غزة - المغرب اليوم
في تطور جديد على الساحة الإنسانية المرتبطة بالصراع في غزة، أعلن "أسطول الحرية لغزة" صباح الأربعاء أن سفنه تعرضت لهجوم من قبل قوات إسرائيلية في المياه الدولية، أثناء توجهها نحو قطاع غزة في محاولة لإيصال مساعدات إنسانية عاجلة، وجرى على إثر ذلك احتجاز عدد من النشطاء المشاركين في الحملة.
وقال القائمون على "أسطول الحرية" في بيان إن الهجوم وقع بعد التشويش على إشارات السفن، وإن ثماني قطع حربية إسرائيلية شاركت في العملية التي تمت خارج المياه الإقليمية الإسرائيلية، مؤكدين أن الأسطول كان في طريقه لنقل مساعدات إنسانية بقيمة 100 ألف دولار، تشمل أدوية وتجهيزات طبية موجّهة إلى المستشفيات في غزة، التي تعاني من انهيار شبه كامل في القطاع الصحي.
وأضاف البيان: "إسرائيل لا تملك أي حق قانوني لمهاجمتنا في المياه الدولية، وإن هذا التصرف يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني، ويؤكد مجددًا سياسة الحصار الخانق المفروضة على غزة".
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية اعتراض الأسطول، وقالت في بيان رسمي إنه تم نقل السفن إلى أحد الموانئ الإسرائيلية، وإن النشطاء الذين كانوا على متنها "سيُرحّلون فورًا". ولم توضح الوزارة ما إذا تم فتح أي تحقيق مع المشاركين، أو إذا وُجهت إليهم تهم جنائية.
وكانت إسرائيل قد اعترضت في الأسبوع الماضي أيضًا ما يُعرف بـ"أسطول الصمود"، وهو مجموعة من السفن المدنية التي حاولت بدورها الوصول إلى غزة، في مبادرة مماثلة تهدف إلى تسليط الضوء على معاناة سكان القطاع والمجاعة المتفاقمة فيه. وأفاد نشطاء "أسطول الصمود" آنذاك أنهم تعرضوا لمعاملة وصفت بـ"غير الإنسانية" خلال فترة احتجازهم لدى الجيش الإسرائيلي.
وفي هذا السياق، صرحت الناشطة البيئية السويدية جريتا ثونبرج، خلال مؤتمر صحفي في العاصمة ستوكهولم، بأنها كانت من بين النشطاء الذين تم احتجازهم في العملية السابقة، مؤكدة تعرضها لـ"التعذيب" أثناء احتجازها. وأوضحت أن المحتجزين حُرموا من مياه نظيفة ومن الأدوية الضرورية، وأن الظروف التي وُضعوا فيها كانت مهينة وغير آدمية.
وقالت ثونبرج: "تعرضنا للخطف والتعذيب خلال احتجازنا. لا أريد أن أشارك تفاصيل ما مررتُ به شخصيًا، لأنني لا أريد أن تُختزل القضية في (جريتا تعرّضت للتعذيب)، فالمسألة أكبر من ذلك بكثير. ما نعيشه لا يقارن بما يواجهه سكان غزة كل يوم تحت الحصار والقصف والمجاعة".
ويُذكر أن إسرائيل تفرض حصارًا بحريًا مشددًا على قطاع غزة منذ عام 2007، ومنعت مرارًا محاولات نشطاء دوليين كسر هذا الحصار عبر قوافل بحرية كانت تهدف إلى إيصال مساعدات إنسانية للمدنيين في القطاع. ومع تصاعد الحرب في غزة خلال العامين الماضيين، تكثفت هذه المحاولات بشكل غير مسبوق، وسط تحذيرات منظمات دولية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من مليوني إنسان يعيشون في ظروف مأساوية.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
إسرائيل تفرج عن مواطنين كويتيين مشاركين في "أسطول الصمود العالمي"