قصر آيت بنحدو  المغربي يعتبر صرح معماري أصيل يدمج بين الطبيعة والتاريخ
آخر تحديث GMT 02:08:07
المغرب اليوم -

"قصر آيت بنحدو " المغربي يعتبر صرح معماري أصيل يدمج بين الطبيعة والتاريخ

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

قصر آيت بنحدو
الرباط - المغرب اليوم

على بعد حوالي 30 كيلومترا عن مدينة ورزازات، يقع قصر آيت بنحدو الذي ظلت أسواره وأبراجه الطينية صامدة لقرون من الزمن، ولم تستسلم لعامل المناخ والبشر، وهو أحد أبرز الأماكن التي تندمج فيها الطبيعة والتاريخ في نقطة واحدة.يعد قصر أيت بنحدو، الواقع بجماعة أيت زينب بالجنوب الشرقي للمملكة، أبرز القصور التاريخية المغربية التي تم إدراجها في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم الثقافية “يونيسكو” منذ سنة 1987، باعتباره نموذجا لصرح معماري مغربي أصيل.

يجذب القصر سالف الذكر اهتمام السياح المغاربة والأجانب بعراقته وروعة تصميمه. كما أنه يعتبر واحدا من أبرز الوجهات السياحية المتميزة بإقليم ورزازات والجنوب الشرقي عموما. كما يتميز بموقعه المميز على أسفل هضبة كبيرة تطل على أحد الأنهار، وفي الأعلى يوجد برج كان مخصصا لحراسة القصر ومن يسكنه.في وقت تضاربت فيه الآراء حول تاريخ بناء قصر آيت بنحدو بين من يؤكد أن بناءه بالشكل الحالي كان في القرن الثامن عشر (1800 ميلادية) وبين يقول إن بناءه لأول مرة كان في عهد المرابطين، أكد عيسى السعيدي، أستاذ باحث في تاريخ الجنوب الشرقي، أن أسوار القصر وأبراجه الصامدة والتصميم العمراني تشير إلى أن بناءه يعود إلى الدولة المرابطية، لأن التصميم المعتمد من قبل المرابطين يشبه تصميم قصر آيت بنحدو إلى حد كبير، وفق تعبير الباحث سالف الذكر.

الجمال والتاريخ

تتحول منطقة آيت بنحدو في كل عطلة ومناسبة إلى مكان مفضل للسياح، سواء المغاربة أو الأجانب؛ وذلك للاستمتاع بجمالية المنطقة وتلقي معلومات دقيقة حول تاريخ القصر وهندسته المعمارية المغربية الأصيلة. كما تقوم أفواج من الطلبة الباحثين من بعض الجامعات الأوروبية بزيارة آيت بنحدو، للاطلاع على تاريخ القصر والمنطقة بصفة عامة.وفي هذا الإطار، قال محسن التازي، طالب باحث في سلك الدكتوراه، (صادفته هسبريس بعين المكان)، إن قصر آيت بنحدو يجب إدراجه في المقررات الدراسة باعتباره تراثا عالميا مصنفا وباعتباره جزءا من تاريخ المغرب منذ حكم المرابطين.

وأضاف الطالب ذاته أن قصر آيت بنحدو يعتبر من الأماكن التي امتزج فيها جمال الطبيعة بتاريخ عريق يعود إلى أكثر من 10 قرون مضت، موضحا أن القصر يحتاج إلى بعض التدخلات والإصلاحات مع ضرورة الحفاظ على تصميمه السابق، خاصة في بعض المواقع الآيلة للسقوط.وأكد التازي، في تصريح لهسبريس، أن التخطيط العمراني للقصر يتميز باستجابته للظروف البيئية والاجتماعية للمنطقة، مشيرا إلى أن هذا التخطيط أخذ بعين الاعتبار ثلاثة عوامل أساسية ممثلة في الطوبوغرافيا ومنحى حركة الشمس والريح والحياة الاجتماعية.

ألوح الطاقة الشمسية

تصنيف القصر من قبل “اليونيسكو” كتراث عالمي وكموقع إيكولوجي منع ساكنة قصر آيت بنحدو وتجاره من الاستفادة من شبكة الكهرباء؛ وذلك من أجل تفادي انتشار الأسلاك التي تشوه الصورة الحقيقية للقصر وكذا انتشار “البارابولات”، وفق تعبير عدد من العاملين في مجالات مختلفة داخل هذا القصر.وفي هذا الإطار، تقول حليمة عنتر، من الساكنة المحلية لقصر آيت بنحدو، إن من أسباب غياب شبكة الكهرباء في هذا الموقع الإيكولوجي كونه صُنّف من قبل المنظمة الأممية المهتمة بالتربية والعلوم الثقافية ضمن قائمة التراث العالمي الإنساني. كما أن غياب الشبكة الكهربائية يشكل عائقا أمام العديد من العاملين في القصر، وفق تعبيرها.

وأكدت متحدثة جريدة هسبريس الإلكترونية أن تجهيز القصر بألواح الطاقة الشمسية أصبح أمرا ضروريا من أجل توفير الظروف الملائمة للزوار لاكتشاف الكنز التاريخي لهذا الصرح المعماري العريق، لافتة إلى أن الكثير من أصحاب المحلات داخل القصر غير قادرين على توفير مبالغ مالية لاقتناء ألواح الطاقة الشمسية؛ وهو ما يعيق تطوير العمل الذي يقومون به.في المقابل، كشف مصدر مسؤول بالمجلس الإقليمي لورزازات أن هذا الأخير سيقوم بدراسة ملف تجهيز القصر بالطاقة الشمسية بتنسيق مع السلطة الإقليمية والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان وشركاء آخرين، من أجل إخراج المشروع إلى الوجود.وأكد المصدر ذاته، في تصريح لهسبريس، أن انتشار “البارابولات” على جدران وأسطح القصر من بين مخاوف الجهات المسؤولة؛ ما يجعل المسؤولين يفكرون في تجهيز القصر بالطاقة الشمسية بوتيرة ضعيفة تكون قادرة فقط على الاستغلال في الإضاءة، مؤكدا أن الملف سيتم مناقشته في المجلس.

الركود وعودة السياحة

على غرار باقي مناطق المغرب، شهدت منطقة آيت بنحدو ركودا سياحيا كبيرا بسبب الأزمة العالمية الناجمة عن جائحة “كورونا”؛ ما أدى إلى توقف النشاط السياحي وكل القطاعات المرتبطة به، وإعلان العاملين بالقطاعات المتضررة اصطفافهم في صفوف المعطلين.وبعد انخفاض حالات الإصابات بـ”كورونا” وتخفيف الإجراءات الاحترازية المعلن عنها في وقت سابق من قبل الحكومة، تعيش منطقة آيت بنحدو حالة من الترقب المشوب بالأمل في عودة التدفق السياحي إلى المنطقة بعد فترة طويلة عانت فيها من الركود.

محمد بندريس، صاحب محل “بازار”، قال إن جميع الأنشطة السياحية والمرتبطة بها عرفت شللا وركودا مخيفا منذ بداية الجائحة، موضحا أن الجميع تضرر بسبب هذا الوباء.وأكد المتحدث ذاته أن الجميع ينتظر تدفق السياح إلى المنطقة وإعادة تنشيط الحركة السياحية والاقتصادية بالمنطقة والمساهمة في تحريك العجلة التنموية انطلاقا من عائدات هؤلاء الوافدين على قصر آيت بنحدو العالمي، وفق تعبيره.

 قد يهمك ايضا :

تعرف على أبرز ما يميز قصر الملكة إليزابيث الريفي

وزارة القصور الملكية المغربية تعلن تأجيل جميع الاحتفالات والمراسم الخاصة بعيد العرش المجيد

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصر آيت بنحدو  المغربي يعتبر صرح معماري أصيل يدمج بين الطبيعة والتاريخ قصر آيت بنحدو  المغربي يعتبر صرح معماري أصيل يدمج بين الطبيعة والتاريخ



درّة تتألق بالأحمر بإطلالات خريفية تمزج بين الفخامة والأنوثة

تونس - المغرب اليوم

GMT 08:49 2025 الأربعاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

فستان البليزر القصير يخطف أنظار نجمات خريف 2025
المغرب اليوم - فستان البليزر القصير يخطف أنظار نجمات خريف 2025

GMT 09:22 2025 الأربعاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

خطوات فعالة لتنظيف رخام المطبخ
المغرب اليوم - خطوات فعالة لتنظيف رخام المطبخ

GMT 12:06 2025 الأربعاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

باسم يوسف في لقاء تلفزيوني مصري بعد اعوام من الغياب
المغرب اليوم - باسم يوسف في لقاء تلفزيوني مصري بعد اعوام من الغياب

GMT 01:28 2025 الخميس ,09 تشرين الأول / أكتوبر

خامنئي يجيز رفع القيود عن مدى الصواريخ الايرانيه
المغرب اليوم - خامنئي يجيز رفع القيود عن مدى الصواريخ الايرانيه

GMT 06:33 2025 الأربعاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

وزيرة العدل الأميركية تخضع لجلسة استجواب صعبة في مجلس الشيوخ
المغرب اليوم - وزيرة العدل الأميركية تخضع لجلسة استجواب صعبة في مجلس الشيوخ

GMT 02:10 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

أفضل النشاطات السياحية في جزيرة "بورنيو"

GMT 04:11 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

خدمات جديدة ومجانية تقترحها "التعاضدية" على أعضائها

GMT 09:12 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

تحرير زوجة بعد تهديد زوجها بذبحها بواسطة سكين

GMT 19:37 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

سيد رجب ينضم إلى "نسر الصعيد" بطولة محمد رمضان

GMT 11:13 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

سعر الريال القطري مقابل دينار كويتي الأحد

GMT 12:39 2013 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وزير السياحة المغربي يلتقي نظيره العراقي في الرباط

GMT 03:54 2013 الأحد ,17 آذار/ مارس

مبادرة لإنقاذ مسرح سرفانتيس في طنجة

GMT 12:14 2014 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مقاهي "ستاربكس" في المغرب تقدِّم عروضها لموسم الشتاء

GMT 13:52 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

الفنان محمد رمضان يستكمل تصوير الجزء الثاني من "الكنز"

GMT 11:31 2015 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

نشر صورة الممثلة تشارليز ثيرون في المدرسة

GMT 22:43 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

دورة عن التغيرات المناخية وندرة المياه في الواحات المغربية

GMT 06:20 2014 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الشخص غير المناسب وغياب الاحترافيَّة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib