غزة - المغرب اليوم
قال الجيش الإسرائيلي إنه "بناء على توجيهات المستوى السياسي وبعد شن سلسلة غارات ملموسة بدأ جيش الدفاع إعادة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بعد أن تم خرقه من قبل حماس". وأكد الجيش الإسرائيلي أنه سيواصل "تطبيق اتفاق وقف النار وسيرد بقوة شديدة على كل خرق له".
يأتي هذا فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه شنّ خلال الساعات الماضية غارات جوية ومدفعية على عشرات الأهداف "التابعة لحركة حماس" في أنحاء قطاع غزة، "رداً على خرق الحركة لاتفاق وقف إطلاق النار"، وذلك بعد مقتل جنديين إسرائيليين في وقت سابق اليوم الأحد، في هجوم في رفح.
من جهتها نفت حماس أي علاقة لها بـ "الاشتباكات" شرق رفح، مؤكدة أن المنطقة "تحت سيطرة الاحتلال"، وأنها "فقدت الاتصال" بمجموعاتها هناك منذ أشهر، مجددة "تمسكها" باتفاق وقف إطلاق النار.
ووفق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي فقد استهدفت الغارات الإسرائيلية "مواقع لتخزين وسائل قتالية وبنى تحتية عسكرية استخدمها إرهابيون لأنشطة معادية"، إلى جانب "مرابض إطلاق نار وخلايا مخربين ومرافق عملياتية أخرى".
وأضاف أدرعي أن سلاح الجو الإسرائيلي نفّذ غارة مكثفة باستخدام أكثر من 120 قنبلة على "نفق تحت أرضي بطول ستة كيلومترات كانت تستخدمه حماس لتنفيذ مخططات إرهابية ضد دولة إسرائيل".
ووفق شهود عيان، فقد شنّت الطائرات الإسرائيلية أكثر من 20 غارة جوية متتالية استهدفت قرى وبلدات شرقي خان يونس، ترافقت مع انفجارات ضخمة وتصاعد كثيف للدخان الأبيض والأسود من مواقع القصف.
أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل اثنين من جنوده إثر استهداف آليتهما الهندسية بقذيفة مضادة للدروع من نوع RPG، أطلقتها خلية تابعة لحماس، في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وفقاً لما نقلته هيئة البث الإسرائيلية.
ووفقاً لـ "كان" فإن الهجوم وقع خلال أعمال حفر نفذتها وحدة الهندسة القتالية التابعة للجيش، بهدف رصد وتحديد مسارات الأنفاق في المنطقة، فيما كانت كميات من الإسمنت تُضخ داخل الأنفاق لغرض إغلاقها نهائياً.
وبحسب تحقيق أولي، خرجت خلية مسلحة من فتحة نفق وأطلقت قذيفة RPG باتجاه جرافة هندسية، ما أسفر عن مقتل الجنديين اللذين كانا بداخلها. وفي الوقت ذاته، أطلقت خلية أخرى نيران قنّاصة على آلية هندسية أخرى كانت تعمل بالقرب، مما أدى إلى إصابة جندي بجراح خطيرة.
كما استهدفت خلية ثالثة من حماس بقناصتها قوة من لواء النخبة "ناحال"، كانت تؤمّن موقع العمل، مما أسفر عن إصابة جنديين إضافيين بجراح متوسطة، وفقاً لهيئة البث الإسرائيلية.
من جهتها أصدرت كتائب القسام بياناً أكدت فيه التزامها "الكامل بتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه وفي مقدمته وقف إطلاق النار في جميع مناطق قطاع غزة".
ونفت كتائب القسام أي علم لها بأية أحداث او اشتباكات في منطقة رفح. مضيفة أن تلك مناطق حمراء تقع تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، وأن كتائب القسام لا تعرف إن كانت المجموعات القتالية المتبقية هناك على قيد الحياة أم لا، وأن خطوط الاتصال معها مقطوعة منذ عودة الحرب في مارس/آذار من العام الجاري، وفقاً لبيان كتائب القسام.
وقال مسؤول أمني إسرائيلي قبل ساعات إن إسرائيل علقت دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزّة.
وأضاف المسؤول: "بناءً على توجيهات القيادة السياسية، تم إيقاف نقل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة حتى إشعار آخر، وذلك في أعقاب انتهاك حماس الصارخ لاتفاق وقف إطلاق النار".
لكن إعلان الجيش الإسرائيلي العودة لتطبيق وقف إطلاق النار قد يعني "ضمناً" شموله إنهاء القتال ودخول المزيد من المساعدات إلى غزة.
وأكد مستشفى العودة في مخيم النصيرات مقتل 18 شخصاً، وإصابة أكثر من 50 آخرين في غارات إسرائيلية على مخيمي النصيرات والبريج وسط قطاع غزة خلال هذا اليوم.
وارتفع عدد القتلى في أنحاء غزة اليوم إلى 44 شخصاً، وفقاً لما علمته بي بي سي نيوز من صادر في مستشفيات القطاع، فيما أُبلغ عن أكثر من نصف الوفيات في مستشفى العودة شمال غزة.
وكانت وكالة الصحافة الفلسطينية قد أفادت أن الجيش الإسرائيلي استهدف مناطق النصيرات وشمالي مدينة خان يونس جنوبي القطاع، وغربي مدينة دير البلح وسط القطاع، وبلدة جباليا شمالي غزة، ومدينة رفح جنوبي القطاع، فضلاً عن إطلاق آليات الجيش الإسرائيلي النار على بلدة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس.
وقالت حركة حماس إن وفداً من قيادة الحركة برئاسة خليل الحية وصل اليوم إلى العاصمة المصرية القاهرة، وذلك لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع الوسطاء والفصائل والقوى الفلسطينية.
ولم يوضح البيان مزيداً من التفاصيل حول البنود التي ستناقش خلال الزيارة أو المدة الزمنية التي سيقضيها الوفد في القاهرة.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إنه جرى "تصفية" قائد سرية النخبة في لواء شمال غزة يحيى المبحوح في قصف اسرائيلي لمقهى وسط غزة.
تأتي هذه التطورات بعد توجيه الجيش الإسرائيلي، الأحد، "تحذيراً عاجلاً" لسكان غزة الموجودين شرق الخط الأصفر، بضرورة الإخلاء الفوري نحو الغرب، مشيراً إلى أن المناطق "المعلّمة باللون الأحمر" تُصنّف مناطق "قتال خطيرة جداً".
وجاء التحذير على إثر ما قال الجيش الإسرائيلي إنها "انتهاكات متكرّرة شهدها اتفاق وقف إطلاق النار، والهجوم الإجرامي الذي نفذته عناصر حماس الإرهابية صباح اليوم".
وفي المقابل، اتهمت حركة حماس إسرائيل بارتكاب خروقات جسيمة للاتفاق المبرم في شرم الشيخ، مؤكدة أنها التزمت ببنوده "بدقة ومسؤولية"، وأن إسرائيل تعمّدت "انتهاكه منذ اليوم الأول".
وقالت الحركة إن "قوات الاحتلال الإسرائيلي" استهدفت "عمداً" مدنيين وأسفر ذلك عن 46 قتيلاً و132 مصاباً، فضلاً عن تجاوز الخط الأصفر المتفق عليه للانسحاب، ومنع دخول مواد غذائية ووقود وإمدادات إنسانية.
كما أعلنت حماس تسلّم 150 جثماناً لفلسطينيين قالت إن بعضهم ظهرت عليهم آثار التعرض لـ "التعذيب أو السحق تحت الجنازير"، وطالبت بإدخال معدات لفحص الحمض النووي لمعرفة هويات الجثامين وأخرى لإزالة الركام.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق، إن إسرائيل هي من تواصل "خرق الاتفاق واختلاق الذرائع الواهية لتبرير جرائمها"، على حد تعبيره.
وأضاف الرشق في تصريح صحفي مقتضب: "محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التنصل والتنكر من التزاماته تأتي تحت ضغط ائتلافه الإرهابي المتطرف، في محاولة للهروب من مسؤولياته أمام الوسطاء والضامنين"، بحسب نص التصريح.
ووسط تبادل الطرفان اتهامات بخرق الهدنة، دعت حماس الولايات المتحدة إلى "التوقف عن تبني رواية الاحتلال"، بعد أن قالت واشنطن إنها "تتابع عن كثب التطورات على الأرض" وأنه "في حال مضت حماس قدماً في هذا الهجوم، فسيُتخذ إجراءات لحماية سكان غزة والحفاظ على سلامة وقف إطلاق النار".
وترفض إسرائيل إعادة فتح معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر، مؤكدةً أنه "سيبقى مغلقاً حتى إشعار آخر، وأن إعادة فتحه ستعتمد على تسليم حركة حماس جثث بقية الرهائن المتوفين"، بقرار أصدره السبت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
هذا القرار جاء بعد إعلان السفارة الفلسطينية في القاهرة إعادة فتح المعبر اعتباراً من يوم الاثنين "لتمكين المواطنين الفلسطينيين المقيمين في جمهورية مصر العربية والراغبين بالعودة إلى قطاع غزة من السفر".
من جانبها، اعتبرت حماس قرار نتنياهو "خرقاً فاضحاً لبنود اتفاق وقف إطلاق النار وتنكراً للالتزامات التي تعهد بها أمام الوسطاء والجهات الضامنة... وقد يؤدي إلى تأخير عمليات انتشال وتسليم الجثث".
وقالت كتائب القسام إنها عثرت اليوم على جثة أحد الرهائن الذين لقوا حتفهم خلال فترة احتجازها لهم في قطاع غزة، وذلك "خلال عمليات البحث المتواصلة".
وأضافت الكتائب أنها ستسلم هذه الجثة اليوم "في حال كانت الظروف الميدانية مهيأة لذلك".
وأعلنت إسرائيل مساء السبت أنها تسلمت جثتي اثنين من الرهائن من الصليب الأحمر في غزة، مما يعني تسلمها 13 جثة من أصل 28 بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
ويقضي الاتفاق بأن تعيد إسرائيل 360 جثة لفلسطينيين مقابل رفات الرهائن الإسرائيليين. وسلمت إسرائيل حتى الآن 15 جثة فلسطينية مقابل كل جثة رهينة تسلمتها.
وقال سامح حمد، مختص الأدلة الجنائية وعضو لجنة الجثامين في وزارة الصحة بغزة، إن الوزارة تمكنت من التعرف على هوية 25 جثة من أصل الجثامين التي تم تسلمها مؤخراً من الصليب الأحمر، مؤكداً أنها تحمل آثاراً واضحة على التعذيب والإعدام الميداني.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أنها تسلمت اليوم الدفعة الخامسة من جثامين قتلى من أبناء القطاع، كانت جثثهم محتجزة لدى السلطات الإسرائيلية.
وبحسب الوزارة تتألف هذه الدفعة، التي تم تسلمها بواسطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من 15 جثماناً، ليرتفع بذلك إجمالي عدد الجثامين التي تم تسلمها من الجانب الإسرائيلي، منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار الحالي في قطاع غزة إلى 150 جثة.
وتحدثت الوزارة في بيان لها أنه ظهرت على "بعض الجثامين.. علامات التنكيل والضرب وتكبيل الأيدي وتعصيب الأعين"، وأنه تم التعرف حتى اللحظة على هوية 25 منهاً من قبل ذويهم.
وأوضحت أن طواقمها الطبية تواصل التعامل مع الجثامين "وفق الإجراءات الطبية والبروتوكولات المعتمدة، تمهيداً لاستكمال عمليات الفحص والتوثيق والتسليم للأسر".
وتنفي السلطات الإسرائيلية على الدوام الإقدام على أي عمليات تعذيب أو تنكيل بالمحتجزين الفلسطينيين لديها.
وكانت الوزارة قد كشفت السبت 18 أكتوبر/تشرين الأول 2025، أن 27 قتيلاً و143 مُصاباً سُجلوا منذ إعلان وقف إطلاق النار، إلى جانب انتشال 404 جثامين من مناطق الاستهداف التي تعرض لها القطاع خلال الحرب.
وأكد التقرير اليومي للوزارة أن عدداً من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض وفي الطرقات، وسط عجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم، بسبب الدمار الكبير والحصار المفروض.
ووفق التقرير، ارتفعت حصيلة القتلى منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 68,116 قتيلاً و170,200 إصابة، بعد إضافة 120 قتيلاً جديداً تم التحقق من بياناتهم من قبل اللجنة القضائية المختصة بملف التبليغات والمفقودين، خلال الفترة من 10 إلى 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
كما أوضحت الوزارة أنها استلمت مؤخراً 15 جثة مجهولة الهوية من الجانب الإسرائيلي، ليصل إجمالي عدد الجثامين التي تسلّمتها وزارة الصحة إلى 135 جثة، تم تسليمها على أربع دفعات.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الجيش الإسرائيلي يبدأ ترسيم "الخط الأصفر" داخل قطاع غزة