الرئيسية » عالم الاقتصاد والمال
وزارة الإقتصاد و التجارة السورية

دمشق - جورج الشامي

تشكل أعمال التجارة في دمشق عصب حياة العاصمة السورية التي تضم أسواقا ذات رمزية تاريخية كبيرة. وقد اشتهرت هذه الأسواق باكتظاظها ويشكل تجارها عصب الاقتصاد السوري. منذ اليوم الأول لاندلاع الاحتجاجات في سورية، انقسم التجار بين مؤيد ومعارض لها، وآخرون وجدوا في الحياد الموقف الأفضل، شأن التاجر أبو أحمد الذي يملك متجرا لبيع الألبسة في سوق الحميدية الأثري. أبو أحمد قال "إن النظام السوري والمعارضة هما اللذان يساهمان في تدمير سورية".
وأضاف التاجر الدمشقي بشيء من السخرية "لا يهمني من سيحكم سورية، سواء أكان بشار الأسد أم المعارضة أم العفاريت الزرق، فجميعهم سيء، وعملي الآن متوقف منذ عامين وتعرض منزلي في ريف دمشق للقصف، ولم أجن من هذه الأحداث التي تعصف بالبلاد، سوى المزيد من الخسائر ولبلدي المزيد من التدمير والشهداء".
وأكد  أبو أحمد بأنه ليس الوحيد الذي يفكر بهذه الطريقة، إذ إن نسبة كبيرة من أصدقائه التجار يتفقون معه في هذا الرأي.
أما التاجر أبو عمر، الذي يعمل في تجارة الأقمشة، فيتمنى أن يسقط نظام الرئيس بشار الأسد في أقرب وقت ممكن. فعلاوة على الخسائر الكبيرة التي تلحق بالتجار يوميا بسبب تردي الوضع الأمني في المدينة، يتسبب انهيار العملة السورية أيضا باضطراب وضع التجارة والصناعة المتردي أساسا، ما أدى إلى تحول دمشق إلى سوق سوداء تقوم جميع تعاملاتها على الدولار بعيدا عن الليرة السورية.
وتسائل أبو عمر "ما فائدة المال والأرباح في بلد تحوّل إلى بركة دماء كبيرة يُقتل فيها الأطفال والشباب والشيوخ".
وأكد وجود بعض التجار الذين يقدمون الدعم المادي للمعارضة المسلحة، مشيراً في الوقت نفسه، إلى أن التجار لا يمكنهم الإفصاح عن هذا الأمر، لأن الحكومة تنظر إليه على أنه خيانة عظمى تستوجب الإعدام.
بيد أن تاجر الأحذية أبو محمود ينظر للأمر من زاوية مختلفة وله رأي آخر. فهو يرى أن ما يحدث في سورية مؤامرة كبيرة، وبأن الرئيس بشار الأسد على حق، متهما مقاتلي المعارضة، الذين سماهم "بالإرهابيين"، بالسعي إلى "تدمير البلاد وقتل العباد"، وأنهم يقفون وراء جميع التفجيرات التي شهدتها العاصمة، بما فيها انفجار بالقرب من برج دمشق التجاري القريب من ساحة المرجة .
وأوضح أبو محمود بأن الأسواق التجارية الآن أصبحت أقل اكتظاظا، نتيجة الخوف الذي زرعه "الإرهابيون"، وهذا انعكس سلباً على أرباح التجار والاقتصاد السوري بشكل عام.
ويقول عبد الله، تاجر الأقمشة"عندما نشاهد ما يجري في مدينة حلب، نشعر في دمشق بأننا ننتظر مصيرا مشابها، ولا أظن أن دمشق ستكون أفضل حالا من حلب، التي ما إن بدأت المعارك فيها، حتى دُمرت أسواقها الأثرية ومحلاتها التجارية"، وأكد عبد الله أن الوضع في دمشق سيكون أسوء من حلب، في حال انتقلت المعارك إلى وسط المدينة، لأنه يرى "أن المعركة الحاسمة ستكون فيها". ولم يخف تاجر القماش خوفه على أسواق دمشق ومعالمها الأثرية من الدمار قائلا "لا يمكن أن أتخيل مجرد تخيل، وأنا أرى أمامي المسجد الأموي أو سوق مدحت باشا أو سوق الحميدية أو غيرها من الأسواق، وهي تحترق جراء الاشتباكات أو عمليات القصف".
بينما كان خوف التاجر عبد الرحمن ممزوجاً بالكثير من اليأس اذ صرح قائلا "أنا متأكد من أن دمشق ليست بعيدة في مصيرها، عن مصير بقية المدن السورية". وأكد بأن التجار، بل وحتى سكان المدينة، سيقفون مكتوفي الأيدي أمام مشاهد الدمار التي قد تحل بمدينتهم. ويضيف هذا التاجر بأن يأسه يزداد عندما يجتمع ببعض التجار الذين نزحوا من مدينة حلب، وكانوا من أكبر المصادر التي تزود أسواق دمشق بالبضاعة، ويتحدثون له عن المصانع التي احترقت والأسواق التي باتت أشبه بالفحم بعد أن نهشتها النيران.
ويعتبر سوق الحميدية في دمشق واحدا من أجمل الأسواق وأكبرها في الشرق الأوسط وأشار عبد الرحمن  إلى أن الوضع الآن في دمشق سيء للغاية، فالأسواق تغلق عند الساعة السادسة مساء خوفاً من عمليات السطو. وذكر بأن صديقه التاجر المسيحي، حوّل عطلته الأسبوعية من يوم الأحد إلى يوم الجمعة، لأن المدينة في عطلة نهاية الأسبوع، تكاد تخلو من المارة والوضع الأمني فيها خطير جداً.
 وأردف عبدالرحمن قائلا "معظم التجار أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة، سافروا إلى البلدان المجاورة، مصطحبين أموالهم خوفاً عليها، حتى أن الكثير من التجار نقلوا مصانعهم من مناطق الريف نظرا لاشتداد المعارك فيها، بالإضافة إلى أن الحواجز العسكرية المنتشرة على الطريق، في بعض الأحيان لا تقبل بمرور سيارات البضائع، إلا عندما يدفع السائق شيئاً من المال"، مؤكدا أن ذلك حصل مع أحد العاملين لديه.
اما التاجر عمر فكان غاضبا جدا من غرفة تجارة دمشق لأنها لا تحمي تجار المدينة، حسب قوله "لا يهمها سوى مصالحها وإرضاء الحكومة". ويتساءل عمر " أين هم مسؤولوا هذه الغرفة، وهم يرون بعض التجار الذين يتم اعتقالهم من محالهم لمواقفهم السياسية؟ بل بات البعض يتعرض للمضايقات من عناصر الأمن الذين ينتشرون بكثافة في الأسواق، وهذا شكل مصدراً آخر لخوف الزبائن، نتيجة تصاعد عمليات الاعتقال في شوارع دمشق وأسواقها".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

المغرب يقترب من رقم قياسي جديد في استهلاك الكهرباء…
صندوق الاستثمارات العامة السعودي ينشر قوائمه المالية لعام 2024…
باريس تدعو لتمديد مهلة ترامب لمحادثات التجارة مع الاتحاد…
ترامب يعلن اتفاقاً تجارياً مع الصين يشمل تسليم معادن…
سلطنة عمان أول دولة خليجية تفرض ضريبة دخل على…

اخر الاخبار

مصر تشدد على رفض المخطط الإسرائيلي لإقامة «مدينة الخيام»…
تصعيد عسكري إسرائيلي يستهدف دمشق ودرعا وسط تحذيرات أميركية…
إثيوبيا تعلن اعتقال 82 شخصًا يشتبه بانتمائهم لتنظيم داعش…
مجلس التعاون الخليجي يدين الغارات الإسرائيلية على سوريا ويصفها…

فن وموسيقى

باسم ياخور يعتذر للسوريين ويؤكد أنه لم يكن جزءاً…
المغربية جنات تعود بألبوم جديد يحمل عنوان ألوم على…
سعد لمجرد يقدّم حفلاً أسطورياً في المغرب بعد غياب…
سميرة سعيد تبدأ تحضيرات ألبوم جديد مع هاني يعقوب…

أخبار النجوم

عمرو دياب يستعد للقاء الجمهور اللبناني في حفل مرتقب…
لطيفة تعبر عن سعادتها بنجاح ألبوم قلبي إرتاح وتكشف…
نانسي عجرم تكشف عن أول لمحة من ألبومها الجديد…
محمد رياض يعلن ختام مسيرته في رئاسة المهرجان القومي…

رياضة

باريس سان جيرمان يضم المغربي محمد أمين الإدريسي في…
فيفا يختار لاعب الهلال ضمن أبرز 5 "واعدين" في…
الثنائي المغربي أشرف حكيمي وياسين بونو ضمن التشكيل المثالي…
موقعة نارية في النهائي العالمي بين تشيلسي وباريس سان…

صحة وتغذية

تناول ثمرتين من الكيوي يومياً يعزز صحة الأمعاء ويكافح…
تحول جذري في علاج إصابات العمود الفقري بعد موافقة…
لعلاج الصداع النصفي المؤلم إليك حيلة زجاجة الماء البسيطة
جوز البرازيل كنز غذائي يعزّز صحتك من الداخل إلى…

الأخبار الأكثر قراءة

ترامب يصعّد الحرب التجارية ويرفع رسوم الصلب إلى 50%…
ارتفاع أسعار النفط بعد قرار محكمة أميركية بوقف رسوم…
ترامب يستبعد اتفاقاً تجارياً مع الاتحاد الأوروبي ويهدد برسوم…
إيلون ماسك يعلن أنه يخطط لتقليل المبالغ التي ينفقها…
بغداد تحتضن القمة التنموية وتقر استراتيجيات الأمن الغذائي والمائي…