بيروت - المغرب اليوم
ندد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، الخميس، بالهجمات الإسرائيلية المتواصلة على جنوب لبنان، واصفاً إياها بانتهاك صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في نوفمبر الماضي، ولقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، مشدداً على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لإيقاف التصعيد الإسرائيلي المستمر. وأكد سلام، في بيان نُشر على منصة "إكس"، أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة تمثل خرقاً واضحاً لإعلان وقف العمليات العدائية، وانتهاكاً لمبادئ القانون الدولي، مطالباً بضرورة إلزام إسرائيل باحترام سيادة لبنان وسلامة أراضيه وسكانه.
من جانبه، أدان الرئيس اللبناني جوزاف عون التصعيد الإسرائيلي المستمر، مؤكداً أن الاعتداءات اليومية تستهدف مدنًا وقرى في الجنوب اللبناني، وتسفر عن سقوط شهداء وجرحى بين المدنيين، إضافة إلى تدمير منازل ومنشآت حيوية. وشدد الرئيس اللبناني على أن استمرار إسرائيل في خرق السيادة اللبنانية يعكس تحدياً صريحاً لإرادة المجتمع الدولي، الذي دعا مراراً إلى وقف الأعمال العدائية ضد لبنان.
ورغم اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في نوفمبر 2024، تواصل إسرائيل تنفيذ غارات جوية وتوغلات عسكرية شبه يومية في عدة مناطق جنوبية، فيما لا تزال تحتل خمس تلال في الجنوب اللبناني، ما يُعد مخالفة مباشرة للاتفاق. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بسقوط ثلاثة قتلى لبنانيين في غارات متفرقة، كما توغلت قوة إسرائيلية في سفح جبل الباط، حيث أقدمت على نسف منزل قرب موقع جل الدير، بالتوازي مع عمليات تمشيط عسكرية انطلقت من موقع رويسات العلم باتجاه بلدة كفرشوبا، وسط تحليق كثيف لطائرات استطلاع مسيّرة فوق الضاحية الجنوبية وعدد من القرى.
وفي تطور خطير، أعلنت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) أن طائرات إسرائيلية مسيّرة ألقت أربع قنابل يدوية قرب دورية تابعة لها صباح الثلاثاء، أثناء قيامها بإزالة حواجز تعيق الوصول إلى أحد مواقع الأمم المتحدة قرب "الخط الأزرق"، ما اعتبرته البعثة من أخطر الهجمات التي استهدفتها منذ اتفاق وقف الأعمال العدائية. وقد أجرى الرئيس اللبناني اتصالاً هاتفياً بقائد قوة اليونيفيل، معرباً عن إدانته الشديدة لهذا الاعتداء، ومؤكداً التزام لبنان بحماية القوات الدولية ودعمها في أداء مهمتها وفق التفويض الأممي.
وشهد يوم الأربعاء تصعيداً ميدانياً لافتاً، حيث نفذت إسرائيل سلسلة غارات استهدفت محيط بلدتي عدلون وأنصارية، كما قصفت سيارة في بلدة ياطر، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. وفي بلدة حولا، ألقت طائرة مسيّرة قنبلة صوتية باتجاه صهريج مياه، فيما وقع انفجار في بلدة بنت جبيل بالتزامن مع توغل قوة إسرائيلية نحو جبل الباط، حيث فجّرت أحد المنازل القريبة من خط التماس.
وفي موقف دولي داعم للبنان، ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في نهاية أغسطس الماضي بانتهاك إسرائيل للسيادة اللبنانية، وأعلن استعداد بلاده للمساعدة في تنسيق انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب، مشدداً على أن الانسحاب الكامل وإنهاء الانتهاكات الإسرائيلية يعدان شرطين أساسيين لنجاح خطة الدولة اللبنانية المتعلقة بحصر السلاح بيد الدولة. وأكد ماكرون أن فرنسا على استعداد لتقديم الدعم اللوجستي والسياسي اللازم لتسليم المواقع التي لا تزال تحتلها إسرائيل، ضمن مسار أممي يحفظ سيادة لبنان ويعيد الاستقرار إلى الجنوب.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
الحكومة اللبنانية في مفترق طرق بين الحفاظ على السيادة والخضوع لضغوط السلاح