أطفال دفعهم الفقر لتجارة الألعاب النارية في سوق درب عمر
آخر تحديث GMT 11:14:57
المغرب اليوم -

أطفال دفعهم الفقر لتجارة الألعاب النارية في سوق درب عمر

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أطفال دفعهم الفقر لتجارة الألعاب النارية في سوق درب عمر

تجارة الألعاب النارية في سوق درب عمر
الدار البيضاءـ عثمان الرضواني

تجارة من نوع خاص أبطالها أطفال، "زيدان، بوكمون، الفرخ، السيكار، الطيارة"، كلها أسماء لـ"الألعاب النارية"، تتعالى بها أصوات وتبح بها حناجر أطفال وشباب في عمر الزهور، في درب عمر في الدار البيضاء.

 مع إطلالة فاتح السنة الهجرية الجديدة من كل عام يغزو الأطفال وشباب العاصمة الاقتصادية، القلب النابض للمدينة للاتجار في الألعاب النارية كمظهر من مظاهر الأحتفال بفاتح السنة الهجرية

أيوب 14 عامًا ويدرس في المستوى الثالث الإعدادي، وجهته هذه الأيام تحولت من أبواب المدرسة الإعدادية، التي يدرس فيها إلى سوق درب عمر، ليأخذ له مكان بين شاحنات عملاقة وبين أطفل في سنه وشباب، دفعهم انعدام مورد رزق لهم، للبحث أمام محلات سوق درب عمر عن "زبناء" من نوع خاص، يعشقون سماع صوت التفجير وإخافة الأصدقاء، ومعظم هؤلاء الشباب يرفض التحدث إلى وسائل الإعلام خوفًا من أن يعكر عليهم رجال الأمن نشوتهم في بيع "المتفجرات"، ويعرف السوق خلال هذه الأيام حملات في كل لحظة لتفريق تجار الألعاب النارية.
 ويضيف مروان، الذي تحدث لنا وهو يدير رأسه ذات اليمين وذات الشمال، خوفًا من أن تفاجئه دورية رجال الأمن: "كل عام كنجي نبيع القنبول هنا، ولكن هاذ العام كين الهزان بزاف البوليس مخلوناش نبيعو على خطرنا"، الربح اليومي لمروان لا يتجاوز في أحسن الأحوال العشرون درهمًا، حيث أكد باعة الألعاب النارية أنه مقارنة بالسنوات الماضية، يلاحظ أن الإقبال على اقتناء الألعاب النارية تراجع خلال السنوات الأخيرة.

وتابع مروان: "مكينش النهار لكيدوز بلا مضاربة، غير كتشري القنبول كيجيو عندك الحناطة باش يخون ليك هذكشي لشريتي".

وتتراوح أثمنة الألعاب النارية بين عشرة دراهم و150 درهم، ومن بين الأنواع التي يقبل عليها محبو التفجير "زيدان"، وهي قنبلة تحدث ضجيجًا خاصًا، ويصل ثمنها إلى 60 درهمًا، بالإضافة إلى "الطيارة" التي تطير لحظة إشعالها ويصل ثمنها إلى 16 درهمًا للعلبة.

وعن مصدر هذه الألعاب النارية، أوضح أحد التجار، الذي فضل عدم ذكر اسمه أن غالبيتها تدخل من وجدة والشينوة، ويتحول فضاء سوق درب عمر، أحينًا كثيرة إلى حلبة صراع بين التجار الصغار، إذ غالبًا ما يبدأ الأمر بمناوشات بسيطة بين الأطفال وبين مجموعات من أحياء المدينة، لينتقل إلى معركة تستخدم فيها الألعاب النارية للترهيب.

الاحتفال بيوم عاشوراء لا يقتصر على الأطفال بل يمتد ليصل إلى الكبار أيضًا، ففيه تخرج الأسر بحثًا عن لعبة لأطفالها، ويصبح  الشغل الشاغل للأسر إيجاد لعبة لإسعاد الأطفال، وتتميز ألعاب "عاشوراء" بأن أغلبها يكون من الألعاب الحربية، من بنادق ومسدسات ورشاشات وسيوف وسيارات مدرعة مع ألعاب الليزر، أما الصغيرات فتجدهن يتسابقن ويتنافسن في اقتناء الدمى وألعاب على شكل أواني الطبخ، وهو ما يكلف جيوب أولياء الأمور مصاريف إضافية تتفاوت من أسرة إلى أخرى، بحسب عدد أطفالها ودخلها الشهري.

حسن بائع ألعاب، يمارس هذه المهنة قرابة العشرون عامًا، مهنة رغم موسميتها وجد فيها فرصة لادخار دراهم معدودة، تصل قيمة السلعة التي يعرضها في أحد أزقة درب عمر أربعة آلاف درهم، وتحدث لنا عن تجارته قائلًا: "الرواج هاذ العام قليل، مولين المحلات هما الضربين إديهم".

وتزدهر تجارة "الطعارج" بدورها مع هذه المناسبة حيث يلاحظ إقبال ملحوظ على هذه الوسائل، إقبال لا يقتصر على الأسر والنساء بل يمتد إلى الأطفال.

 وأوضح محمد بائع الطعارج: أن "أغلب المعروضات قادمة من مدينة أسفي ومراكش، العائلات المغربية معروفين بأنهم كيشريو الطعارج في هاذ المناسبات"، مضيفًا: "حتى الدراري كيشريو طمطام وديكورات".

خصوصية احتفال المغاربة بـ"عاشوراء"، يلقي بثقله على تلك الطقوس العيشورية القديمة، وبدأ يغيب ذلك الحس الإبداعي عند الأطفال الجدد في إعداد لعبهم، بعدما صارت تأتي إليهم جاهزة تبهر الأنظار بألوانها وأحجامها وتقنياتها العالية، ولكن عليها علامة تجارية مسجلة صينية أو تايوانية، تتحول في أحيان كثيرة إلى مصدر تهديد لصحة هؤلاء الأطفال.

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطفال دفعهم الفقر لتجارة الألعاب النارية في سوق درب عمر أطفال دفعهم الفقر لتجارة الألعاب النارية في سوق درب عمر



GMT 01:52 2025 الإثنين ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هيثم طبطبائي المستهدف من إسرائيل ثلاث مرات

GMT 19:36 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تهديدات قانونية محتملة تطال بيل وهيلاري كلينتون

GMT 19:55 2025 الثلاثاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

استطلاع يظهر تزايد تأثير أفكار الإخوان بين مسلمي فرنسا

الثقة والقوة شعار نساء العائلة الملكية الأردنية في إطلالاتهن بدرجات الأزرق

عمّان - المغرب اليوم

GMT 02:12 2025 الجمعة ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشرع يؤكد أن العديد من المطالب الشعبية محقة والبعض مسيس
المغرب اليوم - الشرع يؤكد أن العديد من المطالب الشعبية محقة والبعض مسيس

GMT 11:06 2025 الجمعة ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس قيس سعيد يندد بتدخل أوروبي "سافر" في شؤون تونس
المغرب اليوم - الرئيس قيس سعيد يندد بتدخل أوروبي

GMT 07:48 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الذهب في المغرب اليوم الجمعة 24 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 01:51 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

شعر ميغان ماركل يكشف موعد ولادة طفلها الأول

GMT 19:40 2022 الأربعاء ,08 حزيران / يونيو

أبل تتخلى عن حاملي 5 أنواع من آيفون "انتهى وقتكم"

GMT 08:44 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

تعرّض طالبات للتحرش من قبل أستاذ جامعي في الرباط

GMT 03:01 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

مميَّزات ومواصفات "جاكوار أكس أف سبورتبريك" 2019
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib