الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
الليبية فاطمة غندور

القاهرة - سامر موسى

 "متعة السخرية" كتاب جديد من الليبية فاطمة غندور عن  ليبي مبدع  وبانوراما موسعة عن فنان الكاريكاتير الليبي محمد الزواوي،ضمن مختاراتها مما أنتجته حوله كتاب ليبين وعرب،مايقارب 400 صفحة،ضمّ مقالات، وقراءات، وحوارات،وفي الخاتمة يوم من حياته مصورا ، وملحق لعينة من رسوماته . وتضّمن الكتاب شخصية ولوحات الزواوي ، وقراءة معمقة لفلسفة السخرية في مواضيع لوحاته، كما خطوطه .

ولمن عاصر بدايات الزواوي الكاتب والروائي ابراهيم الكوني ، يقول  إن الزواوي ،" كما أسكن روح الطفولة خطوطه، كذلك سكنت خطوط الزواوي روح الزواوي الإنسان . إنها نسخة طبق الأصل من فنّه . من خطوطه . من طفولته . من عبقريّة هذه الطفولة ، لأنه على المستوى الأخلاقي كان أيضاً شاعراً كبيراً ، وهو ما يشهد به كل من عرفه" . وفي وداع الزواوي تأتي مرثية الكاتب الفلسطيني رشاد أبوشاور التي قال فيها كتب " كنت دائما أسمع صديقنا الراحل الكبير ناجي العلي، وهو يتحدّث عنه بحبّ وإعجاب، وقد تواعد معه على إقامة معرض مشترك، ولكن ناجي رحل برصاص الغدر والخيانة، فرثاه الزواوي بلوحة لا تُنسى، وظلّ يتحسّر لأنهما لم يلتقيا في معرض واحد، وعوّض الزواوي بلوحته المرثية التي كانت تعرض في كل معارضه وفاءً لصديقه الذي لم يلتق به.

،ويرى القاص و الكاتب يوسف الشريف أن الزواوي ليس رسام كاريكاتير بالمعنى المألوف والمتعارف عليه، هو فنان فحسب، فنان يمتلك بصيرة تتجاوز ما نراه ونحسه، الألوان عنده ليست هي هدف ريشته، ولا الأشكال، ما يهم ويثير فيه الأسئلة هو الموضوع أو الحدث أو الظاهرة، وكيف يعبر عنها في حقيقتها الحية والمعاشة، بهذا المعنى لا يمكن وصفه إلا بأنه فنان من طراز مختلف. أما الفنان التشكيلي السوري رائد خليل فقد تناول  النزعة الكاريكاتيرية الساخرة والمعبرة والذكية للزوارق ، والتي لم تؤثر أو تتعارض مع قدراته في الرسم الواقعي المدهش، وحفاظه على المنظور الصحيح، والتكوين المدروس والحركات المعبرة والفكرة الساخرة المطروحة بقوة ووضوح في رسومه،لهذا رأى البعض أن الزواوي هو فنان التفاصيل الصغيرة البارع في تصوير ملامح مجتمعه بدقة لم يبلغها أي فنان كاريكاتيري عربي آخر.وفي فصل حوارات معه ،وفي أيام قضاها ببيت الزواوي بطرابلس طرح الفنان التشكيلي العراقي وليد نايف محمد أسئلته ،وقد نشر المقابلة بعد وفاة الزواوي بمقدمة مما جاء فيها " مثلما لايمكن الحديث عن الشعر العربي دون المرور بالمتنبي، فلا يمكن لأي باحث أو معني بالكاريكاتير العربي إلا أن يمر عبر الزواوي الفنان العربي الليبي الكبير
وكما يرصد الكتاب رؤية  جيل عاصر الزواوي ،يلقي بالضوء على جيل تلقى فن الزواوي،الشاعر و الصحفي ناصر المقرحي ،يرى أن الزواوي المبدع اختزلت لوحاته الكثير من المعاني، وقالت أكثر مما يستطيع قوله الكلام، وأغنت عن مئات الصفحات المكتوبة، وواكبت تبدلات الحياة الأجتماعية والأقتصادية والثقافية والسياسية في ليبيا،أما الناقد طارق الشرع فيؤكد ان  تأسيس مشروع الزواوي  اعتمد على أختزال الواقع في لوحة بسيطة التركيب، لكنها دالة من حيث المضمون الفني والدلالي

منصف المزغني الشاعر التونسي يصف ريشة محمد الزواوي بأنها كانت كما طائر واسع الجناحيْن، ظلت توجّه سهامها النقدية في بلاده وخارجها، وهو يعد من جيل الكاريكاتور يست العمالقة الذين عرفته الصحافة العربية منذ الستينيات، وكانت رسومه منتظرة.

صاحبة الكتاب فاطمة غندور وفي مقدمتها عنه أشارت الى أهمية أن نقدم لذكراه بيننا ، تحية وعرفانا بجهده المُبرز في مجال الفن الساخر ،ماوصل به مصاف العالمية ، وفي تصريحها للموقع، ولماذا الكتاب عن محمد الزواوي أجابت " عندي أنه كان مرآتنا الفصيحة،فريشته التي لم يعرف غيرها سندا،،توأمه ما عكست ثراء مخيلته، الضاجة بالافكار التي أفرزها كماسارد ،هو بها حكاء التفاصيل ،كما والألوان عنده تبزغ في فضاء لوحاته مشعة بحيويتها،وكأنه تقصد تخفيف أثر مشرطه الحاد إزاءنا ،إذ نحن أمام لوحاته شهود عيان ببصرنا وبصيرتنا!، الزواوي عاش بريشته ملتقطا وقانصا لحكايات الناس اليومية ،منتقدا معايبهم فاضحا لاختلالاتها، قابضا ريشته بتوؤدة العاشق وتمرده!، ولو صح التوصيف أمتشقها كفارس مبرز في ميدان الفن الساخر(الكاريكاتير)،له مدرسته، أسلوبه ، ليس محليا وفقط بل عربيا وعالميا ".الكتاب محمد الزواوي متعة السخرية سيتاح ضمن كتب معرض القاهرة الدولي لهذا العام، الذي يستمر حتى 15 يوليو 2021 .

قد يهمك ايضا

تنصيب يونس مجاهد لعضوية مجلس جائزة الصحافة العربية

الصحافة العربية تُسلّط الضوء على قمتي مكة بشأن إبعاد شبح الحرب عن المنطقة

   
View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

القوات المسلحة الملكية تبرز التراث المغربي في معرض الفرس…
ناصر بوريطة يؤكد أن تخليد ذكرى 15 قرنا على…
المغرب يبدي اهتمامه بإنشاء قاعدة بيانات رقمية للمعالم التاريخية
التحقيقات تكشف تفاصيل جديدة في واقعة اختفاء أسورة الملك…
ندوة أدبية حول كتاب "فحوى التأويل" للكاتب علي القيسي…

اخر الاخبار

الرئيس الأوكراني يُطالب بتجميد الحرب قبل محادثات السلام
الحرس الثوري الإيراني يؤكد استعداده لتعزيز العلاقات مع الحوثيين…
السعودية وفرنسا تؤكدان ضرورة رفع المعاناة فوراً عن الفلسطينيين
الحوثيون يحتجزون ممثل اليونيسف ومسؤول أممي يحذر من تصعيد…

فن وموسيقى

منة شلبي تكشف كواليس تكريمها في مهرجان الجونة و…
منة شلبي تحصد جائزة الإنجاز الإبداعي في مهرجان الجونة
مهرجان الجونة يكرّم يسرا بمعرض فني ضخم يوثّق نصف…
الفنانة يسرا تفتح قلبها وتكشف أسرار حياتها وموقفها من…

أخبار النجوم

تسريب أغنية حليم يشعل أزمة بين محمد فؤاد وشركته
حنان مطاوع تكشف تفاصيل مشاركة فيلمها هابي بيرث داي…
شيرين رضا تتناول دور التكنولوجيا في صناعة السينما وتبدي…
نهال عنبر توضح أسباب غيابها عن الساحة الفنية

رياضة

لقجع وسط الجماهير لدعم المغرب أمام الأرجنتين في نهائي…
صلاح بين ميسي ورونالدو في قائمة أعظم لاعبي كرة…
أول تعليق من الكاف بعد فوز بيراميدز بكأس السوبر…
المغاربة يستعدون لرحلة العمر نحو نهائي مونديال الشباب

صحة وتغذية

التعرض لتلوث الهواء أثناء الحمل يُبطئ نمو الدماغ لدى…
معلومات مضللة عن الكورتيزول تنتشر على وسائل التواصل سعيا…
دراسة جديدة تطبيق هاتفي يقلل الإعاقة الناتجة عن الصداع…
دراسة تكشف أن التواصل مع الكلاب قد يبطئ الشيخوخة…

الأخبار الأكثر قراءة

مهرجان البندقية يكرّم صوت هند رجب بجائزة الأسد الفضي
وزارة الأوقاف المغربية تُعلن عن المرحلة الثانية لاستخلاص مصاريف…
وزير الثقافة المغربي يدعو المنتجين العالميين لاكتشاف المملكة كوجهة…
انطلاق الدورة الـ32 لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي بمشاركة…
وزارة الأوقاف المغربية تعلن الإثنين أول شهر ربيع الأول…