إعتصامات القاهرة باتت منازل المتظاهرين التي يعيشون فيها
آخر تحديث GMT 11:56:10
المغرب اليوم -

إعتصامات القاهرة باتت منازل المتظاهرين التي يعيشون فيها

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - إعتصامات القاهرة باتت منازل المتظاهرين التي يعيشون فيها

القاهرة ـ محمد الشناوي

يتطلب الوصول الى مخيمات المتظاهرين المنتشرة في شمال شرق العاصمة القاهرة، التنقل بحذر عبر مداخل من أكياس الرمل الكثيفة والجدران الطوبية المؤقتة . وبمجرد أن تصل الى المكان المقصود ، يخضع الزوار الى تفتيش دقيق يبدأ بالتأكد من الهوية الشخصية ثم يتم تمريرهم بواسطة رجال يرتدون سترات برتقالية ، وخوز متينة وشوم، وأمامهم لافتات وضعت على مخيمات كبيرة كتب عليها" أطفال ضد الإنقلاب". وبعد ذلك وبالتمدد في المساحة التي اقيم فيها الإعتصام ، يوجد عشرات الألاف من الناس بنوا ما يمكن أن يرقى الى مجتمع والذي كان مجرد إشارة مرورية ،هناك خيم مضاءة بالكهرباء ، تلفزيونات وإنترنت وبعض منها من طابقين ، ويوجد مستشفى ومطابخ جماعية، وحمامات وأماكن للإستحمام. هذا الوضع يشير الى مأزق سياسي خطير بين حكومة فرضها الجيش وبين "الإخوان المسلمين" وحلفاء إسلاميين يدعمون الرئيس المخلوع محمد مرسي، وتتهمهم الحكومة الجديدة بإقتناء السلاح وتقول "أنهم يجب أن يغادروا الساحة، أو سيتم فض إعتصامهم بالقوة". ولكن يبدو أن فض هذا الإعتصام سيكون صعبا بسبب الحشود التي تراكمت ، والبنية التحتية التي بنوها ، فضلاً عن الحجة الدينية التي يدافع عنها المتظاهرون . فالجيش والشرطة قتلت العشرات من المؤيدين لمرسي، وجماعات حقوق الإنسان اصدرت تقارير عن إعتقال العشرات منهم وتعذيبهم . وبدلا من تخويف المتظاهرين للعودة الى منازلهم ، فان حملات قمعهم عززت من إقتناعهم بالبقاء. وقال محمد عرفة الطبيب البيطري ذو الشعر الأبيض والذي إتخذ جزءاً من الرصيف مسكناً له مع قليل من الأصدقاء منذ شهر مضى:" كل شخص يأتي الي هنا يعلم أنه قد لا يعود". وينام الأن محمد عرفة هو وأصدقاؤة على بطانية ناعمة مثبتة بمسامير في إطارات خشبية . والكهرباء مدت الى المكان من مبنى مجاور لتشغيل المراوح وبطاريات الهواتف والثلاجات وشاشة تليفزيونية كبيرة ، هم يعدون الشاي والقهوة على موقد غاز. وقال محمد عرفة " نحن هنا لنبقى". الإعتصام الرئيسي والأصغر أمام جامعة القاهرة يعكس المهارة التنظيمية للإخوان المسلمين وقدرة المصريين ليفعلوا ما في وسعهم. فالحواجز التي أغلقت الطريق الى الإعتصام الأساسي في جميع أنحاء مسجد "رابعة العدوية" بنيت من أرصفة الطريق التي تم تكسيرها ورسم لوحات لشهداء 27 يوليو عندما قامت قوات الأمن بقتل ما لا يقل عن 72 مؤيد لمحمد مرسي. وفي الداخل، حيث شعرت أنني في "وودستوك" إسلامية ، وبينما يحتفل السكان بمرور أربعة أيام على إنتهاء شهر رمضان ،الرجال،النساء و الأطفال إحتشدوا في الشوارع ، يبيعون الأعلام ،وأقنعة لمحمد مرسي والذي أعتقل من قبل القوات المسلحة منذ أن تم الإطاحة به في 3 يوليو/تموز الماضي . وإنضموا الى مسيرات عفوية وهم يهتفون "يسقط حكم العسكر" أو " واحد ، إثنين ، مرسي فين؟". ودوت الأناشيد الدينية من مكبرات الصوت المعلقة على أعمدة الإنارة، ومن الخيام الكثيرة تضامنا مع الرئيس محمد مرسي وضد لقائد القوات المسلحة عبد الفتاح السيسى. عدد لا يحصي من الخيام على جانبي الطريق ومحيط الإشارة للطرق الرئيسية وصولا الى الشوارع المجاورة والحدائق ، وغالبا ما تترك الممرات الضيقة فقط للمشاة ، وبعض الخيام ليست أكثر من اوراق متدلية من شجرة ،ولكن أخرى مصنوعة من إطارات قوية من الخشب والمعدن. وخطوط طويلة تفصل بين الذكور والإناث ، وهناك بالخارج مطابخ مشتركة تقدم الطعام مجاناً من الأرز والعدس وعصير الطماطم . وزين الإعتصام بلافتات كتب عليها "مهندسون من أجل مرسي" ،"نساء من أجل مرسي" ، "صيادلة ضد الإنقلاب". ولافته مميزة جدا تصور الرئيس الاميركي أوباما كفرعون مصري قديم يمسك بكلبين بوجهي الفريق السيسي ومحمد البرادعى نائب الرئيس الجديد والذي كتب عليها: " الحصول على اللعبة مرة أخرى بواسطة طغيان الديمقراطية". ويضحك المارة على صورة اخرى لعشرات طيور البط بالقرب من احديى الخيم كتب عليها "البط ضد الإنقلاب ". وقال صاحبها أحمد عبد الرحمن 49 عاما "أن البط خرج من البيضة ولا يمكن أن يعود اليها مرة أخرى، و كما حصلنا على حريتنا لن نتركها مرة أخرى".  وقال أن الرجال يأتون لملئ أباريق المياة للشرب والطبخ والغسيل والوضوء. وكل فريق علية أن يترك المنطقة نظيفة، وينظف الممرات مرتين في اليوم وجمع القمامة. ويتطور الإعتصام طبيعيا وليس هناك سلطة عليا فيه، ويختلف عدد المعتصمين في اليوم ، ففي أوقات النهار يصل الى 10.000 حيث يكون الناس في أعمالهم، وفي الليل يزيد العدد وأيضا أثناء الأحداث الكبيرة. وعلى بعد كيلو مترات قليلة ،خارجا أمام جامعة القاهرة هناك إعتصام أخر للإخوان، وعلى الرغم من صغره فان كل المداخل الى ميدان النهضة محصنة بجدران متعددة من الطوب والإطارات والمتاريس المعدنية وأكياس الرمال، وهناك كاميرات مراقبة مثبتة على أعمدة الإنارة، وأكوام ضخمة من الحجارة بحجم "البيسيبول" وأحجام أصغر منتشرة في جميع النواحي على إستعداد لإلقائها. وإستخدم المتظاهرون الأسلحة النارية في التصادمات السابقة بينهم وبين المتظاهرين ضد مرسي.وبالرغم من ذلك ليس واضحا هل تملك الإعتصامات الحالية أسلحة وما هي عددها. الا ان هذه المخيمات انشأت بنيتها التحتية لتتعامل مع الحشود مع مستشفيات ميدانية مجهزة تجهيزا جيدا ،حمامات مشتركة، وصنابير للوضوء، وفي الأيام الأخيرة صنعت المرأة الكعك الطازج. وفي الفناء الواسع للمخيم يجلس محمود رجب وهو حلاق يقص الشعر ويهذب اللحى ، ويقدم ماسك للوجة،وتدليك للظهر بمدلك كهربائي ، وكل هذا مجانا ولكنة يقبل التبرعات. السيد رجب29 عاما الذي طلق زوجتة منذ عامين ،قال إن الإعتصام مكان جيد للبحث عن إمراة ملتزمة. وبينما ينتظر عروسة جديدة فهو ينام بجانب كرسي الحلاقة ويعود الى منزلة كل 5 أيام للإستحمام. ومثلة كمثل الأخرين قال أنه سيدافع عن المخيم إذا هاجمتة الشرطة. وقال " إذا قتلت سأقتل عددا منهم معي " وأضاف أن كل ما سيحارب به هو الحجارة.و"إذا كان هناك أي شئ أخر ساستخدمة."

