الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
جامعة الأزهر

القاهرة - علي رجب

تستقبل جامعة الأزهر ما يزيد على 25 ألف طالب وافد للدراسة والتعلم في الجامعة والجامع الأقدم في العالم لتدريس العلوم الشرعية والعلوم الدنيوية. يقول رئيس قطاع مدن البعوث الإسلامية سيد حسن الجهلان إن عدد الطلاب الوافدين هذا العام بلغ أكثر من 25 ألف طالب في مختلف مراحل التعليم الأزهري المختلفة، مضيفًا أن هؤلاء الطلاب يأتون من 105 دولة من مختلف قارات العالم، وتأتي دول شرق آسيا كأكبر الدول التي تحظى بعدد الوافدين إلى جامعة الأزهر.
وأوضح لـ "مغرب اليوم" أن إندونسيا وتايلاند والفلبين من دول شرق آسيا، ثم تأتي دولة نيجيريا كأهم الدول الأفريقية التي لها طلبة وافدون في الجامعة، لافتًا إلى أن الترشيح للالتحاق بالأزهر يأتي عبر عدد المنح المقرر لكل دولة من قبل الأزهر، وذلك بالتنسيق مع السفارات المصرية في الخارج.
وتابع الجهلان أن غالب الطلبة الوافدين هي منح دراسية من قبل الأزهر لهؤلاء الطلبة، ويتحمل الأزهر كل تكاليف الإقامة والدراسة في مصر، مشددًا على أن الأزهر منذ تأسيس الجامعة وهو يقدم آلاف المنح سنويًا لطلاب الدول الإسلامية والمسلمين في كل مكان للدراسة في الأزهر، مؤكدًا أن الطلاب الوافدين يتمتعون بجميع وسائل الرعاية، من سكن وتغذية وصحة وأنشطة رياضية وثقافية واجتماعية، فضلاً عن الرعاية الدراسية الأساسية للطلاب، بالإضافة إلى إعفائهم من المصروفات المقررة عليهم إذا كانوا مقيدين على منح الأزهر، وتقدم إليهم جميع الخدمات التى تقدم إلى الطلاب المصريين في الجامعة.
وأوضح رئيس قطاع مدن البعوث الإسلامية أن هناك أربعة مدن لطلاب الوافدين اثنان في القاهرة واحدة لطلبة البنين والاخري لطلبة  البنات وهناك واحدة لطلبة البنين في الإسكندرية وأخرى في محافظة دمياط، لافتًا إلى أنه في إطار سعي الأزهر لتوفير المزيد من المنح الدراسية في معاهده وكلياته التعليمة لأكبر عدد من الطلاب المسلمين في العالم، تسلمت مدينة البعوث الإسلامية في الأزهر منذ أيام ثلاثة مبانٍ جديدة، تم الانتهاء من بنائها، وتقوم إدارة المدينة حاليًا بفرش تلك العمارات بالأثاث؛ حتى تستعد لاستقبال حوالي ألف طالب من الطلاب الوافدين زيادة عن العام الماضي.
ومن أجل رعاية أفضل للطلبة الوافدين تم تأسيس مكتب لرعاية الطلاب الوافدين والدارسين في كليات جامعة الأزهر، يأتي المكتب في سبيل الجهود التي تقوم بها مشيخة الأزهر من أجل  توفير سبل الراحة الممكنة لهؤلاء الطلاب؛ كونهم سفراء للأزهر وللإسلام المعتدل في بلادهم.
وأكد رئيس جامعة الأزهر السابق الدكتور أسامة العبد لـ "العرب اليوم" أن المكتب مهمته رعاية شئون الطلاب الوافدين تعليميًا وصحيًا واجتماعيًا، بالإضافة إلى حسن معاملتهم بشكل لائق كسفراء للأزهر في بلدانهم، لافتًا إلى إصداره قرارًا أثناء توليه رئاسة الجامعة، يُلزم عضو هيئة التدريس بالتحدث مع الطلاب الوافدين باللغة العربية الفصحى؛ بهدف صقل مهاراتهم اللغوية والحفاظ على الهوية الإسلامية، إضافة إلى الحفاظ على لغة القرآن الكريم.
وأضاف العبد أنه دائمًا يحرص على حضور الاجتماع الشهري لبرلمان الطلاب الوافدين، والتشاور معهم في كل ما من شأنه التيسير عليهم والتفاعل البناء معهم، مؤكدًا أن الأمر لا ينتهي بعد سفرهم، خاصة وأن شيخ الأزهر أسس الرابطة العالمية لخريجي الأزهر من أجل أن تكون جسرًا للتواصل مع الخريجين في شتى بقاع الأرض.
من جانبه قال مستشار شيخ الأزهر للشؤون التعليمية والأكاديمية الدكتور عبد الدايم نصير "إن الجامعة تضم قرابة نصف مليون طالب من داخل وخارج مصر، ويتخرج منها سنويا ما بين 50- 60 ألفًا ثلثا هذا العدد من الكليات العربية والشرعية التي يبلغ عددها 41 كلية، أما الكليات العملية فهي 19 كلية، ولدينا 8 كليات نظرية، وفي ظل الخلل الحالي في نظام التنسيق أصبحت الكليات العملية هي كليات القمة، في حين التحق ضعاف الطلاب بالكليات الشرعية والعربية، ولهذا نسعي إلى تشجيع الطلاب المتفوقين على الالتحاق بالكليات الشرعية والعربية، مؤكد على عدم تأثُّر علاقة الأزهر مع أفريقا وآسيا، خاصة وأن الأزهر جامعًا وجامعة له الاستمرارية على مدى يفوق القرون العشرة في هاتين القارتين، لافتًا إلى أن سر بقاء الأزهر طيلَة هذه الفترة هو المنهج الوسطي المعتدل الذي يتمسك به.
وأوضح نصير أن سر بقاء وقوة الأزهر في قلوب الشعوب الإسلامية يعود إلى صلة الأزهر بالطلاب الوافدين والدارسين، من خلال تقديم المنح للكثير من الطلاب الوافدين من شتَّى بقاع أفريقيا وآسيا، لافتا إلى سعي شيخ الأزهر الحثيث لتخصيص أكبر قدرٍ ممكن من المنح لطلاب أفريقيا، خاصة أن عدد الطلاب الأفارقة الدارسين في جامعة الأزهر يفوق الأربعة آلاف طالب وطالبة، وهناك أضعافهم من آسيا وباقي دول العالم، مؤكدًا ارتفاع عدد المعاهد الأزهرية المنتشرة في ربوع إفريقيا، والبالغ عددها 16 معهدًا أزهريًا، مما يعد جسرًا حقيقيًا للتواصل بين الأزهر وأفريقيا على مدى قرون لم تنقطع.
أشار الدكتور نصير إلى أن إنشاء الرابطة العالمية لخريجي الأزهر، والتي تعد بمثابة جسر حقيقي يؤلف بين قلوب خريجي الأزهر، سواء في الداخل من خلال فروع للرابطة في مختلف محافظات الجمهورية، أو في الخارج، من خِلال 13 فرعًا منتشرًا في جميع أنحاء العالم في أميركا وبريطانيا وماليزيا والكويت، ومرورًا بأفريقيا ساهمت في شعبية الأزهر بين شعوب هذه الدول.
أكد رئيس برلمان الطلاب الوافدين إلى الأزهر عبد الله أوبيلا أن الطلاب الوافدين هم ثروة أغلى من ثروات الذهب والنفط وكل ثروات الدنيا، لافتًا إلى أنهم الضمان الحقيقي لتحقيق عالمية رسالة الأزهر ونشر منهجه الوسطي المعتدل إذا أحسن استثمارهم.
أضاف رئيس برلمان الوافدين أنهم دائمًا يلتقون شيخ الأزهر من أجل بحث التحديات التي تواجههم، لافتًا إلى أن برلمان الوافدين يسعى دائمًا إلى بحث التقارب بين الطلبة الوافدين حتى تكون هناك علاقات قوية بين جميع الدول الإسلامية، فخريجو الأزهر هم شرايين التواصل بين الشعوب الإسلامية مهما اختلفت لغاتهم، لذلك يسعى الجميع إلى أن يكون خريجًا من أقدم وأعرق جامعة عرفها التاريخ، وهي جامعة الأزهر.
يعتبر الأزهر أقدم جامعة إسلامية عرفها العالم منذ القرن الرابع الهجري "العاشر الميلادي"، وما زالت تمارس دورها التعليمي والفكري والثقافي حتى الآن، وكانت أساسًا للنظم والتقاليد الجامعية التي عرفت بعد ذلك في الشرق والغرب، وفي العام 1872 صدر أول قانون نظامي للأزهر رسم كيفية الحصول على الشهادة العالمية وحدد موادها، وكان هذا القانون خطوة عملية في تنظيم الحياة الدراسية في الأزهر.
في القرن التاسع عشر وفي العام 1930 صدر القانون رقم 49 الذي نظم الدراسة في الأزهر ومعاهده وكلياته، ونص على أن التعليم العالي في الأزهر يشمل كليات الشريعة وكلية أصول الدين وكلية اللغة العربية وفي 5 أيار/ مايو 1961 صدر القانون رقم 103/1961 بتنظيم الأزهر والهيئات التي يشملها, وبمقتضى هذا القانون قامت في رحاب الأزهر جامعته العلمية التي تضم عددًا من الكليات العلمية للمرة الأولى مثل كليات التجارة والطب والهندسة والزراعة، وكذلك فتحت أبواب الدراسة في الجامعة للفتاة المسلمة بإنشاء كلية للبنات ضمت عند قيامها شعبًا لدراسة الطب والتجارة والعلوم والدراسات العربية والإسلامية والدراسات الإنسانية، وتتميز الكليات الحديثة والعلمية في جامعة الأزهر عن نظيراتها من الكليات الجامعية الأخرى باهتمامها بالدراسات الإسلامية إلى جانب الدراسات التخصصية.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

المغرب يبدي اهتمامه بإنشاء قاعدة بيانات رقمية للمعالم التاريخية
التحقيقات تكشف تفاصيل جديدة في واقعة اختفاء أسورة الملك…
ندوة أدبية حول كتاب "فحوى التأويل" للكاتب علي القيسي…
الحرب في غزة تحجز موقعها في جوائز إيمي 2025…
النكهات المغربية تعبق أجواء باريس في مهرجان الطهي العالمي

اخر الاخبار

الجيش الإسرائيلي يضع خطة تحسبا لتجدد الحرب مع حماس
صحة غزة تعلن استلام رفات 45 فلسطينيا من إسرائيل
حماس تعلن تسليم جثتين من الرهائن الليلة
اتفاق مؤقت بين باكستان وأفغانستان لوقف إطلاق النار لمدة…

فن وموسيقى

الفنانة يسرا تفتح قلبها وتكشف أسرار حياتها وموقفها من…
جنات تطرح أغنية الوعود من فيلم أوسكار عودة الماموث…
كريم فهمي يحسم الجدل ويؤكد مشاركته في "وننسى اللي…
بلقيس فتحي تعلن مشاركتها في موسم الرياض 2025

أخبار النجوم

آمال ماهر تكشف أسرار حياتها الخاصة وتعلن عن مفاجأة…
حنان مطاوع ضمن قائمة أفضل عشرة أ قدّمن أدواراً…
محاكمة فضل شاكر تدخل مرحلة الحسم بعد تسليم ملفه…
أول تعليق من كاتي بيري بعد ظهورها الجريء مع…

رياضة

ديمبيلي في مرحلة التعافي وغيابه مؤكد عن لقاء ستراسبورغ…
صافرة المغرب تغيب عن قائمة حكام كأس العرب قطر…
رونالدو يُصبح الهدّاف التاريخي لتصفيات كأس العالم بعد هدفيه…
وليد الركراكي يُعرب عن فخره بأداء أسود الأطلس وتحقيق…

صحة وتغذية

دراسة تكشف أن التواصل مع الكلاب قد يبطئ الشيخوخة…
برنامج الأغذية العالمي يحذر من ضياع إنجازات عقود في…
فوائد حمية الكيتو لتعزيز صحة الدماغ والوقاية من الخرف
لماذا يعيد العلماء النظر في تأثير كوفيد 19 على…

الأخبار الأكثر قراءة

وزارة الأوقاف المغربية تُعلن عن المرحلة الثانية لاستخلاص مصاريف…
وزير الثقافة المغربي يدعو المنتجين العالميين لاكتشاف المملكة كوجهة…
انطلاق الدورة الـ32 لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي بمشاركة…
وزارة الأوقاف المغربية تعلن الإثنين أول شهر ربيع الأول…
فلسطين تطالب اليونسكو بحماية 63 موقعًا أثريًا في الضفة