أقصبي يكشف تأثيرات كوفيد19 على التوازنات الاقتصادية في المغرب
آخر تحديث GMT 00:22:43
المغرب اليوم -

أكّد المعاناة مِن وجود فجوة في ميزان الأداءات وتدهور سلم الصادرات

أقصبي يكشف تأثيرات "كوفيد-19" على التوازنات الاقتصادية في المغرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أقصبي يكشف تأثيرات

المفكر الاقتصادي المغربي نجيب أقصبي
الرباط - المغرب اليوم

أكد المفكر الاقتصادي المغربي نجيب أقصبي، أنه من الضروري مساءلة علاقة التوازنات الاقتصادية بمستجد "كورونا" الصحي العاجل، مضيفا أن المدخل الرئيسي لمقاربة هذه العلاقة "هو اختيار التنمية كتوجه ينبغي تحقيقه والرهان عليه، وإعادة النظر في واقع التنمية في المجتمع المغربي، والتخلص من العديد من المسلمات التي بتنا نتداولها ونرددها، إذ حان الوقت لطرحها للنقاش في هذه الظرفية".

جاء ذلك خلال لقاء مباشر، على صفحة "المضيق كوفيد-19" على الفايسبوك، بشأن موضوع "تأثير جائحة "كورونا" على التوازنات الماكرو اقتصادية للمغرب".
واعتبر الباحث نجيب أقصبي، أن الدولة المغربية تعيش على وقع إكراهات اقتصادية أثرت على التوازن الداخلي للبلاد، والمتجلية في وجود فجوة في ميزان الأداءات، وتدهور سلم الصادرات والواردات، إضافة إلى ضغط المديونية وتكلفة القروض الضخمة على عاتق الدولة، "وهذا ما يفرز عجزا في الجسد الاقتصادي، مما ترتبت عنه نتائج اقتصادية سلبية"، ليضيف أنه "ليس المشكل في العجز أو الاقتراض، بل بما نفعله بهذه الأموال المقترضة، وحجم الاستثمارات الحقيقية التي توجه نحو ما هو داخلي ليخدم الصالح العام".

وأبرز المفكر الاقتصادي، أن الأزمة الحالية هي "نتيجة لاختيار تم اعتماده لمواجهة كورونا، فالمغرب استعمل الإمكانيات المتوفرة لديه، وهي اتخاذ قرار الحجر الصحي وإعلان حالة الطوارئ، في حين أن دولا أخرى لها إمكانات متطورة ساعدتها على تقليص وتيرة الوباء، والمتمثلة في حجم المؤسسات الصحية وكثافة التحليلات الطبية المنجزة".

وأمام هذه الوضعية، يضيف أقصبي، "اتجهت الأنظار كلها إلى انتظار الخطوات والإجراءات التي ستقوم بها الدولة من الجانب الاقتصادي والاجتماعي، إذ إن رهان الدولة على المداخيل الوطنية، المتمثلة في السياحة والتحويلات المالية الخارجية والاستثمارات الأجنبية، تعرض لـ"الصدمة الاقتصادية"، إذ سيتراجع الإنتاج وينخفض، مع توقف العديد من القطاعات الحيوية في البلاد، بل حتى علاقة المغرب بشركاء الاقتصاد كفرنسا وإسبانيا وإيطاليا، ستعرف تدهورا بحكم أن هذه الدول هي الأخرى تعيش الوضعية نفسها المتأزمة".

وأضاف المتحدث أنه من الانعكاسات الأخرى لهذه الأزمة على الاقتصاد المغربي، "تعرض الميزانية الداخلية لنوع من الارتجاج، بفعل توقف المداخيل الضريبية التي أصبحت في حالة ركود، يلي ذلك اختلال ميزان الأداءات، وتراجع وتقلص رصيد العملة الصعبة، إضافة إلى تدهور السياحة التي قد تفقد 45 مليار درهم سنويا من مداخيلها".ووجه الباحث نقدا دقيقا للإجراءات التي اعتزمت الحكومة القيام بها، والمتمثلة في تحقيق خيار التضامن في مواجهة الجائحة، عبر الاقتطاع من أجور الموظفين، والذي اعتبره قرارا غير مدروس، "فلا يعقل أن نقتطع ثلاثة أيام من دخل الموظفين دون مراعاة اختلافاتهم وفروقاتهم ومداخيلهم المالية ورواتبهم، إذ هناك تباينات في الأجور وجب موازنتها".

وانتقد، في مجرى تحليله للوضع الراهن، العديد من المسلمات الاقتصادية، كالثقة العمياء في النظام الليبيرالي وتبعاته، والرهان على الخوصصة والتبادل الحر وفتح السوق، ليتبين، في النهاية، أن هذه الخيارات السياسية أفضت إلى نتائج وخيمة على الاقتصاد المغربي والغرق في ديون وقروض كثيرة، فكيف يعقل أن تسدد الدولة سلسلة القروض التي اقترضتها من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، في حين أنها تصدر 50% وتستورد 100%؟ وهذا ما يشرح بوضوح تراجع الاقتصاد واختلال توازنه وانكماش الناتج الداخلي الخام، ونظرا إلى تعقد التحديات واشتباكها أمام تجربة مجابهة الجائحة، ثمّن نجيب أقصبي ما تقوم به الدولة آنيا من إجراءات في التعامل مع الأزمة، "إلا أنها تبقى غير كافية، لكون أن حل التضامن يبقى غير مكتمل، بحكم أن هناك فئات وطبقات ميسورة وغنية في المجتمع المغربي، عليها أن تنخرط بإمكاناتها المادية الواسعة في مقاومة الجائحة بمختلف السبل الممكنة".

وقدّم أقصبي العديد من المقترحات والبدائل للخروج من هذه الأزمة، في مقدمتها إعادة الاعتبار للخدمة العمومية، والتأكيد على أهمية أدوار الدولة التي ينبغي الرفع من إمكاناتها الاقتصادية وتحقيق التنمية، مع إعادة الاعتبار لقطاعي التعليم والصحة ونظام التغطية الاجتماعية، وخلق استثمارات في البنيات التحتية التي تمس السواد الأعظم من المواطنين. كما ينبغي القيام بإصلاحات جبائية لتنمية موارد الدولة بطريقة عادلة، أي أن تكون هناك "ضرائب تصاعدية" كإصلاح ضريبي حقيقي يساهم فيه الجميع بقدر الإمكانات المتاحة.

وركز الباحث الاقتصادي على مسألة أساسية، تتجلى في الرفع من النفقات بترشيدها لتلبية الحاجات الضرورية للمواطنين، وإعادة النظر في الأولويات أثناء القيام بعملية الواردات، "إذ علينا أن نستورد ما هو أساسي، له أولوية بالاقتصاد الوطني"، موضحا أنه من بين البدائل المقترحة ما بعد كورونا، هناك "الرهان على تحقيق التنمية وتمكين المواطن، إذ إن هذه الأزمة الصحية أظهرت الحاجة إلى الدولة وليس إلى القطاع الخاص لإنقاذ الوضع"، ومن بين الحلول الأخرى التي اقترحها أقصبي، هناك القيام بإجراء أساسي في ما سماه "الحماية الانتقائية" للاقتصاد الوطني، وتشجيع الناس على الاستثمار وخلق توازن مجالي، والحفاظ على البيئة التي أصبحت مهددة بعدة أخطار.واختتم أقصبي تدخله مؤكدا أن الحل ينطلق من السياسة وليس الاقتصاد، أي ضرورة وجود وتوفر إرادة سياسية تقوم بإصلاحات جذرية على نحو ضروري.

قد يهمك ايضا

أقصبي يؤكد "الساعة الإضافية" تم فرضها وستكون لها عواقب اجتماعية

خبير اقتصدي يؤكّد أن قانون المالية لا يدعم التوزيع العادل للثروات

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أقصبي يكشف تأثيرات كوفيد19 على التوازنات الاقتصادية في المغرب أقصبي يكشف تأثيرات كوفيد19 على التوازنات الاقتصادية في المغرب



الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 20:20 2025 الأحد ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عراقجي يؤكد أن إسرائيل تنفذ مخططا لزعزعة استقرار المنطقة
المغرب اليوم - عراقجي يؤكد أن إسرائيل تنفذ مخططا لزعزعة استقرار المنطقة

GMT 19:07 2025 الأحد ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البيت الأبيض يطلق صفحة لمهاجمة وسائل الإعلام المتحيزة
المغرب اليوم - البيت الأبيض يطلق صفحة لمهاجمة وسائل الإعلام المتحيزة

GMT 00:22 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

واشنطن تشنّ ضربات دقيقة على مخازن أسلحة داعش في سوريا
المغرب اليوم - واشنطن تشنّ ضربات دقيقة على مخازن أسلحة داعش في سوريا

GMT 13:44 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:02 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 15:57 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 14:43 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 07:50 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

غيسين يقر عبوره كروايتا بجواز سفر تجنبا للمشكلات

GMT 03:08 2016 الثلاثاء ,19 إبريل / نيسان

بورش 718 بوكستر تجسد الجيل الأحدث من سيارات بورش

GMT 17:10 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

منطقة الهراويين في الدار البيضاء تشهد جريمة قتل بشعة

GMT 13:07 2017 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تكشف تدهور الغابات الاستوائية في العالم

GMT 07:47 2023 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أنغام تتألق في إطلالات أنيقة باللون الوردي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib