر جلال يدخل الدراما الكوميدية لأول مرة في كلهم…
ظافر العابدين يكشف تفاصيل مشاركته في بطولة فيلم "السلّم…
محمد رمضان يكشف عن معيار إختياره لأعماله الفنية

رياضة

ميسي يتصدر قائمة أعلى اللاعبين أجراً في الدوري الأميركي
مدرب موناكو يؤكد اقتراب عودة بول بوغبا إلى الملاعب…
لامين يامال يشعل التوتر قبل الكلاسيكو بتصريحات مثيرة
رونالدو يحتفل بهدفه رقم 950 ويؤكد استمراره في تحطيم…

صحة وتغذية

إصابات جديدة بجدري القرود بمزيد من الدول ووفيات في…
الذكاء الاصطناعي يساعد الأطباء على منع السكري قبل ظهوره
وزير الصحة المغربي يرفض ترويج المغالطات حول الصفقات التفاوضية…
منظمة الصحة العالمية تندد بهجوم على المستشفى الوحيد في…

الأخبار الأكثر قراءة

ظاهرة "الأطفال العمالقة" تنتشر على تيك توك وتثير مخاوف…
الأمعاء الدماغ الثاني في جسم الإنسان بما تحويه من…
خبراء يحذرون من تأثير المياه الفوارة على صحة الأسنان
خطوات يومية بسيطة لضبط إرتفاع سكر الدم بشكل طبيعي…
ارتفاع مقلق في حالات الكوليرا بوسط دارفور وأطباء بلا…