اقتسم الغريمان التقليديان الرجاء والوداد نقاط المباراة التي جمعتهما، مساء الأحد، في ملعب "محمد الخامس"، في قمة الجولة الـ 12 من الدوري المغربي.

وشهدت هذه المواجهة حضورًا جماهيريًّا غفيرًا، فاق عدده 60 ألف متفرج، حيث تفنن المشجعون في رسم لوحات جميلة في المدرجات، من خلال رفع تيفوات رائعة، فاستحق المشجعون العلامة الكاملة، في ظل غياب المتعة فوق أرضية الميدان.

وانطلقت المباراة بحذر كبير، حيث التزم كل فريق بخطة تكتيكية عمادها ملأ وسط الميدان، وتحصين الدفاع، واعتماد الهجمات المضادة كسلاح لخطف هدف مبكر يخلط أوراق المنافس.

وغابت الفرص الحقيقية في الدقائق الأولى، إلى حدود الدقيقة 13 التي شهدت تسديدة قوية من المهاجم الكونغولي للوداد فابريس أونداما، تصدى لها الحارس أنس الزنيتي ببراعة.

واستمر بعدها الصراع في وسط الميدان بين لاعبي الفريقين، في إيقاع بطيء جدًّا، قبل أن تسنح فرصة مهمة للرجاء من أجل افتتاح حصة التسجيل، عن طريق المهاجم عبد الإله حافيظي في الدقيقة 23، من خلال ضربة رأسية لم يحسن التعامل معها، رغم أنه كان وجهًا لوجه مع الحارس لعروبي، بعد تلقيه تمريرة محكمة من اللاعب جحوح.

وعاد الرجاء لتهديد مرمى الوداد في الشوط الأول، من خلال المهاجم العائد كريستيان أوساغونا الذي تسلل من الجانب، واخترق قبل أن يسدد في الشباك الجانبية. واستمر الأداء الرتيب فيما تبقى من دقائق الشوط الأول من هذا اللقاء، وسط خوف مبالغ فيه من الفريقين، لتنتهي هذه الجولة بالتعادل 0-0.

واستمرّت الأمور هكذا، ولم تتغير كثيرًا خلال الجولة الثانية، التي انطلقت على إيقاع توقف اضطراري للمواجهة، فرضته الأدخنة المتصاعدة من الشهب النارية في المدرجات، حيث أوقف الحكم اللقاء إلى أن اتضحت الرؤية وسط الملعب.

ولجأ مدرب الوداد إلى إجراء تغييرين في ربع ساعة الأول من خلال إدخال المهاجمين أوناجم والحداد بهدف إعطاء دفعة قوية للهجوم، بينما أخرج مدرب الرجاء اللاعب جحوح وعوضه بالواعد المهتدي لتدعيم خط الوسط.

وشَهِدت الدقيقة 73 الفرصة الأخطر للوداد عن طريق اللاعب مختار سيسي، بعد ثوانٍ من دخوله إلى أرضية الملعب مكان فابريس أونداما، إلا أنه لم يحسن استغلال تمريرة مميزة من الحداد، وسدد في أرجل مدافعي الرجاء. واستغل الوداد سرعة كل من أوناجم والحداد لإقلاق دفاع الرجاء في مناسبات عدة، لكن دون أن تكون هناك فعالية.

واستنجد الطاوسي بصانع الألعاب ياسين الصالحي، قبل 10 دقائق من نهاية اللقاء، بهدف زعزعة الدفاع الودادي، حيث دخل مكان عبد الكبير الوادي.

وتمكّن الحداد من اختراق دفاع الرجاء بمراوغات متتالية، قبل أن ينفرد بالحارس الزنيتي في الدقيقة 83، إلا أن الحارس الرجاوي تألق في صد هذه الهجمة الخطيرة جدًّا.

ومرّت باقي الدقائق دون أن تحمل أي جديد، لتنتهي المباراة بالتعادل بصفر لمثله، ليرفع الوداد رصيده إلى 25 نقطة في الرتبة الأولى، فيما رفع الرجاء رصيده إلى 15 نقطة في وسط الترتيب.