كرز حامض تكشف عن معاناة امرأة ليست عادية
آخر تحديث GMT 14:12:43
المغرب اليوم -

"كرز حامض" تكشف عن معاناة امرأة ليست عادية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

كرز حامض
بيروت - المغرب اليوم

"كرز حامض" هي قصة امرأة ليست عادية، امرأة عاشت حياتها خلف خيط لا بداية له ولا نهاية، كانت في التاسعة عشرة من عمرها عندما اقتص العالم منها ثمن حب أخذها من يدها نحو الهلاك، العالم الذي جردها طفلها، فقط لأنها أنجبته من دون موافقتهم بطريقة غير شرعية، لم ترَ طفلها، لم تستطع أن تلمس كفه الصغيرة أو تشم رائحة يتمه الذي فرضه العالم عليه، حتى أنها لم تستطع منحه اسمًا، وكل ما تعرفه أنه كان مولوداً ذكراً لم يعرف والده، ووالده لم يعرف بقدومه، وزاد الطين بلة، اضطراره للرحيل بعد سنوات قضاها في السجن، ما عدا كونه من ديانة أخرى، لقد كان الحمل من دون زواج فضيحة لا بد أن تقوم العائلة بالتخلص منها وكتمانها، وليس المهم مشاعر الضحية، الضحية التي ظلّ هاجس البحث عن مولودها يرافقها عشرون عاما؛ فهل يُمكن للقدر أن يجمعها بالأب والإبن؟

وتدور أحداث الرواية في أجواء الحرب السورية، وتعكس تأثير الحرب على البلاد والعباد، وتناقش موضوع الانتماء إلى الوطن، والحب والصداقة والوفاء، والنظرة إلى الآخر، والعادات والتقاليد، والموت والحياة، والحرية في الاختيار، وتشخّص اللحظة الدقيقة التي عاشتها سورية، من خلال الوضع العاطفي والإنساني المشترك بين شخصيات الرواية، ذلك ما يُمكن استجلاؤه من صورة السرود المتعددة لشخصيات "أيلول"، "آدم"، "ميرا"، "فاطمة"، "ضحى"، "وائل"، "غيداء"، "سالم"، وشخصيات أخرى؛ ولكل شخصية نصيبها من الألم والعنف والقسوة والجنون ومشاعر الفقدان والتيه، وضياع الأهل والزوج والولد، الجميع يدخلون في دائرة إنسانية مشتركة، فتغدوا الرواية عنهم، بؤرة لتلاقي أحاسيس وانفعالات متباينة ومتناقضة أحياناً، وهو ما يفتح بلاغة التمثيل الروائي للألم على آفاق إنسانية متغايرة، تضاف إلى مثيلاتها في أعمال سردية أخرى في الرواية السورية المعاصرة.

- من أجواء الرواية نقرأ:

"هذه البلاد كرزٌ حامض" قالت، "لا تحبينه ولا تستسيغين مذاقه، لكنك تضطرين إلى تناوله أحياناً وقد ترغبين في ذلك بشدة في أوقات معينة لأن شيئاً ما خارج سيطرتك يحدث لجسدك؛ شيء يشبه الوحم، لكنك بعد تناوله مرات ومرات لا بد أن تتوقفي لأنه سيخرج من أنفك. هذه البلاد سلة من الكرز الحامض، تأكلينها ثم تنتهين منها. البعض يلتهمون السلة بأكملها ولا يتركون حبة واحدة للجائعين، والبعض يتركون السلة بما فيها ويرحلون بحثاً عن فاكهة ألذ طعماً ثم يعودون بعد سنوات راضين بسلة فارغة، أما نحن فنأكل ونتقيأ لأننا محاصرون بقشها ولا نستطيع بيعها أو الخلاص من عُقَدِها التي عقدناها بأكفنا وتركنا أسمائنا قربها".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كرز حامض تكشف عن معاناة امرأة ليست عادية كرز حامض تكشف عن معاناة امرأة ليست عادية



GMT 17:50 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

"أون" تبدأ عرض مسلسل "أبو العلا 90 " لمحمود مرسي

GMT 13:20 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

الملك محمد السادس يبعث برقية عزاء في رئيس تشاد

GMT 07:47 2017 الثلاثاء ,10 كانون الثاني / يناير

بطولة الخريف

GMT 00:31 2017 الأربعاء ,06 أيلول / سبتمبر

الكشف عن تفاصيل ألبوم شيرين عبد الوهاب المقبل

GMT 13:02 2022 الأحد ,26 حزيران / يونيو

أفكار بسيطة في الديكور لجلسات خارجية جذّابة

GMT 11:33 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

جريمة قتل تهزّ "سوق الجملة" في مدينة تطوان المغربية

GMT 06:41 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

رئيس الكوكب المراكشي في "قفص الاتِّهام" بسبب مِلفّ السعيدي

GMT 12:37 2019 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بوصوفة يشيد برونارد ويعتبر المدرب الأفضل بإفريقيا

GMT 05:08 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

"فورد" تطلق سيارتها الحديثة "موستانغ ماخ إي" الكهربائية

GMT 11:03 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة اسماعيل الحداد لا تدعو إلى القلق
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib