الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
الفرق المسرحية المغربية

الرباط-المغرب اليوم

قامت العديد من الفرق المسرحية المغربية في الفترة الأخيرة بتقديم العروض المسرحية الملتزمة بها مع وزارة الثقافة المغربية، من دون جمهور وفي مختلف المدن والجهات بالمغرب، بسبب الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة كورونا، وبسبب سياسة الدعم المسرحي، التي لم تراع هذا الظرف، وأغلقت المسارح في وجه الجمهور، وأصابت أبو الفنون في مقتل.فعلى الرغم من اعتماد البث المباشر لتلك العروض عبر المديريات الجهوية لوزارة الثقافة، وعبر صفحات الفرق المسرحية والمسرحيين على وسائل التواصل الاجتماعي، ومسابقتها للزمن المحدد لها وهو قبل نهاية شهر أبريل الجاري، إلا أن تلك الفرجة الافتراضية لم تكن ناجحة، ولا يمكن لها أن تكون بديلا عن اللقاء المباشر مع الجمهور، الذي يعد مكونا رئيسيا في الفرجة المسرحية.

لا يمكن للمسرح أن يقوم من دون جمهور، فعموده الأساسي هو هذا الجمهور، ومن دونه يكون العرض بئيسا ومظلما وباردا، فإن كانت بعض التظاهرات الرياضية تقدم (وي كلو Huis clo) من دون جمهور كعقاب وزجر للفريق الرياضي أو لجمهوره المشاغب، فإن المسرح لا تقوم له قائمة من دون جمهور، وقمة العبث الاعتقاد بأنه يمكن أن يعيش في غياب الجمهور، إن غياب الجمهور هو قتل وتدمير له.وهذا ما عبرت عنه المخرجة المسرحية المغربية نعيمة زيطان، لـ "سكاي نيوز عربية" قائلة إنها كانت مضطرة لتقديم أربعة عروض في الفترة الأخيرة، عرضين في الدار البيضاء، وعرضين بالرباط لمسرحيتها "طرز الحساب"، وذلك حتى يحصل الفنانون المشتغلون معها في فرقة "مسرح أكواريوم" على 50 بالمئة من مستحقاتهم المتبقية، لأنه من دون تقديم تلك العروض لا يمكن لوزارة المالية صرف تلك التعويضات.

وأكدت زيطان أنها شعرت بإحساس غريب هي والفريق الذي يعمل معها، لأن تفاعل الجمهور وهمساته، بل وحتى أنفاسه كانت غائبة، وهو ما جعل تلك العروض ناقصة، بل "لحظات موت قاسية" رغم أنها اعتبرتها مجرد تدريبات وتسخينات في انتظار اعتناق جمهور الخشبة، لأن الجوهر الحقيقي للمسرح هو الجمهور، ومتعته لا تضاهيها أي متعة، وأضافت "الجائحة أثرت على كل القطاعات، وخاصة القطاعات التي تعتمد على الفرجة والجمهور، وتدبير هذه الأزمة على ما يبدو آني ويومي، وهو ما يوضح غياب رؤية مسبقة وواضحة لمثل هذه الأزمات".وأوضحت زيطان أن الفرق المسرحية الوطنية التي حظيت بالدعم الاستثنائي، قدمت بتوجيه من وزارة الثقافة عروضها المسرحية أمام كراسي فارغة، وهو قرار أملته الظروف التي تجتازها الفرق المسرحية، وذلك حتى لا تؤخر حالة الاستثناء ومنع تقديم العروض، ما تبقى من الحقوق المالية للفنانين وتوفير دخل يساعدهم على تجاوز هذه المحنة، التي يبدو أنها ستطول.

وأشارت زيطان إلى أن النقابة المغربية لمهني الفنون الدرامية حاولت الدخول في نقاش مع وزارة الثقافة، الوزارة الوصية على القطاع، ولكنها للأسف لم تسفر عن أي نتائج ملموسة، في حين تمكنت الفيدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة على الأقل من اختصار المسافات والجهات التي يجب التنقل إليها لتقديم العروض، حيث تم الاتفاق على أن تقدم كل فرقة عروضا في المدن القريبة منها فقط، لأن التنقل إلى الجهات البعيدة يطرح مشكل التراخيص.ومن جهته، رأى الفنان والمخرج المسرحي المغربي بوسلهام الضعيف، أن ما قامت به الفرق المسرحية مؤخرا من تقديم عروض من دون جمهور، هو "شيء ضد المسرح والفرجة المسرحية، وهذا نقد ذاتي بالنسبة لي شخصيا أيضا، ولو أنني اعتبرت هذا مجرد تدريب للفرق وتواصل مع الخشبات بعد طول غياب".

وأضاف مدير المركب الثقافي محمد الفقيه المنوني بمكناس، أن الفرق فرض عليها هذا الأمر نظرا لأنها ملتزمة بعقد مع وزارة الثقافة، وبعقود مع العاملين من ممثلين وتقنيين، فأصبحت في وضع محرجو"لكن هذه الظاهرة كشفت لنا مجموعة من الاختلالات، أهمها غياب سياسة مسرحية حقيقية، وعدم فعالية الإطارات النقابية التي كان من المفروض أن تتفاوض مع الوزارة وتفرض تصورا ينصف جوهر المسرح، وما يسمى بالجولات المسرحية هو بدعة المسرح، ومرتبط بالإقامة والمكان ويجب أن نكون الفعل المسرحي في أماكن وفضاءات لا أن نشتته".وخلص الضعيف إلى أن الثقافة بتعدد أشكالها بالمغرب لا تجد من يدافع عنها، وقد ظهر هذا جليا مع السياسات الحكومية المتعاقبة في المغرب، والتي أبانت عن فشل ذريع في تدبيرها للشأن الثقافي والفني.وكشفت أن "الثقافة ليست من أولوياتها، وهذه حقيقة تتطلب منا اليوم أن نتساءل عن هذا الوضع بشكل جدي، فما معنى الثقافة في مغرب اليوم؟ وما هو مستقبل الثقافة المغربية؟".

قد يهمك ايضا:

أكاديمية بني ملال خنيفرة تفوز بالجائزة الكبرى لمهرجان محمد الجم للمسرح المدرسي

توقيع مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة للحفاظ على الممتلكات الثقافية المغربية

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الحرب العالمية الثانية غيرت نمط الغذاء والحياة اليومية في…
سفارة فلسطين في اليابان تنظّم نشاطاً يجسّد الهوية والارتباط…
محمد بن سلمان يرافق ترمب في جولة تاريخية داخل…
الرئيس السوري أحمد الشرع يبحث مع وزير الأوقاف «تعزيز…
ترامب يعلن فرض رسوم جمركية على الأفلام الأجنبية لحماية…

اخر الاخبار

صفعة ثانية للحوثيين خلال أسبوع بإحباط تهريب 16 ألف…
مصر تُطلع ألمانيا على مستجدات مفاوضات وقف إطلاق النار…
3 مستشفيات مهددة بالتوقف في غزة بسبب نفاد الوقود
قلق إسرائيلي بعد توقيع آلاف الدروز على وثيقة للقتال…

فن وموسيقى

لطيفة تؤكد أن ألبوم "قلبي ارتاح" يعكس روحها وأعادت…
جيهان الشماشرجي سعيدة بتجسيد دور مركب ومعقد في فيلم…
نانسي عجرم تكشف لمحة أولى من ألبومها المنتظر "Nancy11"…
باسم ياخور يعتذر للسوريين ويؤكد أنه لم يكن جزءاً…

أخبار النجوم

هاني شاكر يرد على انتقادات راغب علامة لأوبريت الحلم…
أحمد الفيشاوي يوقّع على بطولة فيلم "سفاح التجمع" مع…
ريهام عبد الغفور فخورة بنجاح مسلسلها الجديد
بسنت شوقي تبكي على الهواء متأثرة بكلماتها عن زوجها

رياضة

والد لامين يامال يعلق على أزمة احتفال "عيد الميلاد"
أندية سعودية تبدي اهتمامها بضم يوسف النصيري
المغربي يوسف العربي ينضم لنانت الفرنسي
أنس جابر تُعلن التوقف المؤقت عن التنس لأنها لم…

صحة وتغذية

ابتكار طبي يستخدم الذكاء الاصطناعي لتشخيص أمراض القلب بشكل…
التمارين الرياضية تفتح باب الأمل للتخلص من الأرق وتحسين…
مناطق منسية تقلل فاعلية الواقي الشمسي رغم اهميته الكبيره…
تناول ثمرتين من الكيوي يومياً يعزز صحة الأمعاء ويكافح…

الأخبار الأكثر قراءة

الحرب العالمية الثانية غيرت نمط الغذاء والحياة اليومية في…
سفارة فلسطين في اليابان تنظّم نشاطاً يجسّد الهوية والارتباط…
محمد بن سلمان يرافق ترمب في جولة تاريخية داخل…