شيء من النقد شيء من التاريخ  رواية تشبه صاحبها
آخر تحديث GMT 22:02:43
المغرب اليوم -

"شيء من النقد شيء من التاريخ " رواية تشبه صاحبها

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

الرياض ـ المغرب اليوم

علي العميم صحافي وباحث ومثقف سعودي لا يكتسب قيمته فقط من نتاجه النقدي المثري للمكتبتين السعودية والعربية، بل من موسوعيته المعرفية في الموضوعات التي تناولها بالبحث والدراسة والكتابة. يراه خصومه “الثقافيون” من الإسلامويين واليساريين والقوميين من أشرس النقاد الذين تناولوا أطروحاتهم بالبحث والتمحيص. العميم يشبه كثيراً اسم أحد مؤلفاته “شيء من النقد شيء من التاريخ” وهو جمعٌ لمعظم نتاجه المكتوب في كتاب واحد، فهو أيضاً شيء من هذا وشيء من ذاك، حضوره الذهني الفذ وبساطته وتلقائية روحه كفيلة بتحويل أي “دردشة” ثقافية معه إلى حوار عميق. في هذه المساحة الصحافية التي هي أضيق كثيراً من حجم العميم الثقافي، حاولنا قدر الإمكان إلقاء إضاءات معرفية على بعض نتاجه ومواقفه الفكرية. أحد أوجه النقد التي تساق لك أن لديك تقلبات في المنهج النقدي، وأن منهجك يتنوع بين أدوات المنهج المادي الماركسي في البدايات، ثم لاحقاً أخذت تميل أكثر إلى طريقة "ماكس فيبر" القائمة على تحليل النُظم بدوافع ثقافية، هل إطراد المنهج قضية محسومة لدى الباحث؟ إني مندهش من هذا الرأي ومذهول، إذ لا يوجد في كل ما كتبته من دراسات ــــ على قلتها ــــ أثر للتحليل أو الرؤية الماركسية سواء في صورتها التبسيطية أو المعمقة. مندهش ومذهول منه، رغم أني سمعت شفاهة منذ أكثر من عشر سنوات من الدكتورة نورة السعد في أثناء مكالمة هاتفية بيننا تصنيفا لي منها بأنني يساري. وقد أمدها بهذا التصنيف ــــ كما أخبرتني هي بذلك ــــ أستاذ جامعي، إخواني إسلامي من أحد البلدان العربية. وكانت مناسبة تصنيفه هذا انطباع نقدي كنت كتبته في جريدة "الشرق الأوسط" حول الأدب الإسلامي وحول مالك بن نبي في المنتصف الأول من التسعينيات الميلادية. ولم يكن هذا التصنيف لي في خانة اليسار ــــ كما عرفت فيما بعد ــــ قصرا على هذا الأستاذ الجامعي، إنما كان يقول به نفر من الإسلاميين الذين هم على اطلاع على موادي الصحافية التي تتصل بالشأن الإسلامي، والتي نشرت في تلك الفترة وفي فترة قبلها. وأن يضّل الإسلاميون في تصنيفاتهم السياسية والعقدية ويتوهون فيما يخص التيارات المحدثة، فهذا أمر ــــ لأسباب بريئة ومغرضة ــــ معهود عنهم، وبالتالي فهو لا يستوجب الدهشة ولا يوقع في الذهول. لكن أن يكون هذا الحكم صادرا عن مثقفين معنيين بالتصنيف المنهجي والثقافي لا العقدي والسياسي، ويتعثرون فيه إلى هذا الحد، فلا عجب أن أدهش وأن أذهل. لا أشك في أن تصنيفي عند بعض الإسلاميين في زمن مضى في خانة اليسار، وأن الحكم علي من قبل البعض في سؤالك بأنني أستخدم أدوات مادية ماركسية في بعض دراساتي، سيثير تأفف الرفاق في السعودية واستنكافهم، ذلك أن هؤلاء وأولئك وضعوا سيف الماركسية في غير غمده. فهذا التصنيف لي عندهم من جهة، تشريف لي لا أستحقه وافتئات على العقيدة الماركسية وعلى مناهجها من جهة أخرى. ولا تثريب عليهم أن يتأففوا من ذلك التصنيف العشوائي والحكم الطائش. فهم الأدرى من سواهم بتحديد محتوى موقفي إزاء الماركسية واليسار عموما، استنادا إلى موادي الصحافية منذ وقت بعيد، وهو محتوى ينزع بي إلى موقف المناوأة والخصومة. إن هذا الحكم حتى لو صح، الذي ساقه البعض على سبيل النقد، لا أعده نقدا ذا خطر، فما المشكلة أن ينتقل الباحث من المنهج الماركسي إلى المنهج الفيبري أو أن يجمع بينهما؟ ليس ثمة مشكلة أو نقيصة هنا، ففي مناهج العلوم الاجتماعية لا يوجد منهج نقي صاف وكامل تام لا محيد عن السير فيه بحذافيره إلا عند غلاة اليمينيين والماركسيين والدينيين. إن للباحث والمثقف الحق أن يمزج بين المنهج الماركسي والمنهج الفيبري ومناهج أخرى، كما أن له الحق أن ينتقي من هذه المناهج ما يتلاءم مع افتراضاته الاحتمالية ويخدمها بين دراسة وأخرى.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شيء من النقد شيء من التاريخ  رواية تشبه صاحبها شيء من النقد شيء من التاريخ  رواية تشبه صاحبها



أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 16:24 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أربع دول عربية ضمن 16 بؤرة جوع في العالم
المغرب اليوم - أربع دول عربية ضمن 16 بؤرة جوع في العالم
المغرب اليوم - انقسامات الديمقراطيين تتضح بعد التصويت لإنهاء الإغلاق الحكومي

GMT 20:46 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس المصري يصدق على قانون الإجراءات الجنائية الجديد
المغرب اليوم - الرئيس المصري يصدق على قانون الإجراءات الجنائية الجديد

GMT 19:30 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة زينة تعلّق على صعوبات مسلسلها "ورد وشوكولاتة"
المغرب اليوم - الفنانة زينة تعلّق على صعوبات مسلسلها

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 18:39 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 07:49 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج السرطان الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 14:51 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

صلاة التراويح في رمضان في المنازل في المغرب

GMT 02:52 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

ابنة أصالة تُعطي دروسًا للفتيات لوضع المكياج

GMT 06:34 2018 الجمعة ,01 حزيران / يونيو

أودي تكشف عن سياراتها 2.0Q2 TFSIبخدمات مميزة

GMT 03:34 2016 الثلاثاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

العلماء يجدون نوعين من المخلوقات الغريبة التي تشبه الزواحف

GMT 09:28 2023 الإثنين ,31 تموز / يوليو

أداء الأسبوع يرتفع في بورصة البيضاء

GMT 06:57 2022 الإثنين ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مكاسب أسبوعية لأسعار النفط في الأسواق العالمية

GMT 05:08 2022 الإثنين ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مجمعات تكنوبارك تتوسع غي المغرب و تشمل ثلاث مدن جديدة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib