الرئيسية » أخبار التكنولوجيا
الذكاء الاصطناعي

واشنطن ـ المغرب اليوم

في حمى السباق لتحقيق الكفاءة المفرطة، هل سيفقد رواد الأعمال قوة الاندفاعية لتنفيذ مقاصدهم؟ هذا أحد الأسئلة التي قدمها أحد الطلاب... سؤال يتحدى مستقبل العمل الهادف في عالم مدفوع بالذكاء الاصطناعي.
ميدان الأعمال: السرعة أم النجاح؟

كتبت الدكتورة مونيكا أماديو (*) المتخصصة في التعليم والأعمال، أنه في مجال الأعمال تكون السرعة هي كل شيء... ثم تتساءل: أم أنها ليست كذلك؟

وتضيف: سألني أحد طلابي سؤالاً مثيراً للتفكير. وقد أعاد سؤاله هذا وبسرعة، تشكيل كيفية تفكيري في الإنتاجية في عصر الذكاء الاصطناعي وما يعنيه ذلك للنجاح الريادي.

كان السؤال هو: «في المستقبل، هل سأُعاقب على القيام بعملي يدوياً إذا استغرقت وقتاً أطول من وقت استخدام الذكاء الاصطناعي؟» هذا سؤال يجب على القادة والمديرين والمؤسسين التعامل معه لأنفسهم وموظفيهم: «عندما تصبح السرعة هي الجانب المطلوب دوماً في العمل، هل علينا التضحية بالتقدم الهادف؟

الذكاء الاصطناعي معيار لرجال الأعمال

أظهرت دراسة استقصائية حديثة أن معظم الشركات الصغيرة، 98 في المائة من الشركات التي شملها الاستطلاع، تستخدم أدوات مدعمة بالذكاء الاصطناعي. وهذا رقم ضخم، ولسبب وجيه، فالذكاء الاصطناعي التوليدي قوي، وفائدته تتوسع يومياً.

ويستخدم 40 في المائة من الشركات أدوات توليدية مدعمة بالذكاء الاصطناعي مثل «جي بي تي» و«بارد» و«كوبايلوت» و«جيمناي»، وقد أدت هذه الأدوات الشائعة إلى تحويل سير العمل للقادة والموظفين على حد سواء. إذ إنها تسمح للقادة صياغة مقترحات الأعمال، وتحسين العروض، وتحليل أبحاث السوق، أو الشحذ الذهني بحملات جديدة في ثوانٍ، وليس حتى دقائق.
السرعة مقابل الجودة

ولكن إليكم هذا التحدي: إذا استغرق رائد الأعمال وقتاً إضافياً لضبط الاستراتيجية - إضافة نقاط اتصال مخصصة أو ضمان توافق كل التفاصيل مع قيم العلامة التجارية - فهل يبدو ذلك الآن «غير فعال» مقارنة بخطة تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي؟

لا تقتصر هذه الظاهرة على التكنولوجيا حيث تعمل الأدوات التي تعمل بالسرعة، على إعادة تعريف ما يعنيه العمل بشكل فعال عبر مختلف الصناعات، وفي كل قطاع تقريباً يمكنني التفكير فيه. يجب على قادة الأعمال أن يسألوا أنفسهم عما إذا كانوا يعملون على التحسين من أجل السرعة أو الجودة الاستراتيجية. هل يمكنهم القيام بالأمرين؟

كانت الكفاءة تعني في الماضي تحديد الأولويات بشكل مدروس - تعظيم الوقت دون التسرع في الإبداع. ولكن الآن عندما تزداد الوتيرة، نخاطر بأن يُنظر إلينا على أننا بطيئون من قبل الأشخاص الذين لا يقدرون الفروق الدقيقة (المؤدية للنجاح).
قيمة اللمسة الإنسانية

وبصفتي مدرسة، فكرت في هذا بنفسي. لقد لاحظت أن أنظمة المدارس من رياض الأطفال إلى الصف الثاني عشر تشجع استخدام أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لإنشاء خطة الدرس، بما في ذلك استراتيجيات التمايز (في تقديم وعرض المواد).

وبينما كانت النتائج جيدة بشكل ملحوظ، يزعم بعض المعلمين أن هناك قيمة أكبر في اللمسة الإنسانية في الدرس للتواصل شخصياً مع الطلاب في الغرفة. ومع ذلك، هل سيتم اعتبار المعلمين الذين يأخذون وقتاً إضافياً في التخطيط للدروس متأخرين في الوقت بالنهاية؟

وفيما يبحث بعض الرؤساء التنفيذيين عن طرق لجعل الذكاء الاصطناعي يعمل لصالحهم، يمكن لرجال الأعمال أن يتعاطفوا مع الحاجة إلى صياغة عرض شخصي للمستثمرين أو مواد خاصة بأعمالهم أو عملائهم، أي الالتفات إلى العنصر البشري. قد يستغرق الأمر وقتاً أطول، لكن هذه النية يمكن أن تبني علاقة وتدفع النتائج طويلة الأجل. هل ستعاقب الشركات في المستقبل القادة الذين يأخذون وقتهم الأطول لإنجاز الأمر بشكل صحيح وإضافة لمسة شخصية؟

العنصر البشري الذي لا يمكن الاستغناء عنه

وفي حين يقوم الذكاء الاصطناعي بنسخ أو تشغيل تحليلات البيانات، فإنه لا يستطيع تكرار الحدس أو التعاطف أو اتخاذ القرار الذي يقدمه رواد الأعمال إلى شركاتهم... حتى الآن.

لكننا بالتأكيد نقترب من ذلك، مع تطور التكنولوجيا يومياً، إذ يوفر الذكاء الاصطناعي التوليدي كفاءة على مستوى أعلى، وفي بعض الحالات، إنشاء أفكار فعالة للغاية أيضاً.

في الآونة الأخيرة، حذرت شركات الذكاء الاصطناعي الكبيرة من مخاطر الذكاء الاصطناعي والخوف من التهديدات الوجودية. ومع ذلك، فإنها تتوسع فيما يطالب المستهلكون بالوصول إلى التطورات الجديدة.

ألا نحب جميعاً الإعلان الجيد الذي يتواصل معنا حقاً ويختصر المفاهيم المعقدة في أبسط المصطلحات؟ إن تجربة العملاء المتميزة - ليست مجرد محادثة في الوقت المناسب - إنها اتصال أصيل، على الرغم من صعوبة تمييز ذلك مع تحسن أدوات الدردشة.

لقد رأيت حديثاً بعض برامج الدردشة الآلية التي يمكنها تقليد أي نغمة تقريباً. إنه أمر لا يصدق. وينطبق الشيء نفسه على الفصول الدراسية. إلا أن الاتصال الشخصي يظل هو مفتاح الحل.

التحول من «السريع» إلى «الفعال»

المفتاح ليس مقاومة الذكاء الاصطناعي، وهذا هو السبب في أن عدداً من الشركات الصغيرة تستخدمه، ولكن المفتاح هو إعادة تعريف مقاييس النجاح. أحدثت الابتكارات السابقة ثورة في صناعات مثل الموضة والرعاية الصحية وتجارة التجزئة والتكنولوجيا وغير ذلك الكثير. وبالمثل، يدعو عصر الذكاء الاصطناعي إلى إعادة معايرة معايير الإنتاجية. وإليك كيفية إعادة المعايرة لعصر الذكاء الاصطناعي.

*تحديد أهمية السرعة:

تستفيد المهام الروتينية، مثل تقارير البيانات الأساسية أو ملاحظات الاجتماع، من الأتمتة.

*تحفيز القصد في الجوانب الرئيسية:

- تحديد الوقت الذي تتطلب فيه أي صياغة مدروسة لتقديم عروض للمستثمرين، أو شرح العناصر للعملاء، أو الأعمال الأخرى.

- الاحتفال بـ«الفن» وراء الأرقام: غالباً ما يرى رواد الأعمال الذين يستثمرون الوقت في بناء الثقافة والاتصالات الشخصية عوائد ضخمة.
إعادة تعريف «التوقيت» في عالم مدعوم بالذكاء الاصطناعي

ماذا يعني «التوقيت» حقاً؟ قد تكون السرعة هي الأكثر أهمية لتدفقات العمل الروتينية وملخصات الاجتماعات. ومع ذلك، قد يكون من المفيد للقادة السماح بوقت إضافي لصقل العمل من أجل الاتصالات والإبداع والابتكار وثقة أصحاب المصلحة.

والهدف هو السماح للذكاء الاصطناعي بالتعامل مع المهام اليومية أو المتكررة حتى تتمكن من التركيز على أن تكون غير عادي وإقامة اتصالات حقيقية. في النهاية، الاتصالات الشخصية مهمة.
النجاح في عصر الكفاءة «المفرطة»

لا يتعلق صعود الكفاءة المفرطة فقط بالقيام بالمزيد بشكل أسرع - بل يتعلق بمعرفة متى لا تفعل ذلك. يتعين على رواد الأعمال الاختيار، أو بالأحرى، القيام بمهمة التوفيق بين الأمرين: إما بناء مشاريع تحقق التوازن بين الكفاءة والتنفيذ المدروس وإما السعي إلى السرعة على حساب الجوهر ــ أي ما يتماشى مع النظرية القائلة إن «الإنجاز أفضل من الكمال».

تذكر أن الشركات التي تبرز ليست بالضرورة الأسرع، بل هي الشركات التي تدوم. وتذكر أن الفرق بين «الجيد بما فيه الكفاية» والاستثنائي في بعض الأحيان، يتعلق فقط بأخذ الوقت الكافي للتنفيذ.

قد يهمك ايضا

OpenAI توسّع استثماراتها في آسيا وتعزز وجودها في أشباه الموصلات

 

الاتحاد الأوروبي يفعل قرار حظر أنظمة الذكاء الاصطناعي المحفوفة بالمخاطر

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

ترامب ينشر فيديو بتقنية الذكاء الاصطناعي يسخر من زعيم…
أبل تتخذ خطوة جديدة لحماية آيفون 17 من الخدوش
الروبوتات تغزو المصانع وتعيد تشكيل دور العمال
إنستغرام يطلق خاصية ذكاء اصطناعي لكشف أعمار المستخدمين والتصدي…
ميتا توسع تجربة حساب المراهق بعد إطلاقها حصريا على…

اخر الاخبار

تصاعد الخلافات بين جونسون وشومر وسط استمرار الإغلاق الحكومي…
وزارة الحج والعمرة السعودية تتيح أداء العمرة لجميع حاملي…
إسرائيل تفرج عن مواطنين كويتيين مشاركين في "أسطول الصمود…
ترامب يلمّح لاستعداد واشنطن لمواصلة العمل بمعاهدة الأسلحة النووية…

فن وموسيقى

ليلى علوي تتلقى دعم مهرجان الاسكندريه بعد انتشار مزاعم…
فضل شاكر يسلم نفسه لاستخبارات الجيش اللبناني عقب 13…
الفنان اللبناني فضل شاكر يسلّم نفسه تمهيداً لمحاكمة علنية
ليلى علوي تكشف أصعب محطات حياتها في مهرجان الإسكندرية…

أخبار النجوم

رانيا يوسف تخطف الانظار في عرض هيبتا بصحبه زوجها…
فيها إيه يعني ماجد الكدواني يكشف كواليس أحدث أفلامه
جنات تكشف قصة حبها الأولى لكاظم الساهر وندمها على…
منة شلبي تغيب عن عن حضور المؤتمر الصحافي الخاص…

رياضة

ريال مدريد يفكر في اعادة الظهير المغربي اشرف حكيمي
حكيمي علاقتي بريال مدريد مليئه بالحنين والالم
وليد الركراكي يكشف لائحة منتخب المغرب لمواجهتي البحرين والكونغو
فليك يحث يامال على الاجتهاد رغم الموهبة الكبيرة

صحة وتغذية

وزير الصحة المغربي يؤكد أن 70% من شركات الحراسة…
وزير الصحة المغربي يعترف بعجز الموارد البشرية ويكشف خطة…
تساؤلات حول دور الكاكاو في خفض احتمالية الإصابة بأمراض…
التوت الأزرق للأطفال الرضع يقوي المناعة ويخفف الحساسية

الأخبار الأكثر قراءة

أبل تعلن موعد حدثها الرسمي للكشف عن آيفون 17…
الاتحاد الاوروبي يرفض اتهامات ترمب بشأن استهداف التكنولوجيا الامريكية
مايكروسوفت تسعى لاحتواء الاحتجاجات الفلسطينية داخل الشركة
"سامسونغ" تنجح في ابتكار تقنية تبريد جديدة
محكمة ألمانية تمنع أبل من الترويج لساعة أبل ووتش…