الرئيسية » نساء في الأخبار

دمشق - جورج الشامي

قبل أقل من سنة، كانت نورا الأمير لا تزال تقبع في أحد سجون النظام السوري، اليوم هي جزء من الوفد الكبير المرافق للمعارضة إلى مفاوضات جنيف2، وتأمل بأن تضع العملية السياسية حداً لمعاناة شعبها. في المؤتمر الدولي حول سوريا الذي عقد في فندق "مونترو" السويسري وشكل مقدمة لمفاوضات جنيف2، جلست نورا الأمير التي انتخبت في مطلع هذا الشهر نائبة لرئيس الائتلاف الوطني، بين أعضاء وفد المعارضة، للمرة الأولى في مواجهة وفد نظام دمشق الذي تسميه "وفد بشار الاسد". تعبر لوكالة فرانس برس عن شعورها في تلك اللحظة: "كنت كمن يرى ممثلا للجلاد. رأيت وجه السجَّان ووجه القاتل ووجه من يقصف ومن يعذب. أبدا ليس شعورا سهلا". وتضيف: "كان الشعور نفسه الذي أحسست به عندما كنت في المعتقل، شعور الازدراء والتحدي تجاه السجان وتجاه المحقق، عندما كنت أفكر: لن تقدر علي مهما فعلت. مسجونة ومنتهكة حقوقي صحيح، لكن أنا هنا من أجل قضية وأنت من أجل شخص". وتتكلم نورا (26 عاما) وهي أصغر مسؤولي الائتلاف عمرا، بصوت خافت، تخنقه الغصة بين الحين والآخر. كانت تحضر أطروحة ماجستير في الأدب العربي في جامعة حمص، عندما قررت أن توقف الدراسة وتترك كل شيء "للانضمام الى الثورة". حصل ذلك في نيسان/إبريل 2011، "عند وقوع أول مجزرة في حمص، حيث استهدفت قوى الأمن معتصمين سلميين كانوا يطالبون بإسقاط النظام. ومن مدينة جنيف تروي "نورا" بتأثر الأنشطة التي شاركت فيها على مدى سنة تقريبا قبل توقيفها.. "كنا نعمل على توسيع القاعدة الشعبية، وننظم التظاهر، المناشير والغرافيتي والبيانات وزرع مكبرات صوت في الأماكن العامة التي كانت تنطلق منها هتافات ضد النظام، ونشر أخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ثم انتقلنا إلى توثيق الانتهاكات، وشاركنا في عمليات الإغاثة عندما بدأ قصف الأحياء والتهجير". وتتابع: "كان هدفنا القول إن صوت الشعب سيرتفع مهما كان القمع". في أحد أيام شهر آذار/مارس 2012، "كنت في محطة كراجات دمشق في الباص أستعد للانتقال إلى حلب. صعدوا إلى الباص بسلاحهم وقالوا لي تفضلي معنا. أدركت أن اللحظة التي انتظرها منذ زمن حانت. لم أشعر بشيء". من فرع فلسطين، إلى الأمن العسكري فرع 215، إلى سجن عدرا، في دمشق، إلى سجن حمص حيث عرضت على القضاء، عانت نورا الأمير أقسى أنواع العذاب، لكنها تقول بخفر: "أخجل أن اتحدث عن تجربتي اليوم بعد ما شهدته وسمعت عنه من حالات تعذيب مر به غيري، وبينهم العديد من النساء". وتغزو الدموع عينيها المكحلتين بكحل أسود كثيف وسط وجه صغير يحيط به منديل مرقط باللونين الأسود والأبيض مع ورود حمراء كبيرة، وقد غطى كامل شعرها وعنقها. وتتابع: "تعرضت لحرب نفسية قوية... كانوا يهددونني بقتل أشخاص يخصونني بشكل مباشر. كنت في سجن انفرادي وأهلي لا يعرفون شيئا عني، لم أكن واثقة بأنني سأخرج يوما". وتقول: "الضرب والكهرباء والكابلات، لم أعد أريد الحديث عنها، لأن ما شهدته عند أخريات يجعلني أخجل". وتحدثت عن "حالة التعذيب الأولى" التي رأتها في السجن "كانت سيدة من الصنمين في درعا، تعرضت لتعذيب وحشي: ضرب وشحن بالكهرباء وطريقة الدولاب، كانت لديها أوتار في قدميها مقطعة وآثار السوط موجودة على كل جسمها". وحكم على "نورا" التي تتحدر من إحدى عائلات حمص السنية، بالسجن بتهمة "النيل من هيبة الدولة" و"التظاهر من دون إذن" و"التحريض الطائفي". فأمضت عقوبتها لتخرج بعد أكثر من ستة اشهر إلى تركيا. في هذا الوقت، تم اعتقال شقيقتها البالغة اليوم عشرين عاما. "تعرضت شقيقتي لأقسى أنواع التعذيب اي "الشبح"، وهي طريقة تتمثل بتعليق الشخص ويداه مقيدتان بالسقف أو بالباب، واليدان إلى الأمام أو إلى الوراء". وتضيف: "خلع كتفها نتيجة ذلك، فلما عرفوا، راحوا يعلقونها بيد واحدة من جهة كتفها المخلوع، عدا عن السوط والدولاب... والإهانات". وتشير إلى أن "هناك فتيات تعرضن لانتهاكات جنسية في المعتقل". في جنيف، تحضر "نورا" مع أعضاء الوفد التقني الكبير المرافق للمعارضة، وتتحمس لطرح موضوع فك الحصار عن مدينتها، حمص، على الطاولة. "حصار حمص هو الأطول في تاريخ الثورة، 18 شهرا. هناك أطفال ومرضى وكبار السن يموتون جوعا في حمص حيث يحتجزهم النظام". وتشير إلى أنها على اتصال مع رفاق لها لا يزالون في المدينة وتعرف منهم أن "بعض الاهالي يعطون أولادهم حبوبا منومة لينسوهم الجوع. هناك أشخاص يأكلون الأعشاب التي تنبت بشكل عشوائي... بعضهم يقول لي إنه يأكل مرة كل ثلاثة أيام". وتعتبر أن العجز عن إدخال المساعدات إلى حمص "عار على المجتمع الدولي". على الرغم من كل ذلك، تبدو نورا مؤمنة بعملية التفاوض من أجل سلام يضع حدا لمأساة بلادها. وتقول "كما كانت هناك معركة كفاح سلمي ومعركة عسكرية، يجب أن تكون هناك معركة سياسية". وتضيف: "الثورة ستنتصر، عبر هذه المفاوضات أو غيرها، عبر عملية سياسية أخرى، لكن ليس عبر استمرار الحرب".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

رئيسة وزراء اليابان تدعم نشر أسلحة نووية أمريكية وتعلن…
ميشيل أوباما تنتقد ترامب بعد هدمه الجناح الشرقي للبيت…
تركية تلقي رضيعها من النافذة وتثير جدلاً واسعاً على…
ميغان ماركل تعود إلى التمثيل بعد غياب طويل وتلفت…
تاكايشي تعتزم خفض رواتب الوزراء في اليابان

اخر الاخبار

الصليب الأحمر الدولي يُعلن خفض ميزانيته لعام 2026 بنسبة…
كوستا وفون دير لاين يؤكدان من جوهانسبورغ عدم استلام…
ترامب يلتقي زهران ممداني في أول محادثات وجها لوجه
المجلس الرئاسي الليبي يعلن عن إطلاق تكتل رئاسي ثلاثي…

فن وموسيقى

تامر حسني يتلقى دعماً كبيراً من نجوم الوسط الفني…
غياب شيرين عبد الوهاب يثير القلق وسط أنباء عن…
عمر خيرت موسيقي استثنائي صنعت تجربته مساراً مختلفاً وحضوراً…
نانسي عجرم تكشف أسرار نجاحها والصعوبات التي واجهتها في…

أخبار النجوم

زواج أحمد السقا يشعل منصات التواصل الاجتماعي
إيمان العاصي تعلن غيابها عن سباق دراما رمضان 2026
منة شلبي تتعاقد علي مسلسلها في رمضان مع إياد…
ياسمين رئيس تعود للدراما في رمضان 2026 بـ "اسأل…

رياضة

غوارديولا يشيد بأداء هالاند مع النرويج ومانشستر سيتي
محمد صلاح يتصدر البوستر الرسمي لكأس العالم 2026
حكيمي يتسلم جائزة أفضل لاعب أفريقي وهو على السكوتر
حكيمي وبونو يجسدان المجد المغربي في أفريقيا

صحة وتغذية

دراسة تكشف أن الوجبات السريعة قد تُسبب الاكتئاب
نجاح تجربة لعلاج سكر النوع الأول بزراعة الخلايا الجذعية
تقدماً كبيراً لعلاج السكري من النوع الأول عبر زراعة…
تقنية جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لدعم الأطباء في…

الأخبار الأكثر قراءة

ماريا ماتشادو زعيمة المعارضة الفنزويلية صوت الحرية المخفي بين…
بوعياش تؤكد أن مسار إلغاء عقوبة الإعدام في المغرب…
ماريا كورينا ماتشادو تفوز بجائزة نوبل للسلام تقديرًا لنضالها…
الأميرة للا حسناء تدعو في أبوظبي إلى تعبئة جماعية…
وزيرة العدل الأميركية تخضع لجلسة استجواب صعبة في مجلس…