الرئيسية » أخبار المرأة

القاهرة ـ سلوى اللوباني

الناشطة الاجتماعية رنين سيفين، المقيمة في كندا، تكتب القصص القصيرة على سبيل الهواية، قارئة نهمة لجوانب التاريخ والسياسة والأدب العربي والإنكليزي، ناشطة اجتماعية في مجال الشباب والإرشاد، وفي الأعمال التطوعية الخيرية، صاحبة رؤية خاصة جدًا بشأن الثورة المصرية، حاولنا أن نتعرف على أهم سماتها من خلال هذا الحوار.سألها "مصر اليوم" سؤالاً افتراضيًا، بشأن لو أنها قررت كتابة قصة عن ثورة 25 يناير، فماذا سيكون عنوانها، وكيف ستنهيها، فقالت رنين "ستكون باسم حصان طروادة، ونهاية قصتي ستكون مثل نهاية مدينة طروادة ذاتها، دمار  منقطع النظير، الثورة المصرية عمومًا ناقصة تمامًا، لأن المواطن المصري ذاته يحتاج إلى ثورة إنسانية داخلية، فما حدث منذ اليوم الأول للثورة هو مسرحية عبثية على مسرح عالمي، الربيع العربي ثورة تلفزيونية كاملة، ينقصها عمق أيدولوجي حقيقي، يجعلها ثورة تطور، لأنها واقعيًا هي ثورة دينية بنجاح ساحق". كما تحدثت رنين عن ما يشاع بين الناس تحت مسمى "تقسيم مصر" قائلة "هو واقع مجتمعي قبل أن يكون جغرافيًا، الظاهر منها أولاً أصحاب المال، الحاصلين على مستوى تعليمي جيد، بكل أنماط حياتهم الاجتماعية التي تختلف من المدن الكبرى للمحافظات، ولكن تبقى حدود الطبقية واضحة، هذه الطبقة أو الفئة هي من تضخ رأس المال في الأسواق، وبالتالي وجودها ضرورة، و يعتبر عملها الاجتماعي مجرد صورة مكملة للوجاهة، إلا قلة منهم. أما البعد الثقافي لهذه الفئة، فينحصر في الموسيقى والفن، و تتغير ميول هذه الطبقة بتغير السياسة، بمعنى واضح هي ليست طبقة أصيلة، أما الفئة الثانية فهم الفقراء والمعدمين، وهم الأغلبية، و يعتمدون على الأغنياء في إيجاد لقمة العيش، وغياب عامل الاستقرار يؤدي إلى تشوهات نفسية تؤثر بشدة على ردود أفعالهم، ثقافتهم خاصة جدًا، لأنها ثقافة البقاء، بكل ما تحمله من غضب وتحدي، وقدرة على المراوغة والانتهازية والجهل، مما يجعل إمكان التغيير أمرًا ليس سهلاً". وتابعت رنين قائلة "التقسيم الطائفي حاضر وبشدة داخل الذهنية المصرية، وقد بدأ منذ أيام مقولة الرئيس المؤمن، ولست هنا بصدد تقيمم فترة حكم الرئيس السادات، وإنما أرصد فقط بداية زرع الفكرة، التقسيم الجديد الآن تتضح صورته أكثر، حيث احتكار الحقيقة والتدين لطوائف بعينها، فالمصريون تحولوا إلى جزر منفصلة، يربط بينها بعض الجسور، وهي التراث الواحد، وذكريات الحضارة، وأيام الفن الجميل، لكن لا يوجد مفهوم واحد للوطن يربطهم". وعن قدرة مصر على تجاوز هذه المحنة قالت رنين "إن وُجد ما يجبر القوى الخارجية على رفع يدها عن التخطيط المباشر والتنفيذ على الأرض أولاً، لأننا الأن (مفعول به) واعتذر عن استخدام هذا التعبير، ولكنها الحقيقة. وثانيًا، نحن بحاجة إلى رؤية مصرية صميمة، يملكها قادة على مستوى محمد علي، ينظرون للأمام وليس للخلف، فبناء الإنسان المصري بمواصفات إنسان المستقبل مع زخمه الروحي والحضاري الممتد أصبح ضرورة، لأن البديل هو دولة المسوخ". كما تحدثت رنين عن هجرة الأقباط خارج مصر، قائلة "هي ظاهرة رد فعلية، فأنا هاجرت منذ فترة إلى كندا، فهناك دول طاردة وأخرى جاذبة، يهجر الإنسان وطنه عندما تصبح الحاجة ملحة إلى توفير لقمة العيش، وعندما تجد مكانًا أفضل لك ولأسرتك، وهذا حق إنساني أصيل، لو كان الوطن قد وفر حياة كريمة لما هاجر أي شخص". وأضافت "هناك من يهاجر لعدم الإحساس بالأمان، فعندما تشعر بأنك مستهدف دينيًا، أو مستهدف سياسيًا، فإن هذه من أصعب أسباب الهجرة، لأنك تشعر داخليًا بأنك أُجبرت معنويًا على ترك الوطن، كما أن هناك من يفضل الإقامة في بلد يحترم عقلك كإنسان، و ينمي قدراته، و يستثمر في مواهبه، و قد أصبح هذا السبب هو الأكثر انتشارًا بين أفراد الطبقة الوسطى، سواء المسلم أو المسيحي، فتردي قيم المجتمع والتعليم بالإضافة إلى تنامي الطائفية، كلها تعتبر عوامل طاردة قوية من الوطن". وعن فكرة التمسك بالوطن، تقول رنين سيفين أنها "فكرة عقلانية رائعة، نتمسك بالوطن، ولكن إلى حين، فهناك محكات إنسانية حقيقية تجبرك أحيانًا على الرحيل، مثلاً، ابنك لا يستطيع الحصول على عمل، لأنه حليق الرأس، زوجتك تعرضت لمضايقة لأنها سافرة، أو غير مسموح الإدلاء برأيك لأنك ليبرالي، تراكم هذه المحكات يدفعك لتكتشف رداءة الحياة التي نعيشها، وهناك من يعتبر أن مهمته على الأرض أن يكون مثالاً إيجابيًا، وهذا جزء كبير من تعاليم المسيح، قيبقى قادرًا على الصمود أمام هذه الصعوبات، وهناك من يرى بأنه إذا استمر سيفقد إنسانيته، فيقرر الرحيل". كما تطرقت رنين إلى العمل الساسي في مصر قائلة "العمل السياسي عامة بحاجة إلى قدرة كبيرة على التلون، وفي مصر الألوان المتاحة كلها رمادية، بالإضافة إلى غياب النماذج الحقيقية التي يمكن أن تكون قدوة للأجيال المقبلة، فلم أجد منذ 15 عامًا نموذجًا يتلائم مع إمكاناتي، وأثق به تمامًا". وأضافت "حاليًا كل ما هو مطروح على الساحة ينقصه الخبرة الحقيقية، فعندما كنت مقيمة في مصر كان اهتمامي منصبًا على الأقل حظًا، مثل أطفال الشوارع والمرأة المعيلة، من خلال انضمامي لمجموعة تنتمي لأحد الكنائس المصرية، فكنا نقدم المعونات لهم". وعن دور الشباب في بناء مصر، وحالة الإقصاء المستمرة التي يعانون منها قبل الثورة وبعدها، قالت رنين "على أصحاب الخبرة السياسية أن تتضمن رؤيتهم كيفية تسليح الشباب لمستقبل أفضل، ولكن ما هو جاري الآن غياب الرؤية الواضحة، مع ظهور فئة غير قادرة على نقل الخبرة من جيل إلى جيل، إلا في مجال واحد، وأيضًا في مجال التعليم، حتى استاذ الجامعة لم يعد يربي جيلاً، واقتصر عمله على التعليم فقط، فشبه انعدام القدوة السياسية الحقيقية أوصلنا إلى هذه المرحلة، فنحن أمام جيل ثائر حر بحق، لكنه لا يملك وسائل أو خبرة سياسية، كل ما يمكله أفكارًا وأحلامًا وطموحات، فهو بحاجة إلى من يحولها إلى واقع، وهذا يعيدنا إلى مربع كيفية الخروج من الأزمة".  

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

كيت ميدلتون تسرق الأضواء بتصرفاتها العفوية الساحرة
عبارات لا تقوليها لابنك الذي رسب في الامتحان
كارولين ليفيت أصغر متحدثة باسم البيت الأبيض تكشف عن…
الخارجية الفلسطينية تطالب بحماية المرأة الفلسطينية من جرائم الاحتلال…
معلومات عن المنطقة التي احتجزت فيها حماس الأسيرات الإسرائيليات…

اخر الاخبار

الجيش الإسرائيلي يضع خطة تحسبا لتجدد الحرب مع حماس
صحة غزة تعلن استلام رفات 45 فلسطينيا من إسرائيل
حماس تعلن تسليم جثتين من الرهائن الليلة
اتفاق مؤقت بين باكستان وأفغانستان لوقف إطلاق النار لمدة…

فن وموسيقى

الفنانة يسرا تفتح قلبها وتكشف أسرار حياتها وموقفها من…
جنات تطرح أغنية الوعود من فيلم أوسكار عودة الماموث…
كريم فهمي يحسم الجدل ويؤكد مشاركته في "وننسى اللي…
بلقيس فتحي تعلن مشاركتها في موسم الرياض 2025

أخبار النجوم

آمال ماهر تكشف أسرار حياتها الخاصة وتعلن عن مفاجأة…
حنان مطاوع ضمن قائمة أفضل عشرة أ قدّمن أدواراً…
محاكمة فضل شاكر تدخل مرحلة الحسم بعد تسليم ملفه…
أول تعليق من كاتي بيري بعد ظهورها الجريء مع…

رياضة

صافرة المغرب تغيب عن قائمة حكام كأس العرب قطر…
رونالدو يُصبح الهدّاف التاريخي لتصفيات كأس العالم بعد هدفيه…
وليد الركراكي يُعرب عن فخره بأداء أسود الأطلس وتحقيق…
محمد صلاح ضمن قائمة أفضل 50 لاعبًا في العقد…

صحة وتغذية

فوائد حمية الكيتو لتعزيز صحة الدماغ والوقاية من الخرف
لماذا يعيد العلماء النظر في تأثير كوفيد 19 على…
جهاز استشعار جديد بطعم الزعتر يكشف الإصابة بالإنفلونزا قبل…
بيل غيتس يشارك في مبادرة لإتاحة أدوية إنقاص الوزن…

الأخبار الأكثر قراءة

بمناسبة يوم المرأة الإماراتية تعرفي على أبرز نجمات الإمارات…
مأساة عروس مصرية تدخل في غيبوبة قبل زفافها بسبب…
كيت ميدلتون والامير ويليام يبدأن حياة جديدة في منزل…
الدنمارك ترد ملايين الكرونات بعد تحصيل رسوم زواج غير…