الرئيسية » تقارير وملفات

ديسبورغ - المغرب اليوم

بعد سنة من إقرار تعليم الدين الإسلامي في مدارس ولاية ويستفاليا شمال الراين، ظهرت بعض المشاكل المتعلقة بقلة الأساتذة المكونين في هذا المجال، بالإضافة إلى مشاكل أخرى أهمها نقص في المناهج التعليمية لبعض المستويات المدرسية. في حي ماركسلوه في مدينة ديسبورغ الألمانية تتواجد إحدى المدارس الابتدائية التي تقدم حصة الدين الإسلامي. ثمانية عشر تلميذا في الصف الثاني يقبلون على حصة المعلم حسين سيتين. ينشد التلاميذ أولا أغنية في مدح الله، ثم ينتقلون إلى شطر آخر من الدرس يتعلق بموضوع مساعدة الغير. يقوم الأستاذ بطرح أسئلة على التلاميذ حول من يساعد والديه في البيت، فترتفع الأصابع الصغيرة عاليا. منذ بداية العام الدراسي لم تعد مادة حسين ستين تسمى الدراسات الإسلامية وإنما "تعليم الدين الإسلامي". وتعد ولاية ويستفاليا شمال الراين أول ولاية ألمانية تقر مادة "تعليم الدين الإسلامي" في مناهجها التعليمية، وقد مر على ذلك عام كامل. الآن ظهرت بعض الصعوبات: ففي الولاية يعيش مئة ألف طفل مسلم، غير أن ألفين فقط هم من يحظون بفرصة تعلّم الدين الإسلامي، والسبب يكمُن في قلة المعلمين، وهو أمر كان متوقعا. نقص في الأساتذة المختصين لتغطية نقص الأساتذة المكوَنين في هذا المجال ينبغي انتظار المزيد من الوقت. وزيرة التعليم في الولاية سيلفيا لورمان قالت قبل شهور: "لكن ما البديل الذي كان لدينا؟ كان من الممكن أن نُكوِّن أساتذة بشكل سيئ دون أن نعرف إذا كان سيتم إقرار هذه المادة"، فأولا ينبغي أن تكون هناك قاعدة قانونية. لذلك فإن إقرار مادة تعليم الدين الإسلامي عملية بطيئة، لكن مع بداية العام الدراسي الجديد من المنتظر أن يتحسن الوضع. تكوين الأساتذة المتخصصين في تعليم الدين الإسلامي في الجامعات الألمانية بدأ للتو، أول دفعة ستتخرج ستكون من جامعة مونستر ابتداء من سنة 2017. يدرِّس حسين ستين الصف الثاني في مدرسة ماركسلوه في ديسبورغ ويعد من بين أربعين معلما مكونا في هذا المجال. درس حسين العلوم الإسلامية وعلم اللاهوت في جامعة أولوداغ في بورصة التركية. ومنذ سنة 1999 وهو يدرس مادة التربية الإسلامية. اختلاف مستوى التلاميذ واحدة من المشكلات التي تواجه حسين كمعلم هي أن مستوى التلاميذ مختلف داخل الصف الواحد ويقول بهذا الشأن: "مهمتنا تتجلى في توحيد المعرفة المسبقة، وكذا تصحيح المعلومات المغلوطة". وبهذا الشكل تكون مادة التعليم الإسلامي قد استطاعت تحقيق بعضا من مهماتها التي تتجلى في مهامها التنويرية. لكن ما هو الحل بالنسبة إلى 98 بالمئة من التلاميذ المسلمين الذين لا يتلقون دروسا في التربية الإسلامية؟ هل سيكون الحل بالنسبة إليهم زيارة المساجد والمدارس القرآنية؟ أم ينبغي لآبائهم تولي مهمة تعليمهم مبادئ الإسلام؟ حوالي عشرة آلاف تلميذ من مختلف المستويات التعليمية يتلقون دروسا في مادة الدراسات الإسلامية حسب وزارة التعليم في الولاية، وهي المادة التي تختلف عن تعليم الدين الإسلامي. لكن حتى هذه المادة بحاجة إلى مدرسين. حل مؤقت يقوم مهند خورشيد بتكوين أول دفعة من المعلمين المتخصصين في بيداغوجيا تعليم الدين الإسلامي، فهو أستاذ جامعي متخصص في هذه المادة في مركز الدراسات الدينية في جامعة مونستر. يدافع خورشيد عن الحل المؤقت التي جاءت به وزارة التعليم، والذي يكمن في إجراء بعض التكوينات والدورات، التي يحصل فيها المُكَوَن على شهادة تخول له تدريس مادة تعليم الدين الإسلامي. يقول مهند خورشيد: "هناك من ناحية مجموعة من المسلمين الذين درسوا الدين الإسلامي حتى يتمكنوا من تدريسه، أما المجموعة الأخرى - والتي هي من وجهة نظري الأكثر أهمية - فهم المعلمون المسلمون الذين يُدَرِّسون مواد أخرى غير الدين الإسلامي". هؤلاء أيضا يتلقون التكوين اللازم حتى يتمكنوا من تدريس المواد المطلوبة. نقص في مواد التدريس واحد من المعلمين الجدد هو عزيز فولادفاند، الذي يقوم بتدريس التربية الإسلامية في العديد من مدارس مدينة بون، وخاصة المستويات العليا. يشتكي عزيز قائلا: "تنقصنا مواد التدريس". هناك كتاب للتدريس بعنوان "سفير" وهو منهج تعليمي خاص بالصفين الخامس والسادس، غير أنه غير ملائم للمستويات العليا. يدرِّس عزيز، المتخصص في العلوم السياسية والدين الإسلامي، المستويات من الصف السادس إلى الصف العاشر ويقول عن عمله: "أبحث عن المواضيع الملائمة لكل صف بنفسي، لكنه أمر مرهق ويتطلب الكثير من الوقت". حيث لا تتوفر مناهج تعليمية خاصة بالمستويات المتقدمة. التلاميذ الذين لم يحظوا بتعلم الدين الإسلامي في المدرسة يقبلون على تعليم المساجد والمدارس القرآنية أو يتلقون التعليم في البيت. يقول عزيز: "أحاول في حصتي تناول المعارف الدينية التقليدية بشكل نقدي أحيانا، وهو ما قد يؤدي إلى نقاش ساخن". ويتابع عزيز: "وهو الأمر الذي لا يوجد في البيت أو في المسجد". الممارسة الدينية وتطبيقها لا يتم السؤال عنها، وذلك لاختلاف طرق الممارسة الدينية والعادات حسب البلدان الأصلية للتلاميذ، وكذا حسب اختلاف مذاهبهم الإسلامية. ورغم المشاكل التي يعاني منها تدريس التعليم الإسلامي في المدارس الألمانية، فإنه يعتبر أمرا إيجابيا داخل المجتمعات الإسلامية في ألمانيا، إذ يعد "اعترافا بالمسلمين كمواطنين متساوين في الحقوق مع باقي المواطنين"، كما يقول الأستاذ مهند خورشيد.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

مطالب بإيفاد لجان تفتيش لمشاريع متعثرة بمديرية التعليم في…
الرباط تحتضن تجارب إفريقية للتعلّم الجامعي
مشروع قانون أميركي لإدراج مقرّر عن "خطر الشيوعية" في…
مطالب باسترجاع نسبة من الضريبة على مصاريف الدراسة في…
الأمم المتحدة تتهم إسرائيل بهدم مدارس الفلسطينيين

اخر الاخبار

لافروف ينتقد غموض خطة ترمب بشأن الدولة الفلسطينية
إسرائيل تُفرج عن 83 أسيراً فلسطينياً ضمن المرحلة الأولى…
ترامب يؤكد أن جهود قطر ساهمت بشكل إيجابي في…
عراقجي يكشف سبب رفض إيران المشاركة في "قمة شرم…

فن وموسيقى

جنات تطرح أغنية الوعود من فيلم أوسكار عودة الماموث…
كريم فهمي يحسم الجدل ويؤكد مشاركته في "وننسى اللي…
بلقيس فتحي تعلن مشاركتها في موسم الرياض 2025
شيرين عبدالوهاب تعود الى جمهورها بعد سنوات من الالم…

أخبار النجوم

إيناس الدغيدي تكشف كيف قادتها قراءة فنجان للزواج بعد…
غادة عادل تعود للسينما بروح متجددة وتجربة مختلفة
نجل حسن يوسف ينتقد تجاهل والده في مهرجان نقابة…
تكريم منى واصف في مهرجان البحرين السينمائي تقديرا لمسيرتها…

رياضة

برشلونة يتمسك بموهبته الصاعدة بعد عرض تاريخي من الهلال…
مبابي يكشف اللعب بجوار ميسي ضربة حظ ويؤكد أنه…
جدول مباريات اليوم الاثنين 13 أكتوبر 2025 في مختلف…
ريال بيتيس يسعى لضم المغربي سفيان أمرابط نهائيًا من…

صحة وتغذية

لماذا يعيد العلماء النظر في تأثير كوفيد 19 على…
جهاز استشعار جديد بطعم الزعتر يكشف الإصابة بالإنفلونزا قبل…
بيل غيتس يشارك في مبادرة لإتاحة أدوية إنقاص الوزن…
دراسة تكشف وجها جديدا وخطيرا لسرطان الدماغ يهاجم العظام…

الأخبار الأكثر قراءة