هدنة أم مواجهة بين الصين وترامب
آخر تحديث GMT 02:08:07
المغرب اليوم -

هدنة أم مواجهة بين الصين وترامب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - هدنة أم مواجهة بين الصين وترامب

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
واشنطن ـ المغرب اليوم

عندما يدخل دونالد ترامب البيت الأبيض مجددا في يناير المقبل لبدء مهامه ولايته الرئاسية الثانية بشكل رسمي، فإن قضايا الصين ستكون ضمن أولوياته البارزة، التي من المتوقع أن يترك النقاش بشأنها آثارا على الساحة الدولية، بالنظر لكون بكين المنافس التجاري الأبرز لواشنطن.

ويعتقد مراقبون أن رد فعل بكين إزاء فوز ترامب بالانتخابات الأميركية لا يزال يتسم بـ"عدم اليقين" إزاء ما ستشهده السنوات المقبلة، إذ هنأه الرئيس الصيني شي جين بينغ على فوزه، لكنه أضاف تحذيرا قائلا إن "التعاون يجلب المكاسب، والمواجهة تؤدي للخسارة"، داعيا إلى إدارة الخلافات بين بكين وواشنطن بـ"الطريقة المناسبة".

في ولاية ترامب الأولى بعد فوزه في انتخابات عام 2016، بدأت العلاقة بينه وبين شي "ودية"، لكنها سرعان ما تدهورت مع تفشي وباء كورونا واندلاع حرب تجارية بين البلدين، في الوقت الذي استمر هذا الخلاف متصاعدا حتى اجتمع الرئيسان الصيني والأميركي جو بايدن في نوفمبر من العام الماضي، على هامش قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ.

من بكين، قال الباحث السياسي والاقتصادي نادر رونغ هوان لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن العلاقات الصينية الأميركية ستواجه عددا من التحديات البارزة مع قضايا رئيسية، منها الحرب التجارية ورفع الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية، إلى جانب المنافسة في التكنولوجيا، وملف تايوان والنزاع حول بحر الصين الجنوبي.

وبدا أن ترامب يعتزم المواجهة الاقتصادية المبكرة مع الصين، إذ تعهد "رجل التعريفات الجمركية" مرارا خلال حملته الانتخابية بفرض مزيد من الرسوم الجمركية تصل إلى 60 بالمئة على الواردات الصينية، بالإضافة إلى فرض تعريفة 10 بالمئة على جميع الواردات من الشركاء التجاريين للولايات المتحدة.

ويمثل نهج ترامب "ضربة" لثاني أكبر اقتصاد بالعالم، إذ أشار تحليل نشرته مؤسسة "يو إس بي" إلى أن مثل هذا القرار سيؤدي إلى خفض النمو الاقتصادي الصيني بنسبة 2.5 بالمئة، مما يساهم في ارتفاع البطالة بين الشباب وتباطؤ طويل في قطاع العقارات، ويراكم الديون الحكومية.

وقال الباحث السياسي والاقتصادي إنه "رغم هذه التحديات المتزايدة فالصين لا تسعى للمواجهة، بل تأمل في تعزيز التعاون المتبادل مع الولايات المتحدة على أساس الاحترام المتبادل والتعايش السلمي، لكنها ستستمر في الدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها ومصالحها التنموية، رغم سعي أميركا الحثيث لاحتواء الصين باعتبارها منافسا رئيسيا واستراتيجيا".

كما أوضحت كبيرة الباحثين في معهد بنك فنلندا المختصة بالشؤون الصينية تولي ماكولي، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "العلاقات بين بكين وواشنطن الاقتصاديين متوترة في ظل الإجماع الواسع على اتخاذ مواقف صارمة تجاه الصين".

وقالت ماكولي إن "هناك خطرا كبيرا من تفاقم الوضع نظرا لتهديد ترامب بفرض مزيد من الرسوم الجمركية على الواردات الصينية، لكن رغم أن بكين تمتلك خبرة أكبر في التعامل مع ترامب وقد أتيح لها الوقت للتحضير، فإن محاولة تحسين العلاقة بين البلدين ستكون تحديا كبيرا".

بالنظر لأزمة تايوان، فهي واحدة من أبرز نقاط الخلاف بين بكين وواشنطن، وفي عام 2016 أثار ترامب غضب الصين بعد تلقيه مكالمة تهنئة من رئيسة تايوان آنذاك تساي إينغ وين، ليصبح أول رئيس أميركي يتحدث مباشرة مع رئيس تايواني منذ سبعينيات القرن الماضي.

ووفق المستشار السابق للشؤون الآسيوية بمجلس الأمن القومي الأميركي إيفان ميديروس، فإن "ترامب لا يزال متشككا في أهمية تايوان للمصالح الأميركية، فقد يعتبرها ورقة تفاوض، وربما ترى بكين في انتخاب ترامب فرصة ذهبية لحث الولايات المتحدة على التخلي عن تايوان مقابل الثمن المناسب".

لكن مع ذلك، يعتقد ميديروس، في تحليل نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أن الرئيس المنتخب يحمل آراء متعددة ومتضاربة بشأن الصين، فهناك "ترامب الذي يحب شي جين بينغ ويود عقد صفقات كبرى مع القادة الأقوياء، وهناك ترامب المنافس الاستراتيجي الذي شعر بالغش من الصين بسبب جائحة كورونا والاتفاق التجاري الثنائي".

وتساءل: "ترامب يعرف أيضا أن التعامل الصارم مع بكين دائما سياسة ناجحة، فهل سيبرز ترامب صانع الصفقات أم المنافس؟ على الأرجح كلاهما".

يعقد نادر رونغ هوان أن الصين قد تنجح في توجيه العلاقات مع ترامب بعد عودته للبيت الأبيض إلى مسار مختلف عن فترة ولايته الأولى.

وقال إن "تجارب السنوات الماضية أثبتت أنه لا رابح في الحرب التجارية، وأن محاولات احتواء تطور الصين باءت بالفشل، ويمكن أن تساهم الحقائق والتجارب الماضية في إعادة العلاقات إلى مسار تطور سريع ومستقر في السنوات الأربع المقبلة، لكن بلا شك ستظل هناك تحديات".

في حين، يرى ميديروس أن "وسط هذه النتائج المتباينة هناك أمران مؤكدان، أولهما أن العلاقات ستتدهور وربما بشكل حاد، إذ ستتوسع عوامل المنافسة الأساسية، كما سيكون فريق ترامب الجديد صارما وغير متوقع، والأمر الثاني أن الصين ستستغل الفرصة لتقديم نفسها كمدافع عن العولمة والتعددية مع انشغال ترامب بسياسة الحماية والعزلة والصخب".

وشدد على أن "الصين فشلت في استغلال السخط العالمي ضد أميركا خلال الولاية الأولى لترامب، لكنها لن ترتكب نفس الخطأ هذه المرة".

قد يهمك أيضا:

عمليات الفرز تتواصل وترمب يقترب من البيت الأبيض بولايتين متأرجحتين والجمهوريون يسيطرون على مجلس الشيوخ

بيان عاجل من البيت الأبيض بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هدنة أم مواجهة بين الصين وترامب هدنة أم مواجهة بين الصين وترامب



درّة تتألق بالأحمر بإطلالات خريفية تمزج بين الفخامة والأنوثة

تونس - المغرب اليوم

GMT 08:49 2025 الأربعاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

فستان البليزر القصير يخطف أنظار نجمات خريف 2025
المغرب اليوم - فستان البليزر القصير يخطف أنظار نجمات خريف 2025

GMT 09:22 2025 الأربعاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

خطوات فعالة لتنظيف رخام المطبخ
المغرب اليوم - خطوات فعالة لتنظيف رخام المطبخ

GMT 12:06 2025 الأربعاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

باسم يوسف في لقاء تلفزيوني مصري بعد اعوام من الغياب
المغرب اليوم - باسم يوسف في لقاء تلفزيوني مصري بعد اعوام من الغياب

GMT 01:28 2025 الخميس ,09 تشرين الأول / أكتوبر

خامنئي يجيز رفع القيود عن مدى الصواريخ الايرانيه
المغرب اليوم - خامنئي يجيز رفع القيود عن مدى الصواريخ الايرانيه

GMT 20:44 2025 الأربعاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تأخير معادلة الشهادات الأجنبية يفاقم نقص الأطباء بالمغرب
المغرب اليوم - تأخير معادلة الشهادات الأجنبية يفاقم نقص الأطباء بالمغرب

GMT 19:22 2025 الأربعاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

حمزة نمرة يترشح رسميا لجوائز غرامي وينافس على فئتين
المغرب اليوم - حمزة نمرة يترشح رسميا لجوائز غرامي وينافس على فئتين

GMT 02:10 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

أفضل النشاطات السياحية في جزيرة "بورنيو"

GMT 04:11 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

خدمات جديدة ومجانية تقترحها "التعاضدية" على أعضائها

GMT 09:12 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

تحرير زوجة بعد تهديد زوجها بذبحها بواسطة سكين

GMT 19:37 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

سيد رجب ينضم إلى "نسر الصعيد" بطولة محمد رمضان

GMT 11:13 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

سعر الريال القطري مقابل دينار كويتي الأحد

GMT 12:39 2013 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وزير السياحة المغربي يلتقي نظيره العراقي في الرباط

GMT 03:54 2013 الأحد ,17 آذار/ مارس

مبادرة لإنقاذ مسرح سرفانتيس في طنجة

GMT 12:14 2014 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مقاهي "ستاربكس" في المغرب تقدِّم عروضها لموسم الشتاء

GMT 13:52 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

الفنان محمد رمضان يستكمل تصوير الجزء الثاني من "الكنز"

GMT 11:31 2015 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

نشر صورة الممثلة تشارليز ثيرون في المدرسة

GMT 22:43 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

دورة عن التغيرات المناخية وندرة المياه في الواحات المغربية

GMT 06:20 2014 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الشخص غير المناسب وغياب الاحترافيَّة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib