بنك السودان المركزي فئات نقدية جديدة تضع ثلثي السكان في ورطة
آخر تحديث GMT 21:49:01
المغرب اليوم -

بنك السودان المركزي فئات نقدية جديدة تضع ثلثي السكان في ورطة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - بنك السودان المركزي فئات نقدية جديدة تضع ثلثي السكان في ورطة

بنك السودان المركزي
الخرطوم ـ المغرب اليوم

مع بدء بنك السودان المركزي تسليم المصارف الفئة الجديدة من العملات التي أعلن عن طباعتها مؤخرا، يتزايد الجدل حول التأثيرات الاقتصادية والسياسية المحتملة لهذه الخطوة، خصوصا في ظل توقف شبه كامل للنظام المصرفي في نحو 70 بالمئة من مناطق البلاد، مما سيجعل أكثر من ثلثي السكان غير قادرين على تغيير ما يملكون من عملات قديمة.

وكان البنك المركزي السوداني قد أعلن مطلع الأسبوع طرح فئتين جديدتين هما 500 جنيه وألف جنيه للتداول قريبا، وهي أكبر ورقة مالية متداولة، مع تغيير شكلها وزيادة تأمينها لتصعيب تزويرها، مع نية لتغيير باقي الفئات قريبا.

ويقول البنك المركزي إن غالب الأموال التي نهبت من المصارف والشركات ومنازل المواطنين من الفئات الكبيرة بعد اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، وبعض فئات العملة تقل قيمتها عن تكلفة طباعتها وسيتم تغييرها لاحقاً.

وفي ظل الشكوك في إمكانية نجاح الخطوة في امتصاص الكتلة النقدية السائبة بسبب فقدان البنك المركزي السيطرة على أكثر من 70 بالمئة من الخارطة الجغرافية للمصارف، يتخوف اقتصاديون من أن تؤدي الخطوة إلى إغراق الأسواق بسيولة زائدة قد تؤدي إلى المزيد الانفلات في أسعار الصرف، ورفع مستويات التضخم بشكل أكبر.

كما يحذر الاقتصاديون من خطورة التقسيم الاقتصادي الذي قد تقود إليه الخطوة، في ظل سيطرة قوات الدعم السريع على مناطق واسعة من البلاد، وغياب الجهاز المصرفي في تلك المناطق، مما قد يزيد من احتمالية لجوء هذه القوات لأساليب بديلة، وينشأ بالتالي نظامان ماليان في البلاد.

قال بنك السودان المركزي إن الهدف من قراره هو "حماية العملة الوطنية، وتحقيق استقرار سعر صرفها، والمساعدة في تحقيق الاستقرار الاقتصادي، ومعالجة الآثار السالبة للحرب الدائرة بالبلاد لا سيما عمليات النهب الواسعة لمقار البنك وشركة مطابع السودان للعملة في الخرطوم، وما نتج عن ذلك من انتشار كميات كبيرة من العملات مجهولة المصدر وغير مطابقة للمواصفات الفنية من فئتي الألف جنيه والخمسمائة جنيه، الأمر الذي أدى إلى زيادة مستوى السيولة النقدية بشكل واضح، وكان له الأثر السالب على استقرار المستوى العام للأسعار".

لكن بالنسبة للخبير المالي والمصرفي عمر سيد أحمد، فإن العملية برمتها لم تراعِ الالتزام بالعديد من القواعد الواجب اتباعها في حالات تغيير العملة، التي تتطلب تحضيرات مسبقة.

وقال سيد أحمد: "أتوقع نتائج كارثية للخطوة في ظل الظروف الحالية التي تعيشها البلاد المنقسمة من حيث السيطرة الجغرافية بين الجيش وقوات الدعم السريع".

وفقا للبنك المركزي، فإن المصارف التجارية وفروعها ستستمر باستلام العملات من فئتي الألف والخمسمائة جنيه من السكان وتوريدها وحفظها في حساباتهم، وتمكينهم من استخدام أرصدتهم عبر وسائل الدفع المختلفة، لكن مراقبين شككوا في إمكانية نجاح الخطوة في ظل توقف أكثر من 300 فرع من أفرع البنوك المقدر عددها بنحو 430 فرعا في مختلف أنحاء البلاد.

وفي هذا السياق، يرى المحلل الاقتصادي وائل فهمي أن "واحدة من السلبيات المصاحبة لقرار البنك المركزي عدم تحديد مدى زمني بعينه لعملية الإحلال"، معتبرا أن ذلك "سيساعد على عمليات غسيل الأموال التي تصاحب مثل هذه الحالات".

وفي حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، يشير فهمي إلى صعوبة أخرى تكمن في حالة "اللا استقرار" التي يعيشها السودانيون حاليا في ظل اتساع رقعة الحرب وتزايد حالات النزوح، ويوضح: "غياب فروع المصارف في الولايات المتضررة بالحرب والمناطق النائية والقرى سيجعل من الصعب تجميع كل الأوراق النقدية القديمة".

كما يحذر فهمي من أن تؤدي الخطوة إلى تقسيم إداري واقتصادي في البلاد.

تزايدت الشكوك حول المغزى الرئيسي من عملية التغيير الأخيرة التي جاءت بشكل مفاجئ، وسط اتهامات بمحاولة اتخاذ الخطوة غطاء لطباعة أوراق نقدية بلا تغطية مصرفية في ظل الشح الشديد في الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية في البنك المركزي، ووسط تقارير تشير إلى صعوبات كبيرة في تمويل العمليات القتالية والمجهود الحربي.

كما عزتها بعض الأطراف لأسباب سياسية، واعتبرت قوات الدعم السريع في بيان الأسبوع الماضي قرار تغيير العملة "خطوة تمهيدية في سياق مخطط تقسيم السودان وفصل أقاليمه".

ورغم المطالب المتكررة بتغيير العملة لضبط الكتلة النقدية السائبة المتداولة خارج النظام المصرفي والمقدرة بنحو 90 بالمئة من إجمالي الكتلة النقدية في البلاد، البالغة نحو 900 تريليون جنيه، فإن البنك المركزي ظل طوال السنوات الماضية يرفض تلك المطالب بدعوى ارتفاع تكاليف الطباعة التي قدرتها تقارير سابقة بنحو 600 مليون دولار.

لكن في الجانب الآخر، يبدو أن هنالك عوامل منطقية تدعم خطوة تغيير العملة، رغم الشكوك الكبيرة المثارة حول توقيتها والظروف والأوضاع التي تمت فيها.

وبعد اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023، تدهور سعر صرف الجنيه السوداني بشكل كبير، حيث يجري تداول الدولار الواحد حاليا عند نحو 2300 جنيه مقارنة مع 600 جنيها قبل اندلاع الحرب، كما ارتفعت معدلات التضخم بشكل غير مسبوق، حيث ارتفعت أسعار السلع الأساسية بنسب وصلت إلى 400 في المئة.

قد يهمك أيضا:

إجراءات حازمة من بنك السودان المركزي لزيادة الاحتياطي الأجنبي

حازم عبد القادر يعلن انتعاش المناخ المصرفي في السودان

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بنك السودان المركزي فئات نقدية جديدة تضع ثلثي السكان في ورطة بنك السودان المركزي فئات نقدية جديدة تضع ثلثي السكان في ورطة



أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 16:24 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أربع دول عربية ضمن 16 بؤرة جوع في العالم
المغرب اليوم - أربع دول عربية ضمن 16 بؤرة جوع في العالم
المغرب اليوم - انقسامات الديمقراطيين تتضح بعد التصويت لإنهاء الإغلاق الحكومي

GMT 20:46 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس المصري يصدق على قانون الإجراءات الجنائية الجديد
المغرب اليوم - الرئيس المصري يصدق على قانون الإجراءات الجنائية الجديد

GMT 19:10 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف فحصًا جديدًا أدق لتشخيص أمراض الكلى
المغرب اليوم - دراسة تكشف فحصًا جديدًا أدق لتشخيص أمراض الكلى

GMT 19:30 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة زينة تعلّق على صعوبات مسلسلها "ورد وشوكولاتة"
المغرب اليوم - الفنانة زينة تعلّق على صعوبات مسلسلها

GMT 02:06 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع
المغرب اليوم - الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 18:39 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 07:49 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج السرطان الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 14:51 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

صلاة التراويح في رمضان في المنازل في المغرب

GMT 02:52 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

ابنة أصالة تُعطي دروسًا للفتيات لوضع المكياج

GMT 06:34 2018 الجمعة ,01 حزيران / يونيو

أودي تكشف عن سياراتها 2.0Q2 TFSIبخدمات مميزة

GMT 03:34 2016 الثلاثاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

العلماء يجدون نوعين من المخلوقات الغريبة التي تشبه الزواحف

GMT 09:28 2023 الإثنين ,31 تموز / يوليو

أداء الأسبوع يرتفع في بورصة البيضاء

GMT 06:57 2022 الإثنين ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مكاسب أسبوعية لأسعار النفط في الأسواق العالمية

GMT 05:08 2022 الإثنين ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مجمعات تكنوبارك تتوسع غي المغرب و تشمل ثلاث مدن جديدة

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة جديدة تساعد في التنبؤ بنتائج فيروس "كورونا" تعرف عليها

GMT 00:15 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

احتفال السفارة المغربية في هولندا بذكرى المسيرة الخضراء

GMT 17:28 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

كيف تؤثر أسعار الفائدة على تداول العملات في سوق فوركس

GMT 22:44 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

هشام الجخ يتحدث عن نشأته في برنامج "يسعد مساكم"

GMT 09:40 2019 السبت ,01 حزيران / يونيو

مضيان يتوقع فوز حزب الاستقلال بانتخابات 2021
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib