الرئيسية » آخر أخبار عالم الأزياء
أسابيع الموضة

لندن - المغرب اليوم

عواصم الموضة العالمية بدأت تتنفس الصعداء، وإن كان الهواء الذي تتنفسه ملوثاً بسبب عودة حركة السير إلى سابق عهدها من الازدحام، والضجيج الذي يزيد من وقعه طقطقة الكعوب العالية. فالصورة الغالبة خلال أسابيع الموضة الأخيرة لربيع وصيف 2022 تبدو فيها العديد من المدعوات وقد تخلين عن الأحذية المريحة التي لازمتهن طوال الـ18 شهراً الأخيرة بسبب الحجر الصحي والعمل عن بُعد.

إضافة إلى تسلل الكعب العالي لعروض الأزياء، كان واضحاً أن العلاقة بين المرأة والملابس المريحة أو «السبور» بدأت تبرُد. فالمرأة تريد أن تستعيد أنوثتها وتتعرف على تضاريس جسدها بعد أن ارتاح طويلاً في التصاميم الواسعة إلى حد تسبب في زيادة وزنها. الآن وبعد أن بدأت الحياة تدب من جديد، فكر المصممون أنهم لا بد أن يستبقوا الأمر ويوفروا لها تصاميم تحتفل بأنوثتها. منهم من بالغ في تقصيرها وتضييقها، وبعضهم من تفنن في إدخال فتحات طويلة وألوان جريئة عليها. لكن مفهوم الأنوثة كان القاسم المشترك بينها إلى جانب الحماس بعودة الحياة إلى عروض الأزياء.

في ميلانو، ذكرنا منظر الطوابير بزمن ما قبل الجائحة. فشتان بين عرض جيورجيو أرماني الأخير مثلاً، وعرضه في يناير (كانون الثاني) 2020 عندما هربت معظم وسائل الإعلام من ميلانو واكتفى هو بعرض دون حضور كانت فيه الكمامات الإكسسوار الأبرز. ومع ذلك فإن المصممين أجمعوا على أن الحال لا يمكن أن يعود إلى ما كان عليه قبل 2020 وأن التغيير أمر حتمي.

وهذا ما صرحت به المصممة المخضرمة ميوتشا برادا بقولها إنه «بعد كل الذي حدث، كيف يمكننا العودة إلى ما كنا عليه؟». بيد أن أرض الواقع كان يقول شيئاً مختلفاً. فبرادا التي قدمت عرضين خلال أسبوع ميلانو، في نفس التوقيت وبنفس المؤثرات وكأنهما في مكان واحد رغم أن الأول كان في «مؤسسة برادا» والثاني في شنغهاي، بفضل التكنولوجيا المتقدمة التي سُخرت لها ميزانية ضخمة، لم تنجح في إقناعنا بقولها. الواقع كان يقول العكس، والتغيير الذي صرحت بأنه نتيجة حتمية للجائحة، لم يتجسد في الأزياء ولا في تنظيم وإخراج عروض الأزياء اللهم إذا استثنينا الالتزام بالتباعد الاجتماعي وضرورة حمل جواز شهادة التلقيح. بالنسبة للتصاميم فإنها لم تحمل جديداً يُذكر بقدر ما كانت تفوح برائحة الماضي. أما الأشهر الطويلة من المناظرات حول ضرورة ترتيب الأوراق والتفكير في استراتيجيات جديدة فإنها لم تلمس جانب الإبداع كثيراً. لا يختلف اثنان على أن السبب يعود إلى أن القديم صمام أمان بالنسبة للعديد من بيوت الأزياء في هذا التوقيت على الأقل. فمن الصعب عليها أن تتخلى عن جيناتها أو تُغير جلدها بشكل جُذري، لا سيما أن أغلبها سجلت تراجعاً في مبيعاتها في الآونة الأخيرة. لهذا فإن الجديد بمعناه الثوري غير مضمون وقد لا يتقبله زبونها الوفي بسهولة. لكن من منظور ميوتشا برادا فإنها تجنبت المتعارف عليه في هذه التشكيلة وما كان مُنتظراً منها، بأن تبنت وشريكها المصمم راف سيمونز مفهوم الأنوثة بشكله المثير. اعتمدا على الأقمشة الشفافة تارة والتصاميم الضيقة أو القصيرة تارة في تمرد واضح على الملابس الواسعة والـ«سبور». ما يشفع لهذه التصاميم أنها نُفذت بذوق عالٍ، الأمر الذي أنقذها من السقوط في فخ الابتذال وجعلها تنضوي تحت خانة الأنوثة المُغرية وليس الأنوثة المثيرة للحواس. سحرها يكمن أيضاً فيما قاله المصمم راف سيمونز بأنها تحاكي «الهوت كوتور لكن بلمسات تناسب الحياة اليومية». باقي عروض الأزياء أكدت صورة معاكسة لقول ميوتشا برادا. فقد عاد معظم المصممين إلى ما كان عليه الأمر في السابق بعودتهم إلى أرشيفهم يُجملون من جيناته ويعيدون صياغة إرثهم على أمل إشعال الرغبة وتحريك السوق. «دولتشي آند غابانا» التي قدمت منذ شهر تقريباً عرضها الضخم «ألتا موضة» لم تخرج عن السرب، واعترفت بأنها اختارت باقة من أجمل أيقوناتها، من ورود ونقشات حيوان وبروكار ودينم وتطريز، أغدقتها على هذه التشكيلة التي تحتفل بعودة الحياة أكثر مما تحتفل بالجديد. مجموعة ڤيرساتشي هي الأخرى رفعت شعار «من فات قديمه تاه» واستوحت تشكيلتها بالكامل من نقشات وشاحها الحريري الشهير. «فهذا الوشاح» كما تقول دوناتيللا ڤيرساتشي: «يُشكل جزءاً لا يتجزأ من تراث ڤيرساتشي وشخصية الدار. فهو أقرب إلى لوحة فنية تجسد روحها وتكفل إضفاء لمستنا على أي إطلالة». وحتى تؤكد على صحة قولها، قدمته بعدة صور وأشكال. فقد ظهر على شكل قمصان واسعة وفساتين ضيقة، كما ظهر على شكل إكسسوار للرأس أو لتزيين حقيبة يد.

ماركة «سبورتسماكس» ارتأت أن تجسد الوضع الذي عشناه ولا نزال نعيشه من خلال تشكيلة تستكشف الاختلاف بين النظام والفوضى وبين الضوء والظلام، وأيضاً من خلال التناقض الشديد بين الضوضاء والصمت لنقل إحساس الهروب من الماضي القريب إلى الماضي الأبعد منه. كل هذا ترجمته من خلال تصاميم تعانق الجسم مثل كورسيهات مستلهمة من القرن الثامن عشر، وجاكيتات مفصلة تزينها فتحات جانبية يمكن ارتداؤها مع بنطلونات ضيقة.

في باريس لم يختلف الأمر كثيراً. فماريا غراتزيا تشيوري، مصممة دار «ديور» غرفت هي الأخرى من أرشيف الدار، وتحديداً من الحقبة التي ارتبطت بالمصمم مارك بوهان في بداية الستينات من القرن الماضي.

في دار جيني كانت الأجواء مختلفة. فمصممتها سارة كافازا فاتشيني لم تركز على الزمان بقدر ما ركزت على المكان. فتشكيلتها لموسم ربيع وصيف 2022 كانت دعوة للانعتاق من القيود والسفر إلى البحر والجزر. فهذه في نظرها كفيلة بإراحة الأعصاب وإعادة برمجة أحاسيسنا. أخذتنا في رحلة مثيرة للجزر اليونانية بمياهها المتوسطية الزرقاء وبيوتها البيضاء التي انعكست على ألوان غلب عليها الأبيض والأزرق ولمسات معدنية براقة مع القليل من الأحمر. سارة كافازا فاتشيني حرصت في المقابل على أن تُبقي هذه التشكيلة ضمن المريح والمنطلق من دون أن تتنازل عن أي تفصيل يمسّ أناقتها، بدءاً من القمصان الطويلة والفساتين البليسيه إلى المعاطف المبطنة بقماش يشبه الدنيم ومنقوشة برسمات منقطة بتدرجات الأزرق والأبيض أو الأحمر والأبيض، بما يشبه ممرات جزر اليونان الحجرية.

نغمة مماثلة انبعثت من تشكيلة «إيترو» لصيف 2022، التي وصفتها فيرونيكا إيترو، المديرة الإبداعية للدار، بأنها مفعمة بالأمل وبالطاقة الإيجابية من خلال ألوان نابضة مثل البرتقالي والأخضر والوردي والأصفر الفاتح. فيرونيكا أيضاً وجدت في الماضي ملاذاً آمناً، حيث عادت إلى فترة السبعينات لتستقي منها خطوطها وألوانها ونقشاتها الحيوية مثل الأزهار المتفتحة ونقشات بيزلي المعززة بأشكال هندسية متعرجة ومتماوجة، بالإضافة إلى القصات الضيقة والطويلة جداً والبنطلونات المستقيمة. لكن لم تنسَ المصممة أهمية الجانب المريح الذي أدمنا عليه لشهور طويلة، لهذا ركزت على أن تعتمد التشكيلة بشكل أساسي على تنسيق القطع بعدة طبقات يمكن التلاعب بها حسب الذوق الخاص وحسب المكان والزمان.

قد يهمك ايضا:

أحدث إطلالات جيجي حديد في الظهور الأول لها في نيويورك

إطلالات عصرية بـ"السويت بانتس" مستوحاة من نجمات هوليوود

   
View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

نصائح لتنسيق إطلالات مميزة للسهرات والمناسبات خلال موسم الأعياد
إطلالات لنجمات خرجن عن المألوف في مهرجان البحر الأحمر
اتجاهات أزياء الكريسماس 2024 تجمع بين الفخّامة والبساطة
إطلالات ساحرة للنجمات في ثاني أيام مهرجان البحر الأحمر…
أبرز صيحات فساتين الحفلات لتتألقي في أمسيات موسم الأعياد

اخر الاخبار

ضحايا من الأطفال في غزة وإسرائيل تبرر بالجوانب التقنية
محمد المهدي بنسعيد يؤكد أن حزب الأصالة والمعاصرة آلية…
نزار بركة يستقبل كفاءات مغربية شابة انخرطت في حزب…
ماكرون يستضيف رئيس مجلس النواب المغربي ورؤساء البرلمانات المشاركين…

فن وموسيقى

سميرة سعيد تبدأ تحضيرات ألبوم جديد مع هاني يعقوب…
لطيفة رأفت تعود بقوة في صيف 2025 بجولة فنية…
أحمد السقا يكشف عن مشاريعه الفنية المُقبلة ويتحدث لأول…
أحمد السقا يؤكد أنه بلا منافس في السينما ويكشف…

أخبار النجوم

باسم ياخور يعتذر للسوريين "لم أكن جزءاً من النظام"
فنان مصري يعاني من أعراض غريبة ويكشف تفاصيل مرضه…
سعد لمجرد وبوسي يقدمان الأغنية الدعائية لفيلم الشاطر
حنان مطاوع تعود إلى خشبة المسرح بعد غياب 10…

رياضة

موقعة نارية في النهائي العالمي بين تشيلسي وباريس سان…
مبابي يصنع التاريخ مع ريال مدريد ويسجل في سبع…
ريال مدريد يغادر ميتلايف ويترك مبابي وحده للخضوع لفحص…
المغربي أشرف حكيمي يُحطّم رقماً قياسياً ويتألق مجدداً مع…

صحة وتغذية

تحول جذري في علاج إصابات العمود الفقري بعد موافقة…
لعلاج الصداع النصفي المؤلم إليك حيلة زجاجة الماء البسيطة
جوز البرازيل كنز غذائي يعزّز صحتك من الداخل إلى…
فيتامين «د 3» مطوَّر يخفف أعراض التوحّد

الأخبار الأكثر قراءة