تجربة ألمانية لمواجهة التدافع داخل الأماكن الضيقة
آخر تحديث GMT 15:56:43
المغرب اليوم -

تجربة ألمانية لمواجهة التدافع داخل الأماكن الضيقة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تجربة ألمانية لمواجهة التدافع داخل الأماكن الضيقة

برلين ـ وكالات

الازدحام داخل المباني والأماكن الضيقة يتسبب أحيانا في كوارث ينتج عنها قتلى وجرحى. ولمعرفة أفضل السبل لتجنب الازدحام وكيفية الاستفادة منها في المباني وتنظيم الفعاليات. قام باحثون ألمان بتجربة في صالة معرض مدينة دوسلدورف. قرابة ألف شخص بينهم طلاب وعمال وربات بيوت يتدافعون في صالة معرض دوسلدورف، ويرتدي كل واحد منهم قبعة بيضاء، وزودت كل قبعة منها برمز مخلتف للاستجابة السريعة أو مايسمى بالإنجليزية QR-Code. وفي أعلى القاعة توجد كاميرات عديدة تسجل المشهد وتتبع كل حركة يقوم بها أي شخص من المشاركين. ويستخدم باحثون من مدينة يوليش في شمال غرب ألمانيا هذا التدافع لغرض علمي وهو التعرف على تدافع الناس بشكل أفضل ووصفه باستخدام طرق الرياضيات. وهدفهم من ذلك هو جعل الفعاليات الكبيرة أكثر أمانا، أي فعاليات مثل مباريات كرة القدم أو الحفلات أو مسيرات الحج، التي يحدث بها أحيانا تدافعات للجماهير تؤدي إلى حوادث يجرح بل ويموت فيها كثير من الناس. ثلاثون كاميرا في قاعة واحدة؟ على مدار ثلاثة أيام تدافع المتطعون لأداء التجربة في ممر ضيق في صالة معرض دوسلدورف وانحشروا في قاعات ضيقة. ويشارك في هذه التجربة فقط من لا يخاف من الأماكن الضيقة. وإضافة إلى القبعة البيضاء المزودة برمز الاستجابة السريع الذي تقرأه الكاميرات يضع كل مشارك شريطا في يده باللون الأحمر أو الأصفر. وبعد أن أرسلهم مدير المشروع أرمين زايفريد إلى داخل قاعة بها أربعة أبواب؛ يطلب زميله شتيفان هول من أصحاب الأشرطة الحمراء مغادرة القاعة عبر أبواب عليها إشارة ضوئية حمراء، أما أصحاب الأشرطة الصفراء فيغادرون عبر بوابات عليها ضوء أصفر. تحدث فوضى ورغم ذلك فلم يستغرق إخلاء القاعة سوى دقائق معدودة. ويراقب خبير الكمبيوتر مايك بولتيس الفوضى من خلال ما يقرب من ثلاثين كاميرا، وهذا ضروري لأن الحشد كثيف جدا والمكان ضيق ما يسبب اختفاء جزء من المشاركين عن أعين الكاميرات، ولذلك فمن الضروري أستخدم هذا العدد من الكاميرات المسلطة بشكل عمودي على المشاركين، حسب ما أفاد بولتيس. وبإمكان بولتيس أن يحدد لاحقا وبدقة كل فرد من خلال رموز الاستجابة الموجودة على القبعات. وقبل إجراء التجربة كان يتحتم على كل مشارك ملؤ استمارة وأعطاء معلومات عن جنسه ووزنه وغيرهما من الأشياء التي قد تؤثر في سلوكه. ويقول بولتيس "من خلال هذ يتضح مثلا كيف يتصرف الناس الأصغر حجما. وهناك أسئلة تهمنا الإجابة عليها مثل: هل تتصرف المرأة بشكل مختلف عن الرجل، وكيف تتصرف المجموعات وسط تجمع كهذا، وهل يسير أفراد المجموعة بجوار بعضهم أم متشابكين مع بعضهم البعض؟" وعلى شاشة الكمبيوتر وضعت على المشاركين مرتدي القبعات البيضاء الكثير من النقاط الملونة. وتشير النقاط الحمراء إلى الواقفين منهم، أما النقاط الخضراء فتشير إلى من يتحركون. وبهذه الطريقة يمكن للباحثين معرفة أين تحدث الازدحامات وكم من الوقت تستغرق وما مدى حجمها، حسب ما يقول الفيزيائي ارمين زايفريد. الناس الذين يسيرون يحتاجون أيضا إلى مكان أكبر من أولئك الذين يقفون، ولذلك يظهرون على شاشة الكبيوتر كنقطتين متجاورتين مضيئتين، لأن بإمكان عدد أكبر من الناس السير بجوار بعضهم عن السير خلف بعضهم، وبهذا يمكن وضع حركة السيقان للأمام في الاعتبار، حسب ما يقول زايفريد. ويقول المهندس المعماري شتيفان هول: "نريد أولا معرفة كيفية حدوث الازدحام وكيف يمكن ابطاء حدوثه أو حتى منعه، مثلا من خلال تغييرات في المباني أو الاستخدام الماهر لعلامات التوجيه في القاعات. إضافة إلى معرفة الحدود السليمة لعرض الممرات والطرق وما المساحة التي نحتاجها لا ستيعاب الإزدحام وكيف يمكن تحسين تدفق الناس عند مفترق طرق؟" ويمكن من خلال الإجابة على الأسئلة المذكورة الاستفادة في بناء محطات القطارات أو المطارات أو تنظيم الفعاليات والأحداث الكبرى كالمعارض والحفلات الموسيقية أو الأحداث الرياضية والتخطيط لها بشكل أفضل. ويريد زايفريد في أن يقدم في نهاية المشروع لمهندسي المباني ورجال الإطفاء والشرطة معلومات يمكن أن تساعدهم على أداء أعمالهم اليومية. ويقول الفيزيائي زايفريد "يمكن التفكير في الأمر على أنه لعبة كمبيوتر قادرة على إنشاء تجمعات بشرية كبيرة في مبان معينة. وبهذه الطريقة يمكن لمنظمي الفعاليات محاكاة مثلا تواجد عشرة آلاف شخص في مكان ما وتوجيهم في اتجاه معين. وإذا ما تبين لهم أنه ربما تكون هناك مواقف تنطوي على مخاطر فيجب إلقاء الخطة المنظمة والبحث عن بديل آخر." وفي حالة عدم أخذ التحذيرات على محمل الجد ويقع التزاحم تصير المسألة غالبا مستعصية على الحل. ومع أنه بالإمكان مخاطبة الناس من خلال مكبرات الصوت وتنبيهم إلى وجود أماكن للهروب من المباني إلا أنه عند وصول التزاحم إلى حد معين يصبح من المستحيل الوصول إلى الناس، حسب ما يقول زايفريد، الذي يضيف "في مناطق الإزدحام الشديدة لا يستطيع الشخص أن يعرف ما يحدث بجواره على بعد مترين." لقد سار كل شيء بسلاسة في التجربة في صالة معرض دوسلدورف. كانت الحالة المزاجية للمشاركين فيها جيدة وكانوا جميعا مستمتعين بالتجربة والطرقات والممرات كانت واسعة بما فيه الكفاية. DW خدمة

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجربة ألمانية لمواجهة التدافع داخل الأماكن الضيقة تجربة ألمانية لمواجهة التدافع داخل الأماكن الضيقة



نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 تشرين الأول / أكتوبر

القبعة تعود بقوة إلى الواجهة كقطعة أساسية
المغرب اليوم - القبعة تعود بقوة إلى الواجهة كقطعة أساسية

GMT 09:32 2025 الخميس ,02 تشرين الأول / أكتوبر

8 مدن تنبض بثقافة القهوة في يومها العالمي
المغرب اليوم - 8 مدن تنبض بثقافة القهوة في يومها العالمي

GMT 23:07 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

هشام كلوش يهاجر إلى أوروبا عبر "قوارب الموت"

GMT 08:40 2019 الجمعة ,08 شباط / فبراير

خطوات تطبيق المكياج الخليجي لإبراز جمال الوجه

GMT 06:04 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

محمد دحلان يطالب الرئيس عباس بزيارة قطاع غزة

GMT 09:09 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

الدبابير اليابانية العملاقة تقتل 12 مليون نحلة في تركيا

GMT 16:19 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الكشف عن "كيا بيكانتو X-Line" المميّزة بتصميمها القوي

GMT 23:42 2018 الثلاثاء ,18 أيلول / سبتمبر

التعادل مع بورتو يحبط مدرب "شالكه" دومينيكو تيديسكو

GMT 01:59 2018 الخميس ,16 آب / أغسطس

الشهداء هم كبار البلد وأعمدتها وكراسيها
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib