الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
التنظيمات المدافعة عن اللغة العربية

الدار البيضاء ـ سعيد بونوار

تستعد عدد من التنظيمات المدافعة عن اللغة العربية لجعل العام الحالي عامًا الاحتفاء بالراحل الأخضر غزال الذي توفي أخيرا، وكان من أشرس المدافعين عن تطور اللغة العربية في المغرب وفي العالم العربي، وذلك بتنظيم ندوات ولقاءات وتشجيع اللغة العربية في المغرب والعمل على إعادة مجدها في الإعلام الذي بدأ يسقط في الترويج ل"العامية"، والعمل أيضا على إعادة الاعتبار للرجل الذي توفي وفي حلقه غصة عتاب على ما آلت إليه  لغة الضاد في الصحافة المغربية والإعلام.
و كان لهذا الرجل موقفًا واحدًا من هذا الجدل، الذي أغرق مصطلحات العربية في برك "العامية" الآسنة، ظل يحمل سيف قلمه متصديا لكل أشكال تمييع اللغة العربية ومحاولة وأدها، وكان جهاده يبدأ كل صباح ببعث "فاكس" إلى رؤساء تحرير الصحف  المغربية معاتبا على سيل الأخطاء اللغوية على صفحات جرائدهم.. كان يدعوهم إلى اليقظة وعدم غض الطرف" عن تسرب تعابير هجينة، تعمد إلى نخر جدع اللغة العربية الضارب في التاريخ..كان الرجل يصر على محو كلمة "صُحفي" مقابل الانتصار لـ"صِحافي" بيد أن الكثير من الصحافيين لم ينتصروا للرجل ولم يمنحوه حقه في حياته.
 هذا ولم ينجب تاريخ اللغة العربية محاربا لغويا في قيمة وقوة الراحل أحمد الأخضر غزال، عالم متعدد المواهب والاختصاصات، وقلم سيّال نذر حبره للعربية منذ عقد الثلاثينات من القرن الماضي، ولم يكل أو يتعب وقد تقدم به العمر، إذ ظل بحيوية الشباب على رأس معهد الدراسات والأبحاث والتعريب حاملا الهم ذاته في أن تبقى اللغة العربية لغة عالمية  في احترام لمواصفاتها ومقوماتها وقدرتها على الانصهار مع المستجدات العلمية الحديثة.. كان الكثير من العلماء والمفكرين يعتبرون الرجل هرما  تصدى لرياح "تفتيت" اللغة العربية.
ومن جانبه  يقول  المفكر عبد الهادي بوطالب: "كان محمد الفاسي، رحمه الله، متعصبا للغة الضاد لا يرضى عنها بديلا، ولا يقبل فيها دخيلا، وكان يجتهد في أن يجد لكل كلمة فرنسية ما يقابلها في العربية، لا يُشبهه في ذلك إلا الأكاديمي الزميل الرفيق الصديق أحمد الأخضر غزال، عضو الأكاديمية المغربية، الذي لا يُجحد فضله على العربية بما أغناها من مؤلفات وذخائر".
و يذكر أنه عندما دعا الراحل أحمد الأخضر غزال المفكرين واللغويين العرب إلى مائدة النقاش بشأن  "حوسبة" المصطلحات العلمية العربية في فترة لم تكن فيها الأمة العربية تعرف أن في العالم جهازا اسمه "الكمبيوتر".
بينما سخر الكثيرون من الرجل الذي يحاول أن يبني بيتا من طين فوق مياه النهر.. إلا أن الزمن أثبت أن الطين صمد وأن نهر إحباط العزائم جف، فكتب للرجل أنه أول من أدخل اللغة العربية إلى الحاسوب وأنه أول من وضع طابعة للرقن في اللغة العربية وأول من "عرّب" المصطلحات الطبية ومن أوائل مبتكري الخط العربي على الكمبيوتر...وقائمة الإسهامات طويلة.. ويكفيه أنه أول من نظم مؤتمرًا دوليا بشأن التعريب، وكان ذلك عام 1960بالرباط، وساهم أيضا في إحداث مكتب التنسيق حول التعريب في المغرب من قبل منظمة (الألسكو).
وقد ترك الراحل إنجازات ومؤلفات كثيرة باللغة العربية والفرنسية، في مجال التعريب وتنميط الحرف العربي، والتي يبقى أهمها بنك المعطيات المصطلحية ثلاثية اللغة (عربي-فرنسي-إنكليزي).

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

سفارة فلسطين في اليابان تنظّم نشاطاً يجسّد الهوية والارتباط…
محمد بن سلمان يرافق ترمب في جولة تاريخية داخل…
الرئيس السوري أحمد الشرع يبحث مع وزير الأوقاف «تعزيز…
ترامب يعلن فرض رسوم جمركية على الأفلام الأجنبية لحماية…
وزير الأوقاف المغربي يكشف إجمالي المكافآت التي قدمتها الوزارة…

اخر الاخبار

اجتماعات رفيعة المستوى للجنة التقنية ولجنة التسيير الخاصة بمشروع…
الحكومة المغربية تمنح فوزي لقجع رئاسة “مؤسسة مغرب 2030”…
السكوري يدعو إلى إصلاح مدونة الشغل بما يتلاءم مع…
وزير الداخلية الإسباني يُشيد بالتنسيق المثالي مع المملكة المغربية…

فن وموسيقى

لطيفة رأفت تعود بقوة في صيف 2025 بجولة فنية…
أحمد السقا يكشف عن مشاريعه الفنية المُقبلة ويتحدث لأول…
أحمد السقا يؤكد أنه بلا منافس في السينما ويكشف…
ماجدة الرومي تُعبر عن مشاعر محبة وامتنان عميقة تجاه…

أخبار النجوم

تارا عماد تكشف كيف تأثرت بخبرة والدتها في مسلسلها…
محمد منير يتعاون لأول مرة مع تامر حسني في…
أحمد سعد يُشوق جمهوره لألبومه الجديد بتعليق طريف وتفاعل…
عمرو يوسف بعلن تأجيل طرح فيلمه الجديد "درويش"

رياضة

مبابي يصنع التاريخ مع ريال مدريد ويسجل في سبع…
ريال مدريد يغادر ميتلايف ويترك مبابي وحده للخضوع لفحص…
المغربي أشرف حكيمي يُحطّم رقماً قياسياً ويتألق مجدداً مع…
رونالدو يختفي عن جنازة جوتا وسط تساؤلات وتكهنات

صحة وتغذية

جوز البرازيل كنز غذائي يعزّز صحتك من الداخل إلى…
فيتامين «د 3» مطوَّر يخفف أعراض التوحّد
أمل جديد لعلاج الجروح دون تندّب
بارقة أمل للنساء علاج واعد لأكثر أنواع سرطان الثدي…

الأخبار الأكثر قراءة

سفارة فلسطين في اليابان تنظّم نشاطاً يجسّد الهوية والارتباط…
محمد بن سلمان يرافق ترمب في جولة تاريخية داخل…
الرئيس السوري أحمد الشرع يبحث مع وزير الأوقاف «تعزيز…
ترامب يعلن فرض رسوم جمركية على الأفلام الأجنبية لحماية…