الرئيسية » أخبار محلية وعربية وعالمية
مارين لويان

باريس - مارينا منصف

سيطرت حالة من الذعر على الأحزاب السياسية الرئيسية في فرنسا، في إطار سعيها إلى منع اثنين أو ثلاثة من المناطق الفرنسية من الوقوع تحت راية اليمين المتطرف للمرة الأولى منذ عام 1944.

وأمر الحزب الاشتراكي الحاكم مرشحيه بالانسحاب من ثلاث مناطق حيث جاءت الجبهة الوطنية في المركز الأول في 6 كانون الأول / ديسمبر، في محاولة لمنح فرصة لليمين الوسط في مواجهة اليمين المتطرف في الجولة الثانية في نهاية الأسبوع، ووافق اثنان من القادة الاشتراكيين المحليين في الشمال الصناعي وبروفانس على القيام بذلك بينما رفض الزعيم الاشتراكي في المنطقة الكبرى في شمال شرق فرنسا.

ورفض الرئيس السابق لليمين الوسط نيكولا ساركوزي، دعوات المعتدلين من الحزب بالانسحاب لصالح اليسار في منطقة جنوب لانغدوك روسيون، وتركت المناورات الفاشلة الجولة الثانية من الانتخابات في حالة من عدم التأكد، وبرغم انسحاب الاشتراكيين نجحت زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبان (47 عامًا) في الفوز بالمنطقة الكبرى المترامية الأطراف التي تمتد من ساحل القناة حتى ضواحي باريس، وحصدت 40.6% من الأصوات في 6 كانون الأول / ديسمبر، وتواجه ابنة أخيها ماريون ماريشال لوبان (25 عامًا) مهمة أكثر صرامة للتمسك بتفوقها بعد أن حصدت 40% من الأصوات في منطقة مرسيليا مطلع الأسبوع.

وتواجه فرنسا صدمة من نوع مختلف عقب هجمات باريس لأن الجبهة الوطنية من سلالة نظام فيشي النازي جذبت تقريبًا صوتًا انتخابيًا من كل ثلاثة فرنسيين مصوتين والذين صوتوا لصالح الجبهة في الجولة الأولى من الانتخابات الإقليمية، وكان من المتوقع تقدم الجبهة الوطنية من قبل الانتخابات إلا أن هذا الفوز ظهر للمرة الأولى لوضع اليمين المتطرف على أعتاب الحكومة.

وكشفت صحيفة "ليبراسيون" اليسارية الوسطية أنه في ظل ارتفاع نسبة التصويت لليمين المتطرف لم يعد من الممكن استبعاد فكرة سيطرة مارين لويان في الانتخابات الرئاسية عام 2017، وأظهرت استطلاعات رأي أخرى تراجع تيار اليمين الوسط واليسار الوسط قبل الجولة الثانية من الانتخابات الإقليمية مطلع الأسبوع المقبل، في حين يصر 60% من الناخبين الفرنسيين على عدم التصويت للجبهة الوطنية تحت أي ظرف، وجاءت نتائج الانتخابات مدمرة بالنسبة لفرنسا وصورتها أمام العالم، فضلًا عن شعور المعاديين للمسلمين والطبقة الوسطى وهذا بالضبط ما أراد داعش تحقيقه عند مقتل 130 شخصًا في باريس.

ونجحت الجبهة الوطنية في استغلال حالة الغضب والقلب عقب الهجمات المتطرفة، فضلًا عن الإحباط من الأحزاب السائدة في الحصول على أعلى الأصوات أكثر من أي انتخابات فرنسية، ومن بين 28% من الأصوات على الصعيد الوطني حصدت الجبهة الوطنية المركز الأول في نصف المناطق من بين 12 منطقة كبرى في البر الرئيسي الفرنسي أنشئت العام الماضي، وكانت أعلى نتيجة حصدتها الجبهة الوطنية على الصعيد الوطني 25%، ولم يسبق لليمين المتطرف أن حكم أية بلدة كبيرة لكنه كان يحكم فقط البلاد متوسطة الحجم.

وانقسم السياسيون إلى معسكرين، وألقى بعضهم اللوم على الخطأ الاقتصادي لحكومات اليمين الوسطى واليسار الوسطى، واعتبروا التصويت للجبهة الوطنية بمثابة صرخة مثيرة للقلق من الألم الجماعي، وكان هناك آخرون مثل الفيلسوف برنارد هنري ليفي والذي يعتقد بأن شيئًا ما أكثر قتامة يحدث ممثلًا في تجدد الرغبة نحو العنصرية والتطرف مع النظر إلى القومية.

وأضاف ليفي: "كان هناك كتلة من الخطاب السياسي في فرنسا تعتمد على الحقد على الآخرين والكراهية وهذا هو ما ينتعش الآن مرة أخرى"، ويمكن القول إن الخاسر الأكبر في 6 كانون الأول / ديسمبر هو الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، وكان في حالة غضب ولذلك لم يوافق على سحب مرشحيه في لانغدوك روسيون حيث تخلّف الجمهوريون إلى المركز الثالث بعد الجبهة الوطنية والاشتراكيين.

وفشلت كل المحاولات السابقة من الجمهوريين للتصدي ضد اليمين المتطرف، وسخرت الجبهة الوطنية من هذه المحاولات معتبرة إيّاها دليلًا على أن اليمين الوسطى واليسار الوسطى حزب واحد نخبوي.

ويصر الحزب الاشتراكي الحاكم على أن المرشحين المحليين يجب أن يستقيلوا في ثلاث مناطق حصدوا فيها الترتيب الثالث، وتعد هذه تضحية كبيرة ما يعني أنه لن يكون هناك أعضاء للجناح اليساري في هذه المجالس على مدى الأعوام الخمسة المقبلة.

ورفض الزعيم الاشتراكي في "الألزاس واللورين شامباني آردن" جان بيير (71 عامًا) الانسحاب، فيما تبرأ منه الحزب الاشتراكي، وأوضح بيير أنه سيخوض الانتخابات مستقلًا.

ويبقى أن نرى عدد الناخبين اليساريين في شرق فرنسا سينصاعون لمرسوم حزب "HQ" في باريس، وفي المناطق الأخرى حيث جاءت الجبهة الوطنية في المركز الأول، يتوقع بأن يذهب اثنان منها إلى اليمين الوسطى بعد القضاء على الأحزاب الصغيرة.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الكرملين يُعلن أنه لا تقدم بشأن القمة الروسية الأميركية…
رئيس الوزراء الإسباني يعبر عن إعجابه بالمتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين…
قمّة الدوحة تدين بأشد هجوم إسرائيل وتصفه بالعدوان على…
ترامب يؤكد صعوبة إنهاء حرب أوكرانيا بسبب الكراهية بين…
الحكومة السودانية ترفض هدنة اقترحتها الولايات المتحدة والسعودية والإمارات…

اخر الاخبار

الاتحاد الأوروبي يناقش عقوبات على إسرائيل لوقف الحرب في…
16 دولة تحذّر إسرائيل من استهداف "أسطول الصمود العالمي"…
مصادر تكشف اقتراب اتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل
الأمم المتحدة تتّهم إسرائيل بارتكاب ابادة جماعية في غزة

فن وموسيقى

ريهام عبد الغفور تخرج عن صمتها عقب تعرضها للتنمر…
تامر حسني يخفي إصابته بكسر في قدمه ويواصل نشاطه…
شيرين عبد الوهاب تعود بقوة بألبوم ضخم ستطرحه خلال…
نيللي كريم سعيدة بترشيح فيلمها "هابي بيرث داي" لتمثيل…

أخبار النجوم

منى زكي ترد على ريهام عبدالغفور بعد تصريحاتها في…
زوجة مينا مسعود تظهر على كرسي متحرك وتساؤلات حول…
نضال الأحمدية تكشف أسراراً صادمة عن فيروز وتوضح حقيقة…
ريهام سعيد تعاني أزمة نفسية جراء التنمر

رياضة

سفيان البقالي فضية طوكيو انتصار للتضحية والروح الرياضية
كريستيانو رونالدو يقود النصر في مغامرة قارية جديدة بدوري…
لقجع يؤكد جاهزية المغرب لتنظيم أفضل نسخة من كأس…
فهد المولد بين الغيبوبة والجدل حول الحادث اللغز عام…

صحة وتغذية

منظمة الصحة العالمية تدرس دعم أدوية إنقاص الوزن لعلاج…
ابتكار غراء عظمي يثبت الكسور في ثلاث دقائق ويذوب…
اليونيسف تؤكد أن السمنة أصبحت الشكل الأكثر شيوعا لسوء…
تحذيرات صحية في مصر من حقنة هتلر ومخاطر الخلطة…

الأخبار الأكثر قراءة

الكرملين يعلن الاستعداد لقمة بين بوتين وترامب ويرشح الإمارات…
تركيا وسوريا تتجهان نحو تنسيق أوسع في ملفات الأمن…
حركة حماس تعتبر تصريحات نتنياهو عن السيطرة على غزة…
مجلس الوزراء اللبناني يوافق على أهداف الورقة الأميركية لحصر…
الحكومة اللبنانية في مفترق طرق بين الحفاظ على السيادة…