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعتصامات القاهرة باتت منازل المتظاهرين التي يعيشون فيها إعتصامات القاهرة باتت منازل المتظاهرين التي يعيشون فيها



هيفاء وهبي تتألق بإطلالات العباية التراثية والستايلات الشرقية الفاخرة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 00:29 2025 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

وداعاً لندن استطلاع يكشف سر جاذبية الإمارات للبريطانيين
المغرب اليوم - وداعاً لندن استطلاع يكشف سر جاذبية الإمارات للبريطانيين

GMT 10:21 2025 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المغربية تدعو النقابات للحوار حول إصلاح أنظمة التقاعد
المغرب اليوم - الحكومة المغربية تدعو النقابات للحوار حول إصلاح أنظمة التقاعد

GMT 20:49 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 15:45 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

وصفة سحرية للتخلص من ألم أذنيك بسبب الأقراط

GMT 22:39 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

ريو فرديناند يشيد بدور البرازيلي تياغو سيلفا أمام ليفربول

GMT 09:57 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شواطئ اليونان الساحرة للباحثين عن الاسترخاء والمرح

GMT 04:50 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

اتحاد طنجة يجدد عقد حارس المرمى هشام لمجهد

GMT 05:51 2022 الثلاثاء ,28 حزيران / يونيو

تكريم دنيا بطمة كأجمل صوت مغربي عربي لعام 2022
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib