طهران - المغرب اليوم
لوّحت إيران باتخاذ إجراءات تصعيدية في حال استمرت الضغوط والعقوبات الغربية عليها، وذلك على لسان الناطق باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، إبراهيم رضائي، الذي قال إن بلاده قد تنسحب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، أو تبدأ بتخصيب اليورانيوم إلى مستويات تتجاوز 60%.
وفي مقابلة مع وكالة "تسنيم" الإيرانية، أوضح رضائي أن بلاده "لا تزال طرفاً في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، لكنها علّقت بشكل طوعي تنفيذ البروتوكول الإضافي المتعلق بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وحذر من أنه "في حال استمرت العقوبات والضغوط، فإن الانسحاب من المعاهدة وتخصيب اليورانيوم لمستويات أعلى وإنتاج أجهزة طرد مركزي حديثة وتوسيع التعاون النووي سيكون مطروحاً على الطاولة".
تصريحات رضائي تزامنت مع تهديدات أطلقها وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الذي اعتبر أن الترويكا الأوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) لا تملك "أي أساس قانوني أو أخلاقي" لتفعيل آلية "الزناد" لإعادة فرض العقوبات الأممية على طهران، داعياً إلى "اتفاق نووي عادل ومتوازن يعود بالنفع على الطرفين".
في السياق ذاته، أبلغت الدول الأوروبية الثلاث إيران بأنها ستفعّل آلية الزناد وتعيد فرض جميع العقوبات الأممية في حال عدم تحقيق تقدم ملموس في المحادثات النووية بحلول نهاية الصيف. ووفق مصادر دبلوماسية، جرى أول اتصال هاتفي بين وزراء خارجية الدول الثلاث ومسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي مع وزير الخارجية الإيراني منذ بدء التصعيد العسكري في يونيو الماضي.
الدول الأوروبية، إلى جانب روسيا والصين، تُعد من الأطراف المتبقية في الاتفاق النووي الموقع عام 2015، والذي رُفعت بموجبه العقوبات عن إيران مقابل قيود على برنامجها النووي. لكن هذا الاتفاق تآكل تدريجياً، خصوصاً بعد الانسحاب الأميركي منه عام 2018، والرد الإيراني بتقليص التزاماتها النووية تدريجياً.
ويأتي هذا التهديد الإيراني الجديد في وقت خرج فيه مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية من إيران عقب الضربات الجوية الأميركية والإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مواقع نووية. ولم تُسجّل بعد أي مؤشرات على استئناف المحادثات النووية بين طهران وواشنطن، رغم وجود دعوات أوروبية لإحياء المسار الدبلوماسي قبل حلول الموعد النهائي في أغسطس.
ورغم الانفتاح الإيراني المعلن، يرى دبلوماسيون غربيون أن التوصل إلى اتفاق شامل خلال الأسابيع المقبلة يبدو مستبعداً في ظل غياب المفتشين عن الأرض، واستمرار التصعيد السياسي والميداني بين إيران والغرب.
قد يهمك أيضا


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر