الرئيسية » أخبار المرأة
الطب

الرباط _ المغرب اليوم

نشأت جرّاحة أمية حافية القدمين في جبال إثيوبيا لتصبح «مستقبل الطب الأفريقي»، وما زالت لا تستطيع القراءة أو الكتابة حتى الآن، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل»، وكانت ماميتو غاش في السادسة عشرة من عمرها عندما دخلت في مخاض ولادة طفلها الأول في كوخ من الطين بقريتها عام 1963. وأمضت 4 أيام مع آلام مبرحة، قبل أن يموت طفلها بداخلها، مما تسبب في إصابتها بناسور الولادة، وهي إصابة مدمرة عادة ما تتسبب بسلس البول لدى المرأة، أي تسرب البول والبراز بشكل لا يمكن السيطرة عليه طوال حياتها. *إنقاذها من النبذ والتشرد وبعد قدومها إلى العاصمة أديس أبابا، عالجتها الطبيبة الأسترالية كاثرين هاملين التي أصبحت لاحقاً معلمتها وأمها البديلة وصديقتها مدى الحياة، وتعلمت ماميتو، البالغة من العمر 73 عاماً الآن، إجراء جراحة

للناسور من خلال وضع يديها على يد جراحة سيدني العظيمة، وتتبع خطواتها المعقدة في أثناء عملها على إنقاذ النساء اللواتي عانين من هذه الحالة الصحية. وبسبب الجفاف والمجاعة القاتلة، كرست الدكتورة هاملين أيامها لهذه القضية قبل وفاتها عن عمر يناهز 96 عاماً، في 18 مارس (آذار) عام 2020، وبعد 7 أشهر، تعود صديقتها الحزينة رفيقتها الدائمة لنحو 57 عاماً إلى المسرح لمواصلة إرث المرأة التي أنقذتها مما كان يمكن أن يكون حياة من النبذ الاجتماعي والتشرد. وكانت الكاتبة البريطانية سو ويليامز تسافر عبر إثيوبيا في عام 2017، عندما حصلت على إذن لإجراء مقابلة مع كاثرين هاملين في مستشفى بأديس أبابا، وهناك قابلت ماميتو، وهي «امرأة خجولة، لكنها مثيرة للاهتمام»، تعمل مقدمة رعاية مع هاملين، وفقاً لما قالته. ووافقت ماميتو

على سرد قصتها. تلك القصة كانت مختلفة تماماً لو لم تقبل الدكتورة هاملين وزوجها عروض العمل لبدء مدرسة للقبالة في إثيوبيا عام 1959، وعندما وصلا، صُدما لاكتشاف عشرات الفتيات الصغيرات المصابات بالناسور -وهي حالة مروعة لم يسمع بها في العالم الغربي منذ أوائل القرن التاسع عشر، ولكنها لا تزال شائعة في جميع أنحاء أفريقيا جنوب الصحراء وجنوب شرقي آسيا اليوم؛ وربما تكون الحالة الأكثر تدميراً وإهانة التي يمكن أن تواجهها المرأة. *ما هي النواسير؟ والنواسير عبارة عن ثقوب صغيرة تظهر بين المهبل والمثانة، وأحياناً بين المهبل والمستقيم، بعد أيام من الولادة المتعسرة دون تدخل طبي حديث، مثل العمليات القيصرية أو الاستخراج بالشفط، وخلال هذا المخاض المطول، تدفع انقباضات الأم رأس الطفل باستمرار باتجاه حوضها،

مما يؤدي إلى قطع إمداد الدم للأنسجة، مما يؤدي إلى إحداث ثقوب تسبب سلساً مستمراً غير قابل للسيطرة عليه في البول. وعادة ما تلد الأم طفلاً ميتاً في هذه الحالة. وكثيراً ما يتخلى الأزواج عن الزوجات اللواتي يكن -في أغلب الأحيان- غير قادرات على حمل مزيد من الأطفال، حيث كانت حالة ماميتو شديدة للغاية، لدرجة أنه حتى 10 عمليات جراحية لم تستطع إصلاح الضرر بالكامل. ومع ذلك، كان زوجها من القلائل الذين توسلوا إليها للعودة إلى قريتهم حتى يتمكنا من العيش معاً. لكن ماميتو شعرت أن مستقبلها كان في المستشفى لمساعدة هاملين على علاج سيدات أخريات يتحملن العذاب نفسه. وقول ويليامز: «لقد وقف زوجها بجانبها، وناشدها أن تعود إلى المنزل. لكن لأنها لا تستطيع إنجاب أطفال، لم ترغب في إعاقته أو تغيير رأيه»، وتستمر أوجه

القصور في البنية التحتية لإثيوبيا في تفاقم مشكلة النساء المصابات بالناسور. ويجعل عدم الحصول على مياه جارية نظيفة من المستحيل تقريباً الحفاظ على النظافة الشخصية للسيدات، ولا يترك لهن كثير من الخيارات سوى العيش في كهوف في الريف أو التسول بلا مأوى في شوارع المدن، وينتحر بعضهن، بينما تعيش الأخريات أيامهن وهن يعانين من اضطراب ما بعد الصدمة، والاكتئاب من فقدان أطفالهن وأزواجهن ومنازلهن. *من مساعدة الى «مستقبل الطب في العالم النامي»ومع انتشار الأخبار عن الأطباء الأجانب الذين صنعوا «المعجزات»، غمر مزيد من المصابين بالناسور العاصمة، على أمل العثور على فرصة ثانية لحياة طبيعية، ولم يمضِ وقت طويل قبل أن تلاحظ كاثرين شيئاً مميزاً في مساعدتها الحادة اللطيفة المتفانية التي يمكنها التعاطف

بشكل أفضل من أي شخص يعاني من المحنة المخيفة التي يواجهها مرضاها. وسمحت عائلة هاملين لماميتو بالمراقبة في أثناء الجراحة، ثم شجعتها على المساعدة عن طريق قطع الأسلاك وخياطة الجروح. ولاحقاً، كانت ماميتو تضع يديها على يد هاملين، وتحفظ كل خطوة في أثناء إرشادها من خلال شقوق معقدة. وكانت تتمتع ببصر رائع، ويمكنها رؤية فتحات صغيرة جداً تحتاج إلى الإصلاح دون استخدام الأدوات، وفي عام 1975، افتتحت عائلة هاملين مستشفى ناسور أديس أبابا، وهي المنشأة الطبية الوحيدة في العالم التي تقدم جراحة إصلاح مجانية للنساء الفقيرات بعد الولادة. واليوم، تعد ماميتو جزءاً من مجموعة فريدة من نوعها تُعرف باسم «الجراحين الحفاة»، الممارسين غير المؤهلين طبياً الذين يغيرون وجه الطب الأفريقي دون أي تدريب رسمي،

ويتخصص الجراحون مثل ماميتو عادة في مجال واحد تعلموه من خلال الملاحظة والمهارة الطبيعية. ويتم الاعتراف بجهودهم بشكل متزايد من قبل المجتمع الطبي الدولي، بصفتهم عنصراً حيوياً لتوفير الرعاية الصحية في بعض الأماكن الأكثر ضعفاً، والأكثر فقراً على وجه الأرض، وفي عام 1989، حصلت ماميتو على الميدالية الذهبية للجراحة من الكلية الملكية للجراحين في لندن، واحتلت المرتبة 32 في قائمة «بي بي سي» تحت عنوان «100 امرأة في عام 2018، في الشركة اللامعة لقادة العالم ورواد الصناعة والأبطال العاديين»، وفي هذا الصدد تول ويليامز: «لن يكون هناك أبداً تدريب للأطباء في أفريقيا كما هو الحال لدينا في أوروبا أو أستراليا، لذلك يُنظر إلى أشخاص مثل ماميتو على أنهم مستقبل الطب في العالم النامي».

قد يهمك ايضا

واشنطن تؤجّج نزاع "سد النهضة" ومصر تؤكّد رفضها لاستخدام القوة ضد أديس أبابا

تحذير غير مسبوق من ترامب إلى إثيوبيا بشأن سد النهضة

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

بمناسبة يوم المرأة الإماراتية تعرفي على أبرز نجمات الإمارات…
مأساة عروس مصرية تدخل في غيبوبة قبل زفافها بسبب…
كيت ميدلتون والامير ويليام يبدأن حياة جديدة في منزل…
الدنمارك ترد ملايين الكرونات بعد تحصيل رسوم زواج غير…
كيت ميدلتون تسرق الأضواء بتصرفاتها العفوية الساحرة

اخر الاخبار

الرئيس قيس سعيد يندد بتدخل أوروبي "سافر" في شؤون…
ارتفاع حصيلة قتلى حريق مبنى هونغ كونغ إلى 128…
استشهاد فلسطيني بقصف إسرائيلي شرق خان يونس جنوب قطاع…
بنيامين نتنياهو يعقد اجتماعاً أمنياً طارئاً لمناقشة التصعيد مع…

فن وموسيقى

نجاة الصغيرة تعود للأضواء بزيارة دار الأوبرا ومدينة الفنون…
تايلور سويفت تتحول إلى قوة اقتصادية عالمية تتجاوز تأثيرها…
تكريم الفنانة المغربية لطيفة أحرار في إفتتاح مهرجان أيام…
شيرين تؤكد عودتها إلى جمهورها رغم الطعنات تنفي إعتزال…

أخبار النجوم

تامر حسني يستعد لأولى حفلاته بعد تعافيه من أزمته…
محمد صبحي ينال وسام التفرد من اتحاد المبدعين العرب…
جينيفر لوبيز تتقاضى مليوني دولار لإحياء زفاف ابنة ملياردير…
أيتن عامر تكشف حقيقة جدل تصريحات والدة شيماء جمال

رياضة

أوباميانغ أكبر هدافي دورى أبطال أوروبا 2025
رمضان صبحي يواجه الإيقاف أربع سنوات مع استمرار حبسه…
هاري كين يعود إلى شمال لندن لمواجهة آرسنال في…
كاراغر يهاجم محمد صلاح ويرى أنه يركز على العقود…

صحة وتغذية

مجموعة من الحلول لمشاكل تواجهها البشرة عادةً في الصباح
أفضل الأوقات لتناول الزبادي لدعم صحة الأمعاء بشكل طبيعي
"10 أطعمة يفضل تناولها يومياً إذا كنت تريد العيش…
أطعمة شائعة قد تصبح خطرة عند إعادة تسخينها

الأخبار الأكثر قراءة

فتيات دور الأيتام في الجزائر يواجهن المجهول