تل أبيب - المغرب اليوم
سلّمت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية جثمان رهينة، الجمعة، في إطار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس.
وكانت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قد أصدرت بياناً في وقت سابق من يوم الجمعة على تلغرام، قالت فيه إنها ستقوم مع سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي، بتسليم "جثة أحد أسرى العدو" بعد العثور عليها الجمعة في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة في الساعة التاسعة مساء (19:00 بتوقيت غرينتش).
ومع بدء تنفيذ وقف إطلاق النار في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول، كانت حماس تحتجز 48 رهينة في غزة: عشرون أحياء و28 جثة.
ومنذ ذلك الحين، سلمت الحركة جميع الرهائن الأحياء.
ومن أصل 28 جثة رهينة، وافقت حماس على تسليمها لإسرائيل بموجب الاتفاق، أعادت الحركة حتى الآن 22 جثة (19 لإسرائيليين وجثة لتايلاندي وأخرى لنيبالي وثالثة لتنزاني).
وسبق أن اتهمت إسرائيل حماس بالتباطؤ في إعادة رفات الرهائن، في حين عزت الحركة بطء العملية الى أن جثثاً كثيرة دفنت تحت ركام المباني المدمرة في القطاع.
وكررت الحركة دعوة الوسطاء والصليب الأحمر إلى تزويدها بالمعدات اللازمة والطواقم الضرورية لانتشال الجثث.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إنه أصدر تعليمات للجيش تقضي بـ "تدمير ومحو" جميع الأنفاق، التي تستخدمها حركة حماس في قطاع غزة، لافتاً إلى أن هذا الإجراء سيؤدي إلى القضاء على الحركة.
وصرح كاتس في تغريدة عبر حسابه على منصة "إكس"، اليوم الجمعة، أنه أصدر أوامر بتدمير جميع أنفاق حماس في غزة "حتى آخر نفق"، بحسب وصفه.
وقال كاتس في منشوره: "حتى النفق الأخير. لقد أعطيت تعليمات للجيش الإسرائيلي بتدمير ومحو جميع أنفاق الإرهاب في قطاع غزة. إن غياب الأنفاق يعني زوال حماس".
وكان كاتس قد صرّح الشهر الماضي بأن عملية "تجريد غزة من السلاح" لا تقتصر على نزعه، بل تشمل أيضاً القضاء الكامل على شبكة الأنفاق.
"منطقة عسكرية مغلقة"
يأتي ذلك بعد أن أعلن كاتس أيضاً، الخميس، أنه وجه الجيش الإسرائيلي بتحويل المنطقة الحدودية بين إسرائيل ومصر إلى منطقة عسكرية مغلقة، في مسعى لمنع تهريب الأسلحة الى قطاع غزة بواسطة الطائرات المسيّرة، على حد قوله.
وجاء في بيان صادر عن كاتس نُشر على حسابه على تطبيق تلغرام: "وجّهت الجيش الإسرائيلي لتحويل المنطقة المتاخمة للحدود بين إسرائيل ومصر إلى منطقة عسكرية مغلقة، وتعديل قواعد الاشتباك تبعاً لذلك من أجل التصدي لتهديد الطائرات المسيّرة الذي يعرّض أمن الدولة للخطر".
وأضاف: "تهريب الأسلحة عبر الطائرات المسيّرة هو جزء من الحرب في غزة، ويهدف إلى تسليح أعدائنا، ويجب اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لإيقافه".
وتأتي تصريحات كاتس في أعقاب إعلان المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن واشنطن تضغط على إسرائيل للسماح لعناصر حماس العالقين في جنوب القطاع بالمغادرة بعد تسليم أسلحتهم، في إطار خطة أمريكية لتثبيت الهدنة وتحويلها إلى اتفاق دائم.
وقال مصدران مطلعان على محادثات بهذا الشأن إن مسلحي حماس المتحصنين في منطقة رفح، التي تسيطر عليها إسرائيل في غزة، سيسلمون أسلحتهم مقابل السماح لهم بالمرور إلى مناطق أخرى من القطاع.
وأوضح المصدران لوكالة رويترز أن ذلك يأتي بموجب اقتراح، لحل مشكلة يُنظر إليها على أنها خطر على وقف إطلاق النار المستمر منذ شهر.
وقال أحد المصدرين، وهو مسؤول أمني مصري، إن الوسطاء المصريين اقترحوا أن يسلم المقاتلون الذين لا يزالون في رفح أسلحتهم إلى مصر، وإعطاء تفاصيل عن الأنفاق هناك حتى يتسنى تدميرها مقابل الحصول على ممر آمن.
وقال المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، إن الصفقة المقترحة لنحو 200 مسلح ستكون بمثابة اختبار لعملية أوسع نطاقاً لنزع سلاح حماس في كافة أنحاء غزة.
ومنذ دخول وقف إطلاق النار، الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، حيز التنفيذ في غزة في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شهدت منطقة رفح هجومين على الأقل على القوات الإسرائيلية ألقت إسرائيل باللوم فيهما على حماس، ونفت الحركة مسؤوليتها عن الهجومين.
وفي سياق ذلك، أفاد مراسل بي بي سي في القدس بأن إسرائيل تعمل على إنشاء مركز ميداني مشترك على الحدود المصرية الإسرائيلية، من خلال التعاون بين الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) والشرطة، من أجل التعامل مع قضية تهريب السلاح عبر الحدود، باستخدام طائرات بدون طيار .
وأضاف مراسلنا أنه سيتم العمل على إنشاء وحدة عملياتية مشتركة على الأرض تتولى مواجهة هذه العمليات، وذلك بالتزامن مع إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اعتبار منطقة الحدود مع مصر منطقة عسكرية مغلقة.
"37 ألف طن من المساعدات دخلت القطاع منذ وقف إطلاق النار"
وقال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة الجمعة، إنّه تمّ إدخال أكثر من 37 ألف طن من المساعدات إلى قطاع غزة، منذ دخول وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول، مشيراً في الوقت ذاته إلى بطء إزالة العقبات رغم التقدّم الذي تمّ إحرازه في هذا المجال.
ولفت فرحان حق إلى أنّ مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) "يشير إلى أنّه رغم التقدّم الكبير في إيصال المساعدات الإنسانية، إلا أنّ الاحتياجات العاجلة للسكان لا تزال هائلة، في ظل عدم إزالة العقبات بالسرعة الكافية منذ وقف إطلاق النار".
وأضاف: "منذ وقف إطلاق النار حتى الإثنين، جمعت الأمم المتحدة وشركاؤها أكثر من 37 ألف طن من المساعدات عند معابر غزة، ومعظمها مواد غذائية".
وذكر أنّ "دخول (المساعدات) لا يزال محصورا في نقطتي عبور فقط، من دون أي صلة مباشرة بين إسرائيل وشمال غزة، أو بين مصر وجنوب غزة"، مشيراً الى "عدم إمكان إدخال بعض سلع الأمم المتحدة"، كما "لا يزال بعض موظفي المنظمات غير الحكومية غير قادرين على الدخول".
لكن هذه الأطنان الـ 37 ألفاً لا تمثل سوى جزءا بسيطا من أصل 190 ألف طن من المساعدات الإنسانية (غذاء ودواء...) خزّنتها الأمم المتحدة خارج غزة لتنفيذ خطة مدتها 60 يوماً منذ بداية وقف إطلاق النار، تهدف إلى مساعدة سكان القطاع المتضرّرين جراء عامين من الحرب.
"نشر قوات الاستقرار الدولية"
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، إنه يتوقع أن تكون القوة الدولية لحفظ الاستقرار في قطاع غزة على الأرض "قريباً جداً" في القطاع.
وتعد القوة متعددة الجنسيات، التي من المرجح أن تشمل قوات من مصر وقطر وتركيا والإمارات، جزءاً من خطة ترامب لوقف الحرب في غزة.
وأكد ترامب خلال عشاء في البيت الأبيض مع قادة دول من آسيا الوسطى: "سيحدث ذلك قريباً جداً. والأمور في غزة تسير على ما يرام"، وذلك في رد على سؤال لأحد الصحافيين بشأن القوة الدولية.
وأضاف: "لم تسمعوا كثيراً عن حدوث مشاكل، سأقول لكم، لدينا دول تطوعت إذا كانت هناك مشكلة مع حماس".
ومن المفترض أن تقوم القوة الدولية بتدريب عناصر شرطة فلسطينيين بعد التحقق منهم في قطاع غزة، بدعم من مصر والأردن.
وستتولى القوة مهمة تأمين المناطق الحدودية ومنع تهريب الأسلحة إلى حركة حماس.
والأربعاء، وزعت الولايات المتحدة مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يهدف إلى دعم خطة ترامب، بما في ذلك إعطاء الضوء الأخضر لنشر القوة الدولية.
وقال متحدث باسم البعثة الأمريكية في بيان إن سفير واشنطن لدى الأمم المتحدة، مايك والتز، تقاسم مسودة القرار مع الدول العشرة المنتخبة في مجلس الأمن إضافة إلى عدد من الشركاء الإقليميين، بينهم مصر وقطر والإمارات والسعودية وتركيا.
وبحسب مصادر دبلوماسية، أبدت دول عدة استعدادها للمشاركة في القوة، لكنها تصر على الحصول على تفويض من مجلس الأمن قبل نشر قواتها على الأراضي الفلسطينية.
ويحتاج صدور قرار من المجلس إلى تسعة أصوات مؤيدة على الأقل، وعدم استخدام روسيا أو الصين أو فرنسا أو بريطانيا أو الولايات المتحدة لحق النقض (الفيتو).
"الجثة تعود لطالب تنزاني"
جنود إسرائيليون يحملون نعش العقيد عساف حمامي، الضابط الأعلى رتبة الذي قتلته حماس، خلال جنازته في مقبرة كريات شاؤول العسكرية في تل أبيب.صدر الصورة
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، أن رفات الرهينة التي تسلمتها السلطات مساء الأربعاء تعود إلى طالب تنزاني قتل خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ونقلت جثته إلى قطاع غزة.
وجاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو "بعد استكمال إجراءات التعرّف في المعهد الوطني للطب الشرعي (...) أبلغ ممثلو الجيش الإسرائيلي ووزارة الخارجية عائلة المختطف القتيل، جوشوا لويتو موليل (...) بأن جثمان ابنهم أُعيد إلى إسرائيل واستكملت عملية التعرّف عليه".
وكانت حركة حماس تحتجز 48 رهينة في غزة، من بينهم 20 على قيد الحياة تمّ الإفراج عنهم بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار، دخل حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول، بعد سنتين من الحرب على غزة.
وتأخر تسليم الجثث بسبب صعوبات في العثور عليها، بحسب ما تقول حماس التي ذكرت أن معالم القطاع تغيّرت بسبب القصف الإسرائيلي، وأنها لا تملك المعدات اللازمة للبحث عن الجثث
وسمحت إسرائيل لفريق مصري مجهّز بآليات وخبراء للمساعدة في عمليات البحث.
وسلّمت حماس 22 جثة حتى الآن، تعود جثث 19 منها لإسرائيليين، بالإضافة إلى ثلاث لأجانب من تايلاند ونيبال وتنزانيا، فيما تبقى ست جثث محتجزة.
وفي بيان منفصل، أكد الجيش الإسرائيلي التعرّف على هويّة موليل.
وقال منتدى عائلات الرهائن في بيان "رغم الحزن... فإن استعادة جثمان جوشوا تحمل بعض العزاء للعائلة، التي عاشت لأكثر من عامين في حالة من القلق وانعدام اليقين".
"أساليب خداعية"
كانت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قد تحدثت، الأربعاء، عن استخدام "أساليب خداعية" خلال عمليات البحث عن رفات رهينة إسرائيلي، لتفادي استهداف محتمل للمواقع التي تُنتشل منها الجثث، وفق ما نشرت الحركة عبر قناتها على تليغرام.
واتهم الجيش الإسرائيلي حماس الأسبوع الماضي بـ"التضليل" في عملية البحث عن رفات رهينة كان محتجزاً في غزة، وهو من بين 28 جثماناً كان من المقرر أن تسلمها الحركة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال الجيش إنه وثّق عدداً من عناصر حماس "وهم يُخرجون بقايا جثة من داخل مبنى أُعدّ مسبقاً ويقومون بدفنها في مكان قريب"، مرفقاً ذلك بمقطع فيديو من طائرة مسيّرة قال إنه يوثق العملية.
ولم يحدد الجيش تاريخه أو موقع تصويره، لكنه اعتبر أنه يدل على أن حماس "تحاول خلق مظاهر كاذبة ومضللة عن محاولات وجهود للعثور على الجثث".
وأوضحت الكتائب في بيانها، الأربعاء، أن "التصوير الذي بثه العدو خلال عملية استخراج إحدى الجثث كان عبارة عن عملية تضليل، قام بها أمن المقاومة وانطلت على العدو فحاول استغلالها لتشويه المقاومة".
وأضافت أنه "في إطار الخداع الأمني.. اعتمدت المقاومة عدداً من الأساليب الخداعية خلال عمليات استخراج الجثث، لتضليل العدو وحرمانه من المعلومات الحقيقية"، مشيرة إلى أن "العدو الصهيوني قام بمراقبة استخراج جثث قتلاه عبر الطيران المسيّر، وأضاف العدو مواقع احتجاز الجثث لبنك أهدافه ثم قام الطيران باستهداف هذه الأماكن خلال موجات القصف الإجرامية على غزة بعد وقف إطلاق النار".
ونشرت كتائب القسام مقطع فيديو، الأربعاء، أيضاً يظهر فيه شخصان ملثمان من عناصرها داخل مبنى مدمر وهم يغطون وسادة طويلة بملاءة قبل أن يضعوها في كيس أبيض مخصص للجثث.
وأعلن مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس في قطاع غزة، وصول 15 جثمان لفلسطينيين قتلوا في القطاع، كانت إسرائيل تحتجز جثثهم، وسلمتها عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تنفيذاً لبنود المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
وبذلك يرتفع عدد الجثامين الذين سلمهم الجيش الإسرائيلي ضمن اتفاق وقف إطلاق النار إلى 285.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
خليل الحية يصف طوفان الأقصى برد على طمس القضية الفلسطينية ويدعو لتكثيف الجهود نحو تحرير فلسطين
الولايات المتحدة تقترح على مسلحي حماس عفو مشروط وتسليم السلاح لطرف ثالث