الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
فن كناوة أولاد جرار

الرباط - المغرب اليوم

يعتبر فن كناوة أولاد جرار، أو "لعبيد" كما يطلق عليه محليا، من الفنون العريقة بإقليم تزنيت، حيث ظهر بجماعة الركادة، وتحديدا بدوار الملعب، قبل مئات السنين، وبقي صامدا أمام جميع التحديات كتراث محلي يتناقله جيل عن جيل، حيث يشهد هذا الفن على حقب زمنية متفرقة عاشت خلالها منطقة أولاد جرار تحولات سياسية وتاريخية مهمة، خصوصا في الجانب المتعلق بالتصدي للمد الاستعماري بجنوب المغرب، مما جعله يشكل تعبيرا دقيقا عن الحياة اليومية للساكنة.

وتأسس فن كناوة أولاد جرار من حاشية وخدم القياد، الذين تناوبوا على حكم المنطقة خلال فترات متنوعة، وأغلبهم يتحدرون من قبائل صحراوية مختلفة، الشيء الذي مكن هذا الفن من لعب دور النموذج الفني، الذي انبثقت منه العديد من المجموعات الفنية المماثلة التي أطلق عليها فيما بعد "إسمكان".

يقول الرايس سليمان جابون، وهو مقدم مجموعة كناوة عين أولاد جرار، إن "فن كناوة أولاد جرار ظهر بالمنطقة في عهد حكم القائدين عبد السلام وعياد، وهي فكرة محلية أصيلة من تأسيس أجدادنا قبل أن يعملوا على نقلها إلى آبائنا الذين توارثناها عنهم، وها نحن بدورنا نعمل على تلقينها لأبنائنا حتى نحفظها من الضياع والاندثار".

وسيرا على نهج أجدادنا نعمل سنويا بجولة فنية واسعة نزور خلالها جميع دواوير جماعة الركادة، تبتدئ منتصف شهر يوليوز وتختتم في النصف الأخير من غشت، نجمع خلالها مساهمات مادية وعينية تنتهي بشراء "الذبيحة" يوم الخميس، ونحرها وتوزيعها على الساكنة، التي تقوم بإعداد وجبات "المعروف" كصدقة وترحم على سلفنا الصالح، وتكريسا لقيم التضامن والتآخي بشكل عام، قبل أن تختتم الأيام الثلاثة من الأسبوع بمهرجان كناوة، الذي يحج إليه عشاق هذا الفن من مختلف ربوع المملكة "، يقول الرايس سليمان .

ويتابع سليمان جابون قائلا: "أهدافنا من هذا الفن دينية روحية محضة، وهو ما يمكن استنباطه من الكلمات والعبارات التي نعمل على ترديدها، والمقتصرة على الصلاة والسلام على رسول الله، وطلب العفو والاستغفار وغير ذلك".

وعن شروط الانضمام إلى مجموعة كناوة أوضح الرايس سليمان أن "الانضباط والاحترام والعمل بأوامر رئيسها أمور أساسية للراغب في الالتحاق بالمجموعة ومشاركتها في الأعمال الفنية التي تحييها، سواء بجماعة الركادة أو بالجماعات والمدن المجاورة".

وأضاف أن "هذا الفن بالرغم مما يقوم به من دور كبير في الحفاظ على الموروث التاريخي وإحياء أواصر التعاون والتآخي، فقد ظل يعاني كافة مظاهر الإقصاء من طرف الجهات الوصية، التي لم تعمل إلى حدود الآن على تصنيفه إسوة ببقية الفنون الأخرى".

قد يهمك أيضًا : 

"الملك لير" يعود إلى جمهوره بـ"غاليري في حب الفخراني"

 النقاد يؤكدون أن رواية "العين القديمة" عمل استثنائي في مسار محمد الأشعري

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

التقويم الهجري تقويم قمري بدأ قبل الإسلام بقرنين واعتمده…
اكتشاف أثري نادر لمدينة مدفونة في دلتا النيل تعود…
الحرب العالمية الثانية غيرت نمط الغذاء والحياة اليومية في…
سفارة فلسطين في اليابان تنظّم نشاطاً يجسّد الهوية والارتباط…
محمد بن سلمان يرافق ترمب في جولة تاريخية داخل…

اخر الاخبار

وزير الداخلية المغربي يعقد إجتماعين متواليين مع قادة كافة…
العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان تدعو لتحقيق دولي…
ترامب يجدد اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء
الملك محمد السادس يهنئ رئيسة سويسرا بمناسبة العيد الوطني…

فن وموسيقى

رحيل الفنان لطفي لبيب عقب مسيرة فنية حافلة بالعطاء…
محمد فراج يعود بمسلسل كتالوج في تجربة إنسانية عميقة…
أنغام تنفي إصابتها بسرطان الثدي وتطمئن جمهورها قبل طرح…
لطيفة تؤكد أن ألبوم "قلبي ارتاح" يعكس روحها وأعادت…

أخبار النجوم

أمير كرارة يعبّر عن سعادته بالعمل مع النجمة هنا…
سامو زين يعود للإخراج بعد غياب 15 عاماً
عمرو يوسف يتحدث عن أعماله الفنية وكواليس حياته الخاصة
نسرين طافش تعود للغناء بعد غياب خمس سنوات

رياضة

اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس
محمد صلاح يحافظ على مكانه ضمن قائمة الأعلى أجراً…
القبض على رمضان صبحي في مطار القاهرة أثناء العودة…
يوفنتوس يسعى لضم المغربي سفيان أمرابط من فنربخشة التركي…

صحة وتغذية

المشروبات الغازية الدايت قد تُزيد من خطر الإصابة بمرض…
أطعمة مخمرة تُعيد التوازن إلى جهازك الهضمي وتشفي الأمعاء…
8 مشروبات صباحية تُوازن سكر الدم بشكل طبيعي
وزير الصحة المغربي يُعلن إطلاق المجموعات الصحية الترابية للارتقاء…

الأخبار الأكثر قراءة

اكتشاف أثري نادر لمدينة مدفونة في دلتا النيل تعود…
الحرب العالمية الثانية غيرت نمط الغذاء والحياة اليومية في…
سفارة فلسطين في اليابان تنظّم نشاطاً يجسّد الهوية والارتباط…