دخلت، اعتبارًا من اليوم الخميس، رسوم جمركية عالمية جديدة حيّز التنفيذ.
ومن ظن أنّ الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأميركي دونالد ترمب لفرض الرسوم هو نهاية المطاف في الحرب التجارية، سيكتشف قريبًا أنه كان مخطئًا تمامًا.
وطبقا لتقرير من موقع أكسيوس الأميركي اليوم الخميس، فبعكس العقود السابقة، لم تعد المفاوضات التجارية عملية لها بداية ونهاية وهدفها الوصول إلى اتفاق دائم. بل أصبحت عملية مستمرة، يمكن للولايات المتحدة خلالها فرض رسوم جمركية على أي دولة، في أي وقت، لأي سبب، بغضّ النظر عن الاتفاقات المبرمة أو التفاهمات السابقة.
ترمب، وبعد أشهر من التلميح بقرب توقيع اتفاق تجاري مع الهند، فرض رسومًا جمركية بنسبة 25% على وارداتها، ثم ضاعفها بعد أقل من أسبوع، بحجة شرائها النفط الروسي، رغم أنه لم يتخذ الإجراء ذاته مع الصين، التي تستورد كميات مماثلة.
كما أعلن فرض رسوم بنسبة 100% على أشباه الموصلات، قبل صدور نتائج تحقيق طال انتظاره بشأن القطاع. لكنه وعد فورًا باستثناء الشركات التي تنتج داخل الولايات المتحدة، مما يفتح ثغرة تستفيد منها أكبر شركات صناعة الرقائق عالميًا.
أفادت وسائل إعلام يابانية أن فهم طوكيو لآلية احتساب الرسوم يختلف جذريًا عن تفسير إدارة ترمب، لا سيّما عند مقارنتها بالاتفاق الأوروبي.
وزير المالية الألماني، بحسب تقارير، هاجم اتفاق بروكسل مع واشنطن، وسافر إلى الولايات المتحدة لإعادة التفاوض على أجزاء منه، رغم أنه لم يُعلن رسميًا بعد. الرئيسة السويسرية بدورها توجّهت إلى واشنطن لمناقشة رسوم مفاجئة على صادرات بلادها، وغادرت دون نتائج.
بيانات صينية جديدة أظهرت ارتفاعًا في الصادرات خلال يوليو، ليس إلى الولايات المتحدة، بل إلى دول تستخدم كوجهات وسيطة لإعادة تصدير البضائع إلى أميركا وتجنّب الرسوم. وردّت إدارة ترمب برسوم بنسبة 40% على ما يُعرف بـ«إعادة الشحن»، دون توضيح كيفية التطبيق.
أظهر استطلاع ربع سنوي أجرته «كونفرنس بورد» ومجلس الأعمال أن ثقة الرؤساء التنفيذيين ارتفعت بشكل كبير في يوليو، مع تراجع مخاوفهم من «الرسوم والتجارة».
وقالت ستيفاني غيشار، كبيرة الاقتصاديين بمؤسسة «كونفرنس بورد»: «التحسن يعكس تراجع التوتر التجاري بين واشنطن وبكين، وربما يعكس أيضًا تقدمًا مستمرًا في المفاوضات».
أسواق المال تفاعلت بارتياح، مع اقتراب مؤشرات الأسهم من مستويات قياسية، بفضل الإعفاءات في رسوم الرقائق الإلكترونية. وأشار كريستيان كير، رئيس الاستراتيجية الكلية في «إل بي إل فايننشال»، إلى أن تقلبات الأسواق باتت في أدنى مستوياتها منذ سنوات.
الأسابيع المقبلة قد تشهد مزيدًا من الرسوم الجمركية:
- إلى جانب تحقيق أشباه الموصلات، يُنتظر صدور تقارير مشابهة حول الخشب والأدوية، مع احتمال فرض رسوم ثقيلة.
- عقوبات جديدة تلوح ضد روسيا، قد تؤدي إلى رسوم أعلى على دول متعددة، مع اقتراب موعد نهائي مرتقب.
- من المتوقع انتهاء الهدنة التجارية مع الصين في 12 أغسطس، ورغم إعلان بكين رغبتها في التمديد، فإن ترمب لم يتحرك بعد.
وأفادت مؤسسة «إيفركور ISI» في تقريرها هذا الأسبوع أن هناك نحو 12 قرارًا مرتقبًا خلال شهرين، بشأن رسوم مكافحة الإغراق والدعم على سلع صناعية واستهلاكية مثل ألواح الأبواب، حديد التسليح، البابريكا، والرقائق الزخرفية.
ما نعيشه حاليًا ليس نهاية الحرب التجارية... بل هو نهاية بدايتها فقط.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
الصين تصعّد خطابها في الحرب التجارية وتؤكد أنها لن ترضخ لأميركا وتحذر حلفاء واشنطن
الصين تصعّد خطابها في الحرب التجارية وتؤكد أنها لن ترضخ لأميركا وتحذر حلفاء واشنطن
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر