مشاهد غابرة من ذكريات سوق العاشور في شارع “خوصفات” المغربي
آخر تحديث GMT 09:29:01
المغرب اليوم -
زلزالًا بقوة 5.3 درجة على مقياس ريختر يضرب جزر توكارا جنوب غرب اليابان الولايات المتحدة تشترط نزع سلاح حزب الله مقابل انسحاب اسرائيلي تصعيد جديد في الحرب اوكرانيا تستهدف مطارات روسية وتدمر ثلاث طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن أن منظومة القبة الحديدية تمكنت من اعتراض صاروخين أطلقا من قطاع غزة باتجاه مستوطنة كيسوفيم الشرطة البريطانية تعتقل أكثر من 20 شخصاً خلال مظاهرة دعماً لفلسطين بعد دخول قرار حظر جماعة "تحرك من أجل فلسطين" حيز التنفيذ انفجارات تهز مقاطعة خميلنيتسكي غربي أوكرانيا مع إعلان حالة التأهب الجوي في جميع أنحاء البلاد وفاة الإعلامية والفنانة الإماراتية رزيقة الطارش عن عمر يناهز ال 71 عاماً بعد مسيرة فنية حافلة بالعطاء وفاة الممثل جوليان مكماهون عن عمرٍ يناهز 56 عاماً بعد معاناة مع مرض السرطان بزشكيان يشيد بمواقف دول الجوار في قمة إيكو ويؤكد أن رد إيران على إسرائيل كان دفاعاً شرعياً توتر بين نتنياهو ورئيس الأركان الاحتلال الإسرائيلي بسبب خطة وقف إطلاق النار وهدنة الستين يوما على المحك
أخر الأخبار

مشاهد غابرة من ذكريات سوق العاشور في شارع “خوصفات” المغربي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مشاهد غابرة من ذكريات سوق العاشور في شارع “خوصفات” المغربي

مصنوعات يدوية
الرباط - المغرب اليوم

اتفق أن كنت سائرا خلال الأسبوع المنصرم في شارع “خوصفاط ” الواقع في قلب مدينة طنجة، فاسترعى نظري مشهد بائع متجول كان يعرض للبيع لعبا متنوعة للأطفال على سطح عربته التي كانت مركونة قبالة مدرسة ابتدائية في وقت كان التلاميذ يخرجون من بوابتها متدافعين ومتصايحين.

وكان حول تلك العربة قد تحلقت بعض النسوة وهن تساومن أو تشترين رفقة أطفالهن بعض اللعب. وفيما كنت أتطلع بعيني إلى ذلك المشهد وقع بصري على صاحب العربة وهو ينفخ بفمه في مزمار في محاولة منه لاستجلاب الزبناء.كان صوت المزمار يتهادى إلي أذني وكان الأطفال المحيطون بالعربة يتناولون اللعب ويقلبونها بأيديهم. والحق أن ذلك المشهد استوقفني وبعث في نفسي إحساسا جميلا ذكرني بسوق العاشور الشعبي الموسمي المندثر الذي كان يقام في الماضي في الشارع المذكور ابتداء من مطلع شهر محرم من كل سنة.
لم أملك بعد ذلك إلا أن وقفت أرنو إلى ذلك المشهد بمقلتي وبمهجتي بعد أن حرك صوت المزمار في أعماق قلبي بعض الذكريات الراقدة حتى أني شعرت وكأن ذلك المزمار يخاطبني بصوته ويشاركني في استعادة جزء من الماضي الجميل، فكنت أصيخ إليه بمتعة حتى تملكني الإحساس في لحظة بأن السنين رجعت بي القهقرى وأنني بصدد الإصغاء إلى نبضات زمن بعث من جديد.

اليوم لا تزال صور ومشاهد ما كان يعرف بسوق العاشور المندثر مرسومة في ذاكرتي تتمثل لي بعض تفاصيلها التي شهدها شارع “خوصفاط ” حتى حدود التسعينات.
ما أزال أذكر أنه مع إطلالة شهر محرم من كل سنة، كان التجار خلال تلك الفترة ينصبون الأكشاك القصديرية والخشبية والخيام والعربات والمظلات على طرفي ذلك الشارع وعلى أرصفة محيطه استعدادا لانطلاق فعاليات ذلك السوق السنوي الذي يقام بمناسبة حلول ذكرى عاشوراء.

وكان التجار والباعة المتجولون يعرضون أصنافا مختلفة من المنتوجات وألوانا متعددة من المعروضات في فضاء ذلك السوق الذي كان يفد إليه الزوارمن كل حدب وصوب، فيشترون ما يستهويهم وما يروق أطفالهم، وحتى من لا يقتني منهم شيئا كان يستسيغ البقاء والتجول في ذلك السوق لساعات فيظفر بمتعة المشاهدة ويستمتع ببعض فنون الفرجة وبأشياء أخرى.
وكان الزحام في سوق العاشور يشتد ويصل إلى ذروته يوم عاشر محرم، وهو اليوم الذي كان يتميز بعادات وطقوس يمارسها بعض أهل المدينة ، منها أن النساء كن يقمن في ذلك اليوم بشراء جرار الماء الطينية ذات الحجم الصغير ثم يوزعنها على الأطفال في الأحياء ، وكان هؤلاء الأطفال يتبارون في جمع أكبر عدد منها …

كل شيئ كان يباع في سوق العاشور المندثر ،الأواني الفخارية ، الفواكه الجافة، لعب الأطفال ، ملابس ، مصنوعات يدوية ، مواد الدجل والشعوذة … و كان ليل ذلك السوق كنهاره تتواصل فيه الحركة المزدحمة آناء الليل وأطراف النهار و يختلط في فضائه عبق البخور بصراخ الأطفال وبهتاف الباعة وبأهازيج العازفين والمطبلين وبهرج وتدافع الرائحين والغادين.
أما في الأحياء المجاورة لسوق العاشور فكانت تتحول خلال تلك المناسبة إلى ما يشبه ساحة معارك ، إذ ترى الأطفال وفي أجواء تطبعها الاحتفالية والغبطة الممزوجة بالشقاوة يكرون ويفرون في أحياء المدينة وهم يتراشقون في تصايح بالماء بواسطة مسدسات بلاستيكية ومنهم من يطلقون في السماء صواريخ عاشوراء ذات المدى القصير أو يملأون آذان الناس بأصوات المفرقعات والألعاب النارية المدوية .

اليوم اختلف الوضع وتغيرت ملامح شارع “خوصفاط ” استجابة لمقتضيات التطور العمراني، ولم يعد لسوق العاشور من وجود سوى في ذاكرة من كانوا يرتادونه قبل أن يتوارى ويندثر ، تهب نسائم ذكراه على نفوسهم مع حلول مناسبة عاشوراء فيجري ذكره على ألسنتهم ويتمنون أن يسقي الله زمانه.

قد يهمك ايضاً

"متحف بلا حدود" يبرز مصنوعات يدوية لـ"الشارقة" على الإنترنت

"متحف بلا حدود" يبرز مصنوعات يدوية لـ"الشارقة" على الإنترنت

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشاهد غابرة من ذكريات سوق العاشور في شارع “خوصفات” المغربي مشاهد غابرة من ذكريات سوق العاشور في شارع “خوصفات” المغربي



GMT 00:41 2025 الأحد ,06 تموز / يوليو

أمل جديد لعلاج الجروح دون تندّب
المغرب اليوم - أمل جديد لعلاج الجروح دون تندّب

GMT 06:27 2018 الأربعاء ,25 تموز / يوليو

المواصفات الكاملة لهاتف LG الجديد Stylo 4

GMT 09:43 2014 السبت ,10 أيار / مايو

أفكار لألوان المطبخ تخلق مناخًا إيجابيًا

GMT 06:03 2017 الأربعاء ,05 تموز / يوليو

وفاة طفل في مشفى ورزازات متأثرًا بسم عقرب

GMT 06:43 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

في ذكرى انطلاق حركة 20 فبراير

GMT 01:58 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

انتخاب الحبيب المالكي رئيسًا للبرلمان المغربي

GMT 14:03 2019 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

فيلم "ملافسينت" لأنجيلينا جولي يحقق 480 مليون دولار

GMT 18:33 2019 السبت ,22 حزيران / يونيو

العناية بالشعر الجاف و الهايش فى الصيف

GMT 02:59 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

سيرين عبدالنور تكشف عن دورها في "الهيبة - الحصاد"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib