أهالي غزة المدمرة بيوتهم معاناة متواصلة وألم مستمر
آخر تحديث GMT 02:08:07
المغرب اليوم -

أهالي غزة المدمرة بيوتهم معاناة متواصلة وألم مستمر

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أهالي غزة المدمرة بيوتهم معاناة متواصلة وألم مستمر

أهالي غزة المدمرة
غزة – حنان شبات

بعد أن وضعت الحرب أوزارها، بدأ يتكشف حجم المعاناة التي خلفتها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وساكنيه، وهي المرة الثالثة في أقل من ستة أعوام، يتكرر فيها العدوان الإسرائيلي, وفي كل مرة يتعمد الاحتلال قتل أكبر عدد من الفلسطينيين وتدمير أكبر عدد من البيوت.

فالحرب الثالثة التي شنَّها الاحتلال على قطاع غزة أدَّت إلى تدمير كبير في البني التحتية، وتدمير أكبر في المنازل مما افقد الفلسطينيين مأواهم، ما اضطر الكثير من العائلات للعيش في المدارس، ومنهم من استأجر شققًا بأسعار مرتفعة نظرًا لزيادة الطلب عليها من المشرّدين، ومنهم من أقام خيمة أمام منزله المدمر وسكن فيها يترّقب إعادة الإعمار تحت زخات المطر.

منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ازدادت معاناة الشعب الفلسطيني وبدأ المدنيون يدفعون أثمان باهظة من حياتهم وحياة أطفالهم، وحسب إحصاءات المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان التي تمَّ نشرها أخيرًا، فإنَّ الاحتلال قتل أكثر من 2170 شهيدًا منهم 553 طفلًا، وعدد كبير من الجرحى بلغ أكثر من 11000 جريح منهم 3105 أطفال.

وبلغت عدد المنازل المدمرة 132 17 منزلًا، منهم 2465 منزلًا مدمرًا كليًا و667 14منزلًا مدمرًا جزئيًا، بينما يوجد 500 39 منزل متضررًا، وتؤكد الأونروا أنَّ 70 ألف فلسطيني يقيمون في مدارس الأونروا بسبب عدم وجود منازل أو أي مكان آخر يذهبون إليه.

أما بالنسبة للوضع الاقتصادي فقد تكبد قطاع غزة خسائر اقتصادية فادحة جراء الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث قدر وكيل وزارة الاقتصاد الفلسطينية، تيسير عمر

أنَّ حجم هذه الخسائر الاقتصادية يتراوح مابين 4 إلى 6 مليارات دولار أميركي.

عائلات تروي المأساة                                            

الحاج أبو يوسف المصري 64 عامًا من سكان مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة ومتزوج من زوجتين وأب لأحد عشر ابنًا، يجلس أمام خيمته التي أقامها بعد أن دمَّر الاحتلال بيته، يقول إلى "المغرب اليوم" في اليوم التاسع من الحرب الإسرائيلية وتحديدًا في 7 رمضان، تعرضَّت المنطقة للصواريخ والقذائف بشكل همجي وتوغل جنود الاحتلال والياته وكان يبعد منزلي عن آليات الاحتلال حوالي 700 متر فقط لم نستطع أنا وأفراد عائلتي الخروج منه نظرًا لخطورة المكان".

ويستكمل قوله والحسرة تملأ وجهه "في ساعات الصباح الأولى ومع بزوغ ضوء النهار جازفت بعائلتي وخرجت من منزلي لأنَّني لا أستطيع الخروج في الليل لأنَّ المنطقة حدودية وتخوَّفت من التعرض لنيران الاحتلال، واستطعت الخروج من المنزل ولجأت في البداية إلى مستشفى بيت حانون ومكثت فيها حوالي 6 ساعات ثم بعد ذلك توجهت بعائلتي إلى مدارس الوكالة الموجودة في معسكر جباليا".

ويصف أبو يوسف حياة النزوح في المدرسة التي استمرَّت أكثر من سبعة وأربعين يومًا بالمأساة والحياة التي لا تطاق، ويضيف متنهدًا "عيشتنا في المدرسة صعبة جدًا، كنَّا ننام في الساحة والأطفال والنساء ينامون في الفصول الدراسية، والمدرسة أصلًا لا تصلح للسكن لا توجد فيها حمامات نظيفة ولا يوجد فيها طعام ولا حليب للأطفال".

ويؤكد أنَّ الاحتلال كان قاصدًا تدمير كل شيء وقتل أكبر عدد من المدنيين الفلسطينيين، مشيرًا إلى أنَّ الاحتلال لم يستطع أن ينال من المقاومة، فصبَّ غضبه على المدنيين العزل كنوع من الضغط على المقاومة.

وينظر أبو يوسف إلى ركام منزله المدمر وصوته يمتلأ بنبرات الحزن ويصف إحساسه عندما عاد وشاهد بيته مدمرًا "ما الذي يمكن قوله ؟ كل شيء انتهى، كل ما عمّرته في حياتي وتعبي في لحظة واحدة ضاع، بيتي الذي بنيته حجرًا حجرًا كي يسترني أنا وعائلتي صار ركامًا، ما الذي يمكن قوله ؟ حسبنا الله ونعم الوكيل على اليهود"

قصص مشابهة

أما المواطن مسعد حبيب 42 عامًا من سكان حي الشجاعية شرق قطاع غزة وهو يفتّش عن بعض الأشياء بين ركام منزله، فيقول إلى "المغرب اليوم" إنَّه خرج من منزله هو وعائلته بعد اشتداد القصف المدفعي للمنطقة التي يسكن فيها، وبعد أن بدأ الطيران الحربي بقصف البيوت المجاورة لبيته فقرَّر الخروج منه للهروب من خطر الموت الذي كان يحدّق بالمكان.

ويروي مسعد أنَّ قرار الخروج من البيت راوده من بداية الحرب خصوصًا أنَّه يسكن في منطقة حدودية، ولكن لأسباب عدة لم يتمكّن مسعد من اتخاذ القرار منها؛ لأنَّه لم يرد ترك بيته لأي سبب من الأسباب، وعدم وجود مكان بديل للذهاب إليه.

ويصف مسعد لحظات إخلائه المنزل تحت زخّات القذائف المدفعية والرصاص الحي، بالصعبة والمأساوية حيث خرجوا بالملابس التي كانوا يرتدونها، ثم منهم من لم يستطع أن يليس حذاءه ومن النساء من لم ترتدِ غطاء رأسها، وخرجوا من المنزل ولا يعرفون إلى أي جهة يذهبون، ثم اتجهوا للنجاة من الموت إلى مستشفى الشفاء المركزي في مدينة غزة كحال أهالي المنطقة التي نزحت إلى المستشفى ثم انتقلوا إلى مدارس الأنروا.

ويذكر أثناء تواجده مع عائلته في المدرسة إضافة إلى إخوته وعائلاتهم، تعرَّضت المدرسة إلى قنابل الغاز التي تسبَّبت بوفاة زوجة أخيه على إثر استنشاقها للغاز، متسائلًا " كيف سأعيش أنا وأولادي وزوجتي في بيت مدمر؟ وخصوصًا أنَّ فصل الشتاء على الأبواب".

إعمار غزة ومخاوف الحرب المقبلة

عُقِد في القاهرة مؤتمر إعمار غزة بمشاركة نحو خمسين دولة بينهم وزراء خارجية حوالي ثلاثين بلدًا والأمين العام للأمم المتحدة، وممثلي هيئات إغاثة ومنظمات دولية إنسانية، مثل صندوق النقد الدولي وجامعة الدول العربية، فهل سيفي المانحون بوعدهم بإعادة إعمار غزة وتوفير المال والحماية لسكان القطاع أم ستبقى هناك مخاوف بأن يعاود الاحتلال الإسرائيلي عدوانه مرة أخرى لعدم توفر ضمانات دولية تقيّد أو تلجم الاحتلال.

وإن كان العالم سيدفع أموال إعادة الإعمار ويترك الاحتلال الإسرائيلي يفعل ما يريده في الشعب الفلسطيني من قتل وتدمير، فإنَّه بذلك يكافئ الجاني ويترك الضحية تعاني.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أهالي غزة المدمرة بيوتهم معاناة متواصلة وألم مستمر أهالي غزة المدمرة بيوتهم معاناة متواصلة وألم مستمر



GMT 19:50 2025 السبت ,27 أيلول / سبتمبر

ديربي مدريد يتحول إلى صدمة لجندي إسرائيلي

GMT 17:09 2025 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

تحقيق أممي يكشف نوايا إسرائيل في غزة والضفة

درّة تتألق بالأحمر بإطلالات خريفية تمزج بين الفخامة والأنوثة

تونس - المغرب اليوم

GMT 08:49 2025 الأربعاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

فستان البليزر القصير يخطف أنظار نجمات خريف 2025
المغرب اليوم - فستان البليزر القصير يخطف أنظار نجمات خريف 2025

GMT 12:06 2025 الأربعاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

باسم يوسف في لقاء تلفزيوني مصري بعد اعوام من الغياب
المغرب اليوم - باسم يوسف في لقاء تلفزيوني مصري بعد اعوام من الغياب

GMT 02:10 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

أفضل النشاطات السياحية في جزيرة "بورنيو"

GMT 04:11 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

خدمات جديدة ومجانية تقترحها "التعاضدية" على أعضائها

GMT 09:12 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

تحرير زوجة بعد تهديد زوجها بذبحها بواسطة سكين

GMT 19:37 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

سيد رجب ينضم إلى "نسر الصعيد" بطولة محمد رمضان

GMT 11:13 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

سعر الريال القطري مقابل دينار كويتي الأحد
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib