الرئيسية » نساء في الأخبار
"ابنة سوس" فاطمة البوعناني

برلين - المغرب اليوم

تخطَّت فاطمة أنافلوس البوعناني عقدا كاملا من العيش وسط المجتمع الألماني، بما تطلبته هذه الفترة من مكاسب وإخفاقات، حتى أضحت بين المتألقين في مجال الإرشاد الاجتماعي في مدينة "بون". تحاول المتلقية تعليمها العالي بين أغادير والرباط، منذ وصولها أوروبا، أن تستقطع حصة زمنية أسبوعية للتعابير الثقافية المغربية، معتبرة أن حلاوة النجاح تقترن بالحفاظ على الأصل في المهجر.

دعامات أدبية

تقدّم فاطمة أنافلوس البوعناني نفسها متجذرة في منطقة سوس، وتزيد أنها من مواليد قرية لا تزال محافظة على طبيعتها الأصلية، وتقول إن نشأتها في المدن لم تغيّب صورة قريتها عن الذهن. تلقت فاطمة معظم تعليمها في مدينة الدار البيضاء، الحاضرة التي تدرجت بين فصول مؤسساتها التربوية حتى نيل شهادة الباكالوريا، ثم توجهت إلى كلية الآداب في جامعة ابن زهر بمدينة أكادير. نهلت أنافلوس البوعناني من التكوين العالي في التعامل مع الشعر والأدب العربي، ثم جذبتها ترجمة الشعر الفرنسي إلى اللغة العربية نحو جامعة محمد الخامس في الرباط العاصمة.

حضور الهجرة

ترى فاطمة أنافلوس البوعناني أن حضور الهجرة في حياتها لم يكن نتيجة تخطيط مسبق، وتلتقط أنفاسها قبل أن تزيد: "لكنها لم تكن صدفة بحتة ما دام عيشنا يمتثل للأقدار".
بدأ البحث عن معبر إلى الديار الألمانية يجذب فاطمة بحلول سنة 2008، وقد عملت على جعل هذه الخطوة مستهلا لدراستها الترجمة ونيلها تكوينا في الهجرة واللجوء ودعم الاندماج.
"حين تعرفت على اللغة الألمانية وجدتها صعبة للغاية، وببعض التركيز نجحت في أن أجعل هذا اللسان مفتاحا لأبواب التعرف على المجتمع الألماني"، تزيد أنافلوس البوعناني.

مزايا "بون"

حطت "ابنة سوس" رحالها في مدينة "بون" الألمانية عند قدومها من المغرب، وهي حاضرة صغيرة تعترف فاطمة البوعناني بأنها ساعدتها على تحقيق التأقلم بسرعة كبيرة.
وتعتبر المترعرعة في الدار البيضاء أن لكل مدينة روحا خاصة بها، وذلك ما يجعل "بون" ذات ألفة خاصّة يستشعرها من عاشوا فيها، ويعزز ذلك كون سكانها اجتماعيين للغاية.
"التواصل مع الناس يجعلني أتعرف على أجناس وأديان ولغات وثقافات مختلفة، وهذا ما جعلني أنجذب، بتوالي الأيام، إلى الاشتغال في قضايا الهجرة واللجوء"، تعلن فاطمة.

استعجال التطوع

تُرسم ابتسامة عريضة على وجه أنافلوس البوعناني حين تتذكر كيف قصدت مقر بلدية "بون"، أيام خضوعها للتكوين الإرشاد الاجتماعي، مستعجلة الاشتغال باعتبارها متطوعة.
وتقول: "كان ذلك بعد سنة ونصف من استقراري في ألمانيا، وقد عبّرت وقتها عن رغبتي في التطوع لمساعدة اللاجئين الواصلين إلى ألمانيا، وقد رأى البعض أنني كنت محتاجة لهذه المساعدة قبل أن يتم قبولي". تشدد المغربية ذاتها على أن التطوع جعلها تستجمع خبرة ميدانية بالموازاة مع تكوينها النظري، ومنذ ذلك الحين أخذت تنظر إلى الميدان التطوعي مكملا للخبرات الحياتية المختلفة.

بين الشعر والحكاية

رغم اشتغالها بدوام كامل في الإرشاد الاجتماعي، وتخصيصها غالبية أيام الأسبوع للتعاطي مع قضايا الهجرة واللجوء، تعمل فاطمة أنافلوس البوعناني على تخصيص زمن للشعر والحكاية. "أوفر هذا الوقت للقصائد الشعرية والحكايات الشعبية، وأعتبره وقتا مستقطعا للمغرب في بيئتي الألمانية، وتزيد بهجتي حين أتقاسم ذلك مع أناس آخرين"، تسترسل البوعناني. وتقول فاطمة إن إقدامها على قصّ الحكايات باللغة العربية أو بنظيرتها الأمازيغية يماثل نزع جزء منها ووهبه للأغيار، مردفة أن إتقان الألمانية شكل نافذة جديدة على القيام بذلك.

على درب التعلّم

تواصل فاطمة أنافلوس البوعناني السير على درب التعلم الذي لازمته منذ قدومها إلى أوروبا، وتعتبر أن أكثر من 10 سنوات في الإقامة بألمانيا لم تزدها إلى تشبثا بذلك. وتضيف المنتمية إلى صفوف الجالية المغربية أن الاشتغال في الإرشاد الاجتماعي، والهوس بالإنتاج الأدبي أيضا، لا يمكن أن يقودا إلّا نحو الاستفادة من الثراء الثقافي الواسم للمجتمع الألماني.
"هناك من يرى التنوع شكلا من الفوضى، ولحسن الحظ أن هؤلاء يبقون أقليّة حتى الحين، بينما عدد كبير يؤمن بأن التنوع مصدر ثراء ومعول لكسر التنميطات"، تذكر فاطمة البوعناني.

نسبية النجاح

لا تربط المستقرة في "بون" النجاح في الحياة بمؤشرات مالية، وإن كانت محددا مفصليا لنيل عيشة كريمة، وتعتبر نفسها مائلة إلى النسق غير المادي بطريقة أوضح.
تقول فاطمة إن الشريحة الأوفر من الناس تحاول وضع وصفة للنجاح بحضور واضح لتحقق الثراء المادي، بل هناك من يربط ذلك مباشرة بحجم الرصيد البنكي. "أرى أن النجاح قد يتمثل في البقاء مغربية بألمانيا، وأن أتشبث بأحلامي حتى تتحقق، وقد يكون تشريف وطني الأم أو الانسجام مع كل الجمال الكائن في مستقري الآن"، تختم البوعناني.

قد يهمك ايضا :

ملكة جمال فرنسا تتعرض لهجوم عنصري على وسائل التواصل الاجتماعى

إسرائيلية تحاول سرقة مليون دولار من حساب زوجها المسن

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

بعد تردّد أنباء عن استبعادها و تكذيب ترامب لها…
اشادة نتانياهو بزوجته سارة وتضحياتها يثير غضب ذوي الرهائن
بلايز مترويلي أول امرأة تقود الاستخبارات الخارجية البريطانية في…
ترحيل الناشطة الفرنسية الفلسطينية ريما حسن إلى باريس بعد…
"مادلين" صيّادة غزيّة تتحوّل إلى أيقونة رمزية في أسطول…

اخر الاخبار

مصدر مصري اتفاق الهدنة في غزة يقترب من مراحله…
إيران تعلن أن وفد تقني من الوكالة الدولية للطاقة…
الأزهر الشريف يوضح سبب سحب بيانه بشأن غزة ويؤكد…
وزير الخارجية الأميركي يؤكد للسوداني أهمية محاسبة المتورطين في…

فن وموسيقى

أنغام تنفي إصابتها بسرطان الثدي وتطمئن جمهورها قبل طرح…
لطيفة تؤكد أن ألبوم "قلبي ارتاح" يعكس روحها وأعادت…
جيهان الشماشرجي سعيدة بتجسيد دور مركب ومعقد في فيلم…
نانسي عجرم تكشف لمحة أولى من ألبومها المنتظر "Nancy11"…

أخبار النجوم

أنوشكا تهاجم مشاركة البلوغرز في الأعمال الفنية
أنغام تتألق في ظهورها الأول بعد شائعة إصابتها بالسرطان
حسين فهمي يشارك في الدورة الثانية من جوائز الباندا…
هنا الزاهد تُشارك متابعيها احتفالها بخطوبة شقيقتها نور

رياضة

ليفربول يضم موهبة مصرية جديدة كريم أحمد يوقع عقده…
قطر مرشحة لاستضافة النسخة الثانية من مونديال الأندية
والد لامين يامال يعلق على أزمة احتفال "عيد الميلاد"
أندية سعودية تبدي اهتمامها بضم يوسف النصيري

صحة وتغذية

وزير الصحة المغربي يكشف تفاصيل مرسوم جديد لخفض أسعار…
ابتكار طبي يستخدم الذكاء الاصطناعي لتشخيص أمراض القلب بشكل…
التمارين الرياضية تفتح باب الأمل للتخلص من الأرق وتحسين…
مناطق منسية تقلل فاعلية الواقي الشمسي رغم اهميته الكبيره…

الأخبار الأكثر قراءة

ترحيل الناشطة الفرنسية الفلسطينية ريما حسن إلى باريس بعد…
"مادلين" صيّادة غزيّة تتحوّل إلى أيقونة رمزية في أسطول…
الشرع يثير التفاعل بحديث رقيق عن زوجته
الأميرة للا حسناء تُمثل الملك محمد السادس في مؤتمر…
نادية فتاح العلوي تؤكد أن حزب التجمع الوطني للأحرار